دبلوماسي أميركي لرووداو: على الولايات المتحدة تفهّم موقف قوات سوريا الديمقراطية وتقدير تضحياتهم

25-07-2025
الكلمات الدالة سوريا قسد أميركا
A+ A-
رووداو ديجيتال

رأى الدبلوماسي الأميركي وليام روباك، أن على بلاده تفهّم موقف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتقدير تضحياتهم.
 
وقال وليام روباك في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، أجرتها معه نالين حسن إن "الأحداث التي حصلت مؤخراً في محافظة السويداء بين الدروز والعرب السنة البدو، هي خطيرة جداً، ويجب التحقيق فيها".
 
ولفت الى أن "هناك حاجة إلى درجة كبيرة من دمج قوات سوريا الديمقراطية في جيش وطني سوري"، عاداً أن ذلك "سيكون تحدياً".
 
وليام روباك، هو دبلوماسي رفيع المستوى وذو خبرة، يُعرف بشكل خاص بعمله في الشرق الأوسط وفي سوريا.
 
عمل وليام روباك كممثل خاص للولايات المتحدة في التحالف الدولي ضد داعش، وكان نائب الممثل الأميركي للشؤون السورية، وكان ناشطاً في روجآفا (شمال وشرق سوريا) وأحد الوسطاء الرئيسيين في التواصل بين الحكومة الأميركية والإدارة الذاتية.
 
كما كانت لديه علاقات وثيقة مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي.
 
وأدناه نص المقابلة:

رووداو: أحداث السويداء أظهرت مرة أخرى التوترات العرقية والطائفية في سوريا. ألا يعزز نموذج الإدارة الذاتية في روجآفا التعايش المشترك بين المكونات؟

وليام روباك: من الواضح أن هناك توترات كبيرة في سوريا، ليس فقط في شمال وشرق سوريا ولكن في أجزاء أخرى من البلاد أيضاً. أعتقد أن اللامركزية إلى حد ما أمر منطقي، وبالطبع مع اللامركزية هناك حاجة إلى إدارات محلية مثل الإدارة الذاتية. في النهاية، يجب حل هذه القضايا مع الحكومة المركزية في دمشق. هذا ما تصر عليه أميركا. لذلك، يجب أن يتم ذلك من خلال المفاوضات. لا أعرف تماماً كيف ستقبل الحكومة المركزية، حكومة دمشق، بقاء الإدارة الذاتية كما هي. يجب أن يكون هذا جزءاً من النقاشات حول دمج قوات سوريا الديمقراطية في جيش الحكومة المركزية.
 
رووداو: العنف ضد العلويين الذي وصل إلى مستوى المجازر خلال حكم أحمد الشرع، ألا يشكل هذا مصدر قلق كبير لمستقبل سوريا؟

وليام روباك: من الواضح أن العنف الذي وقع في شهر نيسان بالهجمات على العلويين، والعنف الأخير في محافظة السويداء بين الدروز والعرب السنة البدو، هي أحداث خطيرة جداً. يجب التحقيق فيها. من الواضح أن هناك الكثير من العمل أمام الحكومة المركزية والجيش الوطني في دمشق ليصبحا قوة أمنية أكثر فعالية. أعتقد أن أميركا وأصدقاء سوريا الآخرين سيعملون مع حكومة دمشق لتحسين أدائها الأمني. أنا أوافق أيضاً، هذه أحداث خطيرة ومثيرة للقلق. يجب على أصدقاء سوريا في الخارج، مثل أميركا وغيرها، العمل مع حكومة دمشق لضمان عدم تكرار هذا النوع من العنف.
 
رووداو: هل صحيح أن أميركا تدعم مركزية سوريا وتعارض مطالب الكورد والعلويين والدروز بنظام لا مركزي؟

وليام روباك: أعتقد أن ما أوضحه الممثل الخاص هو أن أميركا تريد التوصل إلى اتفاق. هم يحددون إطاراً زمنياً للمفاوضات لضمان تحقيق هذا الاتفاق. هم يدركون أن المثال في شمال وشرق سوريا، قوات سوريا الديمقراطية وشركاءهم المدنيين، لديهم مطالبهم، وكذلك الحكومة الوطنية في دمشق لديها مطالبها وشروطها. لذلك هناك حاجة للمفاوضات. أعتقد أن الحكومة الأميركية توضح أنه يجب أن يتم توحيد القوات في شمال وشرق سوريا. هذه أولوية رئيسية بالنسبة لهم. لذا، لا أعتقد أنهم ضد مستوى معين من اللامركزية، لكن ما يقولونه هو أن هذا يجب أن يكون شيئاً تقبله الحكومة الوطنية أيضاً. لذلك، يجب على الطرفين التوصل إلى اتفاق في المفاوضات.
 
رووداو: لقد قمتم بزيارة روج آفا. اجتمعت الأطراف السياسية في روج آفا في القامشلي وأصبحت المطالبة بالفيدرالية مطلباً مشتركاً للكورد، لكن دمشق ليست مستعدة للتفاوض حول هذا الموضوع. هل دعم أميركا لهذه السياسة من دمشق صحيح؟

وليام روباك: أعتقد أنه يجب على القيادة السياسية في شمال وشرق سوريا تقديم بعض التنازلات. في الحقيقة، لا أعتقد أنه من الواقعي الاستمرار بنفس المواقف التي كانت قبل بضع سنوات. ستكون هذه القرارات الجديدة صعبة. إذا أرادت قوات سوريا الديمقراطية أن تنجح في عملية الدمج، فأعتقد أن بعض مواقف الأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا، خاصة إصرارهم على لامركزية مطلقة، سيكون من الصعب الدفاع عنها في مواجهة الحاجة إلى تسوية.
 
رووداو: إذا كانت الحكم الذاتي صعباً وفقاً للوضع الحالي في سوريا، فما هو الحق الرئيسي الذي يمكن أن تمنحه سلطة دمشق لشمال وشرق سوريا؟

وليام روباك: سؤال مثير للاهتمام. بالطبع، القوات والقيادة في شمال وشرق سوريا لديهما مواقفهما وأولوياتهما. في المفاوضات، سيصرون بالتأكيد على أولوياتهم. أعتقد أنهم يستطيعون التفاوض للحصول على أقصى مستوى ممكن من الحكم الذاتي واللامركزية. ما أقوله هو أنه سيكون هناك حل وسط. آمل أن تساعد أميركا وفرنسا، ولكن بالتأكيد أميركا كلاعب رئيسي، كلا الجانبين للتوصل إلى اتفاق عادل يعزز استقرار سوريا لجميع شعوبها، سواء الأغلبية أو المكونات.
 
رووداو: هل دعم توماس باراك لمركزية سوريا هو الرأي الرسمي للحكومة الأميركية؟

وليام روباك: أعتقد أن الممثل الأميركي الخاص، السفير باراك، يعبر عن وجهات نظر الحكومة الأميركية بصلاحية كبيرة. إنه زميل مقرب جداً من الرئيس ترامب ويثق به كثيراً. لذلك، إذا سمعتموه يتحدث عن موقف أميركا بشأن هذه القضايا، فيجب أن تقبلوا أن ما يقوله هو وجهات النظر الرسمية للولايات المتحدة.
 
رووداو: إذن، هل نفهم من حديثكم وتصريحات باراك أن سوريا تتجه نحو المركزية؟

وليام روباك: أعتقد أنه ستكون هناك بعض التغييرات. على الصعيد العسكري، ستبدو كنظام أكثر مركزية. أما على صعيد الإدارة المحلية، مثل إدارات المدن والبلدات، فقد تكون هناك سلطة لا مركزية أكبر. يجب توقع ذلك. أعتقد أن المفاوضات حتى الآن تركزت بشكل كبير على الجانب العسكري، وفي هذا الجانب، من المحتمل أن تكون هناك قيادة وسيطرة مركزية أكبر. هذه هي طريقة عمل الجيوش ببساطة. من الصعب جداً أن يكون لديك هيكل قيادة وسيطرة عسكري لا مركزي. الآن، ما هي تفاصيل ذلك وكيف سيتم دمج هيكل قيادة قوات سوريا الديمقراطية، أنا لا أعرف التفاصيل. أعتقد أن هذه التفاصيل يجب أن تُحل بين حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية.
 
رووداو: كنتم الممثل الخاص للولايات المتحدة في التحالف الدولي ضد داعش. كما كنتم نائب الممثل الأميركي للشؤون السورية. في هذه المرحلة التي لا يزال فيها داعش يشكل خطراً، ما مدى ضرورة وجود قوات سوريا الديمقراطية؟

وليام روباك: بالطبع الحرب ضد داعش مهمة جداً. يجب أن أقول، كشخص كان على الأرض لعدة سنوات، أعرف مدى فعالية قوات سوريا الديمقراطية كشريك للولايات المتحدة. كانت فعالة جداً جداً. لا شك في ذلك. بالنسبة للمستقبل، الأمر صعب. أعتقد في النهاية، هناك حاجة إلى درجة كبيرة من دمج قوات سوريا الديمقراطية في جيش وطني سوري. سيكون هذا تحدياً، ولكنه تحدٍ سيتعين عليهم إيجاد طرق لحله. الزمن والظروف يتغيران في سوريا وفي شمال وشرق سوريا. القيادة الجيدة هي التي تواجه تلك التحديات وتجد طريقاً جديداً للمستقبل يحافظ على شيء من الماضي، ولكنه يقبل أيضاً طرقاً جديدة للقيام بالأشياء. هذا ما يجب على قوات سوريا الديمقراطية أن تفعله.
 
رووداو: السؤال هو؛ ألا تزيد الضغوط لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري من خطر عودة ظهور داعش؟

وليام روباك: نعم، أعتقد أنه من الممكن جداً أن يحدث ظهور جديد لداعش. هذا خطر كبير. ولهذا السبب فإن قوات سوريا الديمقراطية ووجودها في شمال وشرق سوريا وشراكتها مع أميركا أمران مهمان للغاية. آمل أن تستمر هذه الشراكة. لقد كانت شراكة قيمة جداً. بشكل عام، أعتقد أن قدرات داعش تتزايد. لا تزال محدودة بعض الشيء مقارنة بذروة قوتهم وتأثيرهم في عامي 2016 و 2017. أعتقد أنهم يحاولون تعزيز أنشطتهم وكوادرهم القيادية. من المهم جداً أن تظل قوات سوريا الديمقراطية وأميركا منتبهتين معاً لهذا التهديد الذي يشكله داعش.
 
رووداو: من أجل الحفاظ على هيكل قوات سوريا الديمقراطية، ماذا يجب على الحكومة الأميركية أن تفعل؟

وليام روباك: يجب أن نرى كيف تسير هذه العملية. حالياً، تبقى القوات الأميركية في شمال وشرق سوريا، لذا لديهم نفوذ؛ أي لديهم القدرة على التدخل في الوضع. أعتقد أنه يجب على أميركا استخدام هذا النفوذ لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية في التفاوض على اتفاق جيد يحترم مصالحهم. في النهاية، ستنسحب أميركا، لكن توقيت ذلك غير واضح. أعتقد أنه لن يكون في المدى القصير، بل ربما في المدى المتوسط أو الطويل. لذلك، من المهم أن تجد قوات سوريا الديمقراطية التوازن الصحيح والتسوية الصحيحة مع الحكومة الوطنية في دمشق، بطريقة تحترم مصالح كل من قوات سوريا الديمقراطية والحكومة الوطنية.
 
رووداو: أنتم الآن نائب رئيس منتدى الخليج الدولي. كيف تنظر دول الخليج إلى دور قوات سوريا الديمقراطية ومستقبل شمال وشرق سوريا؟

وليام روباك: أعتقد أنهم يدركون أن قوات سوريا الديمقراطية كانت قوة مهمة جداً في الحرب ضد داعش. يدركون أن قوات سوريا الديمقراطية لعبت دوراً رئيسياً في هزيمة داعش. لذا، دول الخليج تفهم هذا وتقدره. في الحقيقة، أعتقد أن دول الخليج تركز الآن أكثر على الأحداث في دمشق وما يجب القيام به لإعادة إعمار وإحياء سوريا. على سبيل المثال، رأيت أن وفداً تجارياً كبيراً جداً من المملكة العربية السعودية موجود في دمشق. لقد وقعوا على مذكرة تفاهم صناعية بقيمة 6 مليارات دولار. كما وقعت الإمارات اتفاقية بقيمة 800 مليون دولار لتحديث ميناء طرطوس. لذلك، هناك اهتمام كبير من دول الخليج بالإنتاج والمساعدة في إعادة إعمار سوريا.
 
رووداو: لو كنتم الآن الممثل الأميركي للشؤون السورية، بماذا كنتم ستنصحون الحكومة الأميركية؟

وليام روباك: كنت سأنصحهم بأن يكونوا متفهمين لموقف قوات سوريا الديمقراطية وأن يقدروا التضحيات والإنجازات العظيمة التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية مع أميركا. أعتقد حتى الآن، أن ما أوضحه السفير باراك هو أنه يفهم ذلك، ولكن لو كنت أنصحهم، لكنت سأؤكد على: ساعدوهم في التوصل إلى اتفاق جيد، واعملوا مع كلا الجانبين بشكل عادل، ولكن في الوقت نفسه، قدروا التضحيات التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية على مدى العقد الماضي لمتابعة المصالح الأميركية ضد داعش.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب