الائتلاف السوري لرووداو: يجب أن تؤوي "المنطقة الآمنة" المهجرين من كافة مناطق سوريا

28-08-2019
رووداو
نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض، ديما موسى
نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض، ديما موسى
الكلمات الدالة المنطقة الآمنة الائتلاف السوري سوريا
A+ A-

رووداو - إسطنبول

رحبت نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض، ديما موسى، بإنشاء منطقة تكون آمنة للسوريين، و"تحميهم من كل الأطراف التي تنتهك حقوقهم وتتسبب بتهجيرهم أو قتلهم"، مشيرةً إلى أنه إذا كانت هناك فرصة لأن تكون هذه المنطقة "أوسع"، فسيكون ذلك أفضل، وستتيح الفرصة لعودة بعض الناس إلى بيوتها، كما "يجب أن تكون منطقةً آمنةً لمن يتم تهجيرهم من مناطق أخرى في سوريا، وللسوريين من أي منطقة من سوريا، ونحن نرحب بهذا"، فنحن نريد أن تكون سوريا لكل السوريين، وأن يعيش كل سوري حيثما يريد في سوريا، وأن يتنقل بحرية وألا يُجبرَ أحد على العيش في منطقة محددة دون أخرى.

وقالت موسى، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، إن الائتلاف يعتبر "الممثل السياسي والأساسي للثورة السورية"، وكذلك في هيئة التفاوض، ونرى أن من الواجب أن يمثل عملنا السياسي كافة مكونات الشعب السوري، ولكن هذا لا يمكن أن يحصل في حال انسحب زملاؤنا وزميلاتنا الكورد من الائتلاف، في إشارة إلى المجلس الوطني الكوردي.

وعن الأوضاع التي تشهدها محافظة إدلب، أوضحت موسى أن النظام السوري يحاول التقدم في إدلب منذ أكثر من 100 يوم بدعم روسي، وقبل مدة قصيرة جاءت الميليشيات الإيرانية الشيعية للمؤازرة على الأرض، لافتةً إلى أن التصدي من قبل "مقاتلي الفصائل المعارضة" هو "شبه أسطوري" إذا قارننا بين سلاح وعتاد الفصائل المحاربة على الأرض مع ما هو لدى النظام بدعم من حلفائه، كما نوهت إلى أن تركيا دعمت الفصائل خلال الـ100 يوم الماضية التي شهدت تصدياً للعدوان الروسي وعدوان النظام، حيث قدمت دعماً لوجستياً للفصائل التي تحارب على الأرض، وفيما يلي نص المقابلة:


رووداو: فيما يتعلق بالاتفاق الأمريكي التركي. حيث من المزمع إنشاء منطقة آمنة بين تركيا وشمال سوريا، وكان هناك احتمال لحظر الطيران في سماء تلك المنطقة، ما مدى دقة هذه المعلومات؟

ديما موسى: نحن على تواصل مع الطرفين الأمريكي والتركي حول موضوع إنشاء المنطقة الآمنة. التفاصيل ليست واضحة بعد، وقد كنا في زيارة يوم أمس لوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، وقبل ذلك كان لنا لقاء مع الطرف الأمريكي، ومن الواضح أنهم لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق حول تفاصيل هذه المنطقة، ولا شك في أن لنا رؤيتنا بخصوص هذه المنطقة، ونحن نشاركهم بهذه الرؤية، ومن المهم التركيز على أن أي فرصة لإنشاء منطقة تكون آمنة للسوريين، وتحميهم من كل الأطراف التي تنتهك حقوقهم وتتسبب بتهجيرهم أو قتلهم، هو شيء مرحب به، وإذا كانت هناك فرصة لأن تكون هذه المنطقة أوسع، فسيكون ذلك أفضل، وستتيح الفرصة لعودة بعض الناس إلى بيوتها، كما يجب أن تكون منطقةً آمنةً لمن يتم تهجيرهم من مناطق أخرى في سوريا، ونحن نرحب بهذا، ولكن من الواضح أنهم لم يصلوا لاتفاق فيما بينهم حول بعض التفاصيل، ويقال إن الخلاف حول عمق المنطقة، ولكننا نتصور أن المسألة أعقد من ذلك، فهناك عدم اتفاق على ما سيحصل بالقوى المسلحة الموجودة في هذه المنطقة.

رووداو: في حال تم اتخاذ هذا القرار، هل ستدعمونه كمعارضة سورية ؟

موسى: نحن كمعارضة نرحب بإنشاء أي منطقة تكون آمنة للسوريين، أيّ سوريين كانوا وفي أي مكان من الأراضي السورية، منهم من هربوا من النظام، لتأتي بعد ذلك بعض القوى التي تنتهك حقوقهم وتهجرهم وتتسبب بالكثير من المآسي لهم، وهناك بعض التفاصيل من المهم أن تكون ملائمة للوضع السوري، وللشعب السوري، ونحن نؤكد للطرفين الأمريكي والتركي أن الشيء المناسب هو ما يحقق رؤية السوريين ووحدة سوريا أرضاً وشعباً، وأي شيء آخر يحيد البوصلة عن هذا السياق، هو غير مقبول.

رووداو: هل تشاورت تركيا معكم في هذا السياق بصفتكم معارضةً سورية؟

موسى: نحن على تواصل دائم مع الطرف التركي، وهناك لقاءات مستمرة حول هذا الموضوع وحول ما يحدث في المناطق الشمالية والشرقية ومناطق أخرى من سوريا، وفيما يتعلق بالمنطقة الشمالية الشرقية واحتمال إنشاء هذه المنطقة الآمنة، نحن على تواصل مع الطرف الأمريكي أيضاً، كما أننا على تواصل مع المكونات السورية الموجودة في هذه المنطقة، لأنها المعنية، والمحور الأهم في هذا الموضوع.

رووداو: اجتمعتم بوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ماذا طرحتم عليه في هذا الإطار؟

موسى: كان التركيز خلال لقائنا بوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، على الوضع الطارئ وربما الأهم في هذه الأيام، وهو ما يحصل في إدلب وانتهاك منطقة واتفاقية خفض التصعيد من قبل النظام وحليفه الروسي، كما تطرقنا لموضوع المنطقة الآمنة، وأكدنا على أهمية أن تخدم هذه المنطقة مصلحة الشعب السوري وتوفير الأمان للسوريين في هذه المنطقة، ونتمنى ذلك للسوريين في مناطق أخرى.

رووداو: تركيا تطالب بأن يتجاوز عمق "المنطقة الآمنة" 20 كيلومتراً، في حين تطالب قوات سوريا الديمقراطية بأن لا يتجاوز عمقها 5 كيلومترات، فما العمق الذي ترونه مناسباً كمعارضة سورية؟

موسى: ربما عمق المنطقة ليس التفصيل الأهم، بل إن ما يحصل خارج هذه المنطقة هو التفصيل الأهم وله أكبر تأثير للوصول إلى هذه الاتفاقية، ولو تحدثنا عن المكون الكوردي الموجود في هذه المنطقة، فإن الشريط الحدودي الذي تشمله هذه المنطقة فعلياً يضم نسبة 80% من المكون الكوردي على عمق كيلومتر أو كيلومترين فقط بكل الأحوال، وعليه فإن الأمر متعلق بالقوى المسلحة الموجودة في هذه المنطقة، وهنا نتحدث عن حزب الاتحاد الديمقراطي، أما تركيا، فتريد أن تكون هذه المنطقة أعمق لأنها تسعى لحماية حدودها مع سوريا، وأظن أن الموضوع أعقد من ذلك ولا يقتصر على مدى عمق هذه المنطقة، فالسؤال المطروح هو ماذا سيحصل لقوات سوريا الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي خارج المنطقة الآمنة، وهذا موضوع مهم بالنسبة لنا، لأن "إفراغ هذه المنطقة سيخلق منطقةً آمنةً للسوريين الموجودين فيها"، ولكن هناك جزء متبقٍ من المنطقة الشمالية الشرقية من المهم جداً أن نعرف ماذا سيحصل فيها، كما أن السوريين الموجودين هناك، وكذلك المهجرين من هناك، يريدون معرفة مصير هذه المنطقة وما إذا كانوا يستطيعون العودة ليكونوا هم من يحكمون المنطقة والمسؤولين عن "الحوكمة" المحلية على الأقل.

رووداو: أقدمَ النظام السوري في ستينيات القرن الماضي على إنشاء حزام عربي في المناطق الكوردية، ونقلَ عدداً كبيراً من العرب إلى تلك المناطق، وهناك مطلب تركي بنقل اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها من الكورد والعرب وباقي المكونات، إلى المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها، ما هو موقفكم كمعارضة سورية في السياق؟

موسى: بغض النظر عما تحاول أي دولة القيام به، أو حتى أي جهة موجودة على الأرض في سوريا، إلا أن حزب البعث خلال حكمه لسوريا أخطأ بحق كافة مكونات الشعب السوري، ومن المرفوض أن يكون هناك تغيير ديموغرافي في سوريا، أو أن يكون هناك تهجير يهدف لتغيير مكونات أي منطقة لصالح مكون آخر، وإلى أن نتخلص من هذا النظام وأذرعه أو الأوجه المختلفة له، بغض النظر عن عقيدتها الدينية أو قوميتها أو غير ذلك، نريد أن تكون سوريا لكل السوريين، وأن يعيش كل سوري حيثما يريد في سوريا، وأن يتنقل بحرية وألا يُجبرَ أحد على العيش في منطقة محددة دون أخرى.

رووداو: لننتقل من موضوع "المنطقة الآمنة" إلى مسألة إدلب التي تشهد أزمة كبيرة بحاجة للحل، ما هو الوضع في إدلب حالياً، لا سيما بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة خان شيخون، فهل سيكون مصير إدلب مشابهاً؟

موسى: النظام السوري يحاول أن يفعل في إدلب كما فعل في مناطق أخرى، وهو أن يدفع المدنيين إلى أصغر منطقة يضعهم فيها، وأنا أتحدث هنا عن المدنيين الذين يُعتبرون حاضنة للمعارضة، فهو يسمينا جميعاً إرهابيين، فكل من خرج ووقف ضده وطالب بالحرية، يعتبره عدواً له، وهو يحاول أن يحصرهم في أصغر منطقة ممكنة، وهذا جزء من سياسته الرامية إلى تقويض العملية السياسية، ولتكون أي فرصة للوصول إلى حل سياسي، شبه مستحيلة. هو يحاول التقدم في إدلب منذ أكثر من 100 يوم بدعم روسي، وقبل مدة قصيرة جاءت الميليشيات الإيرانية الشيعية للمؤازرة على الأرض، والتصدي من قبل مقاتلي الفصائل المعارضة هو شبه أسطوري إذا قارننا بين سلاح وعتاد الفصائل المحاربة على الأرض مع ما هو لدى النظام بدعم من حلفائه، وأهم شيء لدى النظام هو الطريقان الرئيسان "م 4 – م 5" لوصل كافة المناطق السورية ببعضها ومن ثم القيام بالعمليات التجارية، فالمدنيون آخر همٍّ له، وكلما نجح في دفع أكبر عدد من المدنيين خارج مناطقهم ممن لا يتفق معهم، فسيتمكن من تحقيق حلمه الذي أشار إليه رئيس النظام المجرم عام 2017 بأنه "يريد مجتمعاً سورياً متجانساً"، وعليه كلما قل عدد السوريين الذين لديه، كان ذلك أفضل بالنسبة له وفق تصريحاتهم وأفعالهم.

رووداو: هل تعتقدون كمعارضة أن تركيا أوفت بوعودها بخصوص إدلب؟

موسى: تركيا أمام مسؤولية كبيرة، وهي وصلت إلى هذا المكان لأسباب كثيرة أدت إلى أن تكون تركيا في مواجهة روسيا وإيران في هذا الملف، ونرى أن محاولات تركيا لإنشاء مناطق خفض تصعيد كانت لصالح الحاضنة الشعبية للثورة، مثل إدلب، ولكن روسيا، إيران والنظام، لم يلتزموا بأي اتفاق، وتركيا لا تستطيع بمفردها تطبيق اتفاق فيه أطراف أخرى، كما أنها دعمت الفصائل خلال الـ100 يوم الماضية التي شهدت تصدياً للعدوان الروسي وعدوان النظام، حيث قدمت دعماً لوجستياً للفصائل التي تحارب على الأرض، ولكنها طرف في اتفاق، وتطبيق هذا الاتفاق يحتاج لالتزام الأطراف الأخرى به.

رووداو: برأيكم، لماذ يرفض فصيل "هيئة تحرير الشام" إخراج قواته من تلك المنطقة؟

موسى: بقاء هيئة تحرير الشام مرتبط ارتباطاً وجودياً بهذه المنطقة، لأن التخلص أو تفكيك منظومة مثل هيئة تحرير الشام أو أي منظومة تعتمد لحد ما على التطرف والعقائدية، يحتاج لبيئة ملائمة، ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها في "سوتشي" في أيلول الماضي بين الطرفين التركي والروسي، تهدف لخلق بيئة ملائمة لتتمكن الأطراف، وهنا أتحدث أكثر عن تركيا، من دعم السوريين الموجودين في هذه المنطقة عن طريق المجالس المحلية والمنظمات والحكومة المؤقتة، ولتتمكن من تفكيك هذه المنظومة بطريقة صحيحة، وليس عن طريق القصف والقتل كما نراه في مناطق أخرى، وما رأيناه تاريخياً في دول أخرى لم يحقق أي نجاحات، وعليه أعتقد أنه لم تُعطى فرصة للأطراف المعنية، خصوصاً السوريون الموجودون في هذه المنطقة، للعمل على تفكيك هذه المنظومة بما يضمن أمنهم وسلامتهم كمدنيين.

رووداو: كمعارضة سورية، هل لكم علاقات واتصالات مع فصيل "هيئة تحرير الشام"؟

موسى: نحن في الائتلاف لسنا على تواصل مع هيئة تحرير الشام، وإنما لدينا فصائل "الجيش الحر"، وهي ممثلة في الائتلاف، وتواصلنا مع الطرف العسكري يكون من خلال الفصائل المنضوية في الائتلاف.

رووداو: لننتقل للحديث عن موضوع "صياغة دستور جديد"، هل تعتقدون كمعارضة أنه سيتم وضع دستور جديد للبلاد؟

موسى: تحدثنا في هذا الموضوع لفترة طويلة، والأمر أصبح شبه "فكاهي" مع تحفظي على هذه الكلمة، فهل من المعقول أن يكون تشكيل لجنة دستورية لم تتضح بعد معالمها ومهامها، معلقاً على 6 أشخاص منذ حوال سنة. نحن نرى أن اللجنة الدستورية والعملية السياسية معلقة، مجمدة، شبه ميتة، بسبب ما تقوم به قوات وميليشيات النظام المدعومة من قبل روسيا وإيران، حيث لا يوجد أي ضغط حقيقي على النظام للانخراط في العملية السياسية، وليس هناك أي محاولة لوقف عملياته العسكرية على الأرض، والجرائم والانتهاكات التي يرتكبها من اعتقالات لا تزال مستمرة، وموت تحت التعذيب للكثير من الناس الموجودين في معتقلاته، والتهجير القسري من عدة مناطق خلال السنة الماضية، كما لا يمكن اعتبار طرفٍ يقوم بهذه الممارسات جاداً في الانخراط بالعملية السياسية، فطالما هناك عمليات عسكرية وانتهاكات جسيمة تحصل، لا يمكن الحديث عن العملية السياسية واللجنة الدستورية. المعارضة قامت بكل ما هي مطالبة به حول اللجنة الدستورية والأمور المتعلقة بالعملية السياسية، والموضوع حالياً في عهدة الأمم المتحدة.

رووداو: ما هي العقبة الأكبر التي تواجه صياغة "دستور جديد" لسوريا؟

موسى: العقبة الأكبر تتلخص في عدم جدية النظام بخصوص تشكيل اللجنة الدستورية أو العملية السياسية بشكل عام، فإذا كان حلفاء النظام جادين، فبإمكانهم الضغط عليه وإجباره على التوجه إلى طاولة المفاوضات، سواء للحديث عن الدستور، أو عن أمور أخرى، فالدستور هو جزء واحد من العملية السياسية.

رووداو: في حال أراد حزب الاتحاد الديمقراطي المشاركة في صياغة دستور جديد، هل ستقبلون بذلك؟

موسى: اللجنة الدستورية مشكلة من 3 أقسام، واحد للمعارضة وآخر للنظام، وثالث لمنظمات المجتمع المدني ومكونات أخرى غير ممثلة في الطرفين، وأنا لا أريد الحديث عن حزب الاتحاد الديمقراطي، كطرف، لأنه حين نتحدث عن كتابة الدستور، فنحن نتحدث عن مكونات الشعب السوري، وهناك تمثيل للكورد في اللجنة الدستورية في طرف المعارضة، وبالتأكيد هناك عدد من الكورد ممثلين عن المجلس الوطني الكوردي، ونحن نرى أن من المهم وجود ممثلين عن كافة مكونات الشعب السوري عندما نجلس سويةً لكتابة دستور لسوريا المستقبل، وسواء كان حزب الاتحاد الديمقراطي موجوداً أم لا، فإن ذلك يعود إلى من يمثلهم وكيفية تواجدهم وفي أي طرف، ولكننا كمعارضة نعتبر أن من الأهمية مشاركة كافة المكونات السورية، وقد عملنا على ذلك عندما أسمينا أعضاءنا الـ50 للجنة الدستورية.

رووداو: ما هي معاييركم الأساسية لصياغة دستور جديد لسوريا؟

موسى: طبعاً نحن لا نزال في مرحلة المشاورات، وبما أننا لا نعلم بعد ما الذي ستقوم به هذه اللجنة الدستورية، فإن رؤيتنا، وهذا جاء في قرار مجلس الأمن رقم 2254 أيضاً، هي أن العملية السياسية يجب أن تشمل وتحقق عدة أشياء، من بينها صياغة دستور جديد، ونحن نرى أن سوريا المستقبل لا يمكن أن تكون ديمقراطية تعددية ودولة القانون والمواطنة المتساوية بوجود الدستور الحالي، لذلك تجب مراجعة الدستور بالكامل، ومن المهم أولاً أن نوصف سوريا المستقبل التي نريدها، والمبادئ الأساسية التي نريد تحقيقها، ومن ثم عندما نبدأ بالحديث عن التفاصيل سيكون هناك خبراء مسؤولين عن كتابة تفاصيل هذا الدستور الذي سيوصلنا إلى سوريا التي نريدها لجميع السوريين.

رووداو: إذا كانت هناك خصوصية للمناطق الكوردية، مثل قامشلو، الحسكة وعفرين، في الدستور الجديد، فهل ستقبلون بذلك في المعارضة؟

موسى: السوريون هم من سيكتبون الدستور بالمحصلة، وسيتم عرضه خلال استفتاء شعبي أمام جميع السوريين، وما ذكرتموه هو أحد الأشياء التي "يمكن" أن يكون جزءاً من "النقاشات" قبل وضع مسودة للدستور، أو "يمكن" أن يوضع "لاحقاً" أمام السوريين للتصويت عليه، وبالمحصلة نحن نريد سوريا ديمقراطية، وعندما نضع شيئاً للتصويت عليه وللاستفتاء الشعبي، فإن علينا كسوريين القبول بنتائج الديمقراطية التي نسعى للوصول إليها.

رووداو: ثمة عدة أسئلة بخصوص منطقة عفرين، ومن واقع تواجدنا بين اللاجئين السوريين، نسمع منهم كثيراً، كما نمتلك الكثير من الأدلة والوثائق التي تثبت أن الفصائل المعارضة المسلحة تمارس الكثير من الانتهاكات بحق المواطنين، مثل القتل والنهب، ترى متى سينتهي ذلك، وهل تقومون بشيء لإنهاء ذلك؟

موسى: طبعاً عفرين جزء من سوريا، وهي تهمنا كأي منطقة أخرى في سوريا، ونحن نتابع الانتهاكات التي يمارسها النظام أو أي طرف آخر في أي منطقة من سوريا، وبما أن عفرين من المناطق التي ثارت ضد هذا النظام، وظُلمت بسبب وجود عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي لفترة طويلة فيها، فإننا نريد أن تكون خالية من الانتهاكات كباقي مناطق سوريا، ومنذ أن سمعنا أن "من الممكن" وجود انتهاكات في هذه المنطقة، أكدنا على ضرورة متابعة هذا الموضوع، وأن يكون هناك توثيق، ولكن سوريا كلها منطقة حرب ونزاع مسلح، وهذا بالضرورة يخلق فوضى لا يمكن التحكم بكافة مفاصلها، ولكننا كائتلاف نحاول بالتعاون مع المجلس الوطني الكوردي وأهالي عفرين، أن يكون هناك توثيق لأي انتهاكات من أجل أيصالها ومعالجتها "في حال أمكن ذلك"، ولكن حالياً لا يمكن ضمان أن تكون أي منطقة في سوريا خالية من الانتهاكات بنسبة 100% للأسف.

رووداو: المعلومات التي لدينا تشير إلى أنه خلال الأشهر الـ13 الأخيرة قُتل 384 شخصاً، بينهم 55 طفلاً و36 امرأة. ألا تساهم ممارسات الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة في دفع الكورد إلى عدم الثقة بالمعارضة السورية؟

موسى: نحن لا نميز بين المواطنين، وأي اعتقال أو انتهاك أو تعذيب أو تهجير بحق أي مواطن سوري من قبل أي جهة، غير مقبول أبداً، وقد رأينا كيف أبدع النظام بالقيام بها، وعليه ليس من المقبول أن تكون هناك انتهاكات من هذا النوع بحق أي مكون من الشعب السوري.

رووداو: كانت الكوردية لغةَ العملية التعليمية في عفرين، وحالياً أُعيدت اللغة العربية إليها، هل يمكن القول إن هذا هو توجه المعارضة السورية؟

موسى: هذا الحديث نوقش كثيراً في السابق، وربما لم يتم الحديث عن التفاصيل، ولكننا نعلم أن المعارضة من ناحيتها تفتخر بكافة مكونات الشعب السوري، ويجب أن يكون كل مكون قادراً على ممارسة طقوسه واستخدام وتعليم لغته، لذلك نريد تغيير كل شيء قام به نظام الأسد من عدم إعطاء الفرصة للمكونات التي تتكلم بلغات أخرى لتعليم أبنائها لغتها بالإضافة إلى اللغة العربية، فهذا غير مقبول بالطبع.

رووداو: قبل دخول الجيش التركي والفصائل المسلحة التابعة للمعارضة السورية إلى عفرين، كانت نسبة الكورد في عفرين 95%، أما الآن فقد باتت النسبة 25% فقط، حيث تم جلب العرب إليها بما نسبته 75%، ألا يعتبر ذلك تغييراً ديموغرافياً ممنهجاً؟

موسى: سوريا فيها مكونات مختلفة كما تعلمون، ومن المعلوم أن عفرين منطقة ذات أغلبية كوردية، وهذا لن يتغير، ولكننا نعيش ظروفاً محددة حالياً، فقد تم تهجير ملايين السوريين من مناطقهم، خصوصاً خلال العام الماضي، حيث كانت هناك موجة تهجير كبيرة من منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، ودرعا في جنوب سوريا، وريف حمص الشمالي، وكانت هناك موجة كبيرة جاءت إلى الشمال السوري وتوزعت في مناطق مختلفة، وتوجه جزء منهم إلى منطقة عفرين، كما أن بعض الأهالي ربما تركوا عفرين عندما بدأت العمليات العسكرية، ونتمنى أن يعود كل سوري إلى مكان سكنه الأصلي مستقبلاً، أو أي مكان يريد العيش فيه، ونحن نعتبر كل ما يحدث في سوريا حالياً، مرحلةً مؤقتة، فرضتها الحرب القائمة حالياً في كافة مناطق سوريا بأوجه مختلفة، ونتمنى أن يعود العفريني إلى عفرين، والريف دمشقي إلى ريف دمشق، والحمصي إلى حمص... إلخ، كما نرجو أن تنتهي هذه المرحلة المؤقتة في أقرب وقت.

رووداو: هناك كورد ضمن المعارضة السورية، وبعد أن تم احتلال عفرين، طالب بعض الكورد أقرانهم الموجودين ضمن المعارضة، بالانسحاب منها، إلى أي مدى يمكن للمعارضة أن تُلبي مطالب الكورد الموجودين في صفوفها؟

موسى: من الطبيعي أن يكون هناك غضب من جانب الشارع وأن تكون هناك مطالب شعبية، ولكننا في الائتلاف الذي يعتبر الممثل السياسي والأساسي للثورة السورية، وكذلك في هيئة التفاوض، نرى أن من الواجب أن يمثل عملنا السياسي كافة مكونات الشعب السوري، وهذا لا يمكن أن يحصل في حال انسحب زملاؤنا وزميلاتنا الكورد من الائتلاف، فهناك الكثير من المشاكل التي تحدث، وقد واجهنا هذا الأمر فيما مضى أيضاً بمناطق أخرى شهدت كماً كبيراً من الانتهاكات، وقد طُلب من جهات تمثل مناطق أخرى، الانسحاب، ونحن لا نرغب برؤية أي مكون ينسحب من الائتلاف والمعارضة، لأنه يجب أن يكون هناك من يوصل صوت هذا المكون إلى الرأي العام الدولي والمنابر التي نصل إليها.

رووداو: هل تعتقدين شخصياً أن وجود تركيا على الأرض السورية، وكذلك الأجندة التركية، يصبان في مصلحة سوريا ديمقراطية وآمنة في المستقبل؟

موسى: حالياً نعتبر الأمور في الكثير من المناطق، خارج السيطرة، كما هو الحال في إدلب على سبيل المثال، وهناك توجد نقاط مراقبة تركية، وكان هذا في صالح السوريين، والهدف من ذلك كان حماية السوريين في هذه المنطقة، ومن خلال تواصلنا مع الأتراك، كانوا واضحين جداً بأنه لا هدف لهم من البقاء في سوريا، وأنهم اضطروا للتواجد في بعض المناطق في هذه المرحلة، خصوصاً في المناطق المجاورة لهم، لضمان الأمن التركي، ولكننا لا ننظر إلى الوضع على أنه دائم، بل إنه مؤقت، ومن خلال التواصل الدائم معهم، نحن نتأكد من أن العمل سيكون من خلال الشراكة، ولا أعلم إن كان هذا إجابةً عن سؤالكم، ولكن هذه هي رؤيتنا، ومن خلال تواصلنا نعلم أن وجودهم هو بهدف حماية السوريين الموجودين في هذه المنطقة.

ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

الكاتب عمر دلسوز:  الكلمة يجب أن تكون سوطاً يلسع روحك ويوقظ عقلك من سباته

الكاتب عمر دلسوز: الكلمة يجب أن تكون سوطاً يلسع روحك ويوقظ عقلك من سباته

الأدب واللغة ليسا مجرد أدوات للتواصل؛ بل هما الركيزتان الأساسيتان اللتان تقومان عليهما الهوية القومية والثقافة والتاريخ لكل أمة. والأدب الكوردي هو مرآة قلب الكورد، يسجل مغامراتهم الممزوجة بالألم والفرح، ويدوّن أحلامهم وآمالهم لينقلها إلى الأجيال القادمة. في الأزمنة العصيبة، كان الأدب واللغة منارة الأمل للكورد، فقد أبقياهم واقفين على أقدامهم، وحفظا هويتهم من الضياع.