الشيخ الهجري لرووداو: يجب تعديل الإعلان الدستوري وتحقيق اللامركزية في سوريا

 

وفي حوار خاص مع رووداو، أجراه محمد عيسى، قال الشيخ الهجري إن شكل الحكم الحالي في سوريا "غير قابل للاستمرار وسيواجه المشكلات"، طالما "لم يضع ميزاناً لتنوع سوريا ومكوناتها". 

 

وبوقت أكد فيه الشيخ الهجري على عدم وجود خلاف، انتقد الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، المسؤولين في الحكومة السورية بدمشق، على عدم الإيفاء بوعودهم، قائلاً: "يُوهِمونا بأنهم موافقون ولكنهم للأسف لا يحققون طلباتنا السلمية الواضحة الوطنية، والتي لم تكن يوماً مطالب طائفة أو محافظة أو خاصة بل كان يُجمع عليها كل أبناء سوريا". 

 

بخصوص الموقف الإسرائيلي المساند للدروز السوريين والاتهامات التي تطال الطائفة، علّق قائلاً: "كل من يتقدم منا خطوة نتقدم منه خطوة"، مضيفاً "ها هم يعقدون اللقاءات والمفاوضات مع القيادة السورية المؤقتة ويأخذون الاعتراف منها"، في إشارة إلى الحكومة السورية. 

 

الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، أشاد بالكورد كـ "طيف ولون سوري"، مبيناً أن الأخير "قدموا الشهداء كباقي السوريين، لنصرة حقوقهم كمكوِّن والدفاع عن أرضهم". 

 

وكشف أن قوات سوريا الديمقراطية، عرضت عليهم عام 2018، تحرير "مجموعة من المختطفين الدروز" لدى داعش، عبر عملية تبادل أسرى، لافتاً إلى إرسالهم كتاب شكر وامتنان آنذاك، للجانب الكوردي. 

 

حكمت الهجري: لن يكون الاستقرار إلا بمراعاة وضع سوريا وتشكيلات شعبها وتوزُّع واختلاط أطيافها ومكوناتها. لذلك فإن شكل الحكم المؤقت الحالي طالما أنه لا يضع ميزاناً لكل ذلك ولا يعمل بشكل عقلاني مدروس فسيبقى غير قابل للاستمرار.. وستبقى المشكلات.. ولذلك نادينا ونادى أبناء سوريا باللامركزية الإدارية التي ستكون نظاماً سياسياً أقرب وأشمل وأنجح من كل ما عداها في تسيير البلاد إلى مستقبل مستقر أفضل.

 

حكمت الهجري: في الحقيقة لا يوجد خلاف بيننا، لأننا من بداية خروج الهارب ونحن نطلب حقوق الشعب والثوار من خلال حوار جامع ودستور حضاري سليم وتحديث المؤسسات وبنائها بالشكل الأمثل وتوزيع الثروات على الشعب.. تلك التي كانت عُرضة للبيع والنهب في العهد البائد.. ونادينا من البداية أن كل السوريين كانوا شركاء بالانتصار، ولا فضل لأحد على آخر فالجميع قدموا جهودهم وتم فرض الإرادة الدولية وكان ما كان. ولكن ما يحصل هو عدم المصداقية، فالإخوة الذين وصلوا دمشق ينادون علينا بأن من يحرر يقرر، ونحن نقول لهم نحن وأنتم وكل الشعب الثائر هم من حرَّر وهم من يقرر ولستم وحدكم ولستم احتلالاً أو غُزاة لتفرضوا وجهة نظركم ولونكم لوحده على كل المكونات بل جميعنا كشعب واحد شركاء انتصار.. وإلا سنعود إلى وجه آخر يشبه ما كان من استبداد بعث بشار وأبيه، وما كان هذا الأمر من مطالب الثوار. فيُوهِمونا بأنهم موافقون ولكنهم للأسف لا يحققون طلباتنا السلمية الواضحة الوطنية، والتي لم تكن يوماً مطالب طائفة أو محافظة أو خاصة بل كان يُجمع عليها كل أبناء سوريا بكل تلاوينهم.. ولكن فساد الإعلام وإيقاظ الذباب الإلكتروني الذي أسسه النظام البائد عاد في حُلل تخوين هي نفسها بتغيير بعض المصطلحات، وكي يتم إزاحتنا عن هذه الطلبات الوطنية كان يتم التحريف والتزوير والتحريض مما تسبب بإراقة دماء الأبرياء لمحاولة التخويف ومحاولة إزاحتنا عن الإدلاء بطلباتنا الوطنية الثابتة أو التراجع عنها.

 

حكمت الهجري: لسنا بصدد اعتراف أو نفي لهذه الوقائع وهذه التلاوين وبياناتنا كانت واضحة تماماً من هذه الناحية، فقد قلنا مراراً وتكراراً عن الحديث عن جمال سوريا أننا نفخر ونعتز بالمواطنة والمحبة بين كل أبناء الشعب السوري بكل دياناته وطوائفه وألوانه وأطيافه وإثنياته وتلاوينه، وهذا الجمال كجمال النسيج المتماسك المتين. لا نتكلم عن أقليات أو أكثريات بل عن نسيج شعبي لكل ما ذكرناه ميَّز سوريا وأعطاها صبغة حضارية وألواناً تجعلها منارة مضيئة قريبة من كل شعوب العالم.. فهذا القول فخر وجمال وقوة لا العكس بتاتاً.

 

حكمت الهجري: الدستور؟! عن أي دستور تتكلمون؟ إن ما سُمِّي بالإعلان الدستوري كان في حقيقته إعلان استبدادي، ونحن وكل مكونات سوريا لم توافق عليه في غالبية بنوده، وما نقصه من حقوق ليس للكورد فقط بل لكل الطوائف والأطياف ومكونات الشعب، حتى الإخوة السُّنة لم يكونوا راضين به، ولا مجال لخوض تفاصيله، ونؤكد على طلب تعديله. 

 

حكمت الهجري: نحن نؤكد ونحن أول من طلبنا بالتعديل من قِبل المختصين ونادينا دون مواربة ودون مراعاة لأحد بالدولة الواحدة بنظام لا مركزي ديمقراطي مدني، وهذا ما أثار علينا كل تلك الهجمات الإلكترونية والعدائية الإعلامية والتحريض وغيرها كما ذكرنا لكم أعلاه.

 

حكمت الهجري: قلنا كلمتنا بهذا الخصوص وسألتمونا عن اللامركزية وأجبناكم أننا نؤكد عليها، وهذه وجهة نظر الجميع وإجماع من السياسيين والمختصين الذين يُفرقون بين الفيدرالية واللامركزية ويستحسنون الثانية، وفي النهاية فالمختصون من أطياف الوطن ووفق واقع وطبيعة البلد هم من يرون ويُجمعون ويُحددون ونحن نوافق على الرأي السليم المبرر من هذه النواحي التفصيلية التي نُحيل تفاصيل جوابها على المختصين.

 

حكمت الهجري: الإخوة الكورد هم أحد أطياف وألوان الشعب السوري التي ذكرناها في أجوبتنا السابقة، وقد قدموا الشهداء مثلهم مثل باقي السوريين لنصرة حقوقهم كمكوِّن وفي الدفاع عن حقوقهم وأرضهم وكرامتهم ولقمة عيشهم. نترحم على الشهداء ونُحيي فيهم حُسن انتمائهم وخيارهم للوطن الأم سوريا التي تجمعنا بهم بكل محبة ووئام.

 

حكمت الهجري: كان ذلك خلال محاولة الدواعش اجتياح القرى الشرقية في المحافظة عام 2018، وحينها تم اختطاف مجموعة من حرائرنا وأبنائنا، وكانت مبادرة الإخوة الكورد فعلاً بتقديم هذا العرض وهذه التضحية لإنقاذ أبنائنا وبناتنا من الدواعش الخاطفين، وأرسلنا لهم كتاب شكر وامتنان، ونُوجه لهم اليوم نفس هذا الامتنان على حُسن صنيعهم ونخوتهم ودليل صدقهم وأخوَّتهم.

 

حكمت الهجري: لا يختلف أحد على إعطاء الحقوق لأهلها، وكل من يتقدم منا خطوة نتقدم منه خطوة.. وها هم يعقدون اللقاءات والمفاوضات مع القيادة السورية المؤقتة ويأخذون الاعتراف منها.. إذاً فالجواب واضح ومقروء من سرد الوقائع، وكل دول وشعوب العالم تطلب لنا حقوقنا وأمننا كشعب.

حكمت الهجري: ديمومة العلاقة بين الدروز والكورد ليست جديدة وقد ذكرتها في سؤال سابق، وهمومنا وأوجاعنا مشتركة، فحين يجمعنا تاريخ الأجداد سيجمعنا مستقبل الأحفاد وما نحن سوى المحافظين على هذه العلاقة الطيبة.

 

حكمت الهجري: أنتم تقولون عن عائلة جنبلاط الكريمة، وربما جمعتنا الصداقة والهموم والأزمات مع إخوتنا الكورد الكرام، ولكن التاريخ يقول إن الدروز من بني معروف هم كتاريخ من القبائل العربية القديمة التي انطلقت من اليمن وشبه الجزيرة العربية، وواكبوا الرسول الكريم حيث كانوا حول الصحابي الجليل سلمان الفارسي، وكل الاحترام لكم ولتاريخكم الذي تعتزون به.. ونحن نحترمه بكل تفاصيله.