الفنان الذي يشبه "أفلام الكرتون".. سليم سالم يتحدث لرووداو عن دمج الكوردية والعربية وحب الأطفال

27-08-2025
رووداو
سليم سالم وكاني حلبجيي
سليم سالم وكاني حلبجيي
A+ A-
رووداو ديجيتال

كشف الفنان العراقي سليم سالم، الذي تميز بأغانٍ تجمع بين اللغتين العربية والكوردية وتستهدف الأطفال بشكل خاص، بأنه يحمل طموحاً خاصاً يمكن أن يصنع منه نجماً مختلفاً خلال خمس سنوات، مشيراً إلى أن آخر أغانيه التي أطلقها قبل أيام قليلة "الوس الوس"، كلفته 65 ألف دولار.
 
وأكد سالم، خلال مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، أجرتها معه كاني حلبجيي، أن لديه طموحاً يتعلق بالاستمرار في تقديم أعمال تمزج بين اللغتين العربية والكوردية، مبيناً أن هذه هي رسالته.
 
وأدناه نص الحوار:
 
رووداو: مشاهدينا الكرام، مرحباً بكم، ضيفنا اليوم مميز جداً، هو فنان جميعكم تعرفونه، يدمج بين الأغاني الكوردية والعربية.. فنان كسر الروتين وتحول إلى ظاهرة خاصة، وطالما تحولت أغانيه التي ينتجها إلى "ترند".
 
رووداو: مبارك لك على الأغنية الجديدة، الأغنية جميلة جداً.. كيف فكرت بها وكيف عملت عليها؟
 
سليم سالم: هذا "الستايل"، الذي هو أصلاً مزج بين الكوردية والعربية، جاءتني فكرته من أغنية "يا حتة من قلبي". هذه أول أغنية كانت، وجاءتني الفكرة من أننا نعمل كفريق، فريق كامل نتبادل الأفكار فيما بيننا، وفكرنا لماذا لا نغني كوردي–عربي؟ هذا المزج غير مسبوق، فجاءت فكرة "يا حتة" وحققت صدى. حتى اللغة الكوردية أصبحت تُقدَّم مع اللهجة العراقية كأغنية واحدة خارج العراق في الوطن العربي، وبدأ الجمهور يتساءل عنها ليتعرفوا عليها.
 
رووداو: الآن، بفضل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل أن تتحول إلى عالمي.
 
سليم سالم: لدي جمهور كوردي وعربي، فلم لا أصير عالمياً! هذا حرام. أنا مسيطر، وورائي جمهور كوردي وعربي.
 
رووداو: رأينا مقاطع فيديو لأجانب يتداولون أغانيك.
 
سليم سالم: نعم، الطاقة التي تحتويها الأغاني تساعد في ذلك.
 
رووداو: أنت أيضاً فنان استعراضي، هذا أيضاً يساعد في أن تتحول إلى "ترند" بصورة أسهل؟
 
سليم سالم: أكيد. شخصية الفنان مفيدة جداً للفنان وتميزه من بين المحيطين به، يعني هذا مهم جداً، ويجب عليك أن تخرج بشيء مختلف يميزك. لا أعني إثارة الضجة، لكن حتى تتميز من بين الموجودين.
 
رووداو: أنت مميز أيضاً بكلمات الأغاني التي تختارها.. كيف تقرر اختيارها؟ بماذا يجب أن تتميز؟
 
سليم سالم: الفضل يعود للشاعر. وأغلب الأغاني التي قدمتها أنا موجهة للطفل. لكن الكبار يحبونها أيضاً، لكن الأطفال يعشقونها، وهذا هو الجمهور الذي أحبه. وهنا، ما الذي يجب أن تقدمه للأطفال؟ أن تقدم له المفردة القريبة إلى قلبه، التي يقولها هو.
 
رووداو: كيف فكرت أن تجذب الأطفال، لا سيما وأنهم شريحة صعب استقطابها؟
 
سليم سالم: عندما تجاري عقولهم. وهذا ليس بالسهل أبداً. والأمر ليس مجرد تفكير. حسناً، فكّري في أمر ما وخططي له، وهذا فقط 20%، أما الـ80% فهي من الله، إنها المحبة. الطفل عندما ينظر إليك، يجب أن يحب شخصيتك. وهذا لن تستطيع فعله لولا المحبة، حتى لو أنفقت المال، ولو أنفقت الملايين، فلن تستطيع. لكن هذه المحبة من الطفل يمنحها لك الله. فالطفل لا يعرف، هو يشاهد فقط، وعندما يشاهدني الطفل الآن يظنني من أفلام الكرتون.
 
رووداو: ثيمتك المميزة باستخدام الكلمات، من أين تأتي بها؟
 
سليم سالم: هذه الكلمات تخرج من الشاعر أو من عندي، تأتينا في الاستوديو، وكما قلت إننا فريق نتعاون في إيجاد الأفكار، ونعتمد الغريب منها.
 
رووداو: هل تفكر باختيار كلمات يمكن أن تتحول إلى "ترند"؟
 
سليم سالم: نعم، نبحث إذا ما كانت هذه الكلمات مستخدمة من قبل أم لا.
 
رووداو: عندما كنت طفلاً، كانوا أهلك لا يقبلون بأن تغني.. ما هو موقفهم الآن؟
 
سليم سالم: لنكن واقعيين، نحن وأي عائلة عراقية، عندما يكون ابنهم في بداية مراهقته ويريد الدخول في هذا المجال، من المستحيل أن يقبلوا. أي عائلة عراقية أو عربية، فنحن عندنا عرف العشائر، ولن يقبلوا. لكن فيما بعد، وعندما تثبت وجودك وتثبت نفسك، يختلف الأمر. اليوم أهلي يفتخرون بي.
 
رووداو: هل تواجه صعوبات بسبب شكل شخصيتك وشعرك الطويل؟
 
سليم سالم: هذه شخصيتي التي عُرفت بها. أحياناً عندما أرتدي قبعة رأس، الأطفال لا يعرفونني. لذلك، هكذا أصبح الأمر، هذه شخصيتي التي تميزت بها.
 
رووداو: ما اسمك الحقيقي؟
 
سليم سالم: حسين سليم. اخترته تيمناً وحباً بأبي، وكذلك استخدام اسم "سليم سالم" يبدو مميزاً، خصوصاً أنه لا يوجد هناك مطرب بهذا الاسم في العراق والوطن العربي.
 
رووداو: هل تجيد اللغة الكوردية؟
 
سليم سالم: غناءً بنسبة 90٪، لكن التحدث بنسبة بسيطة.
 
رووداو: أين تقيم الآن؟
 
سليم سالم: في أربيل، بإقليم كوردستان.
 
رووداو: هل تريد تعلم اللغة الكوردية؟
 
سليم سالم: نعم. بدايةً، المجهود الذي بذلته لتعلم الكوردية كان من أجل أن أغني بالكوردي من دون أن أبدو عربياً، والمجهود الثاني أريده لتعلم الكوردية للتحدث بطلاقة.
 
رووداو: ما هو أصعب شيء تواجهه عندما تريد الغناء بالكوردية؟
 
سليم سالم: اللهجة، نبرة الكلمات. لذلك ندقق كثيراً لتبدو اللهجة جميلة، والأهم أن تعجب الجمهور، وتصل إلى قلوبهم.
 
رووداو: كيف ترى تفاعل الجمهور العربي؟ هل هو مثل الجمهور الكوردي؟
 
سليم سالم: هناك رغبة بتعلم اللغة الكوردية، لذلك يتفاعلون بالتعليقات ويسألون عن معنى الكلمات، وأعتقد أن هذه هي رسالتي: أن أجمع بين الكورد والعرب. ولذلك أصبحت أرى أطفالاً عرباً يغنون باللغة الكوردية، وبالعكس.
 
رووداو: ما خطواتك المقبلة بالنسبة للغتين الكوردية والعربية من حيث المزج بينهما؟ هل تريد إنتاج عمل مشترك مع فنان كوردي؟
 
سليم سالم: تلقيت عروضاً لإنتاج أعمال مشتركة مع فنانين كورد، لكني حتى الآن أنتجت عملاً واحداً مع الفنان طه قادر، وكانت تجربة رائعة، وفي القادم أطمح أولاً لإنتاج شيء جميل بالنسبة للشعب العراقي.
 
رووداو: تريد الاستمرار بالمزج بين اللغتين الكوردية والعربية؟
 
سليم سالم: أصبح لدي جمهور كوردي، وأنا مطالب بإنتاج أعمال كوردية، بالتالي من الصعب الابتعاد عن ذلك.
 
رووداو: كيف تعاملت مع الموسيقى الكوردية والعربية وهناك رتم مختلف بين الاثنين؟ كيف تمكنت من الدمج بينهما؟
 
سليم سالم: أنا الوحيد الذي دمجت بينهما ولم يظهر ذلك، رغم صعوبة ذلك في اللحن، لكن الإلهام يأتيك أحياناً من الذين إلى جانبك، طاقة الناس الذين إلى جانبك من الشباب، أصدقاؤك، فهم موسيقيون، وأنا لست بفنان سماعي، أنا خريج فنون جميلة. أنا أعزف على أربع آلات موسيقية، فأعرف ماذا ألحن وأعرف ماذا أدمج من الإيقاعات الكوردية والعربية. فاختصاصي هو الإيقاع، وهكذا أدمج بين هذا وهذا بحيث لا يظهر ذلك. وأحياناً تشعر أن الإيقاع عربي، ومرة كوردي، وأحياناً تشعر أن الإيقاعات من شرق العراق. أقوم بدمج كلمات عربية وأخرى سورية وكوردية، وحسب ما يناسب ليبدو جميلاً. وإذا ما تركزون، أحياناً اللحن سوري.
 
رووداو: هل تستمع للأغاني الكوردية؟
 
سليم سالم: نعم، أصبحت أسمع بعد تجربتي. يجب أن أتعلم، لا سيما بعدما سكنت في كوردستان، لأنه يجب أن يكون فنك متنوعاً. فقبل ذلك لم أكن أسمع، لكن تفاجأت بالفن الكوردي. هناك أشياء جميلة جداً، وهي بعيدة عن الألوان العربية وبعيدة عن الألوان الأوروبية، هو شيء جديد بالنسبة لي.
 
رووداو: هل تحب اللحن؟
 
سليم سالم: اللحن، وخامة المطرب الذي أستمع له.
 
رووداو: هل تستمع للفلكلور الكوردي أيضاً أم لا؟
 
سليم سالم: نعم، لكن لا أعرف لمن، خصوصاً الخامة الجبلية.
 
رووداو: تحدث لنا قليلاً عن الأغنية الجديدة، وكيف اخترتها؟
 
سليم سالم: العمل كان من كلمات الشاعر وجدي، والتوزيع والمكس للمايسترو دانيار محمد، والإخراج للمخرج براء طيارة، الذي نتعامل معه للمرة الأولى، وهو من ألحاني. بصراحة، هذا العمل هو أكثر عمل كلفني مادياً.
 
رووداو: كم كلفك؟
 
سليم سالم: كلفني حوالي 65 ألف دولار، لكن عندما أنجز العمل وشاهدته، قلت إنه يستحق هذه التكلفة، والأطفال والناس كلهم يستحقون ذلك.
 
رووداو: هل تقيم حفلات؟
 
سليم سالم: فقط حفلات عائلية. أحياناً هناك من الجمهور أناس يأتونني قبل الحفل، ويقسمون أنهم لا يحبون الحفلات ولا يحضرونها، لكن أطفالهم يرغمونهم على المجيء رغماً عنهم. لكن عندما يأتون مرة أو مرتين، يقولون: لقد أحببنا الأجواء، وهذا جميل. والأطفال يصعدون إلى المنصة التي تزدحم بهم، بحيث أن الجميع يتعجبون من الأطفال وكيف أنهم يرقصون بفرح.
 
رووداو: أنت متزوج؟
 
سليم سالم: لست متزوجاً، ولست مرتبطاً. وأحلم أن يكون لدي طفلان، ولد وبنت، عندما أتزوج، لأمنحهم كل الحب.
 
رووداو: أين سنراك بعد خمس أعوام؟
 
سليم سالم: في الطموح الذي بنيته في رأسي، ما هي رسالتي؟ وإلى أين سأصل؟ وبأي فن؟ وما أقدمه؟ على شرط أن يكون باللغتين الكوردية والعربية، في الطموح الذي خططت له، والنقطة التي حددتها وسأصل إليها. وهذا طموحي، لن أبوح به إلا عندما يتحقق، وقتها سأقول: هذا هو طموحي وقد بلغته.
 
رووداو: من أي برج أنت؟
 
سليم سالم: العذراء.
 
رووداو: ما هي الأغنية الأقرب لك؟
 
سليم سالم: لا يمكنني التمييز، أحب جميع ما أنجزته. أيضاً، الأطفال كل منهم يحب أغنية معينة، بالتالي لا يمكنني أن أميز أغنية عن أخرى، فلن يقبلوا بذلك، يشعرون أنها أغنيتهم.
 
رووداو: من مطربك المفضل من العراقيين؟
 
سليم سالم: كاظم الساهر، ماجد المهندس، حاتم العراقي، ومن الفتيات، أكيد صاحبة الفضل بشكل شخصي لي، رحمة رياض.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

جاسم الحلفي ومعد فياض

السياسي جاسم الحلفي لرووداو: "تشرينيون" دخلوا البرلمان بالـ"توك توك" وخرجوا بالـ"جسكارة"

يقرأ السياسي العراقي جاسم الحلفي الأوضاع السياسية المرتبكة والمربكة للمراقبين من وجهة نظر يسارية بحتة، كونه شيوعياً وقيادياً سابقاً في الحزب الشيوعي العراقي. لكنه في ذات الوقت يتعامل مع الأوضاع الراهنة بواقعية وأيضاً بتفاؤل، خاصة فيما يتعلق بإصرار العراقيين على الاحتجاج من أجل تغيير الأوضاع السائدة.