رووداو ديجيتال
رأى السياسي العراقي ونائب رئيس الوزراء الأسبق بهاء الأعرجي أن حل قضية رواتب موظفي إقليم كوردستان بات قريباً، مشيرا الى أن على الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان التوصل الى حلول، بهذا الصدد.
وأوضح الأعرجي في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، أجراها معه نوينر فاتح، أنه "اذا تكون هناك مواجهة صريحة وحقيقية وطاولة تجمع الجميع (الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان) تحل هذه المشكلة".
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: العلاقة الحالية والمشكلة الحالية بين أربيل وبغداد فيما يتعلق بالنفط والرواتب أيضاً، في أي مرحلة نحن من منظورك؟
بهاء الأعرجي: المشاكل طبيعية مثلما توجد مشاكل بين الاقليم وبغداد هناك أيضاً مشاكل بين بعض المحافظات. المهم هو ان لا نحولها الى أزمات شخصية أو تعنت ويجب أن تكون هناك ليونة من كل الأطراف في حل هذه المشاكل، خاصة اذا كانت تتعلق بقوت الشعب سواء كان من إقليم كوردستان أو أي محافظة أخرى في العراق. موظفي الإقليم هم موظفي الجمهورية العراقية وبالتالي واجب الحكومة الاتحادية أن توصل رواتبهم بتوقيتاتها القانونية، وهذا حرص رئيس الوزراء. أنا تكلمت معه شخصياً وهو حريص جداً على ايصال الرواتب وكذلك متحمس أن يرى موظف إقليم كوردستان في حالة إستقرار بتلقي رواتبهم الشهرية، لكن أتكلم بصراحة، المشكلة مركبة، الرواتب ليس مشكلة مفردة هي متعلقة بمفردات أخرى، منها النفط وتصديره، كذلك الواردات الحكومية من كمارك وضرائب، وبالتالي هناك نية للطرفين للحل، لكن للأسف الشديد لم تكن هناك ليونة من الأخوة في إقليم كوردستان. أنا لا أطعن في النوايا، جميع النوايا حسنة، لكن أنا أقول لم تكن هناك ليونة. اعتقد عندما يتعلق الأمر برواتب وقوت الشعب علينا أن نتنازل عن بعض المواقف السياسية والشخصية من أجل أبناء شعبنا وهذا ما بينته الحكومة العراقية ورئيس الوزراء العراقي في ورقته الحكومية التي قدمها لحل المشكلة بين الحكومتين، وأيضاً كما تعلم الورقة كان بها وزراء من إقليم كوردستان سواء من أربيل أو السليمانية، وهم مطلعون ومناقشون لهذه الفقرات، ولم يكن هناك اعتراض مبدئياً عليها الا في الجلسة الأخيرة وجدنا أن حكومة الاقليم أيضاً قدمت ورقة لا يوجد بها فرق كبير، لكن يوجد بها مساس للقانون ومساس على حساب الحقوق الأخرى. الفارق ليس بشاسع اذا كانت هناك نوايا حسنة بحل الخلاف وباعتقادي النوايا لدى الطرفين موجودة، وعلى حسب معلوماتي اليوم السبت سيكون هناك اجتماع خاص للأخوة في الحزب وفي حكومة إقليم كوردستان لمناقشة هذه الورقة، وهم الان يبحثون عن حل المشكلة أقرب اليهم منا لأن المشكلة تخص موظفي الإقليم، ورئيس الوزراء العراقي قلق لأنه لا ينظر للمشكلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بقدر ما ينظر بأن هناك مواطنين عراقيين كورد تأخرت رواتبهم، وهذا يؤثر على حياتهم الاجتماعية والعائلية، وبالتالي هو تواق أن يحل هذه المشكلة. أنا متأكد طالما يوجد أشخاص خيرون ستحل هذه المشكلة، لكن أتمنى أن تحل المشكلة جذرياً حتى لا نكون قنابل موقوتة تفجر، وبالتالي يتضرر منها أبناء شعبنا في إقليم كوردستان، وأعتقد أنه تم نشر ورقة الحكومة الاتحادية وورقة الاقليم لا يوجد فرق. نحن نتكلم عن 15 ألف برميل نفط يومياً هو الفرق بين الورقتين أو مثلاً مائتا مليار دينار عن واردات الكمارك ممكن ان تسجل ديناً، لكن أقولها بصراحة على حكومة الاقليم أن تكون أكثر ليونة.
رووداو: مع من الليونة المطلوبة؟ لأنقل لك وجهة نظر من أربيل هناك مخاوف وهواجس بأن الخطوات الأخيرة لبغداد بايقاف الرواتب هي خطوات سياسية أكثر مما هي قانونية، وهناك نوايا لإضعاف كيان إقليم كوردستان.
بهاء الأعرجي: الكلام فيه نوع من الصحة النوايا السياسية ليس ببعيدة، لكن نوايا سياسية أيضاً موجودة، لكن المشكلة عندما تكون سياسية يكون حلها أسهل. اليوم السوداني هو رئيس لوزراء العراق صحيح لكن هو مرشح من قبل كتلة كبيرة التي هي الإطار، بالتالي أيضاً لقيادات الاطار كلمة في هذا الموضوع ولاسيما نحن الان نعيش أجواء انتخابية يعني أي تصرف أو موقف من قبل السوداني محسوب في الشارع العراقي، وخوفاً من استغلاله انتخابية وسياسياً ضده من الخصوم السياسيين. أنا أقول هي مسألة قانون ودستور وعلينا أن لا نتجاوز القانون والدستور، واذا تكون هناك مواجهة صريحة وحقيقية وطاولة تجمع الجميع تحل هذه المشكلة. النوايا موجودة عند الطرفين، لكن لا توجد هناك ثقة، علينا ان نناقش الثقة وعلينا أن نناقش السقوف الزمنية في تنفيذ الاتفاقيات لأن اليوم الاتفاق سهل، لكن السقوف الزمنية هي المهمة عندما تعطل تصدير النفط في إقليم كوردستان تضرر الشعب العراقي جميعاً ليس فقط الاقليم، لأن النفط لكل الشعب. صحيح إن الاقليم لديه دستور ولديه قوانين خاصة، لكن أيضاً وفقاً للمرجعية الادارية توجد هناك الحكومة الاتحادية. أما عن علاقاتنا السياسية أنا أقول إن الحزب الديمقراطي حزب مهم والكورد في الاقليم أخوة لنا ولهم ثقلهم السياسي في كل شيء، يعني لولا موافقة الاقليم لا نكون رئيس وزراء ولا رئيس مجلس نواب، وهكذا بالتالي لهم وزنهم وثقلهم واحترامهم، لكن هذه مسألة حقوق لا تتعلق بالسوداني او بالإطار وانما تتعلق بمواطني الشعب العراقي من البصرة الى إقليم كوردستان.
رووداو: هل هذا القرار قرار السوداني أم قرار الإطار؟
بهاء الأعرجي: اليوم من يمثل رئاسة الاقليم ويمثل رئاسة بغداد هو انسان لديه مشاعر واحساس، بالتالي يتأثر سواء سلباً أو ايجاباً بالكلام الذي يأتي من أي طرف. يعني رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مثل هذه الظروف الإقليمية الصعبة ومثل هذه الظروف المالية الصعبة والمشاكل الموجودة في البلد والعالم، بادر بالحل وأنتج ورقة وافق عليها كل الوزراء الكورد في بغداد بعد اتصالات بمراجعهم في إقليم كوردستان.
رووداو: هل داخل الإطار التنسيقي هناك رأي موحد حول هذه القضية أم أن هناك خلافات، بمعنى قيادات الإطار هل جميعهم لديهم رأي واحد أم أن هناك آراء متباينة؟
بهاء الأعرجي: بالتأكيد يوجد بين قيادات الاطار اختلافات طبيعية في كل المواقف ليس بهذه فقط، حتى في المواقف التي لا تخص الإقليم، لكن المشاكل التي كانت موجودة مع قوة الإطار والحزب الديمقراطي او حكومة الاقليم ذاب الكثير منها. هناك علاقات متميزة بين المالكي والإقليم أو من يمثل الإقليم حتى مع قيس الخزعلي ذابت الكثير من المشاكل. يوجد احترام وود وعدم تجاوز، والأمور على مستوى قيادات في تطور ايجابي كبير، لكن نحن نتكلم عن مسائل فنية وعلينا أن نبعد الجنبة السياسي عن هذا الأمر، وأن تكون هناك لجان فنية مختصة تحسم الأمر، اليوم الخلاف هو 15 الف برميل، وهذا لا شيء، لأننا ممكن ان نتفاهم عليها ممكن ان نخفض قليلاً او نرفع. المهم هو أن موظفي الإقليم يستلموا رواتبهم في مواعيدها المحددة وأقولها بصراحة وأوجه كلامي لأبناء الإقليم، الخلل ليس من بغداد من يقول لكم إن بغداد تقطع الرواتب هذا ليس صحيح، هناك خلافات فنية لأن اليوم رئيس الوزراء العراقي يخشى التسقيط السياسي ويخشى النزاهة والقضاء، لأن هذه مسائل قانونية لا يستطيع ان يتجاوز صلاحياته ومجلس الوزراء ممثل بوزراء من الاقليم، سواء كانوا من أربيل أو السليمانية. وبالحقيقة وزراء السليمانية كانوا راضين على الورقة الحكومية وأنا سمعتها منهم مباشرة. التقيت مع وزير الخارجية فؤاد حسين وتكلمنا عن هذا الموضوع. النوايا لدى الاقليم وبغداد صادقة بالحل، وان شاء الله لا تتطور هذه الأزمة مثلما يلعب عليها البعض، وأتمنى أن يكون الحل جذرياً لكل هذه المشاكل، حتى نعيش في أمن واستقرار. الاقليم مهم لدينا وهو جزء يؤثر ويتأثر في كل المحافظات العراقية.
رووداو: القرار الذي صدر عن المحكمة الاتحادية حول الرواتب اعتقد هو القرار رقم 6 يقول إن الخلافات بين المركز واربيل يجب أن لا تحول الى ايقاف الرواتب أو أن يكون سبباً في ايقاف الرواتب، لأن الموظفين يجب أن يستلموا رواتبهم مثل موظفي الحكومة الاتحادية، بالتالي ايقاف الرواتب ليس مخالفاً لقرار المحكمة الاتحادية، اضافة الى ذلك تحسس بغداد من زيارة رئيس وزراء الإقليم لأميركا وعقود الغاز اليس كل هذا تدخلات شخصية أو نوع من الثأر؟ لكن الموظفين في إقليم كوردستان هم يدفعون الثمن وبالتالي هم موظفين تابعين للدولة العراقية.
بهاء الأعرجي: بالتأكيد من يدفع الثمن اخواننا الموظفين وهذا شيء نأسف عليه وبأذن الله ستحل، لكن اولاً القرارات القضائية محترمة وواجبة التنفيذ لكن باعتقادي تجربتنا مع إقليم كوردستان لم تكن الفاصل بشكلها الوضعي، لأن القرارات الاعتيادية اليوم لا يوجد تعاون كبير بين مجلس قضاء الإقليم ومجلس قضاء العراق وأنا ذكرت قبل قليل بأن المشكلة مركبة لدينا قانون الموازنة ارتبط بالرواتب وارتبط بالنفط فنحن لم نستلم النفط، وبالتالي لا توجد رواتب، لكن لأننا نعي هذه المسؤولية وأن موظفي الإقليم ابناؤنا فكان يبعث الرواتب على شكل سلف للإقليم، على اعتبار أن الإقليم سيسلم النفط. قانون الموازنة ربط بين الواردات الحكومية غير النفطية والنفط بالرواتب، الإقليم لم يسلمها ولم يعط نية بأن يسلمها، على الرغم من أنه كانت هناك وعود. لهذا أنا قلت بأن المسألة مركبة وأنا لا أريد أن أصعب الامور، اقول لموظفي إقليم كوردستان الحل قريب وجميعاً تواقون بأن يستلموا رواتبهم. هذه حقوقهم وليس فضلاً أو منة منا لأنهم موظفي الجمهورية العراقية سواء كانوا في الاقليم أو خارجه. نحتاج فقط القليل من التفاهم والتنازل والاحتكام للدستور والقانون لأن هذه ليست مسألة عشائرية.
رووداو: هل هناك ضغط من ايران على الحكومة العراقية للضغط على إقليم كوردستان خصوصاً بعد أحداث المنطقة؟
بهاء الاعرجي: أبداً لا. اذا لاحظتم هناك توازن في العلاقات الدولية خصوصاً في هذه الحكومة والسوداني رفض أي تدخلات في الشأن العراقي وليس إقليم كوردستان فقط سواء من الجانب الايراني أو الأميركي، بالتالي لا ايران تتدخل ولا السوداني يقبل بهكذا تدخل. موظفو الإقليم أولادنا وبناتنا، والسوداني حريص ان تحصل لهم رواتبهم، وبالحقيقة هذه تعتبر اخفاقاً أيضاً للحكومة الاتحادية بعدم استلامهم للرواتب لأنهم ابناؤنا وفقاً للقانون العراقي وموظفون لدى الجمهورية العراقية، لكن هناك أمور فنية يجب أن نتفق عليها، فاليوم الحشد الشعبي تأخرت رواتبهم لم يكن هناك قصد على الحشد الشعبي، لكن كانت هناك أمور فنية بشركة "الكي كارد"، على الإعلام ان يساعد الحكومات سواء حكومة الإقليم أو حكومة المركز، وأنتم قناة محترمة ولكم شعبية كبيرة في الإقليم. يجب أن لا يفجر الإعلام القنابل ويأتي بهيجان شعبي. النوايا لدى الطرفين حسنة وتذهب الى حل. نعم توجد بعض الموافق المتشنجة، لكن اعتقد الاسبوع القادم كفيل بايجاد صيغة وسطية وفقاً للدستور والقانون ولا تكون على حساب الموظفين، لذلك أود ان يكون هناك ضغط اعلامي على حكومة الاقليم للاسراع في الحل.
رووداو: تحليل أم معلومة، عندما تتحدث عن الاسبوع القادم بحلحلة هذه الموضوع؟
بهاء الأعرجي: هو ليس تحليل هناك توقيتات، لأن هناك اجتماع للقيادات الكوردية (اليوم السبت) لايجاد صيغة جديدة أو ايجاد سقوف زمنية للحل. أنا متأكد أن هناك ضغطاً على حكومة الإقليم أكثر مما على الحكومة الاتحادية، على اعتبار أن موظفي الإقليم هم أقرب لهم ولجغرافيتهم، والسوداني مستعد للحل وعندما نصل لفارق 15 الف برميل في اليوم فهو لا شيء من اجل ايصال الحقوق الى ابنائنا، بالتالي يجب ان تكون هناك تنازلات من قبل الإقليم وبغداد لنصل الى حل.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً