رئيس مؤسسة الآشوريين لرووداو: البصرة تخلو من الآشوريين و95% منّا غادروا بغداد
أكد رئيس مؤسسة الآشوريين من أجل العدالة، سام درمو، أن الهدف من زيارته لإقليم كوردستان، بناء علاقة أفضل بين الآشوريين في الولايات المتحدة وحكومة إقليم كوردستان
رووداو ديجيتال
دعا الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، رشيد العزاوي، الأحزاب السياسية لتتخلى عن فصائلها المسلحة حتى تنتهي المشاكل، مشيراً إلى أن "هناك ترابطاً بين العراق وإيران لا يمكن فصله، ولا توجد جهة معينة في العراق لا تتعامل مع إيران".
وقال العزاوي في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية إن: "المفوضية عاكفة على أن تكون الانتخابات نزيهة، لكن الوضع الأمني قلق في المناطق السنية، وهناك بعض الخروقات التي تحصل من بعض فصائل الحشد الشعبي"، منوهاً إلى أن "القوى السياسية لم تكن جادة في تنفيذ المادة 140، وأنا من المؤيدين لها، لأنها كانت ستحل لنا مشاكل كثيرة، لذلك يجب على السياسيين أن يرجعوا إليها".
فيما يلي نص مقابلة الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي:
رووداو: أنتم جزء من تحالف "العقد الوطني" برئاسة السيد فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي. لماذا تحالفتم مع الشيعة للانتخابات؟
رشيد العزاوي: المسألة الأولى لم تعد لهذه الانتخابات، وإنما طرحنا نحن سابقاً، منذ سنة 2017، مشروعاً سميناه المشروع العابر للطائفية، وأردنا أن نبدأ بالإسلاميين، لأنه دائماً عندما تُذكر مسألة التخندق الطائفي، فإن الصورة التي تبرز هي صورة الإسلاميين وأنهم هم المتخندقون طائفياً، فأردنا في 2017 أن نكسر هذه القاعدة أو هذه النظرة العامة الموجودة في العراق، بأن الإسلاميين متخندقون طائفياً، وأن غيرهم يمكن أن يجتمعوا فيما بينهم لكن الإسلاميين لا يستطيعون. لذلك تكلمنا في 2017 مع كل الأطراف، وكان الأخ فالح الفياض وبعض الإخوة الآخرين من المؤيدين لهذه الفكرة، والسيد العبادي أيضاً عندما طرحنا عليه هذه الفكرة، وطرحها السيد الفياض، وافق على هذه الفكرة، وقال ممكن أن نجتمع سوية، نجتمع سوية ونؤسس قائمة واحدة. لما تحالفنا مع فالح الفياض في 2017، كنا نرغب أن نؤسس قائمة باسم "العقد الوطني"، وعندما ذهبنا إلى السيد دولة رئيس الوزراء وقتها، السيد العبادي، قال السيد العبادي لا، بل دعونا نتفق على اسم نطرحه، وهو "قائمة النصر" فاتفقنا على الاسم وانضممنا إلى قائمة النصر التي كانت في الحقيقة قائمة عابرة للطائفية، فدخلنا فيها، وكان الذين يقودونها وبُناتها الأصليون هم الإسلاميون، كان ذلك في سنة 2017
رووداو: أتسمون قائمة النصر خطوة إيجابية؟
رشيد العزاوي: نعم كانت خطوة إيجابية في حقيقتها، وقد تكون تلك الخطوة تجربة أولى لنا. بعد ذلك، نجح فيها بعض السنة ونجح بعض الشيعة في القائمة، والحمد لله كانت قائمة عرف عنها أنها إسلامية، كانت غالبية قائمة النصر إسلامية، شيعة وسنة، ولكنها كانت عابرة للطائفية. كانت تجربة، أظنها تجربة ناجحة، وهي التجربة الأولى.
رووداو: بالرغم من نواياكم، إلا أن لدى غالبية السنة رأي سلبي من الحشد الشعبي، يرونهم واحداً من الأسباب الرئيسة لتدمير قراهم ومدنهم وتهجير الآلاف من السنة من بيوتهم. تحالفكم هذا مع رئيس هيئة الحشد الشعبي، ألا يبعد عنكم الناخب السني أكثر؟
رشيد العزاوي: لا، رئيس هيئة الحشد الشعبي هو منصب سياسي، الحاج فالح الفياض لا يملك فصيلاً، ليس عنده فصيل مسلح. هذه المسألة التي لا ينظر لها. هناك فصائل مسلحة لبعض القوى السياسية، أما الحاج فالح فهو رئيس لهيئة الحشد الشعبي وليس رئيساً لفصيل معين. هناك فرق بين أن يكون رئيساً لفصيل، أو عنده فصيل مسلح، الحاج فالح لا يملك فصيلاً مسلحاً.
رووداو: لكن كل الفصائل تُنسب إليه..
رشيد العزاوي: لا. لماذا تنسب إليه؟ هناك فصائل خارجة عن الحشد الشعبي، وهناك فصائل انضوت الآن إلى الحشد الشعبي، والحشد الشعبي في بداياته. أنا لا أقول لك إنني راض عن كل تصرفات الحشد الشعبي. كل تجربة جديدة لا بد أن تحصل فيها أخطاء، إلا أنه بمرور الزمن، تحاول أن تصحح هذه الأخطاء، خصوصاً أن هناك سلاحاً، وهذه المجموعات هي الآن خارجة من حرب. دعونا نعينهم نحن، دعونا اليوم كسياسيين نعينهم حتى يصلحوا هذه الأخطاء وتصبح قوة عراقية لخدمة العراق وليس لخدمة الفصائل. هذه مسألة مهمة جداً. الأحزاب السياسية التي تملك فصائل عليها أن تعين الدولة. أدعوهم من خلال قناتكم أن يعينوا الدولة العراقية ويتخلوا عن هذه الفصائل المسلحة ويعملوا فقط في السياسة، ويدعوا الفصائل المسلحة التابعة لهم تذوب في الحشد الشعبي، أن تذوب في الحشد الشعبي حقيقة وليس فقط بالاسم.
رووداو: أطلبتم هذا من السيد فالح الفياض شخصياً؟
رشيد العزاوي: نعم، طلبنا منه هذا، وقال إنهم الآن يعملون على هذا الشيء، حقيقة، وأنا عندي ثقة بالحاج فالح وبأنه سوف يعمل على هذه المسألة، لكنه يحتاج معاونة من الأحزاب السياسية التي تملك فصائل مسلحة.
رووداو: السيد العزاوي، كيف هي علاقتكم الآن مع إيران؟
رشيد العزاوي: هذا سؤال كبير.. انظري، الآن عندما يكون لديك حزب سياسي موجود في العراق، والأحزاب السياسية أيضاً موجودة في العراق، ولا شك ونعترف بأن إيران مؤثرة في الساحة السياسية العراقية وفي الساحة الاجتماعية العراقية لأن هناك ترابطاً بين العراق وإيران لا يمكن فصله. هل يمكن لنا أن لا نتعامل مع دولة لها هذا التأثير في العراق؟ من غير المنطق أن نقول لا نتعامل. لا توجد جهة معينة، جهة سياسية في العراق، لا تتعامل مع إيران. لا توجد أبداً بل لا يمكن، لأن إيران لها تأثير ولها تأثير قوي جداً في داخل المجتمع العراقي، ومن حقنا نحن كحزب سياسي أن نتعامل مع من له تأثير في داخل العراق.
رووداو: أيمكن أن تصور لي هذا التعامل؟ وفي أي إطار هو؟
رشيد العزاوي: نحن نتعاون مع الإيرانيين، ولا نتعاون لمصلحة إيران، ليعلم الجميع هذا، وهو أنني أنا كأمين عام للحزب الإسلامي لا أتعامل مع أي دولة أو أي طرف إلا لمصلحة العراق. أنا أقدر مصلحة الدول ولكن لا أعمل لمصالحهم، فهم المسؤولون عن مصالحهم، صحيح هناك مصالح مشتركة، ولكن أنا أقدم مصلحة العراق أولاً. أبداً لا يُذكر عني وعن الحزب الإسلامي في يوم من الأيام بأنه قدم مصلحة دولة معينة على مصلحة العراق. نعمل على مصلحة العراق ونبقى نعمل، وقد نختلف مع الآخرين في هذه المصلحة، ولا يمكن أن نفرط بهذا، هذا من المبادئ أن مصلحة العراق أولاً وأولاً وأولاً، لا يوجد ثان.
رووداو: سيد رشيد، ضمن تحالف العقد الوطني، كم هو عدد مرشحيكم في الحزب الإسلامي العراقي وكم هو عدد المحافظات التي تشاركون بها في الانتخابات؟
رشيد العزاوي: نحن شاركنا في سبع محافظات. العقد الوطني شارك في جميع المحافظات، ما عدا المحافظات الكوردية، ولكن كحزب إسلامي شاركنا في سبع محافظات، ورشحنا مرشحينا في هذه المحافظات. للعقد الوطني ما يقارب الستين مرشحاً، ربما أقل أو أكثر من الستين قليلاً. كان العدد كبيراً في البداية ولكن هذا العدد تقلص لأنه كان هناك أشخاص ليست أمامهم فرص، وأظن أن العدد وصل الآن إلى الستين. نحن في داخل العقد الوطني عندنا 22 مرشحاً موزعين على هذه المحافظات السبعة.
رووداو: أي المحافظات هي هذه المحافظات؟
رشيد العزاوي: عندنا محافظة نينوى ومحافظات الأنبار وصلاح الدين وبغداد وديالى وبابل والبصرة.
رووداو: عندكم مرشحون في البصرة أيضاً؟
رشيد العزاوي: نعم، عندنا في البصرة.
رووداو: امرأة! أتصور؟
رشيد العزاوي: عندنا امرأة ورجل.
رووداو: السيد العزاوي، لعب الحزب الإسلامي العراقي دوراً هاماً في رسم ملامح العملية السياسية في العراق، خاصة بعد 2003، فكان الحزب بمثابة ممثل الأمر الواقع للسنة في العراق، لكن تراجعت شعبية هذا الحزب من انتخابات إلى انتخابات، وخصوصاً بعد انتخابات 2018، لماذا هذا التراجع؟
رشيد العزاوي: لا ليس في 2018، بل في 2010،
رووداو: قل عدد النواب
رشيد العزاوي: نعم، في 2010 قل العدد وليس في 2018، ففي 2018 حافظ على العدد
رووداو: كم كان العدد؟
رشيد العزاوي: كان عندنا ستة نواب في 2010 وفي 2014 كانوا سبعة وفي 2018 كانوا ستة، في البداية كانوا سبعة ثم خرج واحد وبقينا ستة، والآن لم يبق كل هؤلاء الستة معنا. نحن عندنا في الحقيقة حرية
رووداو: بقوا ثلاثة فقط
رشيد العزاوي: نعم، ثلاثة نواب بقوا للأخير معنا، ونحن في الحقيقة نمنحهم الحرية ولا نُلزم إخواننا أو سياسيينا بالبقاء معنا باستمرار، فهو يمكن أن يرى مصلحته أو مصلحة جمهوره، فنعطيهم هذه الحرية. أن يذهبوا إلى أي قائمة أخرى. الآن في هذه الدورة، عندنا بالفعل ثلاثة. لكن عندما فزنا كنا سبعة.
رووداو: هل تحسون أن هناك تراجعاً، أو ليس هنالك تراجع؟
رشيد العزاوي: لا، أنظري، في 2003 عزف السنة عن المشاركة وبقي فقط الحزب الإسلامي، والحزب الإسلامي لم يستأثر بكل حصة السنة وإنما شارك الآخرين معه، قد يكون لم يأخذ من حصة السنة إلا القليل، وكان ممكناً للحزب الإسلامي بعد 2003 أن يستأثر بكل حصة السنة، لكنه لم يستأثر وحاول أن يشارك الآخرين، وشاركوا وذهبنا نحن إلى البيوت. نحن ذهبنا إلى بيوت السياسيين وطرقنا أبوابهم لنأتي بهم ويشاركوا. كل هؤلاء السياسيون السنة المشاركون الآن جاؤوا بطرق الأبواب عليهم من جانب الحزب الإسلامي، وهو من أتى بهم إلى العملية السياسية. لم يكن هناك أحد. من 2003 إلى 2010، عندما شاركوا، في بداية 2006 شاركت جماعة صالح المطلك وجماعة محمود المشهداني وخلف عليان، شاركوا معنا في العملية السياسية لكنها لم تكن مشاركة قوية بل مشاركة جزئية، وفي 2010 ارتأى السنة أن يذهبوا جميعاً إلى قائمة واحدة هي قائمة "العراقية"، والقائمة العراقية كانت قائمة وطنية سنية – شيعية، وهذه القائمة فازت بأكثرية الأصوات في وقتها، لكن قرار المحكمة الاتحادية حال بينها وبين أن تكون في الحكم، وهذا شيء معروف. فأصواتنا تراجعت حقيقة في 2010.
رووداو: يلاحظ في هذه الانتخابات، أن الإقبال الشعبي على المشاركة في الشارع السني أكبر من الشارع الشيعي. كيف يخدم هذا الأحزاب السنية، كالحزب الإسلامي العراقي مثلاً، أكثر مما كان في الانتخابات السابقة؟
رشيد العزاوي: ليس هذا بظاهرة، ولم تصبح ظاهرة أن السنة مقبلون على الانتخابات والشيعة غير مقبلين. صحيح هناك مناطق سنية مقبلة وهناك مناطق شيعية أيضاً مقبلة بقوة. ليس هذا الأمر عاماً، وهناك مناطق كوردية مقبلة وهناك مناطق كوردية عازفة. هذه مسألة عراقية وسوف يتساوى الجميع في هذه المسألة، في الإقبال وفي العزوف. حسب مشاركتي ومتابعتي للحملة الانتخابية في جميع المناطق السنية، لم أر أن السنة سوف يشاركون بقوة أكثر من الشيعة، وستكون المشاركة متساوية.
رووداو: المنافسة البارزة في البيت السني هي بين ثلاثة تيارات، السيد خميس الخنجر والسيد أسامة النجيفي والسيد محمد الحلبوسي. هل هذه المنافسة جيدة؟ أو تضر بمصلحتكم؟
رشيد العزاوي: منذ أن استلمت الأمانة العامة للحزب، حاولت أن أنأى بالحزب عن الصراعات وحاولت أن لا يكون اسم الحزب مع أي طرف في الصراع، سواء كان صراعاً سنياً – سنياً أو صراعاً شيعياً – شيعياً أو صراعاً سنياً – شيعياً، أو أي صراع آخر كالصراع القومي. حاولت أن أنأى بالحزب وأن لا يوجد اسم الحزب الإسلامي في أي من هذه الصراعات، وقد وافقتنا القيادة، قيادة الحزب الآن، في هذه المسألة. سوف لا تجدون الحزب الإسلامي في أي طرف إذا تخاصما. مع أي طرف أبداً. سوف يختط الحزب سياسته الخاصة، وإن شاء الله سوف تأتي النتائج، ونتائج مبشرة إن شاء الله.
رووداو: هذه المنافسة في البيت السني، لم تجبني، هل ستخدمكم أم ستضر بمصلحتكم؟
رشيد العزاوي: لا، طبعاً مضرة.
رووداو: لماذا؟
رشيد العزاوي: العراق اليوم يحتاج إلى استقرار. عندما تكون المنافسة شريفة يتوجه كل إلى جمهوره ويعرض بضاعته، يعرض بضاعته السياسية للجمهور، وهناك منافسة التسقيط السلبي التي يمارسها الآخر من خلال الحملة السلبية تجاه الآخر، وهذه حقيقة أنا لا أوافق عليها ولا أقبلها، وأقول إنها مضرة حتى لو جاءت بالنفع لي، حتى لو كان فيها نفع ظاهري لي، فأنا أعتبرها مضرة على المستوى العام وعلى المسألة الستراتيجية. لذلك، هذه الحملات السلبية بين الأطراف، وهما طرفان اثنان وليسوا ثلاثة فأسامة النجيفي رجل نأى بنفسه عن أي صراع. لكن يوجد بين تقدم وبين عزم، بين مجموعة خميس الخنجر وبين مجموعة محمد الحلبوسي صراعات ذهبت إلى أمور هي في الحقيقة تعدت الخطوط الحمر في المنافسة السياسية.
رووداو: سيد عزاوي، وباختصار رجاء، ما هي ستراتيجيتكم أو برنامجكم الانتخابي لإقناع الناخب، وخاصة السني، لينتخبكم؟
رشيد العزاوي: في الحقيقة، لا نحتاج اليوم إلى التعب كثيراً، وقد رأيت من خلال حملتي الانتخابية أنني لا أحتاج الكثير من التعب لإقناع جمهورنا. فعندنا جمهورنا ومرشحونا الاثنان والعشرون، وكنا حددنا العدد المقبول منهم والأمور تمضي. أنا أتوقع أن العدد الذي حددناه، ولن أفصح عنه، سيفوزون كلهم إن شاء الله. العدد الذي حددنا وليس الـ22 كلهم.
رووداو: ألن تعلنه؟
رشيد العزاوي: لا، لن أعلنه. لكن إن شاء الله سيفوز أكثر من 95% منهم.
رووداو: السؤال لدى أغلبية الناس هو: هل لديكم المال الكافي لتمويل أو للقيام بالحملات الانتخابية؟
رشيد العزاوي: حملتنا الانتخابية لا تكلفنا الكثير.
رووداو: لماذا؟
رشيد العزاوي: لا تكلف الكثير، لأننا لم نلجأ إلى الإعلام، فدائماً في الحملات الانتخابية الإعلام هو الذي يكلف كثيراً، ونحن لم نحاول أن نستخدم الإعلام لا في الصور العامة التي تستهلك الكثير ولا في الولائم ودفع الأموال. لذلك قمنا يتسيير حملتنا بإمكاناتنا.
رووداو: أعني على ماذا تعتمدون؟
رشيد العزاوي: على إمكاناتنا الذاتية، وقد تمكن كل مرشح من تدبير أموره وساعده الحزب قليلاً.
رووداو: هناك حالة غضب وعدم رضا من الشعب تجاه الأحزاب الإسلامية، شيعية كانت أم سنية، بسبب عدم الوفاء بالوعود الانتخابية، أو لأنهم يرونها السبب الرئيس للفساد أو الفشل الحكومي العراقي. ألا يبعد ذلك الغضب الشارع أكثر عنكم كحزب إسلامي؟
رشيد العزاوي: الغضب ليس فقط على الأحزاب الإسلامية، وإنما على كل العملية السياسية وكل من شارك في العملية السياسية. هذا إذا اعتبرنا أن هناك غضباً، وبعض أفراد الشعب غاضبون فعلاً على كل العملية السياسية والمشاركين فيها، من إسلاميين وغير إسلاميين، ولكن لكون الإخوان الأحزاب الإسلامية الشيعية هي المتصدرة للحكم في العراق، فجاءت المسألة على الأحزاب الإسلامية. أما الحزب الإسلامي فهو في منأى عن هذا. الحمد لله، اليوم سمعة الحزب الإسلامي في الوسط السني والوسط الشيعي سمعة جيدة، لا أقول إنها وصلت إلى المستوى المطلوب ولكنها تحسنت الآن كثيراً.
رووداو: ولكن في مرحلة ما، وفي مراحل ما بعد 2003، كنتم مشاركين في صنع القرار السياسي وكان لديكم نائب رئيس الجمهورية، وفي بعض الأحيان يلقى باللوم عليكم لعدم حماية المكون السني في الحرب الطائفية في العراق؟
رشيد العزاوي: الآن عندما يتذكرون السنة أيام الحزب الإسلامي، والأيام التي تلته وجاءت الآن، وصارت هناك مقايسة بين الأيام التي كان فيها الحزب الإسلامي وهذه الأيام، رأى السنة الفرق الكبير، مَن كان يدافع عن مظلوميتهم ومن الذي استلم اليوم، والوضع الآن ليس وضع 2003، الوضع اليوم أكثر استقراراً من وضع 2003. نحن تصدينا من 2003 إلى 2010 وتصدينا بقوة ودافعنا، واليوم معظم أهل السنة يعرفون هذا الشيء، ويقيسون بين الوقت الذي كنا فيه موجودين وبين اليوم يرون الفرق شاسعاً جداً.
رووداو: حتى بعد 2003، وفي 2006 و2009 كان لديكم وزراء في الحكومة، ولكن المناطق السنية حتى الآن تشكو من عدم توفير الخدمات..
رشيد العزاوي: الآن أهل السنة لا يلوموننا بهذه المسألة لأنهم يعرفون الوضع الذي كان موجوداً في وقتها، كان وضعاً استثنائياً ووضعاً اضطرارياً، وكان حالنا حال البقية، ولم نفرق أنفسنا عن الآخرين. اليوم هذه المسألة أصبحت لنا وليس علينا.
رووداو: كيف تقيمون الأوضاع الأمنية في المدن السنية، في الموصل والأنبار وصلاح الدين، خاصة وأن هناك عناصر من الحشد الشعبي تسيطر على الأوضاع الأمنية؟ هل أنتم مطمئنون لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة؟
رشيد العزاوي: في الحقيقة المفوضية عاكفة على أن تكون الانتخابات نزيهة، وبالنسبة للوضع الأمني فالوضع الأمني قلق في المناطق السنية وتخوفنا في الحقيقة تخوف كبير جداً وهناك بعض الخروقات التي تحصل من بعض فصائل الحشد الشعبي وبعض الفصائل المسلحة التي تنتمي إلى الحشد الشعبي وبعض الخروقات للناس. نحن تكلمنا مع قيادات الحشد الشعبي، وتكلمنا مع قيادات هذه الفصائل، وعدوا بأن يصلحوا ذلك ولكن هناك خروقات كبيرة جداً، وهذه الخروقات ستؤثر حقيقة على العملية الانتخابية بالكامل. هل أن هذا السلاح سيستخدم لإجبار الناخب على التصويت لصالح شخص معين أو جهة معينة؟ هذه حقيقة لسنا مطمئنين بشأنها إلى الآن، ونبهنا كثيراً وحاولنا أن نستفهم عنها: هل ستستخدمونها أو لا تستخدمونها. نحن في الحقيقة سلطنا الضوء عليها وحاولنا بكل جهودنا أن نمنع تدخل الفصائل المسلحة في مسألة الانتخابات في هذه المناطق، المناطق المحررة.
رووداو: سيد رشيد، أنتم متحالفون دعنا نقول مع الشيعة أو مع رئيس هيئة الحشد الشعبي، وعندكم مخاوف، فماذا عن الذي ليس له تحالف معهم؟
رشيد العزاوي: قلت لك، لحد الآن هناك فصائل وهناك حشد شعبي. الفصائل لا زالت مرتبطة بجهات سياسية أكثر من ارتباطها بهيئة الحشد الشعبي. في بداية كلامي قلت ندعو الأحزاب السياسية لتتخلى عن فصائلها المسلحة. فإذا تخلت عن الفصائل المسلحة ستنتهي هذه المشاكل كلها.
رووداو: كان للحزب الإسلامي العراقي علاقات قوية مع الأحزاب السياسية في كوردستان، ولكن هذه العلاقات تراجعت. أكانت هذه العلاقات بسبب الأمين العام السيد محسن عبدالحميد لأنه كان كوردياً من كركوك؟ أكانت فقط بسببه؟
رشيد العزاوي: لا، لم تكن بسببه. الحمد لله عندنا علاقات جيدة، ولكن علاقات متواضعة. لا أقول لك بسبب علاقاتنا. كنا في الحزب الإسلامي والحزب الإسلامي هو الحزب الوحيد السني في 2003 وإلى 2010، فكان لا بد من إقامتها وكانوا هم شركاءنا في العملية السياسية. هذه المشاركة هي التي جعلت من علاقات الحزب الإسلامي في تلك الفترة أكبر من هذه الفترة. اليوم يوجد غيرنا في الساحة، وغيرنا هذا بنى أيضاً علاقات مع الأحزاب الكوردية، والأحزاب الكوردية علاقاتنا الآن معها جيدة، ليست سيئة، وعلاقاتنا جيدة ومستمرون في هذه العلاقات، ولكن مستوى علاقتنا مع الكورد يعتمد على مستوى تأثيرنا في القرار السياسي في بغداد.
رووداو: هل هناك نية متبادلة بين الطرفين لتطوير هذه العلاقات؟
رشيد العزاوي: إن شاء الله بعد 10 – 10 – 2021 سوف تتحسن هذه العلاقة كثيراً.
رووداو: متأكدون من هذا؟ لماذا؟ ماذا سيحصل بعد 10 – 10؟
رشيد العزاوي: بعد 10 – 10 سنحتاج إليهم وسيحتاجون إلينا.
رووداو: كيف تنظرون إلى المادة 140 وخاصة مسألة كركوك؟
رشيد العزاوي: المادة 140 مادة دستورية ولا زالت نافذة، ويجب على القوى السياسية العراقية أن تنفذها، وللأسف لحد الآن لم تنفذ. لو نفذت هذه المادة لكانت قد حلت لنا الكثير من المشاكل. مشكلة المناطق المتنازع عليها، كركوك وغير كركوك، كانت ستحل. للأسف، القوى السياسية لم تكن جادة في تنفيذ المادة 140، حتى الأحزاب الكوردية، وأنا سياسي من 2003 إلى اليوم وأقولها بصراحة: أنا من المؤيدين للمادة 140، وأقول المادة 140 كانت ستحل لنا مشاكل كثيرة، مشاكل المناطق المتنازع عليها، ولكن للأسف لم أجد من الأحزاب كورديها وعربيها من كان مع المادة 140، فقط في الإعلام.
رووداو: ماذا وجدت إذن؟ ما الذي رأيته ولم نره؟
رشيد العزاوي: لم نر جدية من جميع الأحزاب في تطبيق المادة 140، والمادة 140 في الحقيقة هي من ضمن المواد الدستورية التي لا زالت نافذة، وهي المنقذ الذي يحل لنا هذه المشكلة التي نسميها مشكلة المناطق المتنازع عليها، في كركوك وغيرها. هذه المشكلة لا تحلها إلا المادة 140 ويجب على السياسيين أن يرجعوا إلى المادة 140، وأنا أقول إن على الكورد أن يرجعوا إليها قبل غيرهم.
رووداو: هل أنت مع عودة البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها وكركوك على وجه الخصوص وتشكيل هذه القوة المشتركة بين البيشمركة والقوات العراقية؟
رشيد العزاوي: لا شك أن قوات البيشمركة هي قوات عراقية. دعونا نعترف ونقول إنها قوات عراقية. إذا عرفنا أنها قوات عراقية
رووداو: هي جزء من المنظومة الدفاعية العراقية..
رشيد العزاوي: إذا عرفنا أنها قوات عراقية تحل هذه المشاكل، ولكن فقط إذا قلنا باللسان إنها قوات عراقية واعتبرناها فقط قوات كوردية حامية للأحزاب فهذا شيء آخر. حينها سنجعلها كالفصائل ومثل بقية الأحزاب السياسية التي لديها الآن فصائل مسلحة سنعتبر للبيشمركة نفس الاعتبار. أما إذا اعتبرنا البيشمركة، واعتبرها الكورد قوة عراقية، نعم.
رووداو: هل ترى أن الكورد لا يعتبرونها قوات عراقية؟
رشيد العزاوي: أنا سألت هذا السؤال عدة مرات
رووداو: وهم يطالبون بحقوقهم في الموازنة العامة للعراق، مثلاً..
رشيد العزاوي: لا هذه المسألة مختلفة.. ليس هذا فقط.. إمرة هذه القوات، ودخولها مع القوات العراقية واندماجها مع القوات العراقية. أنا أريد قوات عراقية واحدة، أنا لست مع تعدد القوات، أنا لا أريد أن يكون عند كل حزب سياسي فصيل مسلح..
رووداو: كيف ترى إنشاء أو تشكيل هذه القوة المشتركة بين البيشمركة والقوات العراقية؟
رشيد العزاوي: المفروض هو أن تندمج كل القوات، وأنا أتصور أنها ستندمج، إذا كانت هناك نية في الحقيقة، نية حقيقية ونية صادقة فإن الآليات ليست صعبة. الآليات ليست صعبة ولكن النية أولاً.
رووداو: هل أنتم مع تأسيس حكومة إسلامية عراقية تستند فقط على الشريعة الإسلامية؟
رشيد العزاوي: لا يمكن هذا الشيء. العراق أولاً متعدد، متعدد الطوائف، متعدد القوميات، لا زال بعيداً جداً عن هذا. لكن رأينا نحن في الحزب الإسلامي هو توفير البيئة الآمنة، وانا قلتها عدة مرات في الإعلام، وأقولها الآن: ليست مسؤوليتي أنا اليوم أن أطبق الشريعة الإسلامية، وإنما مسؤوليتي أن أوفر البيئة الآمنة للجميع، لمن يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ولمن يدعو إلى غيرها، وبعد ذلك تكون المنافسة ويكون القرار للشعب ليختار.
أكد رئيس مؤسسة الآشوريين من أجل العدالة، سام درمو، أن الهدف من زيارته لإقليم كوردستان، بناء علاقة أفضل بين الآشوريين في الولايات المتحدة وحكومة إقليم كوردستان
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً