رووداو - أربيل
أكد رئيس المجلس الموحد لعشائر بغداد والمحافظات الستة السنية، رعد سليمان، أن "هناك أجندة خارجية تعطل عودة النازحين إلى ديارهم، وخاصة أن لجنة التعويضات في الأنبار منحازة"، مشيراً إلى أن "هناك نية لإجراء تغيير ديمغرافي في مناطق جرف الصخر وديالى".
وقال سليمان في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية إنه "هناك قانون صادر عن البرلمان لـ (تسليح حرس الإقليم السني) ويوجد منهم أكثر من 250 ألف فرد من الموصل وصلاح الدين والأنبار وحزام بغداد، أي أن الدستور يسمح بتجنيد هؤلاء للدفاع عن مناطقهم لكن قسم من الذين ينسبون أنفسهم للحشد الشعبي وهم قادة قالوا أن هذا القانون لن يمرر بأي طريقة"، مبيناً أن "الأمريكيين يعرفون هذا القانون ويعملون على هذا الموضوع ونحن نضغط عليهم لغرض خلق توازن مع سيطرة حكومة المركز، كما أنه لابد من بقاء القوات الامريكية ليس فقط في الأنبار بل في كل العراق".
رووداو: هل أنت متواجد في أربيل تمهيداً للعودة إلى بغداد؟
رعد سليمان: نعم بالتأكيد، وأنا منذ أسبوع في أربيل حيث التقينا مع عشائرنا والنازحين والشيوخ المقيمين هنا وحول عودتهم إلى مناطقهم وخاصة أن بيوتهم مهدمة حيث أن دورهم مهمش في المناطق السنية ولاسيما في الأنبار التي أنتمي إليها، وهي تشبه مثيلتها في الموصل التي تعاني من نفس الموضوع وحتى الجثث لا زالت موجودة في الجانب الأيمن، وذلك في ضوء عجز الحكومة عن حل الأمور هناك، كما أن هناك تداعيات أمامنا يتوجب على الحكومة وضع حد لهذه التداعيات، كما أننا ناشدنا الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن لا يوجد تعاون في هذا المجال من ناحيتهم، حيث أن الصراع مرتكز حول أجندات خارجية، وإيران لديها اليد الطولة لتنفيذ أجندتها في داخل العراق، ولا توجد ولاءات للوطن، وسنقوم بطرح هذه المواضيع جميعها في بغداد على الرغم من عدم ثقة الأهالي بقضية الديمقراطية عكس ما كان سابقاً من حيث ثقتهم بفقرات الدستور ورأوا فيه ما يخدم المواطن، لكن اليوم ما يحصل هو أن المواطن يدلي بصوته بحرية لكن للأسف صوته يوضع في المخازن ويهمش، ليفوز الشخص الطائفي، حيث يوجد الكثير من الناس في مجلس النواب هناك إشارات استفهام حول كيفية فوزهم، وأكثر الناس الوطنيين من شيعة العراق لم يفوزا، لكن فقط الذي نادى بالطائفية وصل إلى البرلمان.
رووداو: هل ستكون عودتك إلى الأنبار مقرونة بصفقة سياسية كما شاع مؤخراً وما هو دور السفارة الأمريكية في ذلك؟
سليمان: نحن اليوم خلقنا قضية رأي عام، ولا توجد مذكرات اعتقال بحقي، فنحن فقط مع توجه نقد الفساد والعملية السياسية والمفوضية، حيث أن هناك مخاطر تقود البلاد إلى الهاوية ما لم يتم إصلاحها وإعطاء حقوق المكون وتنفيذ أجندة خارجية أي إيران، ولاتوجد صفقة سياسية حول عودتي إلى الأنبار وأنا حالياً متبني موضوع عودة النازحين إلى ديارهم سواء في الموصل أو صلاح الدين أو الأنبار، ولا أحد الآن يطلب في حال عودتي إلى بلدي أن تكون هناك صفقة سياسية لا الأمريكان ولا غيرهم في حين أننا نناشد منظمات المجتمع المدني بما فيهم الأمم المتحدة ودول الخليج لتغطية هذا الفراغ.
رووداو: هل ستعود إلى الأنبار وصوتك مرتفع أم ستكتفي بمنصب هناك؟
سليمان: لم أفكر بالمناصب ونحن كلنا خدام للعراق ونازحينا، وخاصة تأخرت عودتهم أي منذ 4 سنوات وهم نازحون والبيوت مهدمة، كما أن لجنة التعويضات للمواطن الأنباري منحازة وتماطل، أي أنهم لا يريدون منح النازح تعويض وذلك لمنع عودتهم، حيث أن هناك أجندة خارجية تعطل عودة النازحين إلى ديارهم، كما ورد تصريح من الأمريكان أنفسهم مفادها أن الحشد الشعبي يمنع عودة النازحين إلى ديارهم، وهذا الشيء ينطبق في جرف الصخر وفي ديالى أي أن هناك نية بتغيير ديمغرافي لهذه المناطق حول تنفيذ أجندة خارجية، لذلك نطلب اليوم من الرأي العام ومن الأمريكان الذين تبنوا هذا الموضوع لوضع حد للجانب الإيراني.
رووداو: لماذا انخفض صوتك مؤخراً ولم تعد تهاجم الحكومة ولا الحشد الشعبي ما السبب؟
سليمان: إذا ماقاموا بإعطاء استحقاق للسنة ومنحهم تعويضات سنكون راضين وعكس ذلك سيعلو صوتنا أكثر، وإذا بقوا مصرين على مدارة الخواطر سنتجه نحن باتجاه الإقليم لأن الناس اليوم يعانون من أزمة حقيقية، وخاصة بعدما رأينا إقليم كوردستان وما يتمتع به من نظام أشبه بدولة.
رووداو: لكن هناك تناسي قليلاً من قبلكم لفكرة الإقليم هل تظنون أن بغداد أعطت الأنبار حقها؟
سليمان: بغداد مهمشة محافظات الأنبار والسنة، وكما ذكرت أن هناك جثث ما زالت موجودة في الجانب الأيمن في الموصل منذ ثلاث سنوات، وهذا يدفعنا للضغط باتجاه الرأي العام والأمريكان وعلى الأمة العربية وعلى دول الخليج ليساعدونا وإلا إذا استمر الوضع على ما هو عليه نحن كمكون سننتهي ونحن ننتظر السياسيين السنة الذين هم للأسف الشديد هم يتحملون بشكل كبير بلائنا.
رووداو: كيف هي علاقتك بالحشد الشعبي وهل أنت مع بقائها في الأنبار؟
سليمان: لا يوجد في الأنبار حشد شعبي لكن يوجد فقط حشد شعبي سني، لكننا نرغب فقط أن تكون المؤسسة الأمنية قوية بالجيش والشرطة، وحتى أن المرجعية قالت هناك هجمة شرسة إرهابية مايسمي بـ"داعش" فعلى كل العراقيين أن يطوع ويدافع عن العراق وهي فتوى الجهاد الكفائي وفي حال اكتفت الحاجة لا يجوز أن تقوم بفتح مكاتب اقتصادية وذكرهم على الدوام بأنهم قد ضحوا بعكس الجيش وخاصة أنهم استلموا راتب على ما قاموا به.
رووداو: هل اليوم أصبحت الأنبار ساحة للصراع الأمريكي الإيراني؟
سليمان: نعم، النفوذ الإيراني في الأنبار تقطعت أوصاله لكنهم يعتبرون الأنبار امتداد للهلال الشيعي من سوريا ومن ثم إلى لبنان، ويطمحون حول انتشار النفوذ الإيراني من خلال الأنبار لأنها تحد سوريا والأردن والسعودية.
رووداو: هل قاعدة "عين الأسد" في الأنبار تقوم بالفعل بتدريب وتسليح عشائر سنية في الأنبار وذلك لتضرب من خلالها الحشد الشعب؟
سليمان: يوجد قانون في مجلس النواب العراقي ما يسمى بتسليح حرس الإقليم السني ويوجد أكثر من 250 ألف فرد من الموصل وصلاح الدين والأنبار وحزام بغداد، أي أن الدستور يسمح بتجنيد هؤلاء للدفاع عن مناطقهم لكن قسم من الذين ينسبون أنفسهم للحشد الشعبي وهم قادة قالوا أن هذا القانون لن يمرر بأي طريقة، وذلك لأنهم ارتأوا أنهم إذا سلحوا السنة لن نقبل أن تكون هناك قوتين، والأمريكان يعرفون هذا القانون ويعملون به، كما أننا نضغط على الأمريكان بان هناك لدينا قانون موجود في مجلس النواب حول تسليح المكون السني لغرض خلق توازن مع سيطرة حكومة المركز.
رووداو: هل تؤيد بقاء القوات الأمريكية الأنبار؟
سليمان: بالتأكيد، وليس فقط في الأنبار بل نريدها مسيطرة ومتنفذة في كل العراق بما فيها في جنوب العراق، وتجدر الإشارة إلى أن الأمريكان هم من سلحوا الحشد الشعبي بدبابات أمريكية أي أن تصريحاتهم بخروج الأمريكان غير صحيحة، ونطلب من الإدارة الأمريكية أن تخلصنا من هذا الإرهاب لأننا كعرب وكورد مسالمين وشيعة أيضاً يوجد منهم مضطهدين في البصرة.
رووداو: برأيك كيف سيكون مستقبل الأنبار؟
سليمان: وضع الأنبار مرهون بقطع أذرع إيران في محافظة الأنبار والموصل، وفي حال كان الأمريكان جادين في هذا الموضوع ونحن نتعاون معهم حول تطويع أبنائنا، ليكونوا قادرين على حماية المحافظة.
رووداو: أعضاء من مجلس النواب تحدثوا عن جهات تقوم باعتقال أهالي من الأنبار وبث الترهيب في نفوس الأهالي، الأمر الذي الذي يعيق عودة النازحين إليها، ما مدى صحة هذا الأمر؟
سليمان: إيران تقوم يتجنيد شخصيات لذلك، وعادل عبد المهدي عليه أن يقوم بحصر السلاح بيد الدولة، كما أن الطبقة السياسية الحالية غير قادرة على إنهاء البطالة وتوفير الخدمات في المحافظات لأنهم منشغلون فقط بجمع الأموال والتصريحات التي يدلون بها كلها غير صحيحة وهمهم أن تكون المرحلة المقبلة لصالحهم أيضاً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً