القنصل الفرنسي بأربيل لرووداو: نعتبر الكورد إخوة في السلاح

منذ 22 ساعة
رووداو
الكلمات الدالة فرنسا إقليم كوردستان قسد
A+ A-
رووداو ديجيتال

قال القنصل العام الفرنسي في أربيل، يان بريام، إن بلاده تعتبر الكورد في إقليم كوردستان وسوريا "إخوة في السلاح".
 
وأوضح براي م على هامش مؤتمر "أصوات نسائية بلا حدود" في أربيل، أن "فرنسا تربطها علاقة قوية جداً بالكورد والشعب الكوردي. هنا في إقليم كوردستان العراق، قواتنا تقاتل الإرهاب منذ سنوات، منذ ظهور تنظيم داعش، وكنا نقاتل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية... حين كان داعش نشطاً في العراق وسوريا".
 
في أواخر نيسان، زار وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، أربيل وأجرى محادثات مع كبار المسؤولين، بينهم رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
 
وخلال الزيارة، وصف الوزير الفرنسي الكورد أيضاً بـ"إخوة في السلاح".
 
برايم إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يُكرر دائماً الإشارة إلى الكورد في سوريا والعراق والمنطقة على أنهم شركاؤنا. وهو يشدد على هذا الأمر باستمرار بالنظر إلى العلاقات الطويلة في مواجهة داعش".
 
وأضاف: "نحن حقاً نعتبر الكورد إخوة لنا في السلاح في الحرب ضد الإرهاب.. لقد أُريق الدم على الأرض – دم كورد، دم كورد عراقيين، دم كورد سوريين، وكذلك دماء قوات أمنية أخرى، وفرنسيين".
 
إلى جانب كونها عضواً فاعلاً في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لهزيمة داعش، نشرت فرنسا قواتها في شمال شرقي سوريا، وانضمت إلى الجهود الأميركية لتوحيد صفوف الكورد السوريين عبر تسهيل الحوار الكوردي-الكوردي لتجاوز الخلافات القديمة والتوصل إلى موقف موحد للتفاوض مع الحكومة الانتقالية في سوريا.
 
خلال مؤتمر دولي حول مستقبل سوريا عُقد في باريس منتصف شباط، صرّح الرئيس الفرنسي قائلاً: "أود أن أعبّر عن وفائنا لقوات سوريا الديمقراطية، التي قدّمت تضحيات جسيمة وكانت حليفاً ثميناً في الحرب على الإرهاب. نحن أوفياء لحلفائنا لأننا نعرف أيضاً ما ندين لهم به".
 
تُعد قوات سوريا الديمقراطية، الحليف الرئيسي للتحالف الدولي في الميدان السوري خلال العقد الأخير.
 
وقال برايم إن "العلاقة القوية جداً مع الشعب الكوردي" تنبع من كون "لدينا قيماً ومبادئ مشتركة نريد تطبيقها وتعزيزها معاً".
 
وأشار إلى أن زيارة الوزير بارو إلى أربيل في أواخر نيسان، والتي أعقبت زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني إلى باريس في منتصف نيسان، تأتي "ضمن حوار مستمر يشمل قضايا سياسية وثقافية، وكذلك مبادئنا المشتركة وقدرتنا على دفع الديمقراطية قُدماً".
 
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد استقبل بارزاني في قصر الإليزيه في باريس، حيث ناقشا تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، بما يشمل العراق وسوريا.
 
في تعليقه على الزيارة، قال السيناتور الفرنسي ريمي فيرو لشبكة رووداو إن العلاقات بين باريس وأربيل شهدت ازدهاراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مؤكداً الدور المحوري للقاءات المنتظمة بين بارزاني وماكرون في ترسيخ هذه العلاقة.
 
وأضاف فيرو أن "الزعيمين أسّسا علاقة ثقة، تقوم على تبادل مستمر"، مشيراً إلى أن "هذه الجهود الدبلوماسية أثبتت أهميتها، خصوصاً في منطقة تتسم بعدم الاستقرار والتحولات الجيوسياسية".
 
وفي ختام حديثه، أشار القنصل العام برام إلى العلاقات التاريخية بين فرنسا والكورد، التي تعود إلى عقود مضت، عندما دعمت السيدة دانييل ميتران، التي تُعرف هنا بـ "أم الكورد"، قضية الكورد.
 
وكانت ميتران، السيدة الأولى لفرنسا بين عامي 1981 و1995، من أبرز المدافعين عن الكورد الذين عانوا في ظل نظام صدام حسين، ولعبت دوراً رئيسياً في الدعوة إلى فرض منطقة حظر جوي مكّنت إقليم كوردستان من تطوير وضعه الحالي ككيان ذي حكم ذاتي. وقد افتتحت أول برلمان كوردي عام 1992.
 
يُقام مؤتمر "أصوات نسائية بلا حدود"، يومي 3 إلى 4 أيار في أربيل، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، ويُركّز على واقع الصحفيات في منطقة الشرق الأوسط.
 
خلال مشاركته في المؤتمر، شدد برايم على أهمية تعزيز مهارات "الصحفيات المحترفات في عموم منطقة الشرق الأوسط"، في وقت "نشهد فيه الكثير من التضليل والأخبار الكاذبة"، مشيراً إلى أن "توفر معلومات موثوقة وقابلة للتصديق هو ركيزة أساسية للنقاشات الديمقراطية".
 
القتصل الفرنسي اعتبر أن الناس "لايمكنهم أن يُمارسوا حقهم الديمقراطي في التصويت والاختيار دون أن تكون لديهم معلومات موثوقة، يوفّرها صحفيون محترفون"، مؤكداً أن النساء العاملات في الصحافة يواجهن "قيوداً متعددة".
 
وتابع أن "هؤلاء النساء يستحقن الحق في التعبير، والتعبير بحرية، وممارسة هذه المهمة النبيلة، وهي الصحافة المهنية".
 
كما اعتبر أن تنظيم هذا المؤتمر في أربيل يُسلّط الضوء على "قوة الروابط" بين أربيل وباريس، وقدرة فرنسا "على العمل مع حكومة إقليم كوردستان، والرئاسة، ومؤسسات الإقليم كافة لضمان التقدم في قضايا حرية الصحافة، وحقوق النساء، وحق النساء في التعبير".
 
وختم بالقول: "نُحرز تقدماً، ونبذل كل ما في وسعنا لتحسين الوضع".
 
"فرنسا ملتزمة دوماً بمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم"
 
كما مثّلت وزارة الخارجية الفرنسية في المؤتمر السفيرة إيزابيل روم، مسؤولة ملف حقوق الإنسان.
 
روم عبّرت في تصريحات لشبكة رووداو الإعلامية لوجودها في أربيل، قائلة: "من المهم أن يحظى هذا الحدث بدعم الحكومة الفرنسية".
 
وأضافت أن رسالتها الرئيسية في المنتدى هي أن "نؤمن بالنساء ونعتقد أنهنّ فاعلات في تحقيق السلام والحرية".
 
ورداً على سؤال حول أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة، لا سيما ي سوريا، قالت السفيرة إن "فرنسا ملتزمة دوماً بمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. ومكافحة الإفلات من العقاب هي من أولويات فرنسا. لكنها أيضاً معنية دوماً بضمان احترام حقوق النساء وحقوق الأقليات".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب