رووداو – اربيل
قال الملحن والعازف الكوردي البارز دلشاد محمد سعيد إنه لم يكن يتوقع يوما أنه سيصبح موسيقارا، مؤكدا اعتزازه وفخره بسمفونية سنجار والبيشمركة.
وولد دلشاد في محافظة دهوك في عام 1958، واشتهر في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بالاغنية الشهيرة (نرجس نرجس) وله العديد من الألبومات الرائعة.
درس الموسيقى مبكراً في بغداد في السبعينيات، وكان عضواً في فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية، والتحق بالفرقة السمفونية الوطنية العراقية عازفاً للكمان ومساعداً لقائد الأوركسترا حينذاك. واسس فرقة دهوك الموسيقية في عام 1979.
وفي أواسط الثمانينيات واصل دراسته الموسيقية العليا في جامعة ويلز في المملكة المتحدة، وفي عام 1988 حصل على شهادة الماجستير.
وهو يقيم في النمسا منذ عام 1991، ويلقي محاضرات في العديد من الجامعات هناك، كما يقيم أنشطته الموسيقية في عدد من المدن الأوروبية.
في آب اغسطس من العام الحالي قام بإنتاج عملين فنيين ضخمين للبيشمركة ومدينة سنجار، بمشاركة عدد من الفنانين الكورد من مختلف أجزاء كوردستان، وبقيادة الأوركسترا التشيكية في براغ، وتم تسجيل العملين الفنين، اللذين تم اختيار كلماتهما من قصائد الأديب جلكي شاعر، برعاية شبكة رووداو الإعلامية.
وقد اجرت شبكة رووداو الاعلامية مقابلة معه، أدناه نص الحوار:
رووداو: هل يمكننا القول إن "البيشمركة" و"سنجار" أكثر أعمالك فخرا بالنسبة لك؟.
سعيد: نعم، لأنني لم اعمل لعامين على عمل واحد أبدا.
رووداو: ماهو مشروعك الجديد؟.
سعيد: قبل العملين السمفونيين، كنت منشغلا بالاعداد لابلومي الجديد، الذي يتضمن عدة معزوفات موسيقية بآلة الفيولون، واريد اتمامه، كما أنني منشغل برسالة الدكتوراه.
رووداو: كيف ينظر الاجانب إلى الموسيقى الكوردية؟.
سعيد: لديهم اطلاع نادر على الموسيقى الكوردية، فموسيقى الشرق الاوسط غير واسعة الصيت في اوروبا، والموسيقى الكوردية أقل صيتا، ولكن عبر اعمالي عملت على بناء جسر بين ثقافتي الشرق والغرب، واستطعت أن اجعل الاوروبيون يستمعون إلى موسيقاي.
رووداو: قدمت اعمالا سمفونية واوركسترالية في كوردستان، إلا تعتقد أن الوقت مازال مبكرا للكورد للتعرف على هذه الاعمال، على الرغم من أن لا ذنب للكورد في عدم مشاهدة هكذا اعمال؟.
سعيد: كنت اخشى ذلك ولا اخشاه في الوقت ذاته، لأن في فرقة دهوك الموسيقية كانت اعمالي مختلفة لكنها لاقت اقبالا، لأنها تضمنت روح الموسيقى الكوردية، وفي ذينك العملين يعلم المستمع أنهما سمفونيان، لكنه يشعر أن لهما صلة به، كنت أعلم أنه سيكون هناك جمهور لعملي، وأنا افتخر بوجود من يتقبل هذا النوع من الموسيقا على الرغم من كونها حديثة بالنسبة لهم، بعد تقديمي الحفل في كوردستان كان النساء والرجال يقبلون كفي، كنت اشاهد الناس وهم يبكون خلال العرض، وهذا رد جيد على سؤال كلينا.
كما اريد أن اسلط الضوء على أن جزءا من نجاح العملين كان بسبب خلط الموسيقى الكوردية والاوروبية، وفي الوقت ذاته فقد كان لموضوع البيشمركة وسنجار في الوقت الراهن تأثيرا كبيرا على الجماهير.
رووداو: من كنت ترغب أن يكون أول مستمع للانتاجين؟.
سعيد: البيشمركة واهالي سنجار، وقد حاولت تقديم العرض في مخيم للنازحين من اهالي سنجار، لكن واجهتنا بعض العراقيل التقنية، وكذا الحال لسمفونية البيشمركة اقترحت عرضها في جبهات القتال.
رووداو: كيف يتم تقييم اعمالكم، خاصة وأن الكورد لديهم خبرة قليلة في هذا المجال؟.
سعيد: بعد الانتهاء من العمل الجيد يجب نقله إلى اوروبا وامريكا ليتم تقيمه هناك وليس هنا، فالعمل الجيد يجب تقييمه عالمياً.
رووداو: لو كانت لديك الفرصة للعودة إلى الوراء، هل كنت ستختار الموسيقى مرة اخرى؟.
سعيد: نعم، كنت ارغب في البدء في المجال الموسيقي منذ الرابعة أو الخامسة من عمري، حينما كنت في الخامسة كان لدي جهاز ايقاع موسيقي عندما كان منزلنا في الموصل، وفي السابعة من عمري صنعت آلة بنفسي، لذا لو تعلمت العزف على الفيولون منذ ذلك الوقت لكان شيئا مهما. لكنني بدأت متأخرا لأن والدي لم يسمح لي بالدراسة في معهد الفنون الجميلة، ودرست في المرحلة الرابعة لعامين لأنني لم يكن لدي جهاز فيولون، ولكن عندما توفر لدي تمكنت من النجاح وحصلت على المرتبة الاولى في المعهد الحمد لله، لكنني لو تعلمت منذ الخامسة من عمري لكانت الامور مختلفة الآن بلا شك.
رووداو: إذا خرجنا من القالب القومي نحو العالمي، ما الرسالة التي تريد ايصالها عبر الموسيقى؟.
سعيد: العالمية شيء جيد جدا، كما أنها سيئة ايضا، وأنا أقولها وللاسف إن عاداتنا تتجه للاضمحلال بسبب العالمية، خاصة اولئك الذين لم يضعوا اساسات جيدة، وهذا شيء خطير، فعلى سبيل المثال فإن الموسيقى الامريكية بجميع أنواعها بدأت تغزو العالم، وبالنسبة لنا ايضا، على الرغم من أنني لست ضدها، لكن لا يجوز أن يكون ذلك على حساب موسيقاك وضياعها، كما يجب عدم النظر إلى العمل الموسيقي من منظور تجاري، يجب ان يكون العمل الفني لأجل الفن وليس التجارة، لكن الامر صعب بالنسبة للكورد لأننا أكبر أمة بلا وطن، ومتى ما فقدنا ثقافتنا حينها سنفقد كل الذي فعلناه.
رووداو: بعيدا عن الموسيقى، كيف تقضي وقتك؟.
سعيد: احب الترحال والرياضة والشطرنج كثيرا.
رووداو: يقال إنك تدربت على الفيولون لمدة 18 ساعة يوميا، هل هذا صحيح؟.
سعيد: ليس صحيحا، كنت اتدرب يوميا لمدة لا تتجاوز 12 ساعة.
رووداو: عندما كنت شابا وتعزف على الكمان، هل كنت تعتقد أنك في يوم من الايام ستصبح قائد اوركسترا؟.
سعيد: كلا، كانت امنية، ولكن الانسان يفكر دوما في توسيع أعماله لخدمة أمته.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً