رووداو ديجيتال
نوخشة ناصح.. احفظوا هذا الاسم جيداً، فهذه المرأة الكوردية صارت جزءاً من الذاكرة العراقية التي ستمتد مع تاريخه، وليس تاريخ اقليم كوردستان فحسب، كونها أول امرأة عراقية على الاطلاق تتسلم منصب محافظ حلبجة، المدينة التي دخلت التاريخ من بوابة الالم والتضحيات عندما تم قصفها من قبل النظام العراقي السابق بالاسلحة الكيمياوية في 16 آذار عام 1988.
حلبجة كانت أول مدينة مأهولة بالمدنيين تقصف بالأسلحة الكيمياوية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكنها نهضت مثل طائر العنقاء بفضل تضحيات وصبر وشجاعة أهلها، بالرغم من انها ماتزال تعاني من جراحها.
في عام 2010 كنت قد زرت، في مهمة صحفية، ناحية بيارة برفقة برهم صالح رئيس حكومة اقليم كوردستان وقتذاك، وكنا في طريقنا الى مدينة حلبجة، وتعرفت على مديرة الناحية، نوخشة ناصح، وكانت خلال طرحها لمشاكل الناحية واحتياجات الناس، جريئة وواضحة للغاية وهي تقدم مقترحاتها والحلول اللازمة، وبدت لي شخصية ادارية طموحة.
بعد سبع سنوات من خدمتها في ناحية بيارة، وبفضل جهودها ونجاحها في إدارة الناحية، تم تكليفها عام 2016 بمسؤولية قائممقام حلبجة، واليوم وجراء ما قدمته من خدمات للقضاء، اسندت لها مسؤولية المحافظ وكالة، التي ولدت فيها عام 1978.
نوخشة، توجز اسلوبها في عملها بالقول: "أنا أشعر بسعادة بالغة عندما أعمل على تحقيق احتياجات الناس وأرى السعادة في عيونهم. نجاحي يأتي بدعم من الأهالي بختلف أعمارهم".
في أول حوار لها لشبكة اعلامية قالت نوخشة ناصح لشبكة رووداو الاعلامية اليوم الثلاثاء (18 آذار 2025): "يجب ابعاد موضوع التصويت في البرلمان العراقي عن كل المناورات السياسية، فهذه المدينة التي قدمت الكثير من التضحيات تستحق ان تكون محافظة".
وفيما يلي نص الحوار:
رووداو: ربما انت المحافظ الاول التي تدرجت بمسؤولياتها من مديرة ناحية بيارة ثم قائممقام حلبجة ومحافظ حلبجة، ما هو رأيك وشعورك وانت تتولين هذه المسؤولية؟
نوخشة ناصح: أنا سعيدة لأني توليت هذا المنصب خاصة بمحافظة حلبجة وهي صاحبة تاريخ عريق وموطن الشعراء والأدباء الكورد والمدارس الدينية العريقة، خاصة واني وصلت الى هذا المنصب بعد تدرجي وخدمتي كمديرة ناحية وقائممقام ثم محافظة حلبجة التي ضحت بأكثر من 5 الاف شهيد في القصف الكيمياوي الذي كان قد شنه النظام السابق عام 1988 ولي الشرف ان اخدم اهلنا فيها.
رووداو: اعتماداً على تجربتك، هل تعتقدين بأن المرأة الكوردية مؤهلة لادوار قيادية عليا؟
نوخشة ناصح: من المؤكد ان المرأة الكوردية عنصر مهم في اقليم كوردستان خاصة في حلبجة حيث هناك 11 امرأة في منصب مدير عام وقيادة المنظمات الانسانية وكذلك في مجال الاعلام وفي (البزنس) كسيدات اعمال، وباعتقادي هذا لا يكفي فالمرأة الكوردية يجب ان تصل الى مناصب تنفيذية عليا اعتماداً على كفاءتها. والمرأة الكوردية في حلبجة تمتلك شخصية حرة وقوية وتستطيع ان تستلم مناصب ادارية وذلك بدعم من العائلة والمجتمع واعتماداً على تاريخ حلبجة الاجتماعي والثقافي. نعم حكومة اقليم كوردستان فتحت الابواب امام المراة الكوردية لكننا نجد ان وجود محافظ او مديرة ناحية لا يكفي نحتاج ان تتبوأ مناصب قيادية في الحكومة القادمة. أهالي حلبجة يقدرون العنصر النسوي ويشجعون المرأة وقد لقيت الكثير من التشجيع ومن كافة الفئات الاجتماعية، نساء ورجال. وهذا ما لمسناه ونلمسه بوضوح خلال تعاملنا مع الاهالي الذين يساعدوني في حل اي مشكلة وهذا ما يشعرني بالسعادة. سعادتي هي خدمة الناس.
رووداو: في اعتقادك ما هي الأسباب التي تؤخر اعلان حلبجة كمحافظة عراقية رسمياً؟
نوخشة ناصح: قانون محافظة حلبجة امام اعضاء مجلس النواب العراقي وبمرحلة متقدمة وفي انتظار التصويت عليه وننتظر ان يتم ذلك قبيل انتهاء الدورة التشريعية الحالية لتكون حلبجة المحافظة 19 للعراق. أما اسباب تأخير التصويت عليه فهذا يتعلق بالخلافات بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية ببغداد وهذا ما تسبب بتأخير الرواتب وامور اخرى، ويبدو أن الأمور تتجه للاتفاق بين أربيل وبغداد.
رووداو: باعتقادك هل هناك مناورات سياسية تسببت بهذا التأخير؟
نوخشة ناصح: نعم هناك مناورات سياسية على خلفية التصويت على قانون محافظة حلبجة، وفي آخر زيارة لنا الى بغداد، الاسبوع الماضي، قابلنا رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني، ونائبه والكتل السياسية الكوردية في البرلمان العراقي، وشددنا على أهمية عدم الخلط بين قضية التصويت على قانون محافظة حلبجة وبقية الملفات، واكدوا لنا بادراج موضوع حلبجة في أقرب جلسة للبرلمان للتصويت عليها.
رووداو: ما هي الامتيازات التي ستكون لصالح حلبجة وأهلها بعد اعلانها محافظة عراقية؟
نوخشة ناصح: أولاً هذا تعويض معنوي لأهالي الشهداء، ولجميع سكان حلبجة عامة، ثم يأتي التعويض المادي وتأسيس الادارة على مستوى محافظة، وفي حالة التصويت على القانون وتحويلها رسمياً الى محافظة سيكون من حق الاهالي مطالبة الحكومة المركزية بحقوقهم من التعويضات.
رووداو: ماذا على الحكومة العراقية فعله لانصاف أهالي حلبجة؟
نوخشة ناصح: أولاً تعويض الاهالي والجرحى جراء جريمة القصف الكيمياوي، والتكفل بمعالجة الاف الجرحى نتيجة القصف الكيمياوي لعدم وجود مستشفيات متخصصة بمعالجة جرحى القصف الكيمياوي، وتطوير قطاعي الزراعة والسياحة لأهمية هذين القطاعين لتوسيع المحافظة وانجاز العديد من المشاريع الاستثمارية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً