رووداو - اربيل
أكدت الممثلة السورية وفاء موصللي بأنها مرت بالعديد من الدراسات لكي تقترب من شخصية فريال في مسلسل باب الحارة، مشيرة بأن التطور الذي تشهده أربيل يدفعها الى زيارة هذه المدينة.
وقالت الفنانة وفاء موصللي التي دخلت الى القلوب بدون استئذان، خلال استضافتها في مقابلة خاصة ضمن برنامج "وجوه من الشام" الذي يعرض على شبكة رووداو الإعلامية: "يوجد الكثير من الناس يخلطون بين التمثيل والاشخاص الحقيقيين الذين يمثلون هذه الأدوار"، وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: بداية نرحب بك أجمل ترحيب، أنت اليوم تطلين عبر شاشة رووداو على الجمهور الكوردي الذي يتواجد في القامشلي وعفرين وغيرها من المناطق، هل لديكِ أصدقاء كورد يعملون في الوسط الفني؟
وفاء موصللي: نعم بكل تأكيد، حتى أننا قمنا بعمل يضم مجموعة منهم، فكما تعرفين تضم سوريا كل الاطياف وكل الشرائح وهذا العمل "زوال" كان فيه من اشقائنا الكورد ومن الشركس ومن مختلف الشرائح الأخرى، وقد اطلعنا على البعض من ثقافاتهم من خلال هذا العمل، بالإضافة الى انني اسمع الكثير عن أربيل وعن التطور الذي تشهده، والمركز الذي وصلت اليه حالياً، واتمنى لها ان تتطور أكثر وأكثر، وهذا الشيء يدفعني لأقوم بزيارتها.
رووداو: اذا تكلمنا عن المسرح، الذي كان في زمن ما هاجساً حقيقياً يحمل قضايا إنسانية ووطنية، وكان الفنان لا يهتم بالأجر الذي سيقبضه، كيف تقارنين بين ذلك المسرح الجميل وبين مسرح اليوم؟
وفاء موصللي: لا استطيع ان أنكر بأن المسرح الآن صار يعكس صورة الواقع، في الماضي كانت هناك مسرحيات عالمية وعربية وتراثية الخ، ولكن كان هنالك نقص في موضوع نقل معاناة الشارع، إلا ان شبابنا اليوم يعملون على نقل الحاضر وما يعيشونه، بالإضافة الى أن جمهور المسرح لم يعد من النخبة فقط، بل اصبح جمهوره من جميع فئات الناس.
رووداو: لقد لاحظنا خلال الست سنوات الماضية للحرب في سوريا التي نتمنى ان تنتهي قريباً بأن هناك انتعاشاً في السينما والمسرح.
وفاء موصللي: هذا صحيح.
رووداو: إذا انتِ متابعة لهذه التجارب الجديدة وتتابعين أيضاً نجاحات فنانينا الكبار، مثل عمل الفنان أيمن زيدان في مسرحية الاختطاف؟
وفاء موصللي: بالتأكيد انا اتابع هذه الاعمال واحضرها، ولا اشارك في ادوار سينمائية طويلة فقط، بل اشارك في سينما الشباب ايضاً، وقمنا بعدد من الأعمال مع هؤلاء الشباب.
رووداو: لماذا ابتعدت عن المسرح؟
وفاء موصللي: قلت لكِ، بأن المسرح كان بعيداً عن همي وهاجسي اليومي، كنت أريد شيئا استمتع به لكي يستمتع به جمهوري، فأنا لا اريد ان يكون جمهوري هو جمهور النخبة، وفعلاً تمكنت من تحقيق هذا خلال هذه الفترة، ولذلك كنت متواجدة في عمل مسرحي انتقادي قبل سنتين تقريباً.
رووداو: تعلمين بأن السينما ذاكرة توثق وتؤرشف لأهم القضايا وأهم الحروب التي شهدها التاريخ، لماذا أنت مقلة في السينما؟ هل هو بسبب ابتعاد المخرجين أو المنتجين؟ هل انتِ بعيدة عن السينما؟
وفاء موصللي: في البداية شاركت في فيلم لـ محمد شاهين، وشاركت في فيلم "كومبارس"، وشاركت مؤخراً في فيلم "الأب" من إخراج باسل الخطيب، ومثلما أخبرتكِ فأنا لا أعمل في سينما القطاع الخاص، بل أعمل مع المؤسسة العامة للسينما، التي هي ومع كل الأسف مقلة بأعمالها، إلا أنها انتعشت خلال هذه الفترة ولهذا أخبرتك بأنني شاركت في فيلم "الأب".
رووداو: ولكن مهما كانت مشاركاتكِ قليلة في السينما، إلا انكِ عملتِ مع نبيل المالح واسماء مهمة أخرى.
وفاء موصللي: نعم صحيح.
رووداو: درستِ في روسيا إعداد الممثل، وهذا العمل بحاجة الى ثقافة كبيرة.
وفاء موصللي: لقد كنت أدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأتمنى ان أدرّس في المعهد، لكن كما تعلمين، انا لا أزال ممثلة، ولا اريد ان اعمل في المعهد ايضاً، وإذا كنت اريد التدريس في المعهد فيجب ان يكون وضعي المالي جيداً جداً، لأن المردود المادي في التدريس قليل كما تعرفين، لذلك ارغب في يوم من الأيام ان اكون مدرسة في المعهد.
رووداو: أنت من مدرسة ستانسلافسكي، الذي تحدث عن نظريات كثيرة تخص الممثل، ما هي أهم نظرية بالنسبة لكِ بعد كل هذه التجارب؟
وفاء موصللي: يعتبر ستانسلافسكي أول من نظّر وتحدث عن التمثيل، وكان واعياً ومدركاً للشيء الذي يقوم به، استقطب أطباء نفسيين، لأنهم وجدوا بأنه يمكن معالجة بعض الحالات النفسية عن طريق التمثيل، اضافة الى نظريات أخرى، إلا انني اهتممت كثيراً بأمر معين وهو أخلاقيات الممثل، فمثلا يتعهد هذا الممثل بأن يحب الدور في نفسه ولا يحب نفسه في الدور، بمعنى انه يجب ان تعكس هذا الدور بشكل صحيح، فدور فريال في مسلسل باب الحارة قد ترينها شخصية بسيطة ولكنني مررت بمجموعة من الدراسات لكي اقترب من شخصية هذا الدور، ولم أتأثر بها بقدر ما تأثر بها المشاهد، لدرجة أنني في احد المشاهد وانا استدرج عصام زوج ابنتي بكلمات لطيفة لكي يدخل الى البيت، وبمجرد ان يدخل اقوم بالصراخ وانادي تعالوا انقذونا ويأخذونه الى الشرطة الخ، وفي اليوم الثاني لم يكن هنالك رجل او شاب ينظر الي وإلا وهو حاقد علي، وكأنني أنا فريال، حتى أنني اصبحت اقول لهم، انا لست فريال، انا وفاء موصللي، ويوجد الكثير من الناس يخلطون بين التمثيل والاشخاص الحقيقيين الذين يمثلون هذه الأدوار.
رووداو: إلا أن هذا يعتبر نجاحاً.
وفاء موصللي: نعم ذلك صحيح، ولكنه سلاح ذو حدين، فمثلاً تجدين انه نجاح، ولكن في نفس الوقت هناك أناس يأخذون منكِ موقفاً، وخصوصاً الذين لديهم افكارهم المحدودة.
رووداو: نريد ان نتطرق الى الجانب الآخر من وفاء موصللي، فقد ابدعتِ في البيئة الشامية وابدعت في طبخات زنود الست فهل انتِ طباخة ماهرة؟
وفاء موصللي: عائلتي تقول لي بأن نفسي طيب على الأكل، فنستطيع أن نعمل شيئاً من لا شيء.
رووداو: نريد التحدث عن جديدك في 2017، خصوصا في عملكِ الذي يحمل عنوان "الرابوس" الذي به نوع من الرعب؟
وفاء موصللي: احب ان اوضح بأن الرعب أفضل من العنف، فعندما تشاهدين الرعب فأنت تستفزين كل المشاعر السلبية في داخلك والحزن، صحيح انه يخفيك ولكن ذلك يعود بالفائدة عليكِ، ولذلك اقول لكِ ان الدراما شيء مهم في الحياة، الدراما ليست للتسلية والمتعة، بل هي حقيقية ولها وظيفة إجتماعية، أما فيما يخص مسلسل الرابوس، فقد قبلت دور الساحرة، والجميل به انهم تركوا القرار للمشاهد للحكم عليها إن كانت مشعوذة ام ماذا.
رووداو: هل قمت بزيارة أحد من هؤلاء، لكي تعرفي مثلاً كيف يتحدثون وما هي طرقهم؟
وفاء موصللي: كنت قد شاهدت العديد من هؤلاء الناس، إلا أن رؤية المخرج كانت تختلف، فمثلا كانوا يستخدمون كلمة "شمبوره" للسحرة، أو الملك الأحمر والاصفر، بينما انا حينما طالعت على جوجل رأيت هناك تعبيرات عبرية ولاتينية قمت بإستخدامها لذلك كانت غريبة على بعض الناس.
رووداو: اذا هل تعتقدين بأن الفن يعتمد التجريب؟
وفاء موصللي: نعم الفن يحتمل التجريب ويشارك فيه المشاهد، فتجريبي لهذا العمل وعند حديثي للمخرج قلت له يمكنك ان تستخدم صوتاً غير هذا الصوت او لغة غير هذه اللغة التقليدية، قال لي لا اريد هذا، اريدك ان تتكلمي بنفس الطبقة وان لا تغيري شيئاً، وكما تعلمين ان المخرج هو مايسترو العمل، فالمخرج كان يعرف ماذا يعمل لهذا سلمته هذا الامر، حتى الاجواء ساعدتني ايضاً على ان أعيش هذا الدور، وانا لو عرض علي دور بطولي ومشهد من هذا النوع، فسأختار هذا المشهد، لأنه قد يكون امتحاناً لإبداع الممثل، فاضطررت ان اقول للمخرج هل تسمح لي بأن أصطحب ابنتي نايا، فقال لي وهل نايا تعرف، فقلت له جرب ذلك، فعندما عملت نايا الدور الذي يسكنه جني، وعندما بدأت الدور وعملت صوت وتكنيك وكأنه يسكنها جن فعلا كأفلام عالمية حيث بدأت تهتز وتختنق، وفي نهاية المسلسل كان هناك مشهد مشابه، فقال لي هل تتذكرين ماذا فعلت نايا، فقلن له نعم، هل تريد من نايا ان تعلمني ذلك! مع العلم ان نايا دخلت دورة صيفية فقط وقامت بأخراج عمل بسيط.
التحرير: زياد الحيدري
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً