رووداو ديجيتال
أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، ضرورة أن تتعامل الدول المجاورة مع العراق "كدولة وليس كحديقة متصلة بدارها، فالعراق ليس حديقة لدار أحد، بل ملك لشعبه"، مشيراً إلى أن "الدبلوماسية العراقية أصبحت في مرحلة جديدة بصورة عامة، وهدفها الأول إقامة علاقات أفضل مع دول الجوار".
وقال حسين في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي عقد في لوكسمبورغ بحضور 27 وزيراً الإثنين الماضي، إنه "بعد 2003 وعندما سقط نظام صدام حسين، دخلت دول أخرى في العراق، دول العالم ودول الجوار فرضت نفوذها على العراق، وهذه لن تخرج بسهولة، الأمر بحاجة إلى جهد، في الداخل ومع دول الجوار"، ذاكراً أن "للعراق ومحيطه مجموعة مشاكل، هناك مشاكل داخلية ومشاكل في الجوار، يجب العمل على حل هذه المشاكل بالطرق الدبلوماسية، والطريق الوحيد للحل هو الحوار، وبدأنا تحركاتنا على أساس هذا المبدأ من الدول المجاورة أولاً، ونحن نرى أن مرحلة أخرى قد بدأت، فالدول التي كانت لها مشاكل داخلية وهي دول مجاورة للعراق وكانت تتحدث عن الحرب أحياناً، بدأوا بالحوار حالياً، وهذا من نتائج الدور الذي مارسته بغداد، بغداد هي التي جمعت بين هذه الدول".
وتابع: "إن لم يتم حل مشاكل محيط العراق من المستحيل حل المشاكل داخل العراق"، مبيناً: "عندما كانت المشاكل كبيرة بين طهران وواشنطن في أيام ترمب، كانت الحرب تدور على أرض العراق، كانت الدولتان تخوضان حرباً لكن الحرب كانت تجري في العراق وفي البرلمان العراقي وحتى داخل المجتمع العراقي".
وحول التوسط بين السعودية وإيران، قال حسين: "ذهبنا إلى إيران وبحثنا الموضوع بالتفصيل مع المسؤولين الإيرانيين، ثم ذهبنا إلى الرياض، حدث تغيير، وهذا التغيير كان مرتبطاً بأميركا، فلم يعد ترمب في السلطة، وهذا ساعد على ما أرى، وأبدى الطرفان الاستعداد للقاء بعضهما البعض، وكان هناك أولاً لقاء سري في بغداد على مستوى أجهزة الاستخبارات والأمن، العملية مستمرة حالياً، عملية اللقاءات والحوار، ولم يقتصر دورنا على التوسط بين هاتين الدولتين فقط، بل كانت لنا جهود مع دول أخرى مجاورة، وقد أنجز عمل كبير في هذه الفترة، وقد نجحنا في هذه العملية والحمد لله. لا شك أن رئيس الوزراء كان مطلعاً على كل خطوات العملية".
ومضى بالقول إن "المشكلة بين واشنطن وطهران، تؤدي إلى مشكلة لبغداد، فقسم من حربهم كان يدور في العراق، وكان من مصلحتنا أن يبدأ الجانبان بحوار، وقمنا بنقل رسائل بين البلدين قبل اللقاء، نحن لا ندعي أن هذا كان سبباً للقاء، لكننا في فترة معينة نقلنا رسائل مهمة بين الجانبين".
وبشأن العلاقات مع تركيا، أوضح وزير الخارجية العراقي أنه "أبلغنا الأتراك بأن كل شيء يجب حله من خلال الحوار، ونحن ملتزمون بالدستور العراقي، ولا ينبغي شن هجمات من أرض العراق على دولة أخرى، مهما كانت تلك الدولة، هذا مثبت في الدستور، كما لا يجوز لدولة أخرى أن تقرر لوحدها الدخول في العراق، هذا غير ممكن. في محادثاتنا نعتمد هذه المعادلة مع الدول المجاورة ومن بينها تركيا، فهناك منظمة متواجدة في العراق وتهاجم دولة أخرى، الدستور لا يسمح لنا بهذا. على كل حال ومهما كان ردهم، علينا أن نواصل الحوار، لأنه ليس أمامنا طريق غيره".
وفيما يتعلق بالنفوذ الخارجي في العراق وتأثيره على البلاد، شدد حسين أن "القرارات الستراتيجية والسياسية للعراقيين يجب أن تكون في أيديهم أنفسهم، يجب أن تصدر هذه القرارات من بغداد وليس من بلد آخر. هذا هو أساس دبلوماسيتنا. ويجري الحديث عن هذه الأمور مع الجانب الإيراني".
وأردف: "يجب أن تتعامل الدول المجاورة مع العراق كدولة وليس كحديقة متصلة بدارها، العراق ليس حديقة لدار أحد، بل ملك لشعبه. العراق دولة مستقلة يجب أن تتخذ قراراتها في إطار استقلالية العراق. لكن عند اتخاذ القرارات يحسب حساب الدول الأخرى، فعليك في قراراتك أن تحسب لدول الجوار. العراق الآن يحسب الكثير من الحساب لجيرانه ويريد أن تكون له علاقات طيبة مع جيرانه".
وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين:
رووداو: كانت لكم في تركيا لقاءات مع وزيري خارجية ليبيا وأذربيجان، وأبديتم لهما استعداد العراق لمساعدة بلادهما في حل مشاكلها. لماذا تريدون ممارسة هذا الدور الجديد؟
فؤاد حسين: التقيت كثيرين خلال أعمال المنتدى الدبلوماسي في تركيا، وكانت لي لقاءات واجتماعات مع وزراء عدد من الدول، منها إيران والدول المجاورة ودول الخليج. الدبلوماسية العراقية أصبحت في مرحلة جديدة بصورة عامة، وهدفها الأول إقامة علاقات أفضل مع دول الجوار. هذه العلاقات لا ينبغي أن تكون على حساب دولة أخرى، أي يجب أن يكون هناك نوع من التوازن في العلاقات، وهذا التوازن يصب في مصلحة العراق وشعب العراق.
للعراق ومحيطه مجموعة مشاكل، هناك مشاكل داخلية ومشاكل في الجوار، يجب العمل على حل هذه المشاكل بالطرق الدبلوماسية، والطريق الوحيد للحل هو الحوار، وبدأنا تحركاتنا على أساس هذا المبدأ وبدأنا أولاً من الدول المجاورة، وبحثنا في مشاكل الدول المجاورة أيضاً.
نحن نرى أن مرحلة أخرى قد بدأت، فالدول التي كانت لها مشاكل داخلية وهي دول مجاورة للعراق وكانت تتحدث عن الحرب أحياناً، بدأوا بالحوار حالياً، وهذا من نتائج الدور الذي مارسته بغداد، بغداد هي التي جمعت بين هذه الدول.
رووداو: لماذا تريدون الاضطلاع بهذا الدور؟
فؤاد حسين: بعد دراسة الأوضاع الداخلية للعراق وجدنا أن كثيراً من المشاكل الداخلية العراقية مرتبطة بمشاكل الجوار، وإن لم يتم حل مشاكل محيط العراق من المستحيل حل المشاكل داخل العراق.
ولهذا فإنني كوزير خارجية أعمل ما يترتب علي، وقد بدأت في الخارج، والزملاء في الداخل بدأوا العمل أيضاً، بدأنا الآن نشعر بتأثير الخارج على الداخل.
فمثلاً عندما كانت المشاكل كبيرة بين طهران وواشنطن في أيام ترمب، كانت الحرب تدور على أرض العراق، كانت الدولتان تخوضان حرباً لكن الحرب كانت تجري في العراق وفي البرلمان العراقي وحتى داخل المجتمع العراقي. أي أن الحرب بين الدول الأخرى ليست حرباً بين تلك الدولتين فحسب، بل ستتورط فيها أنت أيضاً. هذه هي السياسة الجديدة لوزارة الخارجية، وفي ضوء هذه السياسة بدأنا تحركاتنا.
رووداو: كان لكم دور مهم في التقريب بين إيران والسعودية، ماذا كانت نتائج ذلك التقارب؟
فؤاد حسين: عندما كان عادل عبدالمهدي رئيساً للوزراء في العراق، توسط بين السعودية وإيران، لكن ذلك المسعى لم ينجح في الواقع، بل زادت المشاكل.
وعندما بدأنا بالعمل على هذا، ذهبنا إلى إيران وبحثنا الموضوع بالتفصيل مع المسؤولين الإيرانيين، ثم ذهبنا إلى الرياض.
حدث تغيير، وهذا التغيير كان مرتبطاً بأميركا، فلم يعد ترمب في السلطة، وهذا ساعد على ما أرى، وأبدى الطرفان الاستعداد للقاء بعضهما البعض، وكان هناك أولاً لقاء سري في بغداد على مستوى أجهزة الاستخبارات والأمن.
العملية مستمرة حالياً، عملية اللقاءات والحوار، ولم يقتصر دورنا على التوسط بين هاتين الدولتين فقط، بل كانت لنا جهود مع دول أخرى مجاورة، وقد أنجز عمل كبير في هذه الفترة، وقد نجحنا في هذه العملية والحمد لله. لا شك أن رئيس الوزراء كان مطلعاً على كل خطوات العملية.
رووداو: بصفتكم وزير خارجية العراق، ما هي الرسالة التي حملتموها إلى تركيا بخصوص اجتياحها الأخير لأراضي إقليم كوردستان؟ وما هو موقف الحكومة العراقية من الهجمات التركية؟
فؤاد حسين: كانت زيارتي لتركيا للمشاركة في المنتدى وليس لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين. في الواقع، التقيت وزير الخارجية التركي خلال المنتدى، لكننا لم نجتمع إذ كان منشغلاً بأعمال المنتدى، وانشغلت بلقاءاتي مع وزراء دول أخرى، وكانت لي كلمة في واحدة من جلسات الحوار. أما عن رأي العراق في المشاكل بين تركيا والعراق بصورة عامة، فقد أبلغنا الأتراك بأن كل شيء يجب حله من خلال الحوار، فالعراقيون بكل مكوناتهم كانوا في حالة حرب مستمرة لخمسين سنة من الحروب الأهلية والخارجية. كان العراق إما في حرب داخلية أو في حرب مع الجيران. العراقيون بحاجة إلى السلم والأمان، وهذه الحالة يجب أن تكون بصورة أخرى مع دول الجوار، أي يجب خلق حالة مع دول الجوار يتم من خلالها حل المشاكل إن وجدت، وهي موجودة، عن طريق الحوار. هناك أمور قد يصعب حلها اليوم وليس مستبعداً أن يؤجل حلها إلى الغد... نبحث في بعضها اليوم، ونقوم بالتهدئة بخصوص البعض.
بعد 2003 وعندما سقط نظام صدام حسين، دخلت دول أخرى في العراق، دول العالم ودول الجوار فرضت نفوذها على العراق، وهذه لن تخرج بسهولة، الأمر بحاجة إلى جهد، في الداخل ومع دول الجوار. هذه الأمور تبحث مع تركيا.
عندنا دستور، ونحن ملتزمون بالدستور العراقي، ولا ينبغي شن هجمات من أرض العراق على دولة أخرى، مهما كانت تلك الدولة، هذا مثبت في الدستور، كما لا يجوز لدولة أخرى أن تقرر لوحدها الدخول في العراق، هذا غير ممكن. في محادثاتنا نعتمد هذه المعادلة مع الدول المجاورة ومن بينها تركيا.
رووداو: ما هو رد تركيا؟ فهجومهم مستمر...
فؤاد حسين: نحن أيضاً عندنا مشاكل داخلية، هناك منظمة متواجدة في العراق وتهاجم دولة أخرى، الدستور لا يسمح لنا بهذا. على كل حال ومهما كان ردهم، علينا أن نواصل الحوار، لأنه ليس أمامنا طريق غيره. كيف يمكن حل هذه المشكلة؟ العلاقة مع تركيا لا تقتصر على العلاقات العسكرية، هناك علاقات واسعة، العلاقات التجارية مع تركيا يتجاوز حجمها 17 مليار دولار، هذا كبير وكثير.
رووداو: بشأن العلاقات بين العراق وإيران... لو نظرنا في عراق مابعد صدام حسين، نجد علاقات جيدة بين إيران والعراق. شهدت إيران انتخابات رئاسية مؤخراً. كوزير خارجية عراقي ماذا تتوقعون من الرئيس الإيراني الجديد ووزير الخارجية الإيراني؟
فؤاد حسين: العملية الانتخابية عملية داخلية، ونحن نهنئ شعب إيران بانتهاء العملية بسلام. هناك الآن رئيس جمهورية جديد، وهو خيار شعب إيران... دعنا ننتظر لحين تشكيل الحكومة، فمن المقرر أن تتشكل في مطلع شهر آب، ونرى كيف ستكون سياستهم الجديدة... أقول باختصار إن العلاقة بين العراق وإيران قديمة، والعلاقات مع الدول المجاورة تقوم على أساسين، أحدهما جغرافي والثاني تاريخي، لا يمكن تغيير الجغرافيا فهي جارة لك، وفي التاريخ فإن ما حدث باق، فيه الحسن وفيه السيء. هناك أمور أخرى كالثقافة والعلاقات الاقتصادية والتعاون، وهذه كلها يحسب لها في العلاقات بين بلدين.
للعراق أطول حدود مع إيران، وهناك علاقات عميقة وكثيرة بين العراق وإيران، لكن في نفس الوقت هناك أمور كثيرة يجري بحثها باستمرار مع الجانب الإيراني.
أساس المسألة هو أن القرارات الستراتيجية والسياسية للعراقيين يجب أن تكون في أيديهم أنفسهم، يجب أن تصدر هذه القرارات من بغداد وليس من بلد آخر. هذا هو أساس دبلوماسيتنا. يجري الحديث عن هذه الأمور مع الجانب الإيراني، وأرجو للحكومة الجديدة النجاح في برامجها، ونحن بانتظار برنامج الحكومة لنرى كيف سيكون... برنامجها الداخلي والخارجي.
رووداو: هل تظنون أن إيران ستسمح للعراق بأن يتخذ قراراته الداخلية باستقلالية؟
فؤاد حسين: العراق دولة، وعندما يجري الحديث عن دولة من اللازم أن تكون مستقلة وتكون قراراتها في يدها، هذه هي الحقيقة. يجب أن تتعامل الدول المجاورة مع العراق كدولة وليس كحديقة متصلة بدارها، العراق ليس حديقة لدار أحد، بل ملك لشعبه. العراق دولة مستقلة يجب أن تتخذ قراراتها في إطار استقلالية العراق. لكن عند اتخاذ القرارات يحسب حساب الدول الأخرى، فعليك في قراراتك أن تحسب لدول الجوار. العراق الآن يحسب الكثير من الحساب لجيرانه ويريد أن تكون له علاقات طيبة مع جيرانه. أمن المنطقة يجب أن يحميه أبناء المنطقة، فبالنتيجة لن تأتي بالأمن والأمان من مكان آخر، لا يمكن أن تبتاعهما من سوق أو مكان آخر.
رووداو: يقال إن للعراق الآن دوراً في إحياء الاتفاقية النووية مع إيران، هل للعراق أي دور في هذا المجال؟
فؤاد حسين: عندما جاءت الإدارة الجديدة للحكم في واشنطن، هذه الإدارة الجديدة مطلعة على الأوضاع في العراق ولها صداقات كثيرة مع المسؤولين في العراق، وكانت لنا اتصالات معهم عندما تولوا الإدارة الأميركية. من بين الأمور التي كانت تبحث مع الجانب الأميركي، كيف تتعامل مع إيران؟ في نفس الوقت ذهبنا مرات إلى طهران وأثرنا هذه المواضيع مع المسؤولين الإيرانيين، وكيف يتعاملون مع أميركا؟ لأنه وكما ذكرت، المشكلة بين واشنطن وطهران، تؤدي إلى مشكلة لبغداد، فقسم من حربهم كان يدور في العراق، وكان من مصلحتنا أن يبدأ الجانبان بحوار، وقمنا بنقل رسائل بين البلدين قبل اللقاء، نحن لا ندعي أن هذا كان سبباً للقاء، لكننا في فترة معينة نقلنا رسائل مهمة بين الجانبين.
رووداو: لو نظرنا في السياسة العالمية لوجدنا أنها تتجه إلى القطبين أو الثلاثة أقطاب، قطب أميركا وحلفائها، قطب الصين وأصدقائها، ويجري الحديث عن قطب بينهما، في أي الأقطاب يجد العراق نفسه؟
فؤاد حسين: يهم العراق أن تكون له علاقات جيدة مع الدول المجاورة، وعلى المستوى العالمي، وكما ذكرت، أن تكون هناك حالة توازن مع الدول المجاورة، ويجب حفظ هذا التوازن على المستوى العالمي، أي لا يمكن أن تقتصر علاقات العراق كلها على العلاقة مع أميركا ويهمل الصين وروسيا والدول الأخرى.
لعلمكم كانت الصين في بعض الفترات أكبر مشتر للنفط العراقي، أغلب النفط العراقي يذهب إلى أسواق الصين والهند، الصين مهمة للعراق والعلاقات التجارية بين العراق والصين بلغت قبل كورونا 20 مليار دولار، وللشركات الصينية دورها في العراق. العلاقة مع الصين مهمة للعراق، والعلاقة مع أميركا مهمة في نفس الوقت، أي أن العراق لن ينضم إلى جبهة طرف ضد الجبهة الأخرى، بل سيفعل العراق ما يخدم مصالحه، ومصلحة العراق تكمن في علاقات جيدة مع روسيا والصين وأميركا.
رووداو: ما هي أهمية أوروبا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للعراق؟ من المقرر أن تشاركوا في اجتماع وزراء الخارجية، لماذا يهمهم وجودكم في لوكسمبورغ؟
فؤاد حسين: السؤال هو لماذا أوروبا مهمة للعراق؟ أولاً، العراق قريب جغرافياً من أوروبا، وثانياً، لأوروبا الكثير مما يعرف بـ(نو هاو): المعرفة صناعيةً، تجاريةً، ثقافية، وغيرها كثير. أمن أوروبا قريب من أمن العراق، ولأوروبا تاريخ في المنطقة، وإن تحدثنا عن الاتحاد الأوروبي وعندما كانت بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، كان العراق خاضعاً لفترة لسلطة بريطانيا، وكانت فرنسا متواجدة في سوريا، والأوروبيون عموماً أكثر فهماً لأوضاع الشرق الأوسط، بحكم التاريخ والجغرافيا والمصالح، لهذا أوروبا مهمة جداً.
أما لماذا العراق مهم للأوروبيين، فيجب أن يوجه السؤال إليهم، وعلى ما أرى وللأسباب التي ذكرتها، الجغرافيا والتاريخ وأمور أخرى ستراتيجية كالنفط، وإذا مضى العراق صوب الديمقراطية والمزيد من الانفتاح وأصبح أنموذجاً في المنطقة، سيحب الأوروبيون ذلك. عندما يريد العراق أن يصبح أنموذجاً في المنطقة فسيحتاج إلى تلقي المساعدة من دول أخرى ديمقراطية. الدول الديمقراطية لها تجارب وقريبة إلى الأوروبيين. في مجال التكنولوجيا، التكنولوجيا الأوروبية مهمة، واقتصاد العراق مدمر، بنيته التحتية قضي عليها، إن أردنا إعادة بنائها سنحتاج إلى شركات وتكنولوجيا، الأوروبيون عندهم هذا وكذلك الدول الأخرى، ولهذا فإن أوروبا مهمة للعراق.
رووداو: يقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات إنسانية مستمرة للعراق، وله عدة مشاريع في العراق...
فؤاد حسين: نعم، هناك اتفاق مشترك بين العراق والاتحاد الأوروبي، ثم دَعَوْني لاجتماعهم وهذا شيء مهم، أن يجتمع 27 وزير خارجية ويكون جزء من جدول أعمال اجتماعهم مخصصاً للعراق ويطلبوا مني أن أتحدث عن الوضع. لا شك أني سأتحدث أيضاً عن العلاقة بين العراق والاتحاد الأوروبي.
رووداو: كنتم قد ترشحتم سابقاً لمنصب رئيس الجمهورية العراقي، هل ما يزال لديكم ذلك الطموح؟
فؤاد حسين: لا انا الآن في الواحدة والسبعين من العمر وسأدخل عامي الـ72
رووداو: وماذا في ذلك الرئيس الأميركي الحالي يبلغ أعواماً بعد السبعين؟
فؤاد حسين: لقد جاء الوقت لنستريح .. هناك آخرون مناسبون للترشح.
رووداو: تعني انكم لا تنوون الترشح في المرة القادمة.
فؤاد حسين: بطبيعة الحال القرار النهائي في هذا يعود للأحزاب ولطالما كنت في ساحات النضال وطريقه، في حال ما قيل لي ان ذلك جيد للوطن والشعب والأحزاب سأوافق ولكن اذا فيما اذا عاد الأمر الي فأرى انه حان الوقت لأستريح
رووداو: هل تود البقاء في بغداد عقب الانتخابات أم أنك ستختار العودة إلى كوردستان؟
فؤاد حسين: بغداد مهمة للغاية .. مهمة كعاصمة العراق ومن منطلق كوردستان فبغداد مهمة لكوردستان ومن الهام أن يرسل اقليم كوردستان أفضل كوادره وسياسيه الى بغداد واهمية بغداد ليست فقط الوزارات ورئاسة الجمهورية وانما بالامكان ايجاد دور هام جدا في البرلمان فبغداد هي الاقتصاد والمسائل الاجتماعية والثقافية والاجتماعية وبقائي في بغداد فأنا إن تركت الوظيفة لن اترك النضال، وان تركت الوظيفة لن اترك السياسة، وان تركت الوظيفة لن اترك الفكر، ان تركت الوظيفة لن اترك الكتابة فاذا ما قمت بكل ما سبق في بغداد سأبقى في بغداد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً