رووداو ديجيتال
أفاد القيادي في متحدون صلاح الكبيسي، بأن هنالك ما يقارب من 12 ألف سنّي مغيب مجهولي المصير، مشيراً الى أن من بين هؤلاء أطفال.
وقال صلاح الكبيسي في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، أجراها معه مشتاق رمضان، إنه "وبعد عام 2003 ولغاية فترة محددة، كان هناك صعود للنفوذ الإيراني في العراق"، مبيناً أن "هذا النفوذ انكمش في الآونة الأخيرة، بسبب أمور كثيرة منها العوامل الدولية والعقوبات المفروضة على إيران وسقوط نظام بشار الأسد وغيرها من العوامل".
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: هنالك من يرى أن الفترة التي كان فيها أسامة النجيفي رئيساً لمجلس النواب العراقي، كانت كقيادة، من بين الأفضل من بعد 2003. كيف ترى هذا الرأي؟
صلاح الكبيسي: هذا الموضوع يشهد به خصوم النجيفي قبل الحلفاء وقبل الأصدقاء، والرجل كان يقود مجلس النواب بصفته العراقية، ولم يكن يتكلم بالصفة المذهبية ولا بالصفة القومية ولا بالصفة الحزبية. أسامة النجافي من أبرز وأنجح من تسلم منصب رئيس مجلس النواب، ودليل ذلك أن الفترة التي تسلّم فيها رئاسة المجلس من عام 2010 ولغاية عام 2014 كانت الفترة المتخمة بتشريع القوانين، إضافة إلى أنها كانت فترة نشط بها الجانب الرقابي. تعلم جيداً أن دور البرلمان هو تشريعي ورقابي، وبالتالي للأسف الشديد منذ عام 2018 ولغاية الآن رأينا أن الدور الرقابي لمجلس النواب قد انتهى، ولا يوجد أي دور رقابي لمجلس النواب للأسف الشديد، إلا من حالة أو حالتين، لكن فترة النجيفي كانت فترة استجوابات وفترة عمل رقابي وفترة عمل تشريعي، حيث تم تشريع أكثر من 250 قانوناً في هذه الفترة، لذا كانت فترة مميزة جداً.
رووداو: هل سيقوم أسامة النجيفي بترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة؟
صلاح الكبيسي: النجيفي هو أمين عام متحدون، وهو شريك سياسي لكتل كبيرة في المشهد السياسي السني، وهو رمز للمكون السني، لذلك كانت وجهة نظر الرجل وبتأييد المكتب السياسي أن يبقى هذا الرمز بعيداً عن المشاركة في الانتخابات، لكن هناك من متحدون سيشاركون في الانتخابات، منهم في نينوى سنان أسامة النجيفي، ومعه العديد من المرشحين في صلاح الدين مثلاً ولدينا مرشحين أيضاً بارزين في بغداد ومرشحين في الأنبار وفي ديالى. أي أن أغلب المحافظات سنشارك فيها، لكن النجيفي هو رمز كما السيد مسعود بارزاني هو رمز لأشقاءنا الكورد، وكما عمار الحكيم يعتبر رمزاً لجمهوره أيضاً.
رووداو: بالحديث عن مفردة الرمز. نسمع ونرى في أكثر من جبهة وفي أكثر من حزب سني، أن هنالك من يقول أن رئيس الحزب الفلاني هو الرمز للسنّة. ما هي رؤيتك لموضوع الرمز ومفردة الرمز في البيت السني في العراق؟
صلاح الكبيسي: مشاكل المكون السني في محافظاتنا الستة كبيرة جداً. من موضوع المغيبين إلى موضوع النازحين إلى موضوع المدن التي لم يعد إليها النازحون إلى حتى إقرار قانون العفو العام الذي صدر بشكل دون الطموح الى إعمار المدن. يعني كثير من القضايا يعاني منها سكان محافظاتنا الستة لذلك الرمز أو الزعيم هو من يتبنى هذه الأمور. الزعيم هو من يبادر إلى حل هذه الأمور، والزعيم هو من تكون لديه بصمة في هذه الأمور، وبالتالي يكون قادراً على إقناع الآخرين من خلال العلاقات السياسية ومن خلال الثقل السياسي ويكون قادراً على إقناع الآخرين وانتزاع حقوق الناس. نحن لا نطالب بانتزاع حقوق الآخرين، لكن المكون السني لديه حقوق حاله حال المكون الكوردي والشيعي وبقية المكونات العراقية. العراق هو فسيفساء متنوعة من المكونات الموجودة، سواء كانوا عرباً أو كورداً أو تركماناً أو غيرها. كثير من المكونات موجودة بالمجتمع العراقي وبالتالي كسنّة يستحق الرمزية ويستحق أن يكون زعيماً وأن ينتزع هذه الحقوق حتى لو كانت هناك أطراف سياسية غير راغبة بإعطاء هذه الحقوق، لكن طموحنا أن يأتي الشخص المناسب ليكون قادراً على مواجهة من يحاول انتزاع هذه الحقوق واستحصالها.
رووداو: هناك أطراف ترى أن محمد الحلبوسي هو زعيم السنة الحالي.
صلاح الكبيسي: من غير الممكن أن يعتبر الحلبوسي زعيما للسنة أبداً. هناك رؤية للبعض أن من يمتلك المنصب الأكبر لدى السنة هو الزعيم، وبالتالي إذا كانت هذه الرؤية القاصرة لدى البعض فالحلبوسي قد تم عزله من منصب رئاسة مجلس النواب ومن خلال موضوع الحك والشطب، والمحكمة الاتحادية هي التي عزلت الحلبوسي. أنا أعتقد أن الزعيم هو الشخص القادر على احتواء أغلب المكونات المجتمعية، وأن لا يدخل في إشكاليات مع شيوخ العشائر وأن لا يدخل في إشكاليات مع القوى السياسية وأن لا يكون في تماس وصدام مع بقية القوى السياسية.
رووداو: في الأونة الأخيرة حدثت خلافات بين الحلبوسي والكورد.
صلاح الكبيسي: هناك خلافات للحلبوسي مع أخوتنا الكورد وهناك خلافات للحلبوسي مع عشائر أصيلة في الأنبار والتي هي محافظته. أنا أرى الحلبوسي ذكياً من الناحية السياسية، لكنه لم يوظف هذا الذكاء بشكل جيد وهو لا يحاول أن يكون بشراكة مع الآخرين ولا يستطيع أن يحتوي الآخر.
رووداو: يريد الانفراد لوحده؟
صلاح الكبيسي: هذا الانفراد في السلطة من حيث أنه يرى أنه المرجع وأنه الزعيم لهذا المكون، هذه الأمور غير صحيحة. النجيفي كان من أقوى الشخصيات التي مثلت المكون السنّي في رئاسة مجلس النواب، لكنه لم يقل أنه زعيم المكون السنّي، بل أن الناس هي التي تحكم. دع الناس هي التي تحكم من خلال أفعالك ومن خلال سلوكك ومن خلال منهجك. المواطن هو الحكم في هذه الأمور، أما بحال أنني أفرض نفسي كمرجع سياسي وكزعيم للسنّة فهذا الأمر غير وارد وغير صحيح.
رووداو: بعض المراقبين يرون أن أي زعيم سنّي أو أي رئيس حزب سنّي إذا أراد أن يرتفع نجمه، يتقرب من إيران. كيف ترى ذلك؟
صلاح الكبيسي: بعد عام 2003 ولغاية فترة محددة كان هناك صعود للنفوذ الإيراني في العراق، ولا أقول توغّل بل تغوّل في النفوذ الإيراني في العراق. نفوذ مجتمعي ونفوذ اقتصادي وأحياناً نفوذ أمني وسيطرة على بعض القوى السياسية. أنا أعتقد أن هذا النفوذ انكمش في المرحلة الأخيرة، بسبب أمور كثيرة منها العامل الدولي والعقوبات المفروضة على إيران والضغط الأميركي على إيران والصراع في المنطقة والضغط الذي وجّه لأذرع إيران في المنطقة وحلفائها كالحوثيين وحزب الله وسقوط نظام بشار الأسد، فهذه الأمور باعتقادي حجمت من النفوذ الإيراني في العراق، وبالتالي أنا أعتقد أن الفترة القادمة لن يكون هناك هذا التغوّل الإيراني في العراق بل هو بدأ بالانحسار. هناك رغبة لدى الحكومة العراقية في أن يكون القرار وطنياً، وأن يبتعد هذا القرار عن أي ضغوطات خارجية، وبالتالي نستبشر خيراً. اليوم العراق قد يكون بعيداً عن الضغوط الإقليمية والدولية. نعم هناك ضغوط من بعض الدول باعتبار أن الكل يعلم أن الولايات المتحدة الأميركية راعية التغيير في العراق بعد عام 2003، وهذا التغيير بالتأكيد سيكون له ثمن، لذلك قد تكون هناك بعض الضغوط الأميركية، لذا أنا أرى أن هناك استقلالية للقرار السياسي العراقي.
رووداو: فيما يخص خميس الخنجر، هل يتعرض الى ضغوط ولاسيما بعد اعلانه موقفه المؤيد للسلطة الجديدة في سوريا ورئيسها أحمد الشرع؟
صلاح الكبيسي: هذا الموضوع يتعلق بالتسقيط السياسي. هناك شخصيات سياسية عراقية اعترفت بأنها على علاقة مع أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية وأنها على علاقة وتواصل معه، ومنها شخصيات سياسية شيعية موجودة في المشهد السياسي لها ثقلها ولها علاقاتها القوية وهي اعترفت وتباهت بأن لديها العلاقات مع الشرع، لكن لم يتم توجيه الاتهام والتخوين لهذه الشخصيات، غير أنه بالمقابل يتم تسقيط الخنجر سياسياً، وهو يتعرض لذلك منذ فترة. الخنجر تعرض إلى حملة تسقيط كبيرة جداً بدأت بجر بعض الأشخاص الذين كانوا مقربين جداً من الخنجر نحو التمرد عليه، والخروج من تحت عباءة الخنجر ومن ثم بث بعض الأخبار بالادعاء بأن الخنجر قريب على البعثيين. الخنجر ليس مشمولاً باجراءات المسالة والعدالة كما أنه لم يكن ضابطاً في الأجهزة الأمنية (في النظام السابق) ولم يكن قيادياً في حزب البعث سابقاً، يعني هناك مفارقة بهذا الأمر عندما ترى قوائم المرشحين ترى هناك قيادات سابقة بواجهات حزب البعث ولاتحاد الوطني لطلبة وشباب العراق وغيرها من القيادات الرفيعة جداً داخلة في الانتخابات وهي غير مشمولة بالمساءلة والعدالة، في الوقت الذي يشمل به الخنجر بالمساءلة والعدالة، رغم أنه تاجر ومن عائلة تعمل بالتجارة، وبالتالي هي حملة تسقيط واستخدمت ضده، واستخدمت أيضاً مجموعة من الأشخاص المقربين له. نتمنى أن نبتعد عن لغة التسقيط والتخوين، لأن هذه الأمور لا تبني بلداً ولا تبني عملية سياسية سليمة وصحيحة.
رووداو: من الممكن أن تكون واحدة من أسباب التسقيط بحق خميس الخنجر هي أنه ظهر في أكثر من مرة يتحدث عن موضوع المغيبين، وعن جرف الصخر. إلى الآن تتحدث الكتلة السياسية السنّية والأحزاب السنّية والتحالفات السنّية عن المغيبين لكن وين هم؟ هل هم أحياء؟ هل هم بالسجون؟ هل تم قتلهم وتصفيتهم؟
صلاح الكبيسي: بهذه النقطة اتفق معك. الخنجر دفع ضريبة خطابه، لكن أي سياسي عراقي يجب أن يكون خطابة دائما بالاتجاه الصحيح وأن لا يتنازل عن المبادئ والثوابت. يمكن من ضمن الأمور التي حاول البعض إبعاد النجيفي عام 2018 على رئاسة مجلس النواب هو الخطاب المتزن والمعتدل والثابت لاسيما وأن هناك ثباتية في الموقف. نفس الحالة في الآونة الأخيرة يتعرضون الى الخنجر. نعم كان هناك خطاب من الخنجر وخطاب من النجيفي وخطاب من مثنى السامرائي، فضلاً عن مجموعة من السياسيين طالبوا بتحديد مصير المغيبين. ارى أنه من المؤسف أن يصدر تصريح من رئيس مجلس النواب السابق (محمد الحلبوسي) عندما سئل عن المغيبين كان جوابه أنهم ماتوا ونسوهم. طيب، إذا مات هل هو داعشي وأرهابي أم هو مواطن بريء لقي حتفه بسبب الأخطاء الحربية أو بسبب العمليات القتالية. اذا مات الشخص على أيدي الإرهابيين وإذا كانت هذه الأمور موجودة، ألا تستحق عوائل المغيبين التعويض المادي والمعنوي؟.
رووداو: هل لديكم الأرقام بشأن أعداد المغيبين؟
صلاح الكبيسي: يقدر عدد المغيبين في الصقلاوية والكرمة وعندنا من الذين اختفوا في بحيرة الرزازة وبقية المناطق، يقدر عددهم بنحو 12 ألف مغيب لا يعلم مصيرهم إلى هذه اللحظة، وللأسف الشديد 12 ألف شخص.
رووداو: هل كل المغيبين من الرجال. ألا يوجد بينهم أطفال؟
صلاح الكبيسي: يوجد ضمن هذا العدد جزء من النساء ومن الأطفال وهناك عوائل اختفت بأكملها. في فترة من الفترات كنا نتأمل أن الواجهة السياسية التي تصدرت المشهد بعد 2014 أو بعد 2016 أن تكون متصدية لهذه الملفات المهمة. إضافة لموضوع المغيبين هنالك موضوع المحكومين بأحكام مشددة بسبب المخبر السري، فخلال سنوات طويلة كنا ننادي بإقرار قانون العفو العام، لكن ما رأيناه في الفترة الأخيرة وللأسف الشديد أن هناك مجموعة من المحكومين انتزعت اعترافاتهم بالإكراه، وهؤلاء لديهم أحكام مشددة من المؤبد وقد تصل إلى الإعدام. هؤلاء في قناعتنا أبرياء وانتزعت الاعترافات بالإكراه.
رووداو: مؤخراً صوّت البرلمان العراقي على استحداث محافظة حلبجة، وبالمقابل برزت أصوات تطالب بتحويل عدة أقضية إلى محافظات، ومنها في نينوى على سبيل المثال كسنجار وتلعفر وسهل نينوى. ما هو موقفكم من هذه الدعوات؟
صلاح الكبيسي: نرفض هذا الأمر. نحن نبحث عن لملمة الامور لا أن نجزء المجزأ الموجود عندنا، ونعتقد أن هذا الأمر قد يضر بالمجتمع العراقي في صميمه ويضر باللحمة والوحدة الوطنية الموجودة. جميل جداً عندما تنظر إلى نينوى ترى فيها الكوردي والعربي والتركماني والشيعي والسني والأقليات الموجودة من الإيزديين والآشوريين وغيرهم، فهم فسيفساء متنوعة وجميلة تمثل هذا المجتمع. هذا التنوع هو رقي ونقطة قوة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً