طلال سلو لرووداو: مستعد للعودة إلى صفوف قسد بعمل تفاوضي

أمس في 07:00
دلبخوين دارا - طلال سلو
دلبخوين دارا - طلال سلو
الكلمات الدالة طلال سلو قسد تركيا سوريا
A+ A-

رووداو ديجيتال 

أبدى المتحدث الأسبق باسم قوات سوريا الديمقراطية، طلال سلو، استعداده للعودة إلى صفوف قسد "بعمل تفاوضي أو إنساني يهدف لمنع الحرب" مع دمشق، مؤكداً أنه لا يزال على تواصل مع شخصيات قيادية في قسد لغرض الاطمئنان والصداقة. 
 
وانشق سلو عن قوات سوريا الديمقراطية، في العام 2017، متوجهاً إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل "الجيش الحر" شمالي حلب آنذاك، ثم غادر إلى تركيا.
 
وأشار سلو، الذي نال رتبة "العقيد"، إلى رفضه لعب دور "هجومي" ضد قوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى أنه "مهدد" حالياً من قبل أنقرة. 
 
وخلال الحوار مع رووداو، الذي أجراه المذيع دلبخوين دارا، أكد استعداده زيارة مناطق شمال وشرق سوريا، مثل مدن قامشلو والحسكة والرقة، شريطة وجود "ترتيبات خاصة للحفاظ على حياته"، مبدياً رغبته في الاستقرار بمدينة عفرين الكوردية لأنها "خلابة وأهلها مضيافون". 
 
وأدناه نص الحوار: 

رووداو: نرحب بالعقيد طلال سلو، المتحدث الأسبق باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد). انشق لاحقاً وذهب إلى تركيا، وقد أثار انشقاقه الكثير من الجدل وردود الأفعال، لكنه لم يرغب في معاداة قسد. والآن، عاد إلى الواجهة مرة أخرى بمقابلاته وتصريحاته. رأيت أنه من المهم في هذا الوقت الحساس، أن أجري مقابلة خاصة معه. ضيفي هو العقيد طلال سلو، المتحدث السابق باسم قوات سوريا الديمقراطية، من حلب. أهلاً بك سيادة العقيد، أتمنى أن تكون بخير. قبل أن تصبح متحدثاً باسم قسد، وبعد أن تركتها، والآن أيضاً، أنا أتابعك عن كثب. أريد أن أبدأ بالسؤال الأخير: هل أنت مستعد للعودة إلى صفوف قسد مرة أخرى؟

طلال سلو: أشكر قناة رووداو على هذه الاستضافة الجميلة. حالياً، موضوع العودة غير مطروح، ولا يوجد تواصل مع القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية لترتيب العودة إلى العمل ضمن صفوفها. هناك تواصل على مستوى الصداقة الشخصية مع قيادات من قوات سوريا الديمقراطية، ولكن لم يحدث أي تواصل مع القيادة العامة أو المسؤولين المباشرين لترتيب عودتي، والعمل معها، ولا يوجد أي ترتيب حالياً.
 
رووداو: لكن، هل لديك نية، أي هل ترغب بالعودة إلى صفوف قسد؟

طلال سلو: كما ذكرت لك. الموضوع ليس موضوع نية، بل يتعلق بغياب التواصل. عندما يتم التواصل مع القيادة العامة، يمكننا أن نبحث في أمور العودة. بالطبع، كانت هناك أسباب للمغادرة، فإذا رأينا اليوم أن وجودي ضمن القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية يمكن أن يخدم بلدي والمنطقة وقوات سوريا الديمقراطية، حيث نرى أن هناك تواصلاً بين قيادة الدولة السورية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية. في حال طُلب مني القيام بعمل تفاوضي أو إنساني يهدف إلى القضاء على أي بادرة حرب بين الطرفين، وأن يكون لي دور فاعل في قيادة قوات سوريا الديمقراطية، يمكنني أن أبحث هذا الأمر مع القيادة العامة، لكن حتى الآن لا يوجد أي شيء من هذا القبيل.
 
رووداو: عقب انشقاقك وذهابك إلى تركيا، هل تحدث معك مظلوم عبدي أو قادة آخرون في قسد؟ ألم يطلبوا منك العودة إلى صفوفهم؟

طلال سلو: لا، نهائياً. ذكرت لك أنه لم يحدث أي تواصل بيني وبين الجنرال مظلوم عبدي أو أي شخص آخر في القيادة. التواصل يقتصر على العلاقات الشخصية من باب الاطمئنان، حيث أتواصل مع قيادات للاطمئنان عليهم وهم يطمئنون علي، لا أكثر، بحكم الصداقة الشخصية السابقة أثناء وجودي ضمن قيادة قوات سوريا الديمقراطية. أما حالياً، فلا يوجد أي تواصل لا مع السيد مظلوم عبدي ولا مع أي طرف آخر له دور في قيادة قوات سوريا الديمقراطية.
 
رووداو: كنت قيادياً رفيع المستوى، متحدثاً باسم قسد، وتجولت في العديد من مدن روج آفا (كوردستان سوريا). هل ترغب في العودة إلى قامشلو في زيارة، باعتبارك متواجداً الآن في حلب، وهي ليست بعيدة عن مدينة قامشلو؟

طلال سلو: يمكنني أن أزور القامشلي وتلك المناطق كزيارة خاصة، لأن لي فيها أصدقاء وذكريات وإخوة في مناطق القامشلي والحسكة، وحتى الرقة التي ساهمنا في عملية تحريرها، والقضاء على داعش وعاصمة ما يسمى بـ"الخلافة الإسلامية". يمكن أن تتم الزيارة، لكن هذه الأمور تحتاج إلى ترتيبات خاصة، ترتيبات أمنية كما تعلم. فوجودي في تلك المناطق كضيف مدني قد يشكل نوعاً من الخطورة. أما إذا كنت سأزور تلك المناطق، فيجب أن تكون هناك ترتيبات مع الأصدقاء والأقارب والإخوة الموجودين هناك، في حال تم تأمين الحماية الخاصة لي للحفاظ على حياتي.

رووداو: ما هي المدينة الكوردية الأقرب إلى قلبك؟

طلال سلو: بصراحة، زرت عدة مدن، لكن أجمل مدينة بالنسبة لي كانت عفرين، علماً أني قضيت فيها شهرين ونصف فقط. لكن لي فيها ذكريات جميلة بسبب طبيعة أهلها، المكون الكوردي في مدينة عفرين، طيبة قلبهم، وتعاملهم مع الضيوف. هذا الشيء ترك لدي انطباعاً جيداً وجميلاً جداً. أعتبر عفرين أجمل مدينة كوردية في سوريا، وأتمنى حتى الآن أن أزورها وحتى أن أستقر فيها من شدة جمالها.
 
رووداو: المسافة بينك وبين عفرين حوالي 60 أو 70 كيلومتراً، بإمكانك زيارتها. العقيد طلال، في السابق كنت تنتقد قسد عندما ذهبت إلى تركيا. الآن أراك وأتابعك، وموقفك مختلف تماماً. أنت تدافع عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما سبب هذا التغيير في موقفك؟

طلال سلو: اسمح لي، الموضوع ليس موضوع دفاع، بل هو ذكر للوقائع. في كل مقابلاتي، أذكر الإيجابيات والسلبيات. عندما أقارن بينهما، أذكر الوقائع. لا أستطيع أن أخالف ضميري وأذكر أشياء لم تكن موجودة أو أن أهاجم قوات سوريا الديمقراطية في نقاط معينة. خلال خدمتي في قوات سوريا الديمقراطية، كانت هناك إيجابيات، مثل روح العمل والقتال والتشاركية، وحتى الأخوة، فأنا لم أذكر السيد مظلوم عبدي أو أي شخص في القيادة العامة بسوء، لأنهم كانوا جيدين، وكان خلافي معهم في موضوع العمل فقط، ولم تكن هناك خلافات شخصية، التي قد يمكن أن تمر مرور الكرام.

رووداو: هل ندمت على خروجك وتركك لقسد؟

طلال سلو: لا، لقد تركت قوات سوريا الديمقراطية في ظروف معينة أدت إلى مغادرتي. هذه الظروف، كما ذكرت لك، تغيرت الآن.
 
رووداو: خلال فترة تواجدك في تركيا، هل مورست عليك ضغوطات لمعاداة قسد أو طُلب منك ذلك؟

طلال سلو: نعم، كانت هناك ضغوطات من أطراف معينة داخل الدولة التركية. كان هناك ضغط عليّ فيما يتعلق بالمقابلات ووسائل التواصل الاجتماعي، وكان هناك تقييد في هذا الموضوع. كنت دائماً أذكر وقائع وحقائق، وهذا الأمر لم يكن يناسب أطرافاً في تركيا. طُلب مني كثيراً أن يكون لي دور هجومي ضد قوات سوريا الديمقراطية وقيادتها، ولكني كنت أرفض دائماً. كنت أقول للجميع إنه بغض النظر عن خلافات العمل، كنت جزءاً من القيادة العامة وشاركت في تأسيسها، وبيني وبينهم "خبز وملح"، ولا يمكن أن أخون هذا "الخبز والملح" وأهاجمهم. كنت أذكر الحقائق، وحتى القيادة العامة كانت تتقبل ذلك لأني لم أكن أقول إلا الوقائع. لكن هذا الأمر أدى إلى ضغوطات عليّ من قبل تركيا. سأعطيك معلومة، بعد مجيئي إلى سوريا قبل ستة أشهر، طُلب مني من بعض الأتراك أن أعود إلى تركيا، لكني رفضت العودة، فوجودي في تركيا انتهى وأنا الآن في بلدي سوريا، وتفاجأت قبل يومين بأنه تم تقييد حسابي "طلال علي سلو" على إكس (تويتر) داخل الأراضي التركية. هذا دليل على أنهم غير راضين عن وجودي هنا ولا عن طريقة تعاملي مع الملف السوري ككل، وليس فقط ملف قوات سوريا الديمقراطية.
 
رووداو: هل تواجه تهديداً وخطراً على حياتك من قبل تركيا؟

طلال سلو: بصراحة، نعم. لقد هُددت بالمحاكمة بتهمة الانتماء إلى قوات سوريا الديمقراطية. وهذه ليست مجرد أقوال، بل حقائق. فقد تم تقديم منشق قبلي، وهو أبو محمد كفرزيتا الذي كان مسؤولاً في العلاقات العامة لقوات سوريا الديمقراطية وانشق باتجاه تركيا، إلى المحاكمة وحُكم عليه بالسجن لثلاث سنوات وتسعة أشهر، ثم هرب إلى ألمانيا. بالنسبة لي، كانت التهديدات مباشرة لي بتحويلي للمحاكم، ولعائلتي بأنني "سأدفع الثمن" إذا لم أعمل معهم في الملف السوري، وخاصة فيما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية، رفضت بشكل قاطع، ومُنعت من الظهور على الإعلام لأن ظهوري لم يكن يناسبهم، علماً أنني خرجت بالتنسيق معهم (تركيا)، لكن يبدو أن وضعي لم يلائمهم، وحينما كنت أخرج الإعلام، كانت بتوجيهات منهم والتركيز على نقاط معينة، لذا كنت أقلل من ظهوري الإعلامي أو أحبذ عدم الظهور نهائياً. 
 
رووداو: حسناً، هل تتوقع أن سياسة تركيا تجاه الكورد، تجاه روج آفا والإدارة الذاتية قد تغيرت؟ أو هل ترى احتمالاً في المستقبل القريب، مثلاً، أن تتم دعوة الجنرال مظلوم عبدي إلى تركيا للقاء؟

طلال سلو: حالياً، نرى مبادرة سلام أطلقها القوميون الأتراك بقيادة السيد دولت بهجلي. هذه المبادرة ستكون عامة وتتعلق بالملف الكوردي بشكل عام، سواء في سوريا أو في تركيا. كل شيء وارد، فالسياسة تتغير ولا يوجد عداء دائم. قد تتغير الأمور في أي لحظة ونرى السيد مظلوم عبدي يزور تركيا. نرى اليوم كيف رُفعت العقوبات عن السيد أحمد الشرع الذي كان مطلوباً والعدو رقم واحد لأميركا والمجتمع الدولي، وهو يزور الآن أميركا ويستقبله الرئيس الأميركي. نسمع أيضاً أن السيد عبد الله أوجلان قد يلقي خطاباً في البرلمان التركي. كل هذا سينعكس بشكل إيجابي على الملف السوري، فلا يمكن الفصل بين الملفين التركي والسوري لوجود ترابط بينهما.
 
رووداو: كنت متحدثاً باسم قوات سوريا الديمقراطية، وتفهم المسائل العسكرية جيداً وكانت لديك رتبة عسكرية قبل انضمامك لقسد. أتمنى ألا تندلع حرب، ولكن إذا اندلعت حرب بين قسد والجيش السوري، كيف ترى الفارق في القوة بين الطرفين؟ ومن يمكن أن ينتصر؟

طلال سلو: لأكون صريحاً من الناحية العسكرية، يعاني الجيش العربي السوري حالياً من التشتت، وإمكانياته العسكرية غير متوفرة بعد القصف الإسرائيلي للمطارات والمواقع العسكرية. أتمنى ألا يحدث صدام، لأن كل الدماء التي ستسيل على الأراضي السورية هي دماء سورية في النهاية. لكن إذا نظرنا إلى الأحداث السابقة، لولا التدخل المباشر للجيش التركي، لما حقق "الجيش الوطني" قبل سقوط النظام أي نصر ضد قوات سوريا الديمقراطية في المعارك السابقة. حالياً ندعو للابتعاد عن خطاب الكراهية وبث الفتنة بين كافة المكونات، والأرض هي من تفرض قوانينها من الناحية العسكرية، لكن بتقديري الجيش السوري مشتت على عدة جبهات، مثل ملف السويداء والملف الساخن في درعا، بالإضافة إلى الحملات الأخيرة ضد تنظيم "داعش". لذلك، لا يملك القدرة حالياً على فتح جبهة جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي هي مدربة ومتمكنة على الأرض، لكن نتمنى ألا يكون هناك صدام. وأعتقد أن المجتمع الدولي لن يسمح بوقوع معركة جديدة في سوريا، فالجميع يدعو إلى التهدئة والسلام.
 
رووداو: أنا أيضاً أتمنى ألا تندلع حرب. السيد طلال، لقد بقيت بين الكورد لفترة طويلة، وأنت من المكون التركماني. هل تعلمت اللغة الكوردية؟

طلال سلو: لا بصراحة، لأن الرفاق الكورد في القيادة العامة كانوا متمكنين من اللغة العربية، وهذا سهّل الأمر علينا، لذا لم يكن هناك داع لتعلّمها. لكن لا مانع لدي، فهي لغة جميلة. كما أن لي جذوراً كوردية، فجدة (والدة والدي) كوردية وأخوال والدي كورد من مدينة الراعي. الموضوع ليس جديداً علينا كعائلة، فلنا جذور كوردية من ناحية جدتي.

رووداو: قلت إن أخوالك كورد، وأنت "ابن أختنا".

طلال سلو: نعم، هذا هو الواقع ولا يمكننا إخفاؤه. أشكر قناة رووداو، وإن شاء الله يكون لنا لقاء قريب في إقليم كوردستان.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب