تشجيعاً لخفض المهور.. سوريّ بالحسكة يزوّج ابنتيه بمهر ألفي ليرة سورية دون شروط

01-01-2023
محمد عيسى
الكلمات الدالة شمال شرق سوريا روجآفا الزواج
A+ A-
رووداو ديجيتال 

لقيت الخطوة "الجريئة" التي أقدم عليها ربّ الأسرة السوري "إبراهيم العلو"، بتزويج كلتا ابنتيه بمهر قيمته أقل من دولار أميركي واحد، إشادة واسعة، في نطاق المجتمع الذي يعيش فيه بشمال شرق سوريا. 
 
إبراهيم حمد العلو، موظف حكومي يعيش في مدينة الحسكة السورية، قام في العامين الماضيين، بتزويج اثنتين من بناته، بمهر ألف ليرة سورية لكل واحدة دون أية شروط مسبقة، في وقت تعاني البلاد التي شهدت حرباً أهلية منذ 2011، وضعاً اقتصادياً صعباً، خصوصاً مع اقتراب وصول سعر الصرف مقابل الدولار إلى سقف الـ 7 آلاف ليرة سورية. 
 
وحول غايته من خطوته التي وُصفت بالجريئة والنادرة، قال "إبراهيم"، ذو الـ 47 عاماً، لشبكة رووداو الإعلامية، الأحد (1 كانون الثاني 2023)، "الفكرة تسهيل أمر الزواج، وقد دفعني الوازع الدينيّ إلى ذلك، حيث أردت تزويج ابنتي لشاب ذو خلق، دون الإكتراث لوضعه المادي". 
 
إضافة إلى تيسير ظروف الزواج، كان لدى "إبراهيم"، هدف آخر، تمثّل في تشجيع الآخرين على خفض المهور، لتخفيف ثقل المطالب على كاهل الشبان الراغبين في الزواج. 
 
الفكرة لاقت تأييداً من والدة الفتاتين، حيث رأت في ذلك "مصلحة لهما"، وفقاً لما نقل عنها زوجها "إبراهيم". 
 
يعتبر "إبراهيم"، وفقاً لتقديرات الفقر حول العالم، تحت خط الفقر، نظراً لتقاضيه راتباً من عمله الحكومي يقدّر وسطياً بمائة ألف ليرة سورية، أي لا يتجاوز 25 دولاراً أميركياً شهرياً، إلا أن الوضع الماديّ "لم يثنهِ" عن تزويج ابنتيه بمهر منخفض. 
 
لدى "إبراهيم"، ولدان وثلاث فتيات، زوّج منهن اثنتين، ويعيشون في منزل بحي غويران الذي عانى من ويلات حرب تنظيم داعش خلال فترة نشاطه في سوريا، إلى جانب رعاية والدته معهم. 
 
هذه الخطوة، ساهمت في تشجيع شقيق "إبراهيم" وابن عمّ له، على تزويج بناتهن بنفس الطريقة دون شروط، على حد قوله. 
 
إسراء إبراهيم العلو، التي أنهت دراستها الثانوية، تزوجت دون إقامة حفل زواج بمهر ألف ليرة سورية، وأكدت لرووداو أنها "لم تكن مجبرة" على الزواج. 
 
ووصفت "إسراء" فكرة والدها بـ"الجميلة"، وقد تقبّلتها حين طرح عليها والدها ذلك، لافتة إلى أن هذه التجربة "لم تؤثّر" على علاقتها مع زوجها الحالي. 
 
ولم تخفِ "إسراء"، تلقّيها العديد من الانتقادات من المجتمع النسويّ، كونهن لم يتقبلن الفكرة، لكن في المقابل أعربت "إسراء" عن أمنيتها بأن تعيش صديقاتها تلك التجربة "السعيدة". 
 
أيضاً شقيقتها "دعاء"، التي نالت الشهادة الثانوية، أكدت لرووداو هي الأخرى عدم إجبارها على الزواج، وقد تزوجت بتاريخ الـ 12 من آذار 2021، وهي الآن أمّ لطفلة. 
 
"دعاء"، بيّنت أن الأشخاص الذين يسمعون بقصة زواجها ينتابهم عنصر "المفاجئة". 
 
من جانبه، قال زوج "إسراء"، زياد حسن حيايا (21 عاماً)، لشبكة رووداو الإعلامية، إنه "لولا هذا التيسير، فلن أستطيع الزواج مطلقاً في هذه الظروف الصعبة". 
 
وأبدى "زياد"، رغبة أصدقائه في الظفر بـ"مَن يقبل الزواج منهم على وضعهم الحالي". 
 
"زياد" الذي أنهى دراسة الثانوية الصناعية المهنية، يعمل حالياً في الأعمال الحرة ويسعى إلى تأمين لوازم منزله الزوجيّ. 
 
ودعا "زياد"، إلى "التخفيف من مظاهر الزواج والتكاليف وإجراءات الحفلات، وتخفيض المهور، وعدم المغالاة فيها، وجعل ذلك بما يتناسب مع أحوال الشباب، وخاصّة في بداية حياتهم"، طالباً من الحكومة السورية  "تخصيص قروض للزواج، وجعل تسديدها بأمورٍ مُيسّرة". 
 
يشار إلى أن تكلفة الزواج وسطياً في سوريا، وفقاً لتقديرات أهلية حالية، تصل ما بين 5 - 10 آلاف دولار أميركي. 
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب