رووداو - اربيل
من لا يعرف كارلوس ألبرتو بيريرا لا يعرف كرة القدم التنافسية العالمية، وكيف لا، وهذا المدرب الذي أعاد البرازيل إلى وقع الإنجازات حينما قادها لتحقيق كأس العالم في عام 1994 بعد صيام دام 24 عاما.
هو كارلوس البرتو بيريرا مدرب كرة قدم عالمي من مواليد البرازيل 27 فبراير 1943، قاد منتخب البرازيل لكرة القدم بالفوز بكاس العالم في مونديال 1994 وكأس القارات لكرة القدم سنة 2005، وقاد منتخبات الكويت والإمارات والسعودية إلى نهائيات كاس العالم في السنوات 1982، 1990، 1998 على التوالي، وكان بيريرا حاضرا في دورات كأس الخليج مرتين كانت الأولى مع منتخب الكويت لكرة القدم في كأس الخليج العربي لكرة القدم 1979 واحرز فيها المركز الثاني والأخرى مع منتخب الإمارات العربية المتحدة في الدورة الثامنة بالبحرين عام 1986، وحل فيها المنتخب بالمركز الثاني.
والجدير بالذكر، أن هذا المدرب من نوعية المدربين الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم، وهذا ما اكده خلال المقابلة التي اجرتها معه رووداو في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية .. وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: في البداية نشكرك على إجراء هذه المقابلة، واريد منك ان تخبرني كيف استطعت ان تحافظ على نفسك لأنني اراك اكثر شباباً مما شاهدناك عليه عبر شاشات التلفاز وانت تدرب المنتخب البرازيلي في 1994؟
كارلوس: شكرا جزيلا لك، في الحقيقة انا لم اعد شاباً، إلا ان قلبي لا يزال يحمل تلك الإرادة التي تعودت عليها، ولهذا أحس نفسي شاباً دائماً، واحب ان اعيش حياتي، وان التقط الصور، ولدي بيت خاص اعيش فيه في فصل الصيف، ولي زورق خاص، اعيش حياةً جميلة والحمد لله.
رووداو: لم تكن لاعبا لكرة القدم في مسيرتك، إلا ان اسمك كان بارزاً بين المدربين العالميين الذين تمكنوا من الفوز بكأس العالم ، كيف اتجهت الى مهنة التدريب؟
كارلوس: ان كرة القدم لعبة تجذب الإنتباه دائما لدى الجميع، وكنت احلم دائما بأن اعمل في مجال هذه اللعبة، رأيت البرازيل حينما فازت بكأس العالم عام 1958، ورأيت بيليه، ورأيت مدربهم آنذاك، وكان عمري 15 عاماً، وحينها قلت لنفسي اريد ان اكون مثل هذا الشخص، وحينما انتهيت من دراستي في المرحلة الإعدادية دخلت الى الجامعة ودرست في قسم اللياقة البدنية، وتخرجت وعملت كمدرب للياقة البدنية، والحمد لله، كنت موفقا في عملي، وعملت مع احد الاندية البرازيلية، بعد ذلك التقيت بأحد اساتذتي في المانيا ودعاني الى اللحاق به والعمل مع المنتخب البرازيلي، وفعلا عملت في 1970 كمدرب للياقة البدنية في المنتخب، وحصلنا على كأس العالم، بعد ذلك اصبحت المدير الفني لنادي فلومينينسي البرازيلي، وفي سبعينيات القرن الماضي، اصبحت تربطني صداقة بزاكالو، وقال لي في احد الأيام، كارلوس لقد جاءتني دعوة للعمل كمدرب في دولة تسمى الكويت، هل ستأتي معي؟ بصراحة كنت متردداً جداً لإتخاذ هذا القرار، ولكني ذهبت معه وعملنا سويا، إلا ان زاكالو رجع الى البرازيل بسبب مشكلة عائلية، وبقيت انا في الكويت، واصبحت مدرب المنتخب الكويتي، لقد كان لدي اساتذة رائعون وزاكالو كان من احد الأشخاص الذين كان لهم تأثيراً كبيراً على حياتي.
رووداو: حينما تمكنت من الفوز بكأس العالم عام 1994، نستطيع ان نقول بأن البرازيل كانت قد ابتعدت عن الفوز بهذه المسابقة من الثمانينات، كيف تمكنت من العودة بالمنتخب البرازيلي بعد كل هذه السنوات؟
كارلوس: كان وضع كرة القدم البرازيلية صعباً جداً، لأننا كنا نقول بأننا الأفضل على مستوى العالم في كرة القدم، فكيف يمكن ان لا نحصل على كأس العالم لمدة 24 عام؟ أو ان لا نصل الى المباراة النهائية؟ كان هناك ضغط كبير علينا، والإعلام الفرنسي كان يهاجمنا بإستمرار، إلا اننا تمكنا من الفوز، فعند الفوز أو الخسارة هناك مجموعة من العوامل تؤدي الى هذه النتائج، ولذلك كان عدد من لاعبينا في عام 1990 كانوا قد لعبوا في ايطاليا، وقد خسر منتخب البرازيل بسبب بعض الأخطاء، واستطعت الإستفادة من هذه الاخطاء فقمت بتشكيل فريق قوي به لاعبين من مستوى عال من الشباب وذوي الخبرة، وكان اتحاد كرة القدم يدعمني في هذه المهمة، واتذكر حينما لعبنا على ملعب ماراكانا امام 120 الف متفرج أمام منتخب الأوروغواي، وكان علينا ان نتعادل لكي نضمن التأهل، وقد تمكنا من الفوز بهدفين دون مقابل في هذه المباراة، وشاركنا في مباريات كأس العالم، فقد كان الفريق يعمل معاً دائماً، فلا يمكن تحقيق الفوز أو الخسارة بسبب شخص واحد، فحتما ستكون هناك عوامل اخرى.
رووداو: هذه كانت البداية، اخبرني الآن قصة وصولك الى المباراة النهائية والفوز بكأس العالم، وهل كنت تظن بأنك ستتمكن من تحقيق هذا الانجاز؟
كارلوس: لقد كانت لدينا ارادة قوية للفوز بالرغم من وجود ضغط شديد علينا، واتذكر لحد الآن حينما كتب احد الصحفيين في البرازيل مع بداية انطلاق مبارياتنا في كأس العالم بأن كل شيء يسير في الإتجاه الخاطىء، وبعد عدة مباريات لنا كتبت الصحافة البرازيلية بأن المنتخب البرازيلي وكارلوس يسيران في الاتجاه الصحيح، لذلك كان علينا تخطي كل هذه الامور، وكان هناك تعاون كبير بين جميع اللاعبين، وكما تعلم فأن مسابقة كأس العالم هي 6 او 7 مباريات، ولا يمكن الوقوع بالأخطاء، لأنه سيتم اخراجك من البطولة، إلا ان لاعبينا قد تفهموا بأن عليهم تقديم الأفضل للظفر والفوز بهذه المسابقة، وقد اصيب عدد منهم خلال المباريات، فأشركنا البدلاء ولم يتأثر مستوانا في داخل الملعب لأننا كنا دائما نفكر بالفوز فقط.
رووداو: كان لديك لاعبان مهمان وهما بيبيتو وروماريو خلال ذلك المونديال، كيف تمكنت من توظيفهم بالشكل المناسب الذي رايناه داخل الملعب؟
كارلوس: كان روماريو قد عاد من اصابة في وقتها وكانت لديه بعض المشاكل مع نادي برشلونة الاسباني، ولم يشارك معنا في مباريات الادوار الاولى لكأس العالم، وقمنا بإستدعاءه في مباراتنا مع الاوروغواي، وكان له دور كبير بفوزنا في هذه المباراة وتمكن من تقديم اداء جيد وتسجيل هدفين في المباراة، قمت بتوظيف هاذان اللاعبان وقد قدموا اداءً مرضيا وفزنا في المباراة، لأن بعض اللاعبين مثل بيبيتو وروماريو هم بحاجة الى لاعبين يمتلكون المهارات الجيدة والعقلية الفنية اثناء المباراة، وقد كان يكملان بعضهما البعض، فعلا كانوا يمتلكون مهارات عالية سواء في الدفاع أو الهجوم، وقد كنت محظوظاً لأنهم كانوا يلعبون في فريقي آنذاك.
رووداو: فاز المنتخب البرازيلي في 2002 بكأس العالم، ولكن في عام 2006 خرجت البرازيل من البطولة على يد المنتخب الفرنسي، ما الذي حصل في ذلك الوقت؟
كارلوس: مثلما اخبرتك سابقاً، فأن مباريات كأس العالم لا تتحمل الأخطاء، وكما تعرف كنا نملك فريقاً مليئاً بنجوم كرة القدم في العالم مثل رونالدو وكاكا وادريانو وآخرين، إلا هناك بعض العوامل ادت الى خروج المنتخب من البطولة ومنها، اكثر اللاعبين لم يكونوا متعطشين للفوز بالكأس، ورونالدو لم يلتحق بالمنتخب الا قبل 15 يوم من بدأ المباريات وكان يعاني من زيادة في الوزن، مع ذلك سجل اربعة اهداف خلال تلك البطولة، ادريانو ايضا لم يكن بالمستوى المطلوب، ورونالدينيو كان متعباً لما قدمه مع فريق برشلونة الاسباني الذي حقق الدوري والكأس وبطولات اخرى في ذلك الوقت، وكان من افضل لاعبي كرة القدم في العالم ، والجميع كان يتوقع بأن يكون هداف كأس العالم في تلك البطولة، إلا ان ذلك لم يتحقق فلم يكن جاهزا في هذه البطولة، اذا كل هذه العوامل ادت الى عدم فوزنا بأي بطولة في ذلك الوقت.
رووداو: لقد تحدثت عن العوامل التي كانت سبباً في عدم حصول البرازيل على لقب كأس العالم لكرة القادم، إلا ان بعض الصحف كانت قد تحدثت وقالت بان اكثر اللاعبين امثال رونالدينيو ورونالدو وروبرتو كارلوس بأنهم لم يكونوا مستعدين بدنياً في هذه البطولة، وكانوا لا يحضرون الى التمارين، ويخرجون للسهر في الليل، هذا هذا الكلام صحيح؟ الم يكن من واجبكم كمدير فني للفريق الوقوف ومنع اللاعبين من مثل هذه التصرفات؟
كارلوس: كلا، هذا الكلام غير صحيح، فنحن دائما نعطي يوما كإستراحة لكل لاعب، وهذا منذ السبعينيات، إلا ان الإعلام لم يكن آنذاك متواجدا في كل مكان مثل هذه الأيام، ولم يكن هناك انترنيت أو وسائل التواصل الاجتماعي، اللاعب كان حراً فيما يود ان يفعله في ذلك اليوم، وواجهتنا مشكلة واحد فقط، فحينما كنا في سويسرا وقعوا معنا على عقد يسمح للجمهور بالحضور ورؤية اللاعبين اثناء التدريب، وبقينا على هذا المنوال لمدة عشرة ايام، واردنا الذهاب من هناك إلا ان العقد كان ملزما، فلم نستطع، وذهبنا بعدها الى المانيا ولم نقدم الآداء الذي كان ينتظره منا الجميع.
رووداو: لننتقل الى مونديال 2014، والذي اقيم في البرازيل، وقد كنت مساعداً لسكولاري، إلا ان البرازيل قدمت اداءً رديئاً في تلك البطولة واودعت البطولة مبكراً فما السبب في ذلك؟
كارلوس: لقد كانت من اسواء البطولات التي شارك بها المنتخب البرازيلي، وخسارتنا امام المانيا بسبعة اهداف مقابل هدف واحد كانت اسواء من مسألة خروجنا من البطولة، فذلك لم يحدث في تاريخ البرازيل، واذا سألتني ماذا حدث في تلك المباراة لن استطيع ان اجيبك لأنني لا اعلم. فقد تفاجأ اللاعبون والكادر التدريبي بهذه النتيجة، وبكل تأكيد لن تتكرر هذه النتيجة ابداً، حتى لو واجهنا المانيا في الف مباراة أخرى، كان كل شيء خاطىء في تلك الليلة، اكثر اللاعبين كانوا ممن يفتقدون الخبرة اللازمة لمواجهة مثل هذه الفرق فقد جاءت الأهداف علينا بشكل متتالي، ولم نفعل شيئاً، ولو تعرض اي منتخب اخر لهذا الامر لكان بحاجة الى خمسين سنة لكي ينظم فريقه ثانية، إلا ان المنتخب البرازيلي مرشح لنيل بطولة كأس العالم، وهذا ليس كلامي انا، بل هو ما يشير اليه المراقبون ووسائل الإعلام.
رووداو: لنبتعد قليلا عن هذه المسألة واسالك اذا كانت لديك ضربة حرة ولديك خمس لاعبين وهو جونينيو بيرنامبوكابو - رونالدينيو - ريفالدو - روبرتو كارلوس - دلفيد لويس، فمن ستختار لتنفيذ هذه الضربة؟
كارلوس: جميع الذين ذكرتهم لديهم خبرة كافية لتسديد الضربات الحرة، ويستطيعون تسجيل الأهداف، إلا انني سأختار جونينيو لأنه كان بارعاً جداً في تسديد الضربات الحرة.
رووداو: من الممكن ان يكون هذا السؤال قد تكرر عليك لمرات عدة، من هو افضل لاعب على مستوى العالم برأيك الآن، ومن هو افضل لاعب على مستوى المنتخب البرازيلي؟
كارلوس: من المعروف ان ميسي هو افضل لاعب في العالم على مدى السنوات السابقة ايضاً، ونيمار هو الافضل على مستوى البرازيل، ونحن بحاجة اليه في مباريات كأس العالم
رووداو: وماذا عن كريستيانو رونالدو؟
كارلوس: انا احترم هذا اللاعب، فهو لاعب متمكن، إلا انني اعتقد بأن ميسي اكثر منه تمكناً وذكاءً في الملعب، ويعشق تسجيل الاهداف، ولا اعتقد بأن هناك احد في العالم يختلف معي بأن ميسي هو افضل لاعب في العالم.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً