لماذا أصبحت أربيل قبلة العراقيين السياحية ؟

01-09-2019
عمر المنصوري
عمر المنصوري
تدفق السياح
تدفق السياح
الكلمات الدالة العراق ، اربيل

تحليل

توافد افواج السياح من بغداد ومدن جنوب العراق ووسطه على منتجعات اقليم كوردستان

A+ A-

رووداو - أربيل

قبل سنوات خلت ، كان السياح يقصدون بغداد والبصرة وبابل لاقتناء هدايا تذكارية تمثل تاريخ العراق وتراثه الجميل في عصره الذهبي للسياحة، كما كانت اصوات الترحيب تستقبل الوافدين الى بغداد أو البصرة أو المدينة السياحية في الفلوجة من كل دول العالم.. وبمرور الزمن بدأت تلك الاصوات تتضاءل وبدأت ملامح المعالم السياحية تتغير حتى فقدت مدينة السلام واخواتها هويتها.

ويقول السائح حيدر من محافظة بابل إن "مدينتنا تفتقد إلى المعالم السياحية كالجمال الذي نشاهده هنا في أربيل بالرغم من وجود بعض المواقع". مشيراً إلى "أن الطرق غير مؤهلة إلى المناطق السياحية في محافظة بابل، وكذلك التشدد على الشباب في ملابسهم يدفعنا إلى القدوم لاربيل بحثاً عن أجواء من الراحة والاستجمام".

وزاد توافد افواج السياح من بغداد ومدن جنوب العراق ووسطه على منتجعات اقليم كوردستان خلال أيام العطل والاعياد بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.

أبو محمد، جاء برفقة عائلته من محافظة كربلاء وصولاً إلى مصيف بيخال بالقرب من أربيل هرباً من القيود المتشددة وانعدام المناطق السياحية هناك.

ويقول أبو محمد أن "الحكومة العراقية أهملت المواقع السياحية في كربلاء؛ ونجد هنا أجواء الراحة في الملابس والتنقل بين المناطق السياحية".

وباتت مدينة أربيل الملجأ لشبان عراقيين يبحثون عن واقعهم المغيب وسط تشديدات " قانونية وعرفية " أوجدتها السلطات أو الاحزاب الدينية في المحافظات العراقية.

في العراق تجد هناك الكثير من المناطق السياحية والأماكن التراثية، فبين التراث التاريخي والديني جمع العراق وصاله، لكنه مع هذه الإمكانيات لم يقدم شيئا للمواطن، وبقي يعالج ثغراته وأهمل الجانب الاقتصادي الذي هو أساس تقويم البلاد، كما لم يُفعل دور السياحة كما كان في السابق، من الجنائن المعلقة إلى الملوية وأخيراً دخلت الأهوار ومدينة بابل الاثرية في التراث العالمي.

ويقول كرار حيدر من محافظة بابل إن "بابل تزخر بالمواقع الاثرية والسياحية ولقد أدرجت مؤخراً على لائحة التراث العالمي؛ لكن المشكلة تكمن في أن الحكومة أهملت تأهيل المواقع السياحية فضلاً عن القيود والتشددات التي تفرضها بعض الجهات على الشاب العراقي".

تراجعت السياحة في عموم العراق لكثرة الحروب والصراعات السياسية على بعض المناطق مما جعل الاقتصاد السياحي يتدهور، وضاع جانب مهم من جوانب السياحة في البلاد، والتي كان من الممكن الاعتماد عليها لتحسين وضعية البلد وتوفير الأموال من خلال تقديم برامج للسائحين.

وتضم أربيل طبيعة جبلية ساحرة من جبال وتلال ووديان وأنهار، بالإضافة الى مواقع أثرية وتأريخية ومرابع خضراء وغابات تعتبر المأوى للسياح العراقيين.

وتقول المحامية سارة إن "الفتاة العراقية تتعرض إلى ضغوط كثيرة في الملابس؛ حيث أن كل منطقة في بغداد تتقيد بزي معين من الملابس للفتاة والتي تفرضها العادات والتقاليد والأحزاب فيما هنا نجد الحرية بشكل أوسع".

قيود كبلت الحريات الشخصية ودفعت بسكان بغداد الى البحث عن مناطق سياحية تجد فيها الانسجام لقضاء أوقات العطل والاعياد.

يزخر إقليم كوردستان بمواقعه السياحية ومرابعه الخضراء، بحيث أصبح قبلة للسياح العراقيين الذين يأتون من كل حدب وصوب للاستمتاع بمناظرها وأجوائها الساحرة.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب