المطلك لرووداو: السوداني يحظى بقبول شعبي أوسع ممن سبقوه لكن أحزاباً ستعارضه

18-04-2025
رووداو
نوينر فاتح وصالح المطلك
نوينر فاتح وصالح المطلك
الكلمات الدالة صالح المطلك محمد شياع السوداني الانتخابات العراقية 2025
A+ A-
رووداو ديجيتال

أكد نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، صالح المطلك، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يمتلك "قبولاً شعبياً أوسع بكثير من كثير من القادة الذين سبقوه"، لكنه أشار إلى أن بعض الأحزاب السياسية "ستُعارض وتُشاكس محاولته للعودة إلى رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة".
 
وأوضح المطلك، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، أجراها نوينر فاتح أن فرص السوداني في الترشح من جديد ستعتمد على نتائج الانتخابات القادمة، وحجم القوى التي ستقف ضد طموحه، مشيراً إلى أن "هذا ما سيكون له الدور الأكبر".
 
وحول تأثير غياب التيار الصدري عن الانتخابات، اعتبر المطلك أن انسحاب التيار "لم يكن قراراً صائباً"، لكونه لم يُعالج أسباب الانسحاب، بل أدى إلى "توسّع منظومة الفساد وزيادة ضعف الدولة". 
 
ومع ذلك، قال إن العملية السياسية قد تستمر بدون التيار، "لكن وجوده قد يمنحها طابعاً مختلفاً من حيث شمولية المشاركة".

أدناه نص مقابلة رووداو مع صالح المطلك:
 
رووداو: العراق مقبل على انتخابات خلال الأشهر المقبلة، ما هي تحضيراتكم؟

صالح المطلك: حتى الآن لم ندخل في الموضوع بجدية، نحن نراقب الأوضاع ونرصد التحالفات المحتملة، وندرس مع من يمكن أن نتحالف. المشكلة أن كثيرين ما زالوا ينظرون إلى الانتخابات على أنها وسيلة للحصول على الأصوات من خلال إطلاق شعارات، حتى وإن كانت هذه الشعارات مضرة، لكنها تؤدي إلى مكاسب انتخابية في هذه المرحلة. نحن لا نريد فقط الفوز في الانتخابات، بل نطمح إلى أن تفضي هذه الانتخابات إلى واقع أفضل للعراق مما هو عليه الآن.
 
رووداو: هل تعتقد أن العراق مستعد حالياً لهذا النوع من التحالف الوطني؟ حتى الآن كانت التحالفات ذات طابع طائفي، أليس كذلك؟

صالح المطلك: لا، الحقيقة أن الواقعية تقتضي أن يتوجه المرء نحو تحالف من هذا النوع، لكن المصلحة تشير إلى أن المضيّ في هذا الاتجاه قد يشكّل ضرراً كبيراً على العراق الآن وفي المستقبل.
 
القضية الوطنية أو المشروع الوطني كانت له فرصة كبيرة في عام 2010، وقد حقق الفوز الأكبر آنذاك، إذ حصل ائتلاف "العراقية" على العدد الأكبر من المقاعد، 91 مقعداً. لكن عندما سُلب هذا الاستحقاق منه نتيجة تآمر دولي على العراق من قبل أميركا وإيران، وسُحب هذا الحق من العراقيين، فقدت الديمقراطية قيمتها لدى كثير من العراقيين. فهم يقولون اليوم: "ذهبنا إلى الانتخابات وفزنا، ولم نحصل على شيء عبر الديمقراطية".  لذلك، فإن مصداقية الديمقراطية في العراق، خصوصاً بعد ما جرى في عام 2010، أصبحت ضعيفة جداً في نظر الناس.
 
رووداو: مع من تشعرون أنكم الأقرب من القوى السياسية، سواء على المستوى الكوردي أو العراقي بشكل عام؟

صالح المطلك: بالنسبة للكورد، نحن نعتبر الأستاذ مسعود البارزاني زعيماً حقيقياً وله رمزيته الخاصة. والعمل معه يبعث على الاطمئنان، لأنه يفعل ما يقول، ونحن نبحث عن شخصيات من هذا النوع. كما أعتقد أن هناك أيضاً أحزاباً ناشئة يمكن التعامل معها.
 
أما على المستوى العربي، فنحن نحاول إجراء اتصالات مع بعض الأحزاب الناشئة التي تواصلت معنا خلال الفترة الماضية، وعددها يتراوح بين 10 إلى 15 حزباً، يحاولون هم أيضاً أن يجدوا لأنفسهم موقعاً ضمن منظومة وطنية، بحيث لا يتناقض هذا التوجه مع الخطاب الذي كانوا يخاطبون به جمهورهم. وربما تتبلور الأمور خلال هذا الأسبوع، سواء باتجاه إيجابي أو سلبي.
 
رووداو: الجميع يسعى حالياً لبناء تحالفات، لكن هل نتحدث هنا عن تحالفات تُبنى قبل الانتخابات أم تحالفات تُشكّل بعد الانتخابات داخل البرلمان؟

صالح المطلك: كلا الأمرين. حالياً هناك تحالفات تُبنى قبل الانتخابات بهدف الحصول على مقاعد برلمانية، وتحالفات أخرى تُعقد بعد الانتخابات من أجل المشاركة في تشكيل الحكومة.
 
رووداو: السوداني أعلن البارحة أنه سيشارك في الانتخابات. برأيك، هل يمتلك فرصة للعودة إلى رئاسة الوزراء، نظراً لخبرتك في العملية السياسية العراقية؟

صالح المطلك: على مستوى القبول الشعبي، أعتقد أن الرجل يحظى بقبول شعبي أوسع بكثير من كثير من القادة الذين سبقوه.
لكن على مستوى القبول السياسي من قِبل الأحزاب الحالية، أعتقد أن بعض الأحزاب ستُعارض وجوده وستُشاكس محاولته للعودة إلى رئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة. هذا الأمر سيعتمد على حجم هذه الأحزاب التي ستناور وتقف ضد طموح السيد السوداني. نتائج الانتخابات المقبلة هي التي ستحدد مدى تأثير هذه القوى، وهذا ما سيكون له الدور الأكبر.
 
رووداو: ولكن، كيف سيؤثر غياب التيار الصدري عن الانتخابات على العملية السياسية؟

صالح المطلك: التيار الصدري يُعتبر مكوّناً أساسياً في العملية السياسية، وانسحابه لم يكن قراراً صائباً برأيي، لأنه لم يُصلح الأسباب التي دفعت إلى الانسحاب، بل على العكس، أدى ذلك إلى توسّع منظومة الفساد، وازداد ضعف الدولة عن المستوى المقبول.
 
ومع ذلك، قد تستمر العملية السياسية حتى في غياب التيار الصدري، لكن وجوده قد يمنحها طابعاً مختلفاً من حيث شمولية المشاركة، ويُسهم في أن تكون كل الأطراف حاضرة في هذه العملية.
 
رووداو: فيما يتعلق بالعلاقات بين بغداد وأربيل، كانت هناك العديد من المشاكل، لكن في الوقت الحالي يبدو أن هناك خطاباً إيجابياً باتجاه حلحلة تلك المشاكل. ما رأيك؟ وهل تعتقد أن هناك إمكانية لحل جذري لهذه الخلافات؟

صالح المطلك: ما حصل في سوريا خلال أشهر قليلة، حين توصّل الكورد إلى تفاهم مع الحكومة هناك حول قضية معينة، يدفعنا للتساؤل: لماذا لم نتمكن نحن، رغم مرور فترة طويلة جداً، من حل مشاكلنا العالقة؟ أعتقد أننا بحاجة إلى حوار جاد وحقيقي بين الإقليم والمركز، بين القوى الوطنية في الطرفين، من أجل حل كل المشاكل وإنهائها بشكل جذري، حتى لا تبقى هذه القضايا عائقاً أمام التنمية، سواء في الإقليم أو في المركز. إذا استمرت الخلافات، فستنعكس سلباً على الطرفين وعلى البلد عموماً. 
 
في ظل حكومة السيد السوداني، أرى أن الأوضاع أكثر هدوءاً، وهو يحاول أن يُقدّم ما يستطيع تقديمه للإقليم، رغم وجود معارضة من أطراف محيطة به، ما تسبب له أحياناً بضرر سياسي. وأتمنى على الإخوة في الإقليم أن يكونوا واقعيين وموضوعيين، كما أتمنى على الإخوة في المركز أن يكونوا مستعدين لمنح الحقوق لأهلهم، بغض النظر عن انتماءاتهم، سواء كانوا كورداً أو عرباً، سنّة أو شيعة أو إيزديين.
 
رووداو: لكن، هل ترى أن الحلول الحالية تُعدّ حلولاً جذرية كما أشرت، أم أنها مجرد مسكنات مؤقتة؟

صالح المطلك: من الضروري إقرار بعض القوانين، وعلى رأسها قانون النفط والغاز، الذي يجب أن يُحسم. أما بخصوص رواتب موظفي الإقليم، فأنا لا أرى مبرراً لبقائها على هذا النحو، فهم موظفون عراقيون، ولهم استحقاق شأنهم شأن أي موظف آخر في العراق. لكن في المقابل، لا بد أيضاً من إنهاء التجاوزات التي تحصل في الإقليم على المال العام، مثل قضية عدم تسليم الإيرادات من المنافذ، وموضوع التهريب الذي نسمع عنه، سواء تهريب النفط أو غيره. ورغم أننا لا نملك أدلة مباشرة، إلا أن ما يُتداول من معلومات يستدعي المعالجة. لذلك، يجب أن تُنهي جميع هذه الممارسات، حتى تكون الحلول واقعية وجذرية، وليست مجرد مسكنات مؤقتة.
 
رووداو: سؤالي الأخير سيكون عن إيران. مع تراجع الدور الإيراني في المنطقة، كيف تعتقد أن هذا سينعكس على الوضع في العراق؟

صالح المطلك: نحن لا نؤيد أن يكون لأي دولة تأثير على العراق، ولذلك إذا كان هذا التراجع يعني تقليص تأثير إيران في العراق، فهو أمر جيد.
نتمنى الخير للشعب الإيراني، وأن تكون إيران دولة مستقرة لا تتدخل في شؤون الآخرين، وأن تتعامل مع جيرانها بأسلوب يقوم على حسن الجوار والعلاقات الطيبة، والمصالح المتبادلة، سواء للإيرانيين أو للطرف الآخر.
 
أما الطموح الزائد الذي كان لدى الإيرانيين، والمتمثّل بتوسيع نفوذهم وتصدير الثورة إلى خارج حدودهم، فأعتقد أن هذا المشروع أصبح واضحاً أنه لن يستمر، بل سيتسبب بضرر لهم، وقد تكون النار التي أشعلوها سبباً في إيذائهم كما تؤذي جيرانهم أيضاً.
 
رووداو: هل تعتقد أن هذا التراجع في الدور الإيراني سيؤثر على الانتخابات القادمة في العراق؟ خاصة وأن هناك من يتوعد بتغييرات جذرية في العملية السياسية.

صالح المطلك: لا أعتقد ذلك، بصراحة. لم يكن للإيرانيين دور كبير في الانتخابات. هناك بعض الأحزاب ولاؤها لإيران لها تأثير على الانتخابات، وليس كدولة مباشرة. التأثير الإيراني كان غالباً بعد الانتخابات، وتحديداً في مرحلة تشكيل الحكومة. أما اليوم، فحتى تلك الأحزاب الموالية لإيران لم تعد بحاجة إلى دعم مباشر منها، لأنها أصبحت تملك من المال والنفوذ ما يمكّنها من التأثير بنفسها، سواء على مجريات الانتخابات أو على مؤسسات الدولة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب