رووداو ديجيتال
صرح مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، بأنه مواطن كوردي، موضحاً رؤيته في كيفية تمثيله "كشخص كوردي" بالحكومة السورية، قائلاً: "إذا استطعت أن أذهب أو أن أرسل أولادي إلى المدرسة واستطاعوا تعلم اللغة الكوردية إلى جانب اللغة العربية، وأن أفتتح مركزاً ثقافياً كوردياً وإذا استطعت، وكنت مثلاً في قرية كوردية، ورأيت استخداماً للغة الكوردية داخل هذه القرية، أرى في ذلك تمثيلاً لي".
قتيبة، كوردي من محافظة إدلب، لكنه لا يتحدث اللغة الكوردية، درس العلوم السياسية في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأميركية، ويحمل أيضاً الجنسية الأميركية. مثّل المعارضة السورية في أميركا، وفي شهر أيار من هذا العام، عيّنه وزير الخارجية السوري مسؤولاً عن الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية.
وأبلغ الإدلبي في مقابلة خاصة لرووداو، أجراها دلخواز محمد، اليوم الخميس (31 تموز 2025)، أن الحكومة السورية الحالية لا تقبل بوجود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كقوة منفصلة في سوريا، قائلاً: "الحكومة السورية والحكومة الأميركية متفقتان على أمر أساسي، وهو أنه لا يمكن أن يكون هناك جيش داخل جيش ودولة داخل دولة".
لكن عند سؤالنا عن تجربة قوات البيشمركة بإقليم كوردستان، التي لا تنضوي بالجيش العراقي، لكنها جزء من منظومة الدفاع العراقية، أجاب: "نحن منفتحون بشكل عام على التعلم من تجارب الآخرين، سواء حيث نجحوا أو فشلوا".
وفيما يتعلق بنظام اللامركزية في إدارة سوريا التي يطالب بها الكورد، رد على سؤالنا حول ما إذا كانوا يرفضون كافة أشكال اللامركزية، بالقول: "بالتأكيد لا".
وأدناه نص أسئلة رووداو وأجوبة قتيبة الإدلبي:
رووداو: كيف نستطيع تقييم العلاقات الحالية بين الحكومة السورية والإدارة الأميركية؟ هل نستطيع وصفها بأنها في أحسن أيامها؟
قتيبة إدلبي: بالطبع، شكراً جزيلاً لك بدايةً، وشكراً لوجودي معكم اليوم. العلاقة السورية الأميركية اليوم ما زالت في أفضل حالاتها. طبعاً، نحن منذ تحرير سوريا وسقوط نظام الأسد كان هناك تغيّر كبير في السياسة الخارجية السورية. التركيز في هذا التغيّر كان على الانتقال من حالة الابتزاز السياسي الذي مارسه نظام الأسد خلال أكثر من خمسين عاماً في علاقاته مع الخارج إلى بناء علاقة قائمة على الشراكات بشكلٍ أساسي. فنحن لا ننظر إلى علاقاتنا مع الدول اليوم كيف ستكون هذه العلاقات بعد شهر أو شهرين، بل نحاول بناء هذه العلاقات على أسسٍ متينة لمدى عقود قادمة. فننظر ونفكر ونخطط كيف ستكون هذه العلاقة على مستوى عشرة أعوام أو عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً؛ لأن هذا حقيقةً ما سيؤسس لشراكات قوية تنعكس إيجاباً على سوريا والولايات المتحدة، وعلى الشعب السوري وعلى الشعب الأميركي. وربما قد سألني كثيرٌ من المسؤولين الأميركيين حقاً حول هذا السؤال، فأنا أقول لهم: نحن نحاول بناء جسر فولاذي ما بين دمشق وما بين واشنطن يربط ما بين البلدين ويربط ما بين الشعبين. فنحن عمليًّا في بداية حالة البناء هذه، وهي في حالة تطور مستمر بالتأكيد، فما سيأتي بالطبع سيكون أفضل مما هو عليه اليوم.
رووداو: نستطيع وصفها بالعلاقات الجيدة؟ أميركا أيضاً لها مطالب من الحكومة السورية، حيث تطالب بانضمام الحكومة السورية إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، فهل الحكومة السورية مستعدة لذلك؟
قتيبة إدلبي: ليس هناك مطالب من الحكومة الأميركية إلى الحكومة السورية ضمن إطار هذه العلاقة. العلاقة التشاركية عمليًّا أو الشراكة ما بين سوريا والولايات المتحدة تتضمن حقيقةً أموراً مشتركة تحتاج البلدان إلى العمل عليها. فوضع أي أمر في ضمن إطار "مطالب"، حقيقةً، هو ربما أقرب للجو الإعلامي، ولكن حقيقةً ليس هناك أي مطالب، هناك مصالح مشتركة تعمل عليها سوريا والولايات المتحدة، وفي مقدمتها الاستقرار الإقليمي. اليوم سوريا هي الحاجز الرئيسي الذي، بعد خروج الميليشيات الإيرانية، يمنع عودة الميليشيات الإيرانية، ويمنع عودة حزب الله إلى المنطقة، ويمنع ما يأتي عادةً معهما من حالة عدم استقرار وتخريب في المنطقة. فهذا أمر أساسي، وطبعاً يعتبر من أولويات الولايات المتحدة في المنطقة، وهو من أولوياتنا أيضاً. كما ذكر السيد وزير الخارجية، وكما ذكر السيد الرئيس في عدة لقاءات، نحن اليوم نود أن نكون جسر ترابط في المنطقة، ولا نود أن تكون سوريا محطة تهديد لأي أحد في المنطقة. بالطبع، كيف ندير علاقتنا في المنطقة، الأمر يعتمد على الطرفين، لا يعتمد فقط على سوريا. فسواء كان ذلك في علاقات الشراكة أو في علاقات خفض التصعيد، نحن اليوم منفتحون على العالم أجمع ومنفتحون أيضاً على دول المنطقة وقوى المنطقة، لأننا نؤمن أن بناء أي شراكة يحتاج إلى طرفين.
رووداو: أستاذ قتيبة، كانت هناك أحاديث عن لقاءات بين مسؤولين من الحكومة السورية ومسؤولين إسرائيليين برعاية أميركية. هل تمت هذه اللقاءات؟
قتيبة إدلبي: إسرائيل، طبعاً، لاعب أساسي في سوريا منذ التحرير. منذ اليوم الأول، كما شاهدنا، قامت إسرائيل بأكثر من 700 هجمة على مواقع سورية عسكرية، وشاهدنا طبعاً الكثير من الرسائل التي يمكن وصفها بالعدائية للشعب السوري بعمومه وللحكومة السورية بشكل خاص. طبعاً، كان آخر ما فعلته إسرائيل هو اعتداءاتها فيما يتعلق بضرب وزارة الدفاع في دمشق والقصف الذي تعرضت له قوات الأمن في وزارة الداخلية في محافظة السويداء قبل أسبوعين. فبالتأكيد، ضمن هذا الإطار هناك إشكال رئيسي اليوم مع إسرائيل فيما يتعلق بتصرفاتها وسياساتها العدائية تجاه سوريا. ونحن نرى بشكل أساسي أن هناك مسارين دائماً لعلاج أي مشكلة: إما مسار الحرب أو المسار السياسي. نعتقد أن الشعب السوري عمليًّا مرَّ بـ 14 عاماً من الحروب على الأقل، وأعتقد أننا يجب أن نكتفي من سنوات الحرب، ويجب أن نَكفي الشعب السوري مزيداً من الحرب والمواجهات، ولذلك نحن منفتحون بالتأكيد على حل كل هذه الإشكالات بالإطار السياسي. وضمن هذا المسار بالطبع، كانت هناك لقاءات في محاولة لخفض التصعيد ووقف الاعتداءات الإسرائيلية من جهة كي يكون هناك استقرار في المنطقة، فالخاسر من عدم الاستقرار في سوريا ليس فقط السوريين بل المنطقة أجمع، ولكن من جهة أخرى كي يَدَعوا السوريين يحلّون مشاكلهم بأنفسهم وألّا يتدخلوا في مشاكل سوريا الداخلية.
رووداو: إذا ما تحدثنا عن الكونغرس الأميركي، لم يصوّت في الأسبوع الماضي على رفع كامل العقوبات، وأخص هنا عقوبات قيصر عن سوريا، وأبقى على شروط ومراحل لرفع هذه العقوبات. هل كنتم تتوقعون ذلك؟
قتيبة إدلبي: ما جرى، طبعاً، بداية الأسبوع الماضي لم يكن هناك تصويت كامل؛ ما جرى هو طرح مشروع قانون في اللجنة المالية ضمن مجلس النواب في الكونغرس الأميركي، وتم بالطبع تمرير مشروع هذا القانون. ما زال هذا مشروعَ قانونٍ تم تمريره من اللجنة، ويجب طرحه على لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، ومن ثم يتم طرحه على المجلس كاملاً، ومن ثم يجب أن يذهب إلى مجلس الشيوخ. فليس هناك تحرك كامل من قبل الكونغرس، هناك حراك واضح كان ضمن اللجنة المالية في مجلس النواب، وخلف هذا الحراك أيضاً من الواضح أن مجموعات الضغط الإسرائيلية والمؤيدة لإسرائيل كانت نشطة بشكل كامل للدفع بهذا المشروع خلال الأسابيع الماضية. فما نراه حقيقةً من خلال مشروع القرار هذا هو تعبير بشكل أساسي عن طبيعة الجهود الإسرائيلية في هذا الأمر في واشنطن ودفعها ضمن هذا القرار. أعتقد أن الشعب الأميركي لم يقل كلمته بعد فيما يتعلق بهذا القانون، كما ذكرت، لأنه ما زال في مراحله الأولى. هل كنا نتوقع؟ حقيقةً لم نكن نتوقع حجم التخطيط والجهود الإسرائيلية في هذا الشأن بالتأكيد، وخاصة وقد برز ذلك فيما فعلته إسرائيل بالدرجة الأولى في الجنوب السوري وما فعلته أيضاً في واشنطن من خلال أدواتها. ولكن كما ذكرت، هذا لا يعبر بالضرورة عن توجه الشعب الأميركي، وأعتقد أنه يجب أيضاً أن ننتظر الكلمة الفصل في هذا الأمر، وهي من الرئيس ترمب الذي أوضح بشكل واضح ما هي السياسة الأميركية تجاه سوريا خلال مؤتمر الاستثمار في الرياض. فأعتقد طالما أن الرئيس ترمب لم يخرج ولم يغيّر هذه السياسة، بل على العكس نرى تأكيداً بشكل كامل من الإدارة الأميركية على السياسة التي وضعها الرئيس ترمب في مؤتمر الرياض، أعتقد أن المسار واضح، وأعتقد أن كلمة الشعب الأميرك ي واضحة في هذا الشأن.
رووداو: أستاذ قتيبة، هل هناك رابط ما بين عدم رفع العقوبات والأحداث التي جرت في السويداء؟
قتيبة إدلبي: مسار رفع العقوبات عمليًّا، طبعاً، رأينا نحن من الرئيس ترمب رفعاً كاملاً لكافة القرارات التنفيذية ولكافة العقوبات التي تم تمريرها بقرارات تنفيذية ورئاسية، وتم ذلك خلال الشهر الماضي. عمليًّا، رفع باقي العقوبات يحتاج مساراً قانونياً وسياسياً، وهو بطبيعة الحال يأخذ الكثير من الوقت. فمثلاً، رفع تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، الذي تم في عام 1979، يحتاج على الأقل إلى ستة أشهر من وقت ما يُصدر فيه الرئيس إشارةً إلى الكونغرس بأن هناك تغييراً في السياسة تجاه سوريا. فهذا بطبيعة الحال يأخذ وقته. قانون قيصر بطبيعة الحال أيضاً سيأخذ وقته من المداولات والمشاورات داخل الحزب الجمهوري وأيضاً مع الحزب الديمقراطي، فبطبيعة الحال أيضاً سيكون له بعض الوقت. وهذان القانونان عمليًّا هما العائق الوحيد اليوم أمام الرفع الكامل للعقوبات. فأعتقد أن هناك مساراً طبيعياً لرفع العقوبات، قد يكون ما جرى من أحداث مؤسفة في السويداء وما جرى حولها، بدايةً من تضليل إعلامي وثانياً من استثمار لهذه الأحداث لأهداف سياسية وخاصة من الطرف الإسرائيلي، أعتقد قد يكون له أثر في تبطيء مسار رفع العقوبات، ولكن لا أعتقد أنه سيؤثر على المسار بشكل كامل.
رووداو: إذا ما انتقلنا إلى الشأن الداخلي السوري، تحديداً ما جرى في السويداء وما جرى قبلها في الساحل، هل الحكومة السورية لم تستطع التعامل مع هذين الملفّين؟ وهل هناك خطرٌ، أو كما يقولون، مخاوفُ من تكرار هذا في المناطق الكوردية؟
قتيبة إدلبي: فيما يتعلق بالتعامل مع الملفات، نبدأ بملف ما جرى في الساحل، أو نبدأ بملف التحرير حتى بدايةً بشكل عام. طبعاً، ما بعد التحرير، ما شاهدناه من حالة استقرار كان نتيجة جهود الحكومة بالدرجة الأولى، ولكنه أيضاً كان نتيجة ما يمكن تسميته بالالتزام الجماعي من جميع السوريين بأن هذا هو المسار الذي يحفظ سوريا كاملة. هذا الالتزام الجماعي بطبيعته حرجٌ لأنه ليس متوقفًا عمليًّا على قدرة الحكومة أو الدولة، وخاصة أن الدولة وليدة، ليس متوقفًا على قدرة الحكومة أو الدولة على الحفاظ عليه. فالالتزام الجماعي يعني عمليًّا أن كل شخص وكل مجموعة يجب أن تكون ملتزمة بتنفيذ هذا المسار حتى يبقى المسار على مساره الصحيح. الإشكالية التي جرت في الساحل حقيقةً أنه تم خرقٌ لهذا المسار. على الأقل من وجهة نظر قسم كبير من الشعب السوري وقسم كبير من المجتمع، حين قامت مجموعة تابعة لنظام الأسد بنصب كمائنَ والاعتداء على رجال الأمن وقتل عدد كبير منهم، وتم تأطير هذا الأمر بمحاولة انقلاب وتغيير للسلطة، على الأقل كما روجت له هذه المجموعات. هذا حقيقةً كان إشارة للمجتمع بشكل كامل أن هناك خرقاً لهذا الالتزام المجتمعي وأن هناك محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. نتجت عنه حقيقةً ردةُ فعل كبيرة لا أعتقد أن أي حكومة كان بإمكانها السيطرة على هذا الوضع. أعتقد أن الحكومة السورية قامت بجهود كبيرة، كما رأينا في الأيام الأولى من هذه الأحداث، وقامت بدفع الكثير من القوات والأفراد الذين أتوا إلى الساحل لقتال هذه الفلول وقاموا بانتهاكات. قامت حقيقةً بدفع كثير من هذه القوات خارج هذه المناطق، وكان هناك خسائر حتى من وزارة الدفاع ومن وزارة الداخلية من هؤلاء المقاتلين نتيجة دفعها لهم خارج تلك المناطق. وإذا نظرنا أيضاً إلى أطر حالات أي بلد ما بعد الحروب الأهلية، حوالي 90% من البلدان التي تخرج من حروب أهلية تعود إلى حالة الحرب الأهلية مباشرةً خلال أشهر بسبب خروقات دائمة لهذا الالتزام المجتمعي. أعتقد حتى الآن، إذا قارنا وضع سوريا اليوم بوضع هذه الحالات، نحن في حالة أفضل بكثير من أغلبية حالات الخروج من الحرب الأهلية، وهذا كما ذكرت ليس فقط بفضل جهود الحكومة، بل هو بفضل تماسك وتعاضد الشعب السوري اليوم. نعود إلى ما جرى في السويداء. ما جرى في السويداء مشابه بطبيعته لما جرى في الساحل. هناك مجموعة خرجت مرتبطة بنظام الأسد، موجودة في السويداء منذ تحرير سوريا، لم تلتزم بأي اتفاقات. ما زالت مستمرة، سواء كان ذلك عبر شبكات الكبتاغون وتجارة المخدرات أو شبكات السرقة التي أنشأها النظام حتى في عام 2023 حين خرجت السويداء في مظاهراتٍ ضد نظام الأسد. الشبكات الموجودة حاليًّا في السويداء هي ذاتها التي أنشأها لؤي العلي وعلي مملوك وغيرهم من رؤساء المخابرات للعبث بالسويداء. ما زالت هذه الشبكات موجودة اليوم في السويداء. المشكلة منذ ما بعد التحرير إلى الآن هي أن هذه الشبكات، كما حصل في الساحل، تحاول بعد أن سقطت عنها عباءة نظام الأسد التمترس بعباءة طائفية، وقامت بخروقات، كما رأينا، نتيجة الاشتباكات مع البدو أدت إلى الأحداث الدامية التي شهدناها. السؤال اليوم حقيقةً هو: هل تستطيع الدولة بمواردها الحالية، بحجمها الحالي، بعمرها الحالي، أن تكون فعلاً حاجز إيقاف وأن توقف أي أحداث دامية من هذا الشأن؟ حقيقةً، هذا ما قامت به الحكومة السورية؛ حاولت هي إيقاف الأمور قبل أن تتدهور، وكانت الرسائل واضحة حتى لقادة المجتمع في السويداء منذ اليوم الأول أن دعونا نعمل معاً كي لا تتطور هذه الأحداث وتخرج عن السيطرة، وألّا يعاد، لا سمح الله، ما حدث في أحداث الساحل، وألّا تُرسل الإشارات الخطأ للمجتمع. هذه الرسائل كانت واضحة منذ اليوم الأول، وكان هناك تعاون كبير من قيادات المجتمع في السويداء مع الشيخ الحناوي والشيخ الجربوع وقيادات كثيرة من الفصائل الموجودة في السويداء، ليس فقط البلعوس بل وحتى سليمان عبد الباقي وغيرهم. ما جرى حقيقةً أن هناك طرفاً محسوباً خاصةً على الشيخ الهجري لم يرضَ بحالة التجمع التي حدثت في المحافظة وحالة التكتل التي حصلت في المحافظة حول خيار الدولة بإنهاء هذه الحالة العسكرية، فاستدعى الطرف الإسرائيلي. طبعاً، نحن في الساعات الأولى للتدخل الإسرائيلي لم يكن هناك قوات للجيش السوري أو لوزارة الدفاع داخل مدينة السويداء. الحكومة أخرجت قوات وزارة الدفاع ونشرت الأمن بشكل فوري لتجنب أي حالات مواجهة غير ضرورية أو أي حالات انتهاكات؛ لأنه في حال دخول الجيش بأي حال إلى المواقع المدنية، هناك دائماً احتمال لوجود أي تصادم غير مباشر أو أي حالة انتهاكات. فالدولة بادرت، أو الحكومة بادرت بشكل أساسي، منذ اليوم الأول بسحب قوات الجيش ونشر قوات الأمن الداخلي. ما حدث حقيقةً أن القوات والفصائل المحسوبة على الهجري، سواء كان هو موافقاً على ذلك أم لا، استدعت الطرف الإسرائيلي، ورأينا هجمات الطرف الإسرائيلي ليس فقط على قوات الأمن الداخلي في مدينة السويداء، بل على انتشار قوى الأمن الداخلي عمليًّا حول المحافظة، وهو ما ترك محافظة السويداء حقيقةً مفتوحة وعرضة لهجمات من الجميع، ليس فقط من حالة "الفزعات" سواء من قوات البدو أو العشائر، بل حتى رأينا نشاطاً حقيقياً لمجموعات من داعش أتت عن طريق البادية. إذا نظرت إلى محافظة السويداء، 70% من حدود المحافظة هي مع البادية عمليًّا، وهي حدود إدارية حقيقةً من المستحيل السيطرة عليها دون وجود عسكري وأمني كبير. هذا الوجود العسكري والأمني الذي كان يحمي المحافظة تم ضربه من قبل العدو الإسرائيلي، وبذلك أفقد الحكومة القدرة على حماية المحافظة بشكل فعال، وأعتقد هذا ما كان يسعى له الطرف الإسرائيلي منذ اليوم الأول؛ هو لم يسعَ إلى حماية الدروز، هو فعليًّا كان يسعى إلى خلق هذه الحالة من التصادم الداخلي بين السوريين، وجرى ما جرى. طبعاً، ننتقل اليوم إلى وضع المجتمع الكوردي، كما ذكرت، هل هناك حالة تخوف؟ أعتقد هناك حالة تخوف طبيعية بالتأكيد، فالإنسان الطبيعي الذي لا يعلم أو لا يتابع تفاصيل هذه الأمور يوماً بيوم بالتأكيد سيقول: "انظروا إلى ما حدث مع العلويين، انظروا إلى ما حدث مع الدروز، من الطبيعي أن أخاف". ما أقوله ضمن هذه الحالة وهذا الوضع، هذا التخوف طبيعي، ولكن الحكومة كانت وما زالت، وكما ذكرتُ بدايةً، تمد يدها إلى الجميع قائلة: "تعالوا نحل مشاكلنا ضمن الحلول السياسية، ولا تُدخلوا الأطراف الخارجية في أي صراع". وهذا هو المسار الذي نقوله اليوم مع الجميع: "دعونا نجلس إلى طاولة المفاوضات ونعمل على الحل السياسي". أتفهم المخاوف كما ذكرت، ولكن حتى أنا ككوردي أقول: هناك تجربة كوردية اليوم فريدة في سوريا. الكورد ليسوا جدداً على سوريا، الكورد موجودون في سوريا منذ مئات السنين، إن لم يكن أكثر من ألف عام، ولهم تجربة حقيقةً ممتازة. نحن اليوم في سوريا، حتى منذ بداية الجمهورية السورية، كان هناك ثلاثةٌ من رؤساء الدولة، سواء كانوا رؤساء دولة أو رؤساء وزراء، هم من الكورد. وجود الكورد في سوريا ليس جديداً، وتجربتهم مع السوريين ليست جديدة، فلنتعلم من هذه التجربة ولنجلس ولنضع حقيقةً مصالح الشعب الكوردي بدايةً ومصالح المجتمعات الكوردية بدايةً قبل أن نضع المصالح الشخصية.
رووداو: أستاذ قتيبة، إذا تعمقنا أكثر بهذا الملف، كان هناك اتفاق 10 آذار بين الرئاسة السورية وقائد قوات سوريا الديمقراطية، كان يتألف من ثمانية بنود، وكان من المرتقب أن يكون هناك لقاء في باريس بين الحكومة السورية ووفد من قوات سوريا الديمقراطية بحضور فرنسي وأميركي. لماذا تم تأجيل هذا اللقاء؟
قتيبة إدلبي: تم تأجيل لقاء باريس لسببٍ تقنيٍّ بحت؛ أنه بدايةً تم الترتيب له في آخر لحظة، عمليًّا أُرسلت الدعوات للقاء قبل أيام فقط من موعده، وعمليًّا تم التحضير له بشكل أحادي نوعاً ما من قبل الوسطاء في خضم أحداث السويداء. فالتأجيل حقيقةً حصل بدايةً بسبب أنه جاء خلال أحداث السويداء، وكان تركيز الحكومة السورية والقيادة السورية بشكل أساسي على وقف إطلاق النار ونزع فتيل الأزمة خشية أن يعاد الاقتتال مرة أخرى، ومن جهة أخرى لم يكن هناك وقت كافٍ حقيقةً لتحضير اللقاء. كما تم الإعلان، سيتم اللقاء في وقت قريب في باريس أيضاً بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية لاستكمال المفاوضات حول تطبيق الاتفاق.
رووداو: هل تم تحديد موعد محدد لهذا اللقاء؟
قتيبة إدلبي: بشكل مبدئي تم تحديد موعد محدد سيتم الإعلان عنه قريباً.
رووداو: ألا نستطيع الإعلان عنه الآن؟
قتيبة إدلبي: ستسمعون عنه قريباً.
رووداو: فيما يخص الموضوع الكوردي، الكورد اتفقوا فيما بينهم وعقدوا مؤتمراً في القامشلي، وكانت لهم مطالب وطالبوا باللامركزية. هل الحكومة السورية ترفض كل أشكال اللامركزية؟
قتيبة إدلبي: بالتأكيد لا. بدايةً، هناك أمران: أولاً، في الاجتماع الذي جرى في قامشلو، أعتقد كان هناك تجمع لكثير من الأحزاب والمجموعات الكوردية. طبعاً، هناك سؤال دائماً ما يُطرح: هل هذه الأحزاب والمجموعات الكوردية تمثل كافة المجتمع الكوردي؟ أعتقد هذا أمر يجب أن يجيب عليه الكورد أنفسهم. أنا ككوردي سوري لا أرى حقيقةً في كثير من المجموعات والأحزاب الكوردية الموجودة أي تمثيل لي، وكُثُرٌ مثلي، وخاصة حين تنظر إلى مجتمعات الكورد الذين يسميهم بعض المتطرفين من الكورد بـ "المستعربين الكورد". إذا نظرت إلى مجتمعات الكورد في حماة واللاذقية وحلب ودمشق، وهي تمثل أغلبية الكورد في سوريا، لا تجد لها تمثيلاً حقيقةً ضمن هذه الأحزاب ولا تجد أي تواصل لها. بغض النظر عن هذا الأمر، بعد أن حدث هذا الاجتماع، طبعاً، هناك حديث كبير عن اللامركزية. تعامل الدولة السورية أو الحكومة السورية اليوم مع الحكم، وخاصة الحكم المحلي، ينطلق كثيراً من مبدأ اللامركزية، وخاصة اللامركزية الإدارية. فلا أعتقد أن هناك حقيقةً نقاشاً أو نقاط خلاف حول موضوع اللامركزية الإدارية. مشكلة المركزية في سوريا لم تكن مشكلة قانونية، بل كانت مشكلة سياسية. نظام الأسد لم يود تطبيق أي شكل من أشكال اللامركزية الموجودة حقيقةً في القانون السوري، وأراد بالطبع كنظام ديكتاتوري شمولي إمساك كافة الخيوط بيده. نحن اليوم نقول: نحن لسنا نظام الأسد، ولسنا حزب البعث العربي الاشتراكي، ولسنا أيضاً قوميين عرباً، لأننا حين ننطلق من منطلق الحكومة السورية، لا ننطلق من منطلق قومي عربي، بل ننطلق من منطلق سوري وطني يجمع كل السوريين. فالمشاكل التي خلقها نظام الأسد بسبب طبيعته السياسية وبسبب منظوره السياسي يجب أن نحلها أيضاً من خلال السياسة، لا يجب أن نحلها من خلال خلق أطر قانونية جديدة لسنا بحاجة لها بالأصل. فمثلاً، ضمن القانون السوري، القانون 107 للإدارة المحلية، يعطي صلاحيات كبيرة للامركزية الإدارية. وحقيقةً، اليوم أنا كشخص كوردي كيف أرى تمثيلي داخل الدولة السورية؟ وكيف أرى تمثيل ثقافتي داخل الدولة السورية؟ إذا استطعت أن أذهب أو أن أرسل أولادي إلى المدرسة واستطاعوا تعلم اللغة الكوردية إلى جانب اللغة العربية، أرى في ذلك تمثيلاً لي ولثقافتي. إذا استطعت أن أفتتح مركزاً ثقافياً كوردياً، فأرى في ذلك تمثيلاً لي أيضاً. إذا استطعت، وكنت مثلاً في قرية كوردية، ورأيت استخداماً للغة الكوردية داخل هذه القرية، فهذا أيضاً فيه تمثيل لي. إذا استطعت أن أذهب إلى مؤسسة رسمية لأستخرج أوراقي الرسمية وكانت عربيتي ضعيفة، ولكن كان هناك شخص يتحدث بالكوردية ويستطيع مساعدتي في إصدار هذه الأوراق، مثل ما تقوم به أغلب الدول المتقدمة، فهذا أيضاً أرى فيه تمثيلاً لي. فهذه حقيقةً هي المطالب التي تهم الإنسان الكوردي الطبيعي في مكانه، وليس من يحاول، كما ذكرت، أن يحصل على مكاسب شخصية أو فئوية أو سياسية على حساب قضية الإنسان الكوردي العادي. فضمن هذا السياق، الحكومة السورية تقول: هذا بالأصل منطلقنا في التعامل مع القضية الكوردية، وليس فقط مع القضية الكوردية، بل مع قضية السوريين كافة؛ أنه يجب أن يروا تمثيلهم وثقافتهم ضمن مجتمعاتهم المحلية، هذا أمر طبيعي جداً ولا يجب أن يكون أصلاً منطلقاً تفاوضياً.
رووداو: أستاذ قتيبة، إذا ما تحدثنا عن قوات سوريا الديمقراطية، في الكثير من المقابلات قال لنا قادة قوات سوريا الديمقراطية بأنهم سيكونون جزءًا من منظومة الدفاع في سوريا أو وزارة الداخلية، وتحدثوا أيضاً عن دمج ما يقارب 100 ألف مقاتل ضمن وزارة الدفاع، ولكن لهم شروط أيضاً، بأن ينضموا بتكوينهم الحالي إلى وزارة الدفاع. فما هو الرأي الأميرك ي في هذا الخصوص؟
قتيبة إدلبي: أعتقد ما يهم بدايةً هو رأي السوريين بهذا الخصوص قبل الرأي الأميركي. ولكن أقول لك إن الحكومة السورية والحكومة الأميركية متفقتان على أمر أساسي، وهو أنه لا يمكن أن يكون هناك جيش داخل جيش ودولة داخل دولة. نحن رأينا هذه التجربة من قبل؛ رأيناها في لبنان مع حزب الله، ورأيناها في العراق مع ميليشيات الحشد الشعبي، ورأيناها في أماكن أخرى. لا يمكن لجيش داخل جيش أن يخلق دولة سليمة وصحية ومستقرة، ودائماً ما سينعكس ذلك بمزيد من الفتن وعدم الاستقرار للدولة بأجمعها. ما نطرحه بشكل واضح أن هناك في الدولة بكافة مفاصلها متسعاً للجميع. وكما هي التجربة القائمة اليوم في الجيش السوري، التي انطلقت من تحالف الفصائل المختلفة التي قامت بتحرير سوريا ومن ثم انضم لها عدد من الفصائل، هذا التحالف لهذه الفصائل الذي أنشأ هذا الجيش وضم له فصائل أخرى هو نفسه لم يخلق تكتلاً داخل الجيش، مع أنه هو الذي أسس لهذا العهد الموجود اليوم. فكما عملنا على هذا الأساس منذ البداية، نقول أيضاً لا يمكن أن يُؤسس لمجموعات داخل الجيش. فالتحدي اليوم هو كيف نستطيع أن نستفيد من الخبرات الموجودة لدى قوات سوريا الديمقراطية، ولكن في ذات الوقت نخلق حالة صحية تُبنى عليها الجيوش. وأعتقد هذه الحالة الصحية تُبنى حقيقةً من خلال الدمج الكامل لقوات سوريا الديمقراطية داخل الجيش السوري. ما الذي يعنيه ذلك؟ أنا آسف، دعني أكمل فكرتي. ما الذي يعني ذلك؟ اليوم الجنرال مظلوم عبدي يقول إن قوات سوريا الديمقراطية لديها الكثير من الخبرات التي بنتها خلال العهد الأخير، وأتفق معه بذلك. ما نقوله اليوم: دعنا نستفد من هذه الخبرات في كامل مؤسسات الجيش السوري. لماذا نود حصر هذه الخبرات ضمن فرقة واحدة؟ لكي تستفيد الدولة من هذه الخبرات، يجب نشرها بشكل كامل داخل الفرق حسب الاختصاصات. فمن ناحية، يمكن ساعتها للدولة السورية أن تستفيد بشكل كامل من الخبرات التي بنتها قوات سوريا الديمقراطية ومن خبرات المقاتلين الكورد، ومن جهة أخرى، أتجنب، لا سمح الله، بعد فترة من الزمن أن يكون هناك جيش داخل جيش ودولة داخل دولة مثل الدول الأخرى التي استخدمت هذا النموذج ورأينا كيف فشلت أو دخلت في حالة عدم استقرار لن تستطيع الخروج منها.
رووداو: هناك تجربة على أرض الواقع في إقليم كوردستان العراق، قوات البيشمركة هي جزء من منظومة الدفاع العراقية ولكنها غير منخرطة في وزارة الدفاع العراقية، هي تتبع لوزارة مستقلة في إقليم كوردستان. ألا نستطيع تطبيق النموذج في سوريا؟
قتيبة إدلبي: نحن منفتحون بشكل عام على التعلم من تجارب الآخرين، سواء حيث نجحوا أو حيث فشلوا، وهذا أمر مهم جداً. ولكن في النهاية، التجربة السورية والمكون السوري لهما طبائع وصفات مختلفة جداً عن طبائع التجارب الأخرى، سواء في طبيعة المكونات السورية، أو في ثقافتها، أو في علاقتها مع بعضها البعض تاريخياً وخلال الفترة الأخيرة. فلذلك، نحن ننطلق بشكل أساسي من فهم التجارب الأخرى وأين نجحت وأين فشلت، ولكن نحتاج أن نبني على تجربتنا كما هي. كما ذكرت، نحن كسوريين، وخاصة خلال الشهور الثمانية الماضية، لدينا تجربة ناجحة بعض الشيء، لديها عيوبها وتحتاج بعض الإصلاح، ولكن لدينا تجربة ناجحة في هذا الشأن. كيف عمليًّا ندمج حالة الفصائلية في مؤسسة عسكرية؟ كما ذكرت، هي ليست كاملة وليست في أوجها، تحتاج الكثير من التطوير والعمل، ولكن لدينا تجربة في حالة الانتقال من حالة الفصائلية إلى حالة التفكير على مستوى البلد، الحالة الوطنية، والتفكير بالوطن. ونود بهذا أن نحمي سوريا من العودة إلى حالة الانقسام والتفتت والفصائلية، ولكن أيضاً، كما ذكرت، الاستفادة من كافة الخبرات التي بناها السوريون جميعاً، سواء كانوا في منظمات المجتمع المدني وحالة الاغتراب أو في حالة الفصائلية والمجموعات العسكرية في شمال وشرق سوريا.
رووداو: هنالك إدارة ذاتية في شمال وشرق سوريا، لها مؤسساتها الأمنية والخدمية. هل الحكومة السورية تريد إنهاء الإدارة الذاتية والإبقاء على اللامركزية الإدارية بشروطها هي، وبصلاحيات قليلة؟
قتيبة إدلبي: اللامركزية الإدارية تعني، كما ذكرت، أن الأطراف تدير أنفسها فيما يتعلق بمصالحها اليومية وحياة الناس، هذه هي اللامركزية الإدارية. أما بقاء الإدارة الذاتية، فنحن نقول إن العمل الحكومي أو المؤسساتي مرتبط بالأشخاص بدايةً، وليس مرتبطاً بالنماذج. لا يمكن أن تقوم دولة بعدة نماذج لمؤسسات؛ هناك نموذج واحد للمؤسسات يجب أن يكون موجوداً، بينما الأشخاص الذين ينقلون تجربتهم من الممكن أن يتواجدوا في هذه المؤسسات. فعمليًّا، حالة دمج الإدارة الذاتية تعني أن نستخدم الأشخاص الموجودين في إدارة المياه؛ يمكن أن يبقوا لإدارة المياه في تلك المنطقة. الأشخاص الموجودون في إدارة السجل المدني وغيره يمكن أن يبقوا في ذات الإطار تحت مظلة الدولة السورية. فعمليًّا، حالة الانتقال هي حقيقةً حالة سلسة جداً، لا أحد يتحدث عن فصل موظفين، هذا الأمر لم يحدث حتى في دمشق ليحدث في مناطق شمال شرق سوريا. ما سيتغير عمليًّا هو فقط الإطار الذي يتم استخدامه من قبل المؤسسات بشكل يومي، ولكن المؤسسات بأشخاصها، بمناطقها، بطريقة إدارتها، ستبقى كما هي. في النهاية، تقديم الخدمات للناس، بشكل عام وخاصة حين نتكلم عن اللامركزية الإدارية، يبقى نفسه عمليًّا سواء أنت لبست لباساً لونه أخضر أو أزرق، الخدمة هي نفسها التي تقدمها للناس.
رووداو: إذاً، ما هي الخلافات ما بين الكورد والحكومة السورية؟
قتيبة إدلبي: كتصوري ككوردي، لا أعتقد أن هناك خلافاً بين الكورد والحكومة السورية. أعتقد ربما ليس هناك تلاقٍ في وجهات النظر بعد بشكل كامل بين قوات سوريا الديمقراطية وبين الحكومة السورية. ما يتم الحديث عنه الآن وما نأمل تحقيقه هو كيف يمكننا التسريع ووضع خطة عملية لتنفيذ اتفاق آذار الذي جرى بين الجنرال مظلوم عبدي والرئيس أحمد الشرع. فاليوم، أعتقد لظروف مختلفة ولغياب آليات بناء الثقة، لم تكن هناك جهود حثيثة لمحاولة تطبيق الاتفاق بشكل كامل. ما نأمله اليوم بدايةً هو أن تكون هناك جهود إيجابية لبناء الثقة فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، بحيث لا يكون هناك أي مجال لسوء الفهم، وألّا يكون هناك أي عامل من عوامل زعزعة الاستقرار سواء في مناطق شمال شرق سوريا أو في مناطق أخرى. هذا ما نأمل تحقيقه، ومن ثم تكون هناك خطة عملية وواقعية بمدى زمني واضح لتنفيذ الاتفاق، كي نطوي أي صفحة من صفحات الخلاف، وكي تستطيع سوريا بأكملها، بما فيها شمال شرق سوريا، الانطلاق نحو مزيد من الاستثمار وتطوير البنى التحتية وخلق فرص عمل. وهذا حقيقةً ما يوده السوريون في النهاية، سواء كانوا كورداً أم عرباً أم تركماناً أم غيرهم من المجموعات.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً