رووداو ديجيتال
كشف محافظ اللاذقية محمد عثمان في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية أجراها زانا كاياني، أن عدد القتلى في المحافظة يناهز الـ 500 قتيل من مختلف الطوائف، بينهم مسيحيون.
وقال عثمان إن الأمن قد تم ضبطه بنسبة "90-95%"، مشيراً إلى أنه "لا تزال هناك فلول متمركزة في مناطق جبلية يشنون منها هجمات بسيطة بين الحين والآخر"، موضحاً أن "طبيعة المحافظة الجبلية تسمح لهؤلاء بالاختباء في أماكن وعرة يصعب الوصول إليها".
وكشف محافظ اللاذقية أن عدد القتلى في الأحداث الأخيرة "يناهز الـ 500 شخص من مختلف الطوائف"، منهم مسيحيون ومرشديون وسنة وعلويون، وليس فقط من الطائفة العلوية كما تردد، مؤكداً أن "القتل لم يكن بشكل طائفي ممنهج بل نتيجة تجاوزات".
وأوضح عثمان أن "التجاوزات ارتكبت من قبل تنظيمات غير منضوية تحت وزارة الدفاع، وأيضاً من بعض الجهات الرسمية"، مرجعاً سبب هذه التجاوزات إلى "الأعداد الكبيرة جداً التي وصلت إلى محافظة اللاذقية بعد مشاهدة صور مقتل عناصر الأمن العام، ومن بينهم مدنيون غير منتسبين لأي جهة".
وأكد محافظ اللاذقية أنه "تم إلقاء القبض على أكثر من 10 أشخاص متورطين في التجاوزات حتى الآن".
وأدناه نص الحوار:
رووداو: في الأيام القليلة الماضية، نشبت اشتباكات ومعارك في عدة مناطق من اللاذقية السورية، ونتج عنها قتلى وجرحى. لم تمر هذه الأحداث دون ردود فعل. هناك إحصاءات وتصريحات مختلفة حول هذه الأحداث. كيف بدأت أحداث المناطق الساحلية؟ كيف جرت الأمور؟
محمد عثمان: خلال عمل إحدى دوريات الأمن العام أثناء قيامها بواجبها في ريف جبلة، تعرضت لكمين من قبل فلول النظام المجرم، مما أدى لمقتل عنصرين من عناصر الأمن العام وإصابة عدد آخر. تم إطباق الحصار عليهم حيث وقعوا في كمين. بعدها أصبح هناك انتشار مكثف لعناصر فلول النظام المجرم على الأوتوسترادات الموجودة بين طرطوس واللاذقية وإدلب، وحدث قطع للطرقات وانتشار للكمائن المتنوعة وحمل السلاح من قبل عناصر فلول النظام المجرم. لاحقاً، تم استقدام تعزيزات من وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام، وتم فك الحصار الذي كان مفروضاً على هذه المراكز الأمنية والشرطية بالمنطقة، وتابعنا بتمشيط المنطقة خلف فلول النظام المجرم، وتم إلقاء القبض على عدد منهم، فيما فر الآخرون إلى الجبال والوديان الموجودة في محافظة اللاذقية.
رووداو: كيف هو الوضع في محافظة اللاذقية الآن بعد هذه الأيام القليلة؟
محمد عثمان: بعد إنهاء العملية العسكرية من قبل وزارة الدفاع وانتشار قوات الأمن العام لحفظ الأمن في المحافظة، عاد الوضع بشكل تدريجي منذ يومين في مدينة اللاذقية والمدن الأخرى وفي أرياف المحافظة.
اليوم كانت الحركة شبه طبيعية بالمنطقة، حيث أُعيد افتتاح المحلات وعاد الأهالي إلى الشوارع. الأمور في تحسن مستمر، والخدمات تعود شيئاً فشيئاً. فمثلاً، الأفران تعمل، وعادت المياه والكهرباء بعد انقطاع استمر لـ 4-5 أيام بسبب التعرض والتخريب من قبل فلول النظام المجرم. والحمد لله، الأمور أصبحت أفضل مما كانت عليه سابقاً.
رووداو: من ناحية الخدمات، هل جميع الخدمات متاحة الآن للمواطنين؟ الكهرباء والماء والخدمات الأخرى؟
محمد عثمان: الكهرباء لم تعد بالكامل بعد. اليوم تم توصيل الكهرباء لمدينة جبلة، وما زالت الورشات تعمل على إصلاح الخط المغذي لمحافظة اللاذقية، كونه تعرض للتخريب بشكل كبير من قبل فلول النظام المجرم والخارجين عن القانون. أمس تم توصيل الكهرباء من بانياس إلى جبلة، وتمكنا من تشغيل محطة مياه نبع السن، وتم ضخ المياه إلى محافظة اللاذقية. واليوم تم توصيل الكهرباء حتى جبلة، وغداً من الممكن أن نوصل الكهرباء من جبلة إلى اللاذقية لتعود الكهرباء بشكل كامل للمحافظة. أما بالنسبة للمياه، فقد كانت متوفرة اليوم في المدينة والأرياف المحيطة بها. وغداً سنستكمل كافة الإصلاحات لهذه الشبكات، سواء كانت شبكات الكهرباء أو المياه.
رووداو: أشرت إلى أن الوضع تحت السيطرة الآن، هل هذا يعني أنه لم تعد هناك اضطرابات عموماً في اللاذقية أو في أي مكان آخر؟
محمد عثمان: تم ضبط الأمن بنسبة 90-95%. أحياناً تنطلق هجمات بسيطة من قبل هؤلاء الفلول، لأنهم ما زالوا منتشرين في الجبال المحيطة بمحافظة اللاذقية. وبما أن طبيعة المحافظة جبلية، فهذا يسمح لهؤلاء الفلول بالهرب والاختباء في أماكن وعرة يصعب الوصول إليها. إن انتشار القوات الأمنية في محافظة اللاذقية وتعزيز الحواجز الرئيسية بالمنطقة، يجعل حركة تلك الفلول أصعب مما كانت عليه سابقاً، ونحن مستمرون في عملنا حتى نقضي عليهم بشكل كامل.
رووداو: دعنا نتحدث عن الأحداث، سيد محمد. رأينا شهادات وبعض مقاطع الفيديو عن قتل مدنيين في منازلهم وقراهم. ووفقاً لإحصائيات المنظمات، تم تسجيل مقتل 1700 علوي، أو ما يتم الحديث عنه في المنطقة، على يد مجموعات مسلحة تابعة للحكومة السورية. هل لديكم إحصائيات حول عدد المدنيين الذين قُتلوا؟
محمد عثمان: الإحصائيات فيها تهويل كبير. لم يكن العدد كالعدد المذكور، ربما يتجاوز الـ 500 قتيل من مختلف الطوائف، وليس فقط من الطائفة العلوية. حدث القتل بسبب كثير من التجاوزات من بعض الأشخاص.
من خلال زيارتنا أمس لبعض القرى والبلدات في ريف جبلة، واليوم أيضاً كنا في زيارة لبعض الأحياء في مدينة اللاذقية وريف جبلة، ذكر كثير من الأهالي أن فلول النظام المجرم، أثناء انسحابهم بعد العملية العسكرية التي نفذتها قوات وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام، قاموا بارتكاب العديد من المجازر وقتلوا كثيراً من المدنيين، بالإضافة إلى قيامهم بارتداء زي القوات الأمنية والعسكرية وتنفيذ عمليات قتل ممنهجة بهذا الزي، والادعاء بأنهم قوات الأمن العام وقوات وزارة الدفاع. هذه الشهادات أخذناها بشكل مباشر من أهالينا في محافظة اللاذقية، وتحديداً في قرى جبلة.
رووداو: هل تعني أن عمليات القتل التي حدثت، والأحداث التي وقعت، لم يكن أي منها من قبل بعض المسلحين التابعين للحكومة السورية؟
محمد عثمان: نعم، توجد بعض التجاوزات من بعض الأشخاص، وقد وقفنا على عدد من الحالات، وتم إلقاء القبض على عدد منهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
رووداو: كم عددهم؟
محمد عثمان: عدد من تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن يتجاوز العشرة أشخاص، وذلك حتى تاريخ اليوم. تم اعتقالهم من قبل الشرطة العسكرية، وما زالت الشرطة العسكرية وإدارة الأمن العام تقومان بواجبهما في متابعة الأشخاص الذين ثبت تورطهم في مخالفة التعليمات الصادرة عن وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام.
رووداو: يقال إن هؤلاء ينتمون إلى مجموعات مختلفة لكنها تابعة للحكومة. الأشخاص الذين أشرت إليهم والذين تم اعتقالهم، إلى أي مجموعة ينتمون؟ هل تم تحديد ذلك؟
محمد عثمان: لم يعد هناك شيء اسمه "الفصائل المسلحة". إما أن هناك قوات منضوية تحت وزارة الدفاع، أو أن هناك قوات غير منضوية تحت وزارة الدفاع. الحقيقة أن هناك بعض الأشخاص أو التنظيمات غير المنضوية تحت وزارة الدفاع كانت متواجدة في محافظة اللاذقية، وتم ارتكاب عدد من المخالفات والتجاوزات من قبلهم خلال العملية العسكرية.
طبعاً، هذه التجاوزات حدثت بسبب وصول أعداد كبيرة جداً إلى محافظة اللاذقية بعد مشاهدة الصور التي نُشرت في وسائل الإعلام عن قتل عناصر الأمن العام أو محاصرة هذه القوات. كان هناك شحن شعبي كبير في المحافظات القريبة من محافظة اللاذقية، وأتت هذه القوات أو هؤلاء الأشخاص، ومن بينهم مدنيون غير منتسبين لأي جهة، ووصلوا إلى محافظة اللاذقية، وحدثت هذه التجاوزات من قبل بعضهم.
طبعاً، قمنا مباشرة بفرض طوق حول المنطقة وإخراج المجموعات غير المنضوية تحت وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام خارج محافظة اللاذقية، لكي نتمكن من ضبط هذه التجاوزات.
وضعنا الآن أصبح مستقراً نوعاً ما بشكل جيد جداً، ونحن نتابع الحالة الأمنية للمنطقة، وأيضاً نتابع التجاوزات التي ارتُكبت من قبل بعض الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم لجنة تقصي الحقائق بدورها في متابعة هذه الإجراءات والتدقيق والتحقيق مع كافة الأشخاص الذين قاموا بتجاوز التعليمات الصادرة عن وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام.
رووداو: فيما يتعلق بالمسيحيين، يقال إن أربعة مدنيين من المسيحيين قد قُتلوا. هل لديكم أي بيانات أو إحصائيات متاحة حول ذلك؟
محمد عثمان: حسب ما وردنا من إحصائيات، هناك أربعة أو ستة أشخاص من المسيحيين قُتلوا، وهناك أيضاً أشخاص من الطائفة السنية قُتلوا، كما قُتل أشخاص من الطائفة المرشدية. عندما عمت الفوضى في بعض المناطق، أصبح هناك تجاوزات من عدد كبير من الناس الذين وصلوا إلى محافظة اللاذقية، كما ذكرت لك منذ قليل. في بداية وصولهم، كانت هناك تجاوزات من عدة أشخاص، من عدة جهات رسمية وغير رسمية، قاموا بهذه التجاوزات. لم يكن القتل بشكل طائفي ممنهج، ولكن كانت هناك تجاوزات كبيرة. قُتل أشخاص من السنة ومن العلويين ومن المرشديين ومن المسيحيين، لذا كانت هناك عدة تجاوزات حدثت في بداية دخول هذه الفئات والمجموعات إلى محافظة اللاذقية.
رووداو: ما هي القوات التي تشرف على الوضع في المنطقة الساحلية السورية؟ إلى أي جهة تتبع؟
محمد عثمان: قوات إدارة الأمن العام هي المكلفة بضبط الحالة الأمنية في محافظات سوريا بشكل كامل، بالإضافة إلى قوات وزارة الداخلية من عناصر الشرطة، بالإضافة إلى تواجد قوات وزارة الدفاع في ثكناتها بالقرب من هذه القوات. وفي حال حدوث أي إشكال يحتاج إلى مؤازرة من وزارة الدفاع، فإنها تكون جاهزة عند الطلب.
رووداو: دعنا نتحدث عن وضع الناس. الفقر منتشر الآن في الساحل السوري، لدرجة أن المراقبين الغربيين يقولون إن هناك العديد من العائلات التي ليس لديها المال حتى لشراء الخبز. هل لديكم خطة سريعة لتوفير الطعام للفقراء والمتضررين في المنطقة؟
محمد عثمان: منذ يومين بدأنا، من خلال مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة اللاذقية، بالإضافة إلى بعض الجمعيات والمنظمات، بتأمين الخبز وبعض الوجبات الغذائية للناس في المناطق التي حدثت فيها الإشكاليات والتجاوزات، والتي كانت أيضاً مسرحاً للعملية العسكرية ضد فلول النظام المجرم. بعدما عاد أهالينا إلى هذه القرى والبلدات، تم توجيه الجهات المختصة لمتابعة تقديم الإعانات العاجلة لهم، ريثما يتم ترتيب إغاثات دائمة ومستدامة لهم خلال الفترة القادمة.
رووداو: في إطار هذه المساعدات، هل تم تقديم المساعدات الصحية لتلك المنطقة؟ هل هناك احتياجات طبية؟
محمد عثمان: منذ اليوم الأول، تقدم المستشفيات الموجودة في محافظة اللاذقية خدماتها بشكل كامل. لكنها تعرضت، خلال فترة الـ 24 ساعة الأولى التي كانت فلول النظام المجرم تسيطر خلالها على الطرقات الرئيسية وتقطعها، للهجوم من قبل هؤلاء الفلول. فقد قاموا بمهاجمة المستشفيات الموجودة في محافظة اللاذقية، مثل المستشفى الجامعي والمستشفى الوطني في مدينة اللاذقية والمستشفى الوطني في مدينة جبلة. وقامت الفلول بالهجوم على هذه المستشفيات، وتعرضت لإطلاق نار، وحدث اشتباك مع بعض القوات الموجودة التي حاولت تأمين المستشفيات. وبعد سيطرة وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام على المنطقة، تم تأمين هذه المستشفيات بشكل كامل، وتم رفدها بالكوادر الطبية وتأمين المستلزمات الطبية الكاملة لها، وهي الآن تقوم بواجبها على أكمل وجه.
رووداو: فيما يخص التعليم والتعليم العالي، هل هناك أي مشاكل؟
محمد عثمان: حفاظاً على أرواح طلابنا في المدارس والجامعات، تم إرجاء الامتحانات في جامعة اللاذقية، بالإضافة إلى إيقاف الدوام لمدة 48 ساعة، ريثما يتم تأمين الوضع الأمني بشكل كامل. وذلك لأن هناك حركة بين الأرياف والمدينة، تجنباً لحدوث أي إشكاليات، ولكي نحافظ على أرواح أبنائنا الطلبة في المدارس والجامعات.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً