منها بغداد والأنبار.. محافظات العراق تستلهم فكرة المشاريع السكنية من إقليم كوردستان

18-07-2025
مشتاق رمضان
مشتاق رمضان
رجل الأعمال أسامة الراوي ومشتاق رمضان
رجل الأعمال أسامة الراوي ومشتاق رمضان
الكلمات الدالة الأنبار اقليم كوردستان
A+ A-
رووداو ديجيتال

رأى رجل الأعمال والمرشح للانتخابات النيابية المقبلة أسامة الراوي، أن محافظة الأنبار بشكل خاص، وباقي المحافظات العراقية بشكل عام، استلهمت فكرة المشاريع السكنية من إقليم كوردستان، مشيراً الى أن القوانين العراقية النافذة بمجال الاستثمار "بحاجة الى تحديث".
 
وقال أسامة الراوي في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، أجراها معه مشتاق رمضان، إنه "توجد عشوائية كبيرة في الإجازات الاستثمارية على مستوى العراق، ما أدى بها إلى توقف مشاريع بشكل كبير جداً، ونحتاج إلى معالجة ذلك".
 
ولفت الى "الحاجة إلى تفعيل الاستثمار الصناعي والاستثمار السياحي"، مؤكداً ضرورة تفعيل القطاع الخاص في العراق وعدم الاعتماد على القطاع العام.
 
وأدناه نص المقابلة:
 
رووداو: حدّثنا بالبداية حول موضوع الاستثمار في الأنبار. كيف كان قبل 2003 وبعد 2003 وكيف بعد 2014؟
 
أسامة الراوي: الاستثمار في العراق بشكل عام لم ينظم بصورة صحيحة إلا بعد عام 2006 بعد إصدار قانون 13 لسنة 2006 والتعديلات اللي لحقته. أي يعني أن الاستثمار بدأ من 2007-2008. طبعاً إقليم كوردستان سبق المناطق الأخرى، وذلك لوجود قانون بالاقليم منتظم فنرى الاستثمارات في مناطق إقليم كوردستان حصلت مبكراً. هذه التجربة انتقلت إلى باقي مناطق وسط وجنوب العراق. الاستثمار في الأنبار بدأ عام 2009 بصورة صحيحة، وكانت الخطوات في البداية متعثرة لكونها عملية جديدة، لكن بدأت الأهالي يتقبلون موضوع الاستثمار، وبدأ المواطن يقتنع بوجود الفكرة الاستثمارية الى غاية عام 2014 مع دخول التنظيمات الإرهابية وسقوط بعض المناطق بيد الإرهابيين، ما تسبب بتأخر العملية الاستثمارية بشكل كبير جداً، لكن كان هنالك إصرار من المستثمرين وتقبل من المواطن بموضوع الاستثمار إلى حد ما، فنرى بعد 2018 عادت العملية الاستثمارية بقوة، ما يعني استعادة المشاريع علمها بشكل تدريجي إلى حد 2021-2021 تقريباً استقرت المشاريع الاستثمارية عندنا في محافظة الأنبار.
 
رووداو: ما هو السر في كون غالبية المستثمرين من محافظة الأنبار، أي يعني أنهم يتميزون عن باقي المحافظات؟
 
أسامة الراوي: محافظة الأنبار محافظة عاملة أرفدت السوق العراقية بيد عاملة كفوءة، وأرفدت السوق العراقية والوزارات العراقية على مدى عشرات السنوات بالمقاولين الأكفاء. في العراق اليوم يعرف أغلب المقاولين على أنهم يأتون من محافظة الأنبار فنرى الأنبار اليوم سبقت الكثير من المحافظات بهذا الموضوع.
 
رووداو: برأيك ما المشاريع الاستثمارية اللي تحتاجها محافظة الأنبار بشكل خاص والعراق حالياً بشكل عام، وأي المشاريع اللي ترى أن الشارع العراقي بحاجة اليها؟
 
أسامة الراوي: نحتاج الآن أولاً إلى تنظيم المشاريع السكنية الاستثمارية، ويجب أن تنظم، لكون توجد عشوائية كبيرة في الإجازات الاستثمارية على مستوى العراق، ما أدى بها إلى توقف مشاريع بشكل كبير جداً، ونحتاج إلى معالجة ذلك. النقطة الثانية نحتاج إلى تفعيل الاستثمار الصناعي والاستثمار السياحي، توجهنا الآن إلى الاستثمار السكني، وذلك نظراً لوجود حاجة الى ذلك، لذا ينبغي تنظيم هذه الحاجة والتوجه إلى الاستثمار الصناعي والاستثمار التعليمي والاستثمار السياحي، فهذه قطاعات مهمة جداً تحتاجها الآن السوق العراقية.
 
رووداو: هل تعتقد أن التشريعات في مجلس النواب العراقي بهذا الجانب بحاجة إلى تعديلات أو صياغة أكثر انفتاحاً، وبالتالي تهيئة أرضية خاصة بالاستثمار؟
 
أسامة الراوي: أرى القوانين العراقية النافذة أغلبها قوانين من الستينيات والسبعينيات. قانون الاستثمار قانون حديث وهو أول قانون استثمار شرع في العراق، والاستثمار الحقيقي بعد 2003 بدأ عام 2006. لذا يعد قانوناً حديثاً، ونحتاج إلى تعديل القانون، علماً أن القانون تم تعديله ثلاث أو أربع مرات، وكانت الحاجة هي من تدفع إلى تعديل القانون. نحتاج الآن إلى إعادة دراسة القانون من جديد وإدخال القطاع الخاص في تشريع هذا القانون كضرورة قصوى على مجلس النواب الحالي أو مجلس النواب بالدورة القادمة أن يضع قانون الاستثمار أمام عينيه، ويدخل بلجان حقيقية ممثلين عن القطاع الخاص، لدراسة هذا القانون ينبغي التركيز على الضمانات الآن، على اعتبار أن المستثمر العراقي يتعرض إلى كثير من الإشكالات القانونية، وذلك لوجود ثغرات في القانون لم تغلق لحد الآن، وبالمقابل أنا أحتاج الى جلب شركات عالمية وبالتالي تحتاج الى أن تضمن حقوقها في السوق العراقية.
 
رووداو: القطاع الخاص عانى من مشاكل عديدة طيلة العقود السابقة، لذا كيف بالامكان تفعيله وعدم الاعتماد فقط على القطاع العام؟ 
 
أسامة الراوي: الناس وبسبب الأحداث الأمنية التي جرت في العراق توجهت إلى القطاع العام، وذلك لضمان استقرارية المعيشة، وهذا ليس بضمان أبداً. بلد بدون قطاع خاص فاعل وكفوء، ينهار. اليوم الحكومة العراقية لديها خطوات جادة في معالجة هذا الموضوع وادخال القطاع الخاص بقوة. القطاع الخاص يحتاج إلى تشريعات مالية. اليوم لا تؤدي البنوك دورها بصورة صحيحة. اليوم لا أستطيع الاعتماد على المستثمر أو المقاول أو القطاع الخاص في أن يذهب ويأتي بالنقود من خارج العراق. نحتاج أن تأخذ المصارف دورها بصورة صحيحة. المصارف تركت عمليات الصيرفة الآن وتحولت إلى شركات صرافة تأخذ الأموال وتداورها وتستفيد منها، من دون أن ينعكس ذلك على القطاع الخاص. أنا أدعو الحكومة ومجلس النواب إلى اصدار تشريعات حقيقية في موضوع البنوك وموضوع تمويلات المشاريع، لأنه بحال لا توجد بنوك إذن لا توجد مشاريع ولا يوجد قطاع خاص.
 
رووداو: من أين جاءت فكرة الاستثمار خصوصاً بالقطاع السكني في الأنبار، وهل هناك شراكات مع محافظات أخرى؟ 
 
أسامة الراوي: هذه حقيقة لا تنكر، وهي أن إقليم كوردستان كان سباقاً في موضوع الاستثمار السكني. من أين جاءوا بالفكرة؟ أنا لا أعلم ليست لدي معلومة من أين جاءتهم الفكرة لكن في 2004-2005 بدأ الاستثمار السكني في إقليم كوردستان، وهذا نقل تجربة كبيرة جداً إلى كل المحافظات. نرى اليوم في أغلب المحافظات في وسط وجنوبي العراق الكثير من المشاريع هي لمستثمرين كورد جاءوا من إقليم كوردستان. هنالك حاجة من الحكومة المركزية وحكومة الاقليم لمراجعة هذا الموضوع لهؤلاء المستثمرين، لكن نقول أن الفكرة بدأت حقيقة من اقليم كوردستان.
 
رووداو: الشارع الأنباري ينتظر من الطبقة السياسية أن يتم استغلال ثروات معدنية هائلة توجد في المحافظة. كيف سيتم توظيف هذه الثروات لخدمة أهل الأنبار بشكل خاص والعراق بشكل عام؟
 
أسامة الراوي: موضوع الثروات الطبيعية والمعدنية هي متعلقة بالحكومة المركزية. اليوم ينظمها قانون النفط والغاز الذي هنالك الكثير من النقاشات عليه، من أجل إقراره، وذلك لتوزيع الثروات بشكل عادل على عموم الشعب العراقي. اليوم هذا الموضوع سيادي، لكن ندعو الحكومة المحلية والحكومة المركزية الى أن تقف وقفة جادة في موضوع الثروات الطبيعية، خصوصاً وأن محافظة الأنبار فيها ثروات طبيعية ضخمة، كالغاز والفوسفات والنفط. هذه تحتاج إلى معادلة حقيقية لرفد المواطن العراقي ولرفد السوق العراقية ولرفد القطاع الخاص، على اعتبار أن هذه الثروات تعد المستقبل.
 
رووداو: هل نستطيع أن نعتبر أن الأنبار مقبلة على طفرة اقتصادية بعد استقرار الوضع الأمني فيها؟
 
أسامة الراوي: استقرار الوضع الأمني أدى إلى ثورة عمرانية اقتصادية كبيرة في المحافظة، ونحن لا ننكر الضغط الذي جاء علينا من الحكومة المركزية في موضوع تخصيصات المقاولين والمشاريع التي توقفت، وقلة السيولة الموجودة التي أثرت على المحافظات بشكل عام وأثرت على محافظة الأنبار بشكل خاص. نحتاج الى إطلاق السيولة للمشاريع التي تلكأت والتي توقفت، لأن الأنبار وسط نهضة عمرانية كبيرة جداً اليوم. المشاريع الكبيرة التي حصلت في الأنبار خرجت من دمار شامل، والآن إذا نقارن ما أنجزته الحكومة في خمس سنوات فهي مشاريع ضخمة جداً تحتاج الى أن تستكمل.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

لؤي الخطيب وحقل نفطي باقليم كوردستان

لؤي الخطيب لرووداو: قرار أنقرة سيجبر بغداد على إعادة التفاوض مع أربيل بكل شيء

يعزو الخبير في اختصاص الطاقة ووزير الكهرباء والنفط (وكالة) السابق في الحكومة الاتحادية لؤي الخطيب ، إقدام تركيا على الغاء اتفاقية تصدير النفط العراق الى "تقاعس للدبلوماسية العراقية وفشلها طوال السنوات الأخيرة دون خوض مفاوضات جادة مع أنقرة بعيداً عن الزيارات البروتوكولية والمجاملات السياسية"، مشيراً الى أن "أنقرة تتوقع خضوع بغداد لطلباتها، لكن هذا يعتمد على طبيعة وجدية وقوة حجة المفاوض العراقي والأوراق المتاحة للمناورة، سياسياً واقتصادياً".