رووداو ديجيتال
أكدت منى غانم، المتحدثة باسم مكتب التنسيق والعلاقات العامة للمجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر ومرجعيته الشيخ غزال غزال، ترحيبهم بحماية الكورد وقوات سوريا الديمقراطية لمناطق الساحل، محذرة من توطين أجانب غير سوريين في مناطق العلويين.
وفي مقابلة مع رووداو، أجراها محمد عيسى، قالت غانم بشأن فدرالة الساحل السوري: "لم يبدأ العمل أبداً على الموضوع، ومن الأفضل أن يتحصل الساحل على هذا المطلب من خلال عملية سياسية شاملة لكل السوريين".
المتحدثة باسم المجلس الإسلامي العلوي السوري، وصفت منهجية قوات سوريا الديمقراطية بـ "الصحيحة"، حاثة تلك القوات بعدم تسليم السلاح "لأن من يسلّم سلاحه سينضم إلى قوافل شهداء العلويين"، وفق قولها.
وأكدت وجود تواصل وتنسيق بين المجلس والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فيما استبعدت وجود تنسيق علوي - إسرائيلي، بالقول: "لم نر أن هناك تفاعلات أو تداعيات أو تصريحات أو معلومات لهذا التنسيق".
وأدناه نص الحوار:
رووداو: دعينا نبدأ بالسؤال حول لقاءاتكم مع السفراء لدول معنية بالشأن السوري في جنيف، حول ماذا دار النقاش؟
منى غانم: طبعاً نحن في جنيف كنا مجموعة من الناشطين السياسيين السوريين من كافة المكونات السورية، حيث التقينا بعدد كبير من السفراء الدوليين المعنيين، وخاصة ممثلين عن بعض الدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وغيرها. التقينا بهم للإطلاع على واقع وحقيقة الأمر الذي تعاني منه الأقليات في سوريا، وطرحنا رؤيتنا نحن لمستقبل سوريا بما يحفظ حقوق وكرامة هؤلاء الأقليات كمكون أساسي من مكونات الشعب السوري.
رووداو: أنتم تصفون دمشق حالياً بسلطة الأمر الواقع. كيف ترين علاقتكم على مدار نحو تسعة أشهر من تسلمها للحكم في سوريا؟
منى غانم: منذ تسلم سلطة الأمر الواقع السلطة في سوريا، لم تهتم أبداً بالمكون العلوي، بل بالعكس عملت على تجاهله بشكل مقصود وعملت على تطبيق برنامج العزل السياسي والعزل الوظيفي لكافة مكونات الشعب السوري بغض النظر عن موقفهم السياسي. فكان هناك التسريح التعسفي وكان هناك التهجير وكان هناك حرق المزارع وحرق الجبال وكان هناك القتل اليومي المتعمد وخطف النساء واغتصابهن وانتهاءً بالمجازر والإبادة الجماعية التي ارتُكبت في آذار الماضي. فلم يكن هناك أي علاقة. الرئيس المؤقت لسلطة الأمر الواقع لم يلتق أبداً بأي من مكونات الشعب العلوي، وإذا بأنه التقى بكافة المكونات الأخرى، فهو يتجاهل بشكل مقصود هذا المكون ولا يعتبره جزءاً من الشعب السوري.
رووداو: قبل أن أنتقل إلى سؤال آخر، هل وعدكم سفراء تلك الدول بتحقيق أي مطالب تخص الأقليات في سوريا سواء العلويين أو الكورد أو الدروز؟
منى غانم: القضية ليست قضية وعود، القضية هي قضية مسار سياسي يجب أن تسير به سوريا لكي تصل إلى مرحلة الاستقرار. بدون الأخذ بعين الاعتبار تطلعات هذه الأقليات، لن يكون هناك استقرار في سوريا ولن يستتب الأمن في هذه المنطقة، فالقضية هي قضية مسار سياسي. وطبعاً موضوع الأقليات موضوع مهم سواء على الصعيد الدولي وأيضاً في الأمم المتحدة، وأعتقد أن هناك تغيراً في المناخ تجاه موضوع تعامل دمشق مع المكونات المختلفة من الشعب السوري.
رووداو: حينما نتحدث عن الساحل يتبادر إلى أذهاننا فوراً دور روسيا في هذا الشأن. كيف ترين التقارب السوري الروسي الحالي بين دمشق وموسكو؟ هل روسيا فعلاً تلعب دوراً لضمان أمن علويي الساحل؟
منى غانم: روسيا موقفها واضح، أنها تعمل لصالح الشعب الروسي وليس لصالح الشعب السوري أو العلوي أو الدرزي أو السني أو غيره. روسيا تسعى للحفاظ على مصالحها في سوريا للحفاظ على مصالح شعبها، وهذا أمر مفهوم، لكن لا أعتقد حالياً كما يظهر الأمر أن هناك أي دور روسي في سوريا في حماية العلويين أو في التفاوض عن العلويين أو في التعامل مع معضلة العلويين مع السلطة المؤقتة.
رووداو: هل يوجد هناك ضباط أو عوائل للنظام السابق متواجدة حالياً في قاعدة حميميم؟
منى غانم: بالحقيقة ليس لدي المعلومات الكافية عن هذا الموضوع، لكني أعتقد حسب آخر المعلومات التي وصلتني أن معظم الذين التجؤوا يوم المجازر تم إخراجهم من القاعدة.
رووداو: هل هناك أي تواصل من قبل أي جهة في الساحل السوري مع عائلة الأسد في روسيا؟
منى غانم: بالتأكيد لا، لا يوجد أي تواصل لأن عائلة الأسد لم تكن تعتبر العلويين عائلتهم أو مرجعيتهم أو مصدر قوتهم. كانت تعتبرهم أنهم مجموعة بشرية موجودة لخدمة النظام السوري، فبالتأكيد لا يوجد أي تواصل بين أي مكون من أهل وشخصيات موجودة في الساحل السوري مع عائلة الأسد.
رووداو: أكيد لا؟ بالعودة إلى أحداث آذار، هل لديكم حصيلة نهائية لضحايا الساحل السوري؟
منى غانم: الأرقام تتجاوز 3.000 قتيل.
رووداو: وعدد الجرحى؟
منى غانم: ليس لديّ معلومات دقيقة حول هذا الأمر.
رووداو: تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها رئيس الحكومة السورية أحمد الشرع يقول بأن الفلول هم من بدؤوا الهجوم وهناك أكثر من 250 شخص متهم بارتكاب انتهاكات في الساحل السوري. ما رأيكم حول تقرير اللجنة؟
منى غانم: لم أر أي فيديو، لم أر أي مقابلة على التلفزيون السوري، لم أر أي معلومة عن وجود أي فلول. يعني هم قتلوا ما يفوق 3000 سوري علوي ولم نر أي منهم هو ضابط سابق أبداً. كل ما رأيناه من الضحايا كانوا نساء وأطفال وعائلات مدنية لا علاقة لها لا بالسلطة السابقة ولا بالسلطة الحالية. فهذا الكلام مردود على هذه اللجنة التي تعمل لصالح القاتل، يعني تخالف أبسط مبادئ العدالة وهي الحيادية، فهي جزء من المنظومة التي ارتكبت هذه المجازر في الساحل السوري.
رووداو: دمشق بدأت هذه الحملة بعد أخبار عن هجمات من قبل ما يسمونهم بالفلول. برأيك لماذا بدأت دمشق هذه الحملة إن لم يكن هناك عناصر من النظام السابق؟ هل بقصد الانتقام مثلاً؟
منى غانم: نعم بالتأكيد، وبقصد الانتقام، بقصد أيضاً السرقة، بقصد خدمة عصابات تجارة الأعضاء. يعني لا أعتقد أنه كان هناك فلول ولا أعتقد أن من قُتل كان له علاقة بالنظام السابق. ليس لا أعتقد، أنا متأكدة. وأيضاً هذه الطريقة البدائية في التكبير بالجوامع وجلب من هب ودب لقتل البشر، هذا شيء مستحدث لم نره في حياتنا في سوريا. فأعتقد أنه تغذية لعنصر الانتقام لدى هذه الفصائل البربرية من أجل دعم وجودها ولكي تحصل السلطة على بعض الرضا من هذه الفصائل.
رووداو: لكن تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة قال بأن هناك دوراً مشتركاً ما بين القوات النظامية السابقة والقوات الحالية في ارتكاب مجازر الساحل، ودمشق اعتبرتها تقريراً متناسقاً مع نتائج تقريرها. ما رأيكم بهذا الشأن؟
منى غانم: أعتقد أن تقرير الاتحاد الأوروبي الذي صدر عن موضوع... أو اللجنة الأممية هو تقرير مسيّس، ونحن نعلم أن هناك الدبلوماسية المتدرجة، فكل درجة تكون هناك بعض وضع اللوم على السلطة الحالية. من المعروف أن القتلى والضحايا كانوا كلهم مدنيين ولم نر أي من الفلول لا على الشاشات ولا جثثاً ولا أي شيء. يعني بشكل غريب أننا لم نر أي شخص مرتبط بالنظام السابق من الضحايا، فهذا الكلام مردود يعني وغير صحيح.
رووداو: بماذا تطالبون لتعويض ضحايا الساحل السوري؟
منى غانم: ضحايا الساحل السوري مثل كل ضحايا السوريين، يعني ضحايا الكورد، ضحايا الدروز، الضحايا كلهم، حتى ضحايا الطائفة السنية التي تسبب بمقتلها بشار الأسد، نطالب بالعدالة الانتقالية ونطالب بعدالة انتقالية حقيقية ونطالب بمحاسبة جميع المجرمين سواء كانوا من هذا النظام أم من ذاك النظام. المجرم مجرم ويجب أن يحاسب وفق المعايير الدولية.
رووداو: دمشق بدأت في هذا المسار، ألا تثقين بهذه الخطوة؟
منى غانم: بالتأكيد لا، يعني لا توجد عدالة انتقالية مُشكّلة من القتلة. يعني هذا أول وأكبر خطأ، يعني يجب أن تكون العدالة الانتقالية بمعايير دولية وقضاة مشهود بنزاهتهم في العالم وليس قتلة ومرتبطين بمنظمات إرهابية.
رووداو: هذا الكلام يعتبر خطيراً. أنتم تصفون السلطة الحالية في دمشق بأنها قتلة. كيف يمكن أن يكون هناك تعاون أو تنسيق مستقبلي بين الساحل السوري ودمشق بهذه الحالة؟
منى غانم: لست أنا من أصفها، هي مصنفة دولياً. هيئة تحرير الشام مصنفة دولياً ولم يُرفع التصنيف عنها على أنها منظمة إرهابية، يعني أنا لم أسمّها. إذا كانت هذه الحكومة ستستمر فأعتقد أنه لن يكون هناك استقرار في سوريا على الأقل إذا لم يكن هناك تشكيل فيدراليات بحيث يتم عزل إلى درجة كبيرة بين المجموعات البشرية المتنوعة في سوريا. أما إذا بقي الوضع على حاله فالقتل والإجرام مستمر، يعني لا أرى أن هذه الحكومة ستغير من موقفها. بالعكس، كلما تمكنت من السلطة كلما زاد استهدافها لهذه الأقليات. فإذا لم يحدث هذا التغيير الذي نتحدث عنه أو أن يحدث نظام فيدرالي في سوريا بشكل واسع، فإن القتل الممنهج مستمر بحق الأقليات جميعاً. يهدأ ثم يعود ثم يهدأ ثم يعود بشكل أكبر إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
رووداو: أتيت إلى ذكر مسألة الفيدراليات. هناك حديث عن إقليم الساحل السوري، هل هذا الحديث صحيح؟ هل هناك عمل أو أجندات للمضي بهذا الاتجاه؟ بماذا تطالبون أنتم بالضبط، باللامركزية السياسية أم بالفيدرالية الجغرافية أم بماذا؟
منى غانم: بحسب علمي لم يبدأ العمل أبداً على موضوع الساحل، وأعتقد أنه من الأفضل للساحل أن يتحصل على هذا المطلب من خلال عملية سياسية شاملة لكل السوريين، بمعنى أن الساحل ليس منفصلاً عن شمال شرق سوريا وليس منفصلاً عن حلب وليس منفصلاً عن دمشق أو عن المنطقة الجنوبية مدينة السويداء. فأعتقد أن الأفضل بالنسبة للساحل السوري أن يكون جزءاً من عملية سياسية دبلوماسية تشرف عليها الأمم المتحدة لتحقيق هذه الفيدرالية. نحن نطالب باللامركزية السياسية وصولاً إلى الفيدرالية، وهي طبعاً معاني تُستخدم بشكل تبادلي، لكنها في النهاية معنى واحد تتضمن تمكين الناس على الأرض وتمكينهم من إدارة شؤونهم اليومية والسياسية مع بقاء الارتباط بالمركز المسؤول عن العلاقات الخارجية والجيش وضبط الحدود.
رووداو: دمشق لم ترفض كافة أشكال اللامركزية، هي تقبل ربما باللامركزية الإدارية. أنتم ستقبلون بهذا؟
منى غانم: يعني اللامركزية الإدارية هي اختراع لسلطة بشار الأسد وبقيت عشرين سنة ولم يستطع أن ينفذها، يعني لا فائدة من اللامركزية الإدارية. اللامركزية الإدارية بعد كل هذه المجازر وكل هذه الحرب الأهلية التي حدثت في سوريا، يبقى الحل الوحيد للحفاظ على وحدة سوريا هي الفيدرالية الجغرافية، أي بمعنى اللامركزية السياسية وهي فيدرالية جغرافية وليست مبنية على الخلفيات الطائفية أو الإثنية، لأن سوريا كما تعلم متداخلة فيها المجموعات التي تسكن مع بعضها ولا يمكن إلا أن تكون هناك فيدراليات جغرافية وليست طائفية أو عرقية.
رووداو: كيف ترين المنشورات المثيرة لرجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد حول إقليم الساحل السوري الذي سيكون بضمانة روسيا؟
منى غانم: يعني لكل إنسان الحق بأن يقول ما يريده على وسائل التواصل الاجتماعي. جزء كبير مما يقوله رامي أعتقد أنه حقيقي، هناك بعض المبالغة.
رووداو: ماذا بالضبط حقيقي؟ مثلاً تشكيل قوات..
منى غانم: ربما هو حقيقي من وجهة نظره، ربما هو يقوم بتحضير، ربما هو يريد أن يثبت نفسه كقطب سياسي في سوريا أو في الساحل السوري. ليس لدي معلومات، أنا مثل الآخرين أقرأ ما يكتبه على صفحته. هو يكتب بطريقة فيها غموض بما يجعل الناس كلهم يفسّر على ليلاه، يعني لكن بالنسبة للموضوع، اليوم لم تتضح بعد الأقطاب المؤثرة في الساحل السوري، ولا نعلم ما هي، إذا كان هناك اتفاقيات بين هذه الشخصيات وبين الدول. ليس لدي معلومات على الإطلاق. بكل الأحوال، يعني هو حر أن يكتب ما يريده ولا أهتم كثيراً بما يوجد على وسائل التواصل الاجتماعي. حقيقة أنا أهتم بما يجري على الأرض. لحد اليوم لا أعلم، لم أر أثراً لتدخل رامي مخلوف على الأرض بشكل حقيقي.
رووداو: هل أهالي الساحل سيقبلون برامي مخلوف أو مناف طلاس كممثلين لهم في المرحلة أو العملية السياسية السورية المقبلة؟
منى غانم: السوريون سيقبلون بأي شخص. السوريون والعلويون بشكل خاص اليوم سيقبلون بأي سلطة تنقذهم من القتل وتنقذهم من الفقر والمجاعة والإقصاء. السوريون في دمشق قبلوا بالجولاني ورئيس هيئة تحرير الشام لأنهم أرادوا أن يتخلصوا من سلطة بشار الأسد. فعندما الشعب يتعب ويجوع وتُغتصب نساؤه وتُخطف أولاده، سيقبل بأي سلطة تحقق له الحد الأدنى من الحياة. للأسف أننا وصلنا إلى هذه النقطة، لكن إذا قبل السوريون بأبي محمد الجولاني، ستقبل أي مجموعة بأي حل يجلب لها الأمان، ولو أن قبول السوريين بأبي محمد الجولاني لم يجلب الأمان أبداً لا للسنة ولا لباقي المكونات.
رووداو: أنتم الآن من خلال حديثك، أستنتج أنكم لا ترونه كمجلس علوي أعلى في سوريا كرئيس لسوريا حالياً؟
منى غانم: هو ليس رئيساً لسوريا، هو رئيس مؤقت. هو لم يأتِ بالانتخابات، هو ليس رئيس سوريا، هو رئيس مؤقت. هو مطلوب منه أن يقوم بالعملية الانتقالية وفق القرار 2254، فهو لحد اليوم تثبيته كرئيس الجمهورية وتثبيت زوجته كالسيدة الأولى هو نوع من اللغو السياسي يعني، هو رئيس المرحلة الانتقالية..
رووداو: لكن هذه الحكومة بدأت تعقد صفقات وتوقّع مذكرات تفاهم..
منى غانم: هذا كلام للبروباغاندا الإعلامية. كلها مذكرات تفاهم مع شركات غير معروفة. يعني للأسف أنه صارت وقائع الحياة تُؤخذ من وسائل التواصل الاجتماعي وفيها كثير من المبالغة والترويج. والحقائق؟ لم نر هذه الاتفاقيات التي عُقدت خلال التسعة أشهر الماضية، لا أعتقد أن أحداً من السوريين لمس نتائجها على حياته اليومية. بالعكس، نرى أنه لجأ إلى أخذ المال من السوريين من خلال مؤتمر التبرع أو مهرجان التبرع، تُجبر فيه رجال أعمال السوريين على إعطاء هذه السلطة أموالاً وملايين الدولارات. فهو لم يستطع أن يتحصل على أي أموال من خلال هذه الاتفاقيات ولم نر أي تطور في سوريا. والأخبار التي تردنا عندي يعني الوضع مزري في الشوارع والخدمات والبلديات والوضع مزري، فأنا لا أعتقد أنهم قاموا سوى بمهرجانات التصوير، وليس أكثر مما كان يجري أيام بشار وأسماء الأسد.
رووداو: نأتي إلى الواقع الميداني. هل صحيح كما يُقال بأنه كان من الخطأ تسليم العلويين لسلاحهم من خلال حملات التسوية؟
منى غانم: أعتقد أن الجريمة الأخيرة التي ارتكبها بشار الأسد كانت بحق العلويين، هو تركهم لمصيرهم ولم يكن هناك أي ترتيب من أجل حمايتهم، مع أن الجميع يعلم أنه ستحصل عمليات انتقامية من العلويين إذا وصلت السلطات المتطرفة إلى السلطة. القضية ليست أن يسلّم العسكري سلاحه أو لا يسلّم، القضية أن يكون هناك قيادة لبقايا النظام بعد خروج بشار الأسد، وهذا ما لم يفعله بشار الأسد ولم يقبل به، بل أمعن في الانتقام من الشعب السوري بأن ترك الأمور كما هي، مما تسبب في انهيار كامل للدولة السورية ومؤسساتها بما فيها الجيش والمخابرات. انهارت تماماً يوم خروج بشار الأسد. وطبعاً العلويون دفعوا الثمن الأكبر بهذا الموضوع، ومن ثم الدروز دفعوا ثمناً كبيراً، لكن ليس فقط بسبب القتل. أيضاً هنا ليس مجرد بُعد سياسي وإنما هو أيضاً له علاقة بالأيديولوجيا الدينية المتطرفة للمجموعات التي تحكم دمشق التي تُكفّر كلاً من الدروز والعلويين وتعتبرهم خارجين عن الدين الإسلامي.
رووداو: المناطق التي لم تشهد إلى الآن أحداثاً دامية سوى بعض الاشتباكات على محاور حلب وغيرها هي مناطق شمال شرق سوريا. هل تحثّين قسد على الانضمام أو الاندماج إلى الجيش السوري ككتلة أم كأفراد كما تطالب بها دمشق؟ أم أنك تنصحين بأن يبقوا على الهيئة الحالية في شمال شرق سوريا؟
منى غانم: يعني لا أعتقد أن قسد تحتاج إلى النصيحة مني، فهم يتصرفون بشكل استراتيجي، ولو أن لدينا عتباً كبيراً جداً على توقيعهم على اتفاقية آذار مع سلطة الجولاني والتي كانت... يعني كانت دماء العلويين ما زالت ساخنة في الشارع. لكن أعتقد أن المنهجية التي اتبعتها قسد لليوم هي منهجية صحيحة. عليهم أن يدركوا أن من يسلّم سلاحه سينضم إلى قوافل شهداء العلويين. فالدرس الذي يجب أن نتعلمه مما حدث للعلويين أنه لا أمان ولا ميثاق لهذه السلطة. فالكلام سهل عندما تكون قوياً، لكن عندما تصبح ضعيفاً فلا يوجد كلام، يوجد فقط السلاح والقتل.
رووداو: البعض وصف تلك الاتفاقية بأنها "طوق نجاة". هل برأيكم لو لم يتم حدوث هذه الاتفاقية، هل كان المجتمع الدولي سيتحرك من أجل أهالي الساحل والعلويين بشكل خاص؟
منى غانم: ربما لم يكن ليتحرك، لكننا كنا سنشعر أكثر بدعم قسد لنا كمكونات سورية. أنا على علاقة وثيقة مع الكورد بكافة أطيافهم السياسية وأدعم مشروعهم بشكل كبير، والكلام هنا من باب العتب، لكن ليس هو طوق نجاة، لكن بالنسبة لنا كان مؤلماً أن توقّع قسد على الاتفاقية في العاشر من آذار.
رووداو: من يدير حالياً مناطق الساحل؟ كما سمعنا بأن فصيل "أنصار السنة" هو من استلم مناطق الساحل السوري أمنياً، هل هذا صحيح؟
منى غانم: يعني معلوماتي أن هناك فصائل متعددة متشرذمة، كلهم يغنّي على ليلاه، وأيضاً شاهدنا هناك تصعيداً عسكرياً في المرحلة السابقة حيث تم إرسال عصابات "العصائب الحمراء" للساحل. أعتقد أن كل فصيل يأخذ جزءاً من الساحل، ولا أعلم بالضبط أسماء الفصائل، لكن بالنسبة لي مهما كان اسم الفصيل فهو مرتبط بالسلطة في دمشق بشكل مباشر أو غير مباشر.
رووداو: هل يوجد فصائل أجنبية هناك أو من جنسيات غير سورية؟
منى غانم: بالتأكيد يوجد العديد من الأجانب، والكثير من الأجانب، وأعتقد أنه يتم تجنيسهم وجلب عوائلهم وتسكينهم في بعض القرى التي يتم تهجير العلويين فيها ابتداءً من الغاب وانتهاءً بشمال اللاذقية.
رووداو: ما تعليقكم على أحداث منطقة السومرية في دمشق؟ هل ترينها تغييراً ديموغرافياً؟
منى غانم: يعني هي جزء من التهجير القسري للعلويين، إفراغ مدينة دمشق من العلويين. يعني يمكن أن تضع لها كل المبررات، منطقة مخالفات، أنهم ليس لديهم أوراق، هذا كله كلام بروباغاندا، لكن بالنهاية الهدف واحد وهو تهجير العلويين من دمشق.
رووداو: إذاً أنتم تقولون بأن هناك تغييراً ديموغرافياً في مناطق الساحل ليتم تجنيس وتوطين الأجانب محل السكان الأصليين لها في الساحل السوري؟
منى غانم: نعم، في كل سوريا أيضاً.
رووداو: مع نهاية أحداث الساحل انتشرت دعوات لنشر قوات سوريا الديمقراطية في مناطق الساحل لحمايتها. هل تقبلون الكورد حُماة لكم؟
منى غانم: يعني أنا كنت من الناس الذين ينادون بهذا الموضوع، لكن علينا أن نتذكر أن قوات سوريا الديمقراطية لا تستطيع أن تتحرك خارج حدودها إلا بموافقة التحالف الدولي، وهو أمر صعب تحقيقه. لكن نحن كعلويين ننظر إلى الكورد بأننا أبناء وطن واحد، يعني ونحن أشقاء وأخوة ومصيرنا مشترك. هذا بالتأكيد إذا كان هناك موافقة دولية، فبالتأكيد سيكون مرحّباً بالكورد في مناطقنا، فنحن أهل ونحن أصدقاء وأقارب يعني. هذا سؤال خارج السياق مطلقاً، لكن نحن نتمنى أن، كما ذكرت، أن تكون عملية الفيدرالية عملية سياسية وليست عملية عسكرية، فلقد شبعنا من القتل والضحايا، يعني لم نعد نتحمل المزيد من الدم.
رووداو: كيف تنظرين إلى تضامن الكورد معكم من خلال مَسيرات الدعم التي تخرج أيضاً من خلال إرسال قوى من الدفاع المدني إلى الساحل لإخماد الحرائق إضافة إلى إرسال المساعدات الإنسانية عقب تلك الأحداث؟ كيف ترين هذا التضامن؟ هل توقّعتم ذلك بالأساس؟
منى غانم: نحن أخوة، وبالتأكيد الأخ يتوقع مساعدة أخيه. نحن في النهاية أخوة ومصيرنا مشترك سواء أحببنا أم لم نحب. فنحن نرى أن هذا هو جزء من الأخوة بيننا وكوننا سكان منطقة واحدة وجيران وأهل. والتعاون يجب أن يستمر في المستقبل بكل الأشكال مهما كانت التطورات السياسية التي ستحدث في سوريا ومهما كان شكل الحكم الذي ستخلُص إليه هذه الحروب. التعاون بين مكونات الشعب السوري وخاصة الكوردي والعلوي هو شيء مفروغ منه وهو شيء تحصيل حاصل.
رووداو: هل يوجد لديكم تنسيق مع الإدارة الذاتية أو أي جهة مرتبطة بها على المستوى السياسي؟
منى غانم: بالتأكيد.
رووداو: هل من الممكن أن نشاهدكم على أرض الواقع في مدينة قامشلو أو مدينة الحسكة أو غيرها في أي لحظة؟ كيف تقيّمين تجربة الإدارة الذاتية؟ هل أنت مع بقائها بهذا الشكل أم مع تطويرها إلى مثلاً لامركزية سياسية أو فيدرالية؟
منى غانم: أعتقد أن هذا الموضوع خاص بأبناء المنطقة، لكن أنا أريد أن أؤكد على أن الحل النهائي لا بد أن يتوافق عليه كل السوريين، يعني لا نستطيع أن نخصّص منطقة دون أن نشمل منطقة. فعلينا أن نعزز التفاهم والتنسيق السياسي من أجل تحقيق تطلعات شعبنا في كل مناطق سوريا.
رووداو: هل كانت هناك اتصالات بين العلويين من أي جهة كانت وإسرائيل في المرحلة السابقة؟
منى غانم: يعني أنا لم أكن في السلطة السورية ولا أعلم، أنا معارضة من 2011 وليس لدي معلومات عن تنسيق السلطة السورية السابقة مع إسرائيل.
رووداو: ليس السابقة، بمعنى أنه في الفترة التي شهدت أحداث الساحل، هل حصل أي تنسيق بين أي جهة مثلاً؟
منى غانم: لا، نحن لسنا دولة لكي ننسّق مع دولة. نحن عبارة عن شعب تُنتهك أعراضه في كل لحظة. ليس لدي معلومات، أنا شخصياً لم أقم بالتنسيق ولا ليس لدي معلومات عن جهة سياسية قامت بالتنسيق مع دولة إسرائيل، ولا أعتقد أن دولة إسرائيل كانت مهتمة أو كان الساحل على رأس أولوياتها في ذلك الوقت، لأن إسرائيل لديها العديد من القضايا في المنطقة. هذا الجواب: ليس لدي معلومات عن أي جهة سياسية قامت بالتنسيق مع إسرائيل، ولم نر أي تفاعلات. إذا كان حصل التنسيق، لم نر أن هناك مثلاً تفاعلات أو تداعيات لهذا التنسيق، مثلاً كأن تدخّلت إسرائيل لحماية العلويين أو كانت تصريحات سياسية. فلا يوجد لا تصريحات سياسية ولا دبلوماسية ولا معلومات، يعني كل ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي هو أماني بعض المراهقين السياسيين.
رووداو: شارك الشيخ غزال غزال بمؤتمر وحدة موقف المكونات في شمال شرق سوريا إلى جانب الشيخين حكمت الهجري ومرشد الخزنوي، لكن دمشق وصفت هذا المؤتمر بأنه يدعو إلى التقسيم ويخدم أجندات خارجية، كما وصفته بأن من شارك فيه من الفلول أو الخونة كما قيل. ما رأيكم بهذا التوصيف؟
منى غانم: يعني طالما لم تستطع سلطة دمشق أن تفسح المجال للمكونات السورية لكي تتواجد في دمشق، فهذه المكونات ستبحث عن مكان لتكون متواجدة لتعبّر عن رأيها السياسي. وهنا نشكر الإدارة الذاتية لتنظيم هذا المؤتمر ودعوتها المكونات الأخرى للمشاركة، فهذا يدل على أن هناك إحساساً بضرورة التعاون بين جميع السوريين لكي لا تتمزق سوريا وتحسّ كل مجموعة بأنها تريد الانفصال والذهاب في مدارات أخرى. تستطيع سلطة دمشق أن تكيل الشتائم لمن تريد، لكن التاريخ يُكتب أن هناك رغبة لدى معظم السوريين بالتعاون والتنسيق المشترك، وستُذكر أن الإدارة الذاتية هي من بدأت هذا التنسيق بين كافة المكونات السورية في الوقت الذي عجزت عنه دمشق.
رووداو: نأتي إلى ذكر انتخابات مجلس الشعب. أنتم قاطعتم هذه الانتخابات أو أعلنتم مقاطعتكم لهذه الانتخابات التي من المقرر أن تُجرى في الأيام المقبلة ووصفتموها بأنها غير شرعية. لماذا؟
منى غانم: يعني آلية التصميم، طريقة التصميم... أولاً نحن لا نعترف بكل هذه العملية السياسية. هذه المرحلة الانتقالية يجب أن لا يكون هناك انتخابات وإنما يجب أن يكون هناك تنفيذ للعملية الانتقالية. لكن حتى لو قبلنا بأنه يكون هناك انتخابات، يعني الوضع الأمني والوضع السياسي كله لا يسمح بوجود انتخابات حرة ديمقراطية نزيهة. لكن التصميم الذي وضعته هذه السلطة هو تصميم سيحصلون عليه على براءة اختراع لأنه ستكون الدولة الأولى في التاريخ التي يقوم فيها رئيس الجمهورية أو الرئيس المؤقت باختيار ممثلي الشعب ليضعهم في السلطة التشريعية التي يجب أن تكون منفصلة عن السلطة التنفيذية التي يرأسها رئيس السلطة المؤقتة. فهذا يعني مخالفة لأبسط قوانين الدول. بطبيعة الحال هم لا يعتبرون أنفسهم في دولة، بل يعتبرون أنفسهم في قبيلة ويضعون قوانين القبائل والعشائر التي تجاوزتها البشرية منذ سنوات طويلة، منذ عقود ومئات الآلاف من السنين.
رووداو: ما هو المطلوب حالياً؟ المطلوب حالياً هو إجراء مثلاً مؤتمر حوار وطني شامل أم ماذا برأيك؟
منى غانم: المطلوب حالياً هو العودة إلى القرار 2254، إلى مبادئ القرار 2254 والبدء بتنفيذ عملية سياسية شاملة تضمن جميع حقوق السوريين، تهدف لتأسيس مبادئ دولة المواطنة والقانون والديمقراطية. كل هذا هو المطلوب. معروف ما هو المطلوب يعني. وأيضاً أهم شيء أولاً إخراج المقاتلين الأجانب وتحقيق الأمن. هذا يعني الوظائف الأساسية للدولة بشكل أساسي، أو لأي سلطة حاكمة. يعني حتى في العشائر والقبائل والمجتمعات البدائية تُعطى السلطة لمن يحقق الأمان. يعني حتى في الأيام الحجرية، العصر الحجري، كانت الناس تجعل، ترفع الشخص الذي يحمي المنطقة إلى مرتبة القائد لأن الأمان هو المطلب الأول للبشر. هذه السلطة لم تستطع أن تحقق الأمان لا للعلويين ولا للدروز ولا حتى للسنة. يعني الخطف والقتل موجود لدى السنة، ولم تستطع أن تضع أي نوع من القوانين. يعني نحن شاهدنا كيف أُخذت، أُعطيت الأمان للشيخ حسون ثم وُضع في السجن ومورست عليه أكثر أنواع الانتهاكات، ولا أحد يعلم ما هي التهمة الموجهة للشيخ حسون من الجمهورية السابقة. حتى في المجتمعات البدائية، هذه السلطة لم تحقق الشروط البدائية لكي تكون سلطة. هذا هو المطلوب. واضح.
رووداو: هل المناصب السيادية ستُبعد عن العلويين في مستقبل سوريا؟
منى غانم: يعني إذا لم يكن هناك تشميل لكل المواطنين، لكل مكونات الشعب السوري، فلن تنعم سوريا بالاستقرار بغض النظر... ونحن نأمل أن نصل إلى يوم تكون في سوريا الكفاءات السياسية والحزبية والديمقراطية هي الأساس لاختيار الأشخاص وليس فقط المكون والخلفية الطائفية. يعني كنا نأمل أن تصبح سوريا دولة تسير سوريا نحو الأمام، فإذا بنا نعود آلاف الخطوات إلى الوراء. يعني في أوروبا كما نرى، أنا أعيش في أوروبا منذ زمن، يعني لا أحد يسأل عن وضعك... نجد أن هناك مهاجرين سُمراً ومهاجرين مسلمين ومسيحيين وأشخاصاً بيضاً وكورداً، كلهم يصلون إلى المناصب حسب كفاءتهم، فهذا هو الأساس. أما قانون العزل السياسي فهو قانون لم نتفق عليه، يجب أن نتفق السوريون على قانون العزل السياسي قبل ممارسته. كما لا يجوز تجريم الطائفة العلوية كلها بجُرم بشار الأسد، يعني هذا ليس... وإلا كنا جرّمنا كل الألمان بتهمة الهولوكوست وما فعلوه باليهود. يعني لا أحد يُجرّم شعباً كاملاً بسبب شخص مجرم من هذا الشعب.
رووداو: شُكّل مؤخراً "مجلس وسط وغرب سوريا" أيضاً باسم الطائفة العلوية. هل لديكم تنسيق مشترك أيضاً؟
منى غانم: لا لست أملك معلومات.
رووداو: إلى جانب ذلك، هل لديكم خطط لتنفيذ اللامركزية في الساحل السوري أم هذا الخطاب سياسي فقط دون وجود تنسيق؟
منى غانم: نحن نقوم بالترويج لهذا واللقاءات الدبلوماسية لوضع بعض الضغط السياسي في الخارج. حالياً هذا هو البرنامج عن طريق التفاهمات والتفاوضات مع الدول المعنية.
رووداو: هل من ترحيب نوعاً ما بهذا المطلب؟
منى غانم: يعني كلمة ترحيب كلمة كبيرة جداً. الدول تسير بمصالحها، فعلينا أن نثبت أن هذا النظام، هذه الطريقة هي الطريقة الأفضل. بكل الأحوال، من يقوم بالدفع باتجاه هذا المطلب بشكل كبير هي السلطة في دمشق، فهي التي تدفع جميع المكونات إلى الابتعاد عنها بسبب ممارساتها الإقصائية والعنفية على كافة مكونات الشعب السوري.
رووداو: لدي آخر سؤالين. الأول مرتبط بالحرائق التي قلتِ بأنها مفتعلة. من الذي يقف وراء هذه الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات في الساحل السوري برأيك؟
منى غانم: بالتأكيد مجموعات تريد الانتقام من أهالي الساحل السوري، من أهالي الجبال.
رووداو: إذن هذه الحرائق ليست بفعل الرياح كما يُروّج لها؟
منى غانم: لا.
رووداو: هل لديكم دلائل قد تقدمونها مستقبلاً للجهات المعنية الأممية؟
منى غانم: ليس لدينا دلائل، لكن لدينا قراءة منطقية. فالقراءة المنطقية تقول أن هذه الحرائق لا تحدث بهذا الشكل، وأيضاً كان هناك بعض المشاهدات من الأرض، يعني شاهدوا أشخاصاً يقومون بإشعال المناطق.
رووداو: آخر سؤال. يكثر الحديث عن احتمالية وجود تصعيد عسكري جديد في الساحل السوري. هل هذا الشيء متوقع؟
منى غانم: ليس لدي معلومات عن هذا الموضوع.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً