السفير العراقي في ألمانيا لرووداو: عدد طالبي اللجوء من العراقيين انخفض كثيراً بعدما كان 10 آلاف سنوياً

06-11-2024
السفير العراقي لدى ألمانيا لقمان الفيلي ونوينر فاتح
السفير العراقي لدى ألمانيا لقمان الفيلي ونوينر فاتح
الكلمات الدالة العراق المانيا
A+ A-
رووداو ديجيتال

كشف السفير العراقي لدى ألمانيا لقمان الفيلي، عن أن عدد العراقيين طالبي اللجوء في ألمانيا انخفض كثيراً عن السنوات السابقة، والتي كانت تصل إلى 10 آلاف طلب لجوء سنوياً.
 
وجاء ذلك خلال مقابلة أجراها معه نوينر فاتح، لشبكة رووداو الإعلامية، تناولت ملفات عدة، بينها إعادة المهاجرين العراقيين إلى بلادهم.
 
وأدناه نص المقابلة:
 
رووداو: بوصفك سفير العراق داخل أوروبا، هناك توجه سياسي عام لإعادة المهاجرين غير الشرعيين. ما دافع البلدان التي لديها هذا التوجه لانتهاج هكذا سياسية؟
 
لقمان الفيلي: أوروبا الآن تمر في تحديات أساسية بعد المشكلة التي حصلت مع أوكرانيا، تتمثل بتحد أمني كبير، في السنين الأخيرة والـ 10 سنوات الأخيرة تحديداً بالخصوص مع الربيع العربي ومن ثم الأحداث في سوريا وتركيا التي حصلت، حدثت هناك هجرة كبيرة من الدول العربية، أو دول الشرق الموجودة بالقرب من العراق، وكذلك من العراق أيضاً، لاسيما مع دخول داعش حيث كان أحد العناصر الأساسية للهجرة إلى أوروبا وخصوصا إلى ألمانيا كمأوى أساسي. هذا انعكس مع مرور الزمن وبعد عشر سنوات هناك مراجعة من دول أوروبا على هذه المتغيرات، وجزء من ذلك مرتبط بموضوع الهوية، أي ما معنى أن تكون أوروبياً، وهذا تحد أساسي موجود في أوروبا الآن تحديداً، وكان موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أيضاً مرتبط بالهوية وجزء من ذلك مرتبط بالتفاعلات الداخلية الاقتصادية، والبحث عن وحدة أوروبا مقابل التحديات الداخلية لكل بلد، وجزء من ذلك مرتبط بالتحدي الأمني وجزئية الأمن مرتبطة بالهجرة. يعني مثلاً الإرهاب، دخول الإرهابيين، الحراك العالمي الموجود الآن حول الفكر والهوية والخوف من الإسلامية بمعنى الإسلاموفوبيا. هذا كله يتمخض وينتج تحديات أساسية مرتبطة بالعراقيين الذين يهاجرون أو مرتبطة بالعراقيين المقيمين مثلاً في أوروبا وفي دول أوروبا كلها وفي موضوع عودتهم إلى العراق.
 
رووداو: إذن هناك إعادة صياغة لسياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي بشكل عام.
 
لقمان الفيلي: أيضاً موجودة في أميركا، لأنها مرتبطة بالهوية. الموضوع غير مرتبط بالبعد الاقتصادي والثقل الاقتصادي، وألمانيا ليست لديها مشكلة اقتصادية بإيوائهم، بل بالعكس تعلن سنوياً أن هناك 400 ألف شاغر، بمعنى هناك فراغات بالعمل تملأ من قبل ناس ذو مهارة، فألمانيا الآن تعمل عمل مع أوروبا وتعمل مع بعض الدول بالشرق الأوسط على فتح مهارة العمل، أي يعني الهجرة إلى ألمانيا، أي تريد فتح الباب على مستوى قانوني وإداري حتى لتكون لديها ضمانات أمنية من أن هذا الشخص يتعلم اللغة ولديه رغبة بالتعلم لينتقل، وليست لديه مشكلة اقتصادية لا يمكن استيعابها، لذلك ليست مشكلة تحد اقتصادي بالأصل، بل مرتبط بالهوية وبنوعية المواطنين الذين يرغبون أن يكونوا جزءاً من كيانهم مستقبلاً.
 
رووداو: أثر ذلك على سياسات دول وصعود قوى جديدة في الدول الأوروبية؟
 
لقمان الفيلي: تقريباً حصل في الانتخابات الأخيرة داخل الاتحاد الأوروبي. في الانتخابات الأخيرة بثلاث ولايات في ألمانيا الشرقية القريبة من برلين، وهذه المناطق التي كانت جزءاً من ألمانيا الشرقية سابقاً شهدت صعود اليمين من 7-8% إلى 31% و32% و33%، بالتالي هناك صعود حقيقي واتحاد أوروبي كانت هذه نتيجته. حتى الانتخابات في فرنسا ارتبطت بذلك، وحتى الآن نلاحظه في السويد بحيث الآن مناهج الحكومات القادمة أو مناهج الأحزاب التي تتنافس على الحكومات تطرح جزءاً من عندها مرتبط بموضوع الهوية الذي يتعاملون من خلال الهجرة.
 
رووداو: إذن الهجرة ليست موضوعاً اقتصادياً.
 
لقمان الفيلي: ليس فقط اقتصادي، بعض البلدان لديها مشكلة اقتصادية ممكن قد تكون، لكن ألمانيا ليست مشكلة اقتصادية بحتة.
 
رووداو: لكن نوعاً ما هذا الموضوع سيؤدي بالتدريج إلى سقوط أحزاب أو قوى أو سياسات وصعود أحزاب أخرى بمعنى تغيير واجهة أوروبا.
 
لقمان الفيلي: تغيير موازن القوى الداخلية، ولن ننسى التغيير الأوروبي، مثلا هناك جانب مرتبط بأوكرانيا متعلق بالهجرة، وهو وجود ملايين أوكرانيين خارج أوكرانيا، ليست هجرة داخلية، حيث هناك جزء منهم في ألمانيا وبعض من البلدان الأخرى التي رحبت بهم نتيجة الوضع السياسي وسياسات عدائية ضد روسيا وغيرها، فهذا جزء من ذلك، وعلى سبيل المثال كانت هناك تسهيلات إيجابية تعطى للاجئين الأوكرانيين، لكن الآن قللوا منها حتى في ألمانيا.
 
رووداو: قبل أشهر، قال مبعوث الحكومة الفيدرالية الألمانية لحرية الأديان إنه لا فرصة ولا أمل للعراقيين وأيضاً حتى السوريين الذين يهاجرون الآن والذين أتوا بعد 2017 إلى ألمانيا، ونرى الآن إعادة العراقيين حيث تمت إعادة وجبة جديدة وهي الوجبة الثانية من العراقيين كان عددهم 36 شخصاً مهاجراً أعيدوا عبر مطار بغداد الدولي وأغلبهم كان من سكان إقليم كوردستان. كيف تجري هذه العملية؟
 
لقمان الفيلي: ضروري أن نرجع بعض الشيء لتكون معلوماتنا مفيدة، قوانين الهجرة في هذه البلدان مختلفة يعني أن تقبل هذا اللاجئ معاييرها مختلفة، قسم منها مرتبط بسرعة الاندماج لهذا العراقي أو لهذا الأجنبي، بمعنى تعلم اللغة وعدم خرق القانون والبحث عن عمل أي ألا تكون عالة على البلدية أو المحافظة أو غيرها، وهذا جانب. الجانب الآخر قرار قضية الهجرة والتعامل معها هو قرار سياسي شامل، بمعنى الأحزاب الحاكمة والتي في المعارضة لديها هذا الاتفاق، الموضوع غير مرتبط بحزب معين وبأدلجة معينة، أي ليس الحزب الأخضر مع البقاء والحزب الاشتراكي مع الهجرة، هناك قرار مجتمعي على مستوى الأحزاب، على مستوى البلديات وصعوداً على مستوى المحافظات، وعلى مستوى الحكومة الاتحادية، أي قرار دولة بأكملها بجوانبها المختلفة الفنية وعلى مستوياتها المختلفة، وهذا ضروري أن ندركه. فعليه الأمر غير مرتبط بقضية انتخابية، أي هناك تبني مثل ما هناك تبني بالطاقة وتبني بالأمن، والتغيير وعدم الاتكال على روسيا في الطاقة أو الأمن ومخاوفه. مثلاً موضوع رئاسة الجمهورية في أميركا وقضية حلف الناتو والاعتماد على الأمن من خلال الولايات المتحدة هناك تحديات أساسية، فهذا عابر لكل الأحزاب، والكل لديهم ذات المخاوف فالسياسات لن تكون مختلفة جوهرياً، لأن الخطورة واحدة والنسيج السياسي متجانس في هذا الموضوع. يعني الأمن القومي الألماني أو الأوروبي لا يختلفان جوهرياً عليه. أنا كسفير مطلوب من عندي أن امتن العلاقة مع البلد الآخر، وهناك ملفات أمنية وقنصلية وملفات سياسية واقتصادية، وبحث عن تطور مجتمعي وعلاقات ثقافية وتعليم وغيرها. أحد أهم التحديات التي واجهتها بالبداية أن هناك امتعاضاً ألمانياً من سياسات العراق بعدم التعاون معهم في موضوع الهجرة، وعندما تبحث بالأرقام تجد هناك معطيات حقيقية لهذا الموضوع، مثلاً هناك لاجئون خرقوا القانون الألماني، من حيث التعدي من خلال تجارة المخدرات ومن خلال قضية ممارسة عنف مع الآخرين، أو عنف داخل العائلة، هذا بالحبس وهذا معتقل وهناك من هو هارب من العدالة، ومقابل هذا الشيء واقعاً يجب أن نتعاطى معه ووصل إلى درجة أن الألمان ومن ثم الاتحاد الأوروبي كله وصلوا إلى قرار أن العراق غير متعاون معهم في موضوع العودة، هذا الواقع واجهناه وارتبطت الملفات الأخرى بهذا الموضوع، بمعنى التعاون الاقتصادي مرتبط بهذا الموضوع والتعاون السياسي مرتبط بهذا الموضوع.
 
رووداو: إذن كدولة أصبح لديها عائق بالتعامل سياسياً واقتصادياً مع أوروبا.
 
لقمان الفيلي: هذا العائق له أسباب حقيقية مرتبطة به، فدولتي ليست قامعاً سياسياً لتطارد هارباً سياسياً. دولتنا ديمقراطية وفيها حرية السفر، إذ يمكن للمواطن الحصول على جواز السفر وتكون عليه مسؤولية ومن ثم أكون مسؤولاً عليه خارج الحدود. داخل الحدود يلتزم كمواطن وخارج الحدود عنده جواز عراقي عنده جنسية عراقية وأنا مسؤول عليه. لاحظنا أن الألمان والأوروبيين وصلوا الى حد أن العراق غير متعاون فعليه نضع العراق على قائمة مؤشرات قوائم لديهم تتعلق بالسفر وبالتعاطي بالأمور الأخرى، ومن هذا المنطلق الذي واجهته كسفير ومطلوب من عندي أن أمتن العلاقات، وصلنا إلى قناعة معهم أن ننظم هذا الموضوع بأن لا يتم منع المريض العراقي من أن يتعالج لا تمنع الطالب العراقي أن يأتي للتعلم ،لا تمنع التاجر العراقي الذي يريد أن يتعامل معك وأن لا تمنع العراقي الذي يريد أن يهاجر من أجل أن يصبح مهندساً في معمل معين، وهو يمتلك مقومات لذلك، وأنتم تقبلونه ونحن ليس لدينا مانع بذلك، أو السائح العراقي. هذا الوضع يحتاج إلى إعادة ترتيب العلاقة معهم، من منطلق أن ألمانيا تمتلك موقعاً جغرافياً له ثقله في أوروبا، وبمعنى أن عندما تكون ألمانيا معك معناها أنت تمتلك مقومات قوة في الاتحاد الأوروبي قوية، على اعتبار أن ألمانيا عندما تكون ضدك بهذه السياسات معناها أنت ستكون ضعيفاً ضمن أروقة القرار في الاتحاد الأوروبي، خصوصا أنها اقتصاد عالمي كبير، بمعنى أنها دولة ليست هينة، لكن الأهم من هذا ليس فقط على المستوى العالمي، نحن نتحدث عن كيان كقارة أوروبية، يواكب ذلك أن العراق يقول أنا في طور التعافي فليس لدي مشكلة أمنية كما في السابق كذلك عالجت موضوع داعش، وحالياً نتعافى وليست لدي مشكلة حرية الرأي والتعايش الديني كما لست دولة بوليسية، فمن غير المطلوب من المواطنين أن يذهبوا إلى بلد آخر ويقدموا على اللجوء، وضمن هذا السردية من الصحة أن تكون لديك علاقة صحية طبيعية حالك حال أي دولة أخرى، وأضف إلى ذلك بعد آخر، أن جوازك يواجه صعوبة بالحصول على تأشيرة دخول ولدينا صعوبة بلدان أخرى. جزء من ذلك مرتبط بهذا الموضوع، إي أن الآخر يقول إن هذا لم يأتي كسائح بل قدم كلاجئ، إذا لماذا أمنحه تأشيرة دخول؟ بل يجب أن نذهب بإجراءات أخرى تمس كرامة العراقي، وهذا يجب معالجته، بالتالي الموضوع مرتبط بهذه الأسباب كلها وليس بملف جزئي أو مرتبطة بأن بعض العراقيين يجب أن يعودا.
 
رووداو: في ظل هذا التحدي كيف وصلتم إلى اتفاق مع ألمانيا؟
 
لقمان الفيلي: هناك تفاهمات مكتوبة وشروط والتزام على الطرف الألماني أن يلتزم به، وعلى الطرف العراقي أن يلتزم به، وهناك إثباتات رعوية بأنه هل هؤلاء عراقيين أم لا، وهناك آلية منهجية للموضوع وهناك حفظ كرامات العائلة ووحدة العائلة، إضافة إلى قضايا أخرى أخذت بنظر الاعتبار، كلها تمت مناقشتها، وتمت حوارات مطولة استغرقت أشهر للتوصل إلى هذه التفاهمات.
 
رووداو: هذه التفاهمات انتجت عودة للعراقيين عبر المطارات؟
 
لقمان الفيلي: العراق لا يمنع عودة أي مواطن يريد أن يرجع للعراق، وهذا الشرط الذي لدينا معه، بمعنى لا نستطيع أن نقول لأحد لا يمكنك العودة إلى العراق، بالتالي هو مواطن ونحن منحناه جوازاً بالتالي من حقه أن يعود، كذلك لا يمكننا أن نفرض على الدول الأخرى أن نفرض ما هو نظام الإقامة لديهم، فلكل بلد سيادته، وموضوع الإقامات جزء من السيادة، ونحن يجب أن نحترم سيادة الآخر ليحترم الآخر سيادتنا.
 
رووداو: العراق ليس ضد قرار ألمانيا بإعادة المهاجرين غير الشرعيين حتى لو كان قسراً؟
 
لقمان الفيلي: يجب تنظيم ذلك، بمعنى ليس أن يرسل الناس ونحن نستلم، لكن يجب أن ينظم ذلك، حيث هناك إثباتات رعوية وهناك إجراءات، إضافة لوجود إثباتات رعوية، علاوة عن التأكد من الملف ومعرفة خلفية الشخص، فهناك جانب آخر يجب ألا نغفله وهو أن العراق عانى من الإرهاب، وهناك مطلوبين للإرهاب من العراقيين وغير العراقيين، أو من يدعون أنهم عراقيين، بالتالي الباب ليس مفتوحاً أمامهم ليعودوا، كحالة أي مواطن، فقد يكون الشخص مطلوباً للعدالة، يجب ألا ننسى أن العراق في حالة تعافي من الإرهاب، ومن حرب مع منظمة اسمها داعش أو القاعدة، بالتالي الموضوع يجب أن ينظم وهناك جدول لذلك ونحن نتعامل بمسؤولية ومع كل ملف بتفاصيله، وليس كرقم، فهذا الموضوع غير موجود، بل هناك منهجية لهذا الموضوع.
 
رووداو: إذن هناك تنسيق بين ألمانيا بأن لا تعيد إلى العراق من هو مطلوب إلى العدالة ودون التثبت من جنسيته؟ 
 
لقمان الفيلي: هناك شروط منها متعلقة بالعائلة، ومنها مرتبطة بالوضع الصحي، وبعضها مرتبط بأنه يحتاج إلى دعم مادي بهذا الموضوع، كما هناك قسم استثمر أو صرف مبالغ للذهاب إلى أوروبا، كما لا ننسى نحن كقسم قنصلي يتمثل بأن شاباً توفي في الغابة الفلانية بسبب مهربي البشر، بالتالي لدينا مشكلة أساسية بالتعامل باللاشرعية في الانتقال حيث تتسبب بحالات موت أو مس لكرامات الناس، أو يذهب إلى بلدان وضعها أساساً في حالة حرب، فضلاً عن الهجرة عبر طريق البحر مما يتسبب بحالات غرق في البحر المتوسط، لذلك هناك مشكلة إنسانية يجب معالجتها. جزء منها أن يدرك العراقي أن ألمانيا لن تستقبله كما في السابق، وأن السردية الحقيقية ليست كما التي تعرفها. كما يجب الرؤية إلى العراقي الذي يعود إلى العراق كيف بإمكانه زيارة المطاعم، وإنشاء حساب إلكتروني على تطبيق تيك توك والتحدث بما يشاء وفق حرية الرأي والتعبير، بالتالي أصبح عندما يقدم العراقي إلى لجوء يقولون له إن العراقيين الآخرين بالتيك توك الذين المقيمين في ألمانيا وزاروا العراق نقلوا لنا سردية أخرى، إذن لديكم حرية التعبير والتنقل والملكية، لذا لجوئك ليس فيه حق. كما يجب ألا ننسى أن العراق دولة شفافة وليست مغلقة وليس هناك جدار حديدي كما في زمن صدام حسين، بالنتيجة آليات التواصل الاجتماعي موجودة والناس تري الحقيقة مثل ما هي موجودة، مثل ما يرى الألمان ذلك بكل وضوح عبر التيك توك والرسائل، ومن خلال التنقل، حيث يرون المقاهي والأراكيل وغير ذلك مما هو متوفر في العراق.
 
رووداو: هل هناك أرقام حول أعداد العراقيين المهاجرين الذين رفضت طلبات لجوئهم؟
 
لقمان الفيلي: لا أعرف حالياً عدد المقدمين على اللجوء، لكن في السنين الأخيرة كانت أرقام كبيرة وصلت إلى 10 آلاف سنوياً.
 
رووداو: ما عدد المرفوضة طلباتهم حالياً؟
 
لقمان الفيلي: المرفوضون حالياً رقمهم قليل بكثير عن السابق، لأسباب مختلفة، جزء من ذلك تغيير القانون الألماني الذي كان لا يسمح بحمل جنسيتين، فضلاً عن تقليل شروط الجنسية والإقامة، مثلاً كانت شرط اللغة أساسي وبعمر معين، والآن تم تقليل ذلك، وفي قضية العمل أيضاً كانت هناك تسهيلات، هم في الأساس لديهم شواغر في العمل لكنهم بحاجة إلى أصحاب خبرة.
 
رووداو: هناك تغيير في قانون الهجرة الألماني؟
 
لقمان الفيلي: أوجدوا قانون جديد قلل الأرقام غير القانونية كثيراً وصار لديهم وجود قانوني مؤقت على الأقل لمدة سنة وسنتين، لذلك الأرقام حاليا أقل من السابق، لكن أصل المشكلة هي منهجية العودة إذا ما كانت هناك عودة، وتقليل الخروج من العراق غير القانوني إلى ألمانيا.
 
رووداو: ما هي المساعدات التي تقدم إلى الشخص المرحل من ألمانيا إلى العراق سواء من الاتحاد الأوروبي ومن العراق أيضاً؟
 
لقمان الفيلي: هناك معالجات مختلفة، الاتحاد الأوروبي لديه معالجات تتلتزم بها ألمانيا، ولدى ألمانيا معالجات خاصة أيضاً في بعض المرات، وهذا الموضوع يعتمد على العراقي نفسه إذا ما سمى نفسه طوعياً أو غير طوعي، ففي حال كان طوعياً أي غير مجبر يتعاطون معه بإيجابية وتتم تهيئة مستلزمات كثيرة، وهناك ضمان صحي لمدة معينة ومبالغ مالية معينة أيضاً، وكذلك قد يرفع اسمه من القائمة السوداء، أي يمكنه مستقبلاً السفر، خصوصاً وأن موضوع السفر مرتبط بكل أوروبا وليس ألمانيا فقط، وهناك من يصر أنه لا يريد عودته، لكن نحن لا يمكننا منع ذلك لأننا نتعامل مع دولة ذات سيادة نحترمها وتحترمنا، رغم أننا نرحب بعودة أي عراقي، ولذلك هذا النوع تكون تسهيلاته المادية أقل بكثير.
 
رووداو: هل هناك اتفاق سري بين العراق وألمانيا على إعادة المهاجرين؟
 
لقمان الفيلي: ما معنى السري وأنا ذكرت أن هناك اتفاقاً بيننا؟. يجب ألا ننسى أن الدولة عندما تحترم نفسها يعني يجب أن تحترم المواثيق، وإذا ما قلنا أن العراق تعافى فعليه أن يحترم المواثيق.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

 غمكين رمو

الشاعر غمكين رمو لرووداو: بعض الكتاب الكورد يتجهون للكتابة بالعربية بحثاً عن الشهرة والمال

في عالم غمكين رمو، تنبثق الكلمات من ذكريات "فردوس صغير" يُدعى "تالِك"، تلك القرية الوادعة التابعة للدرباسية في غرب كوردستان، التي شيدتها أيادي عائلة جميل باشا، قبل أن تجتاحها أمواج "الحزام العربي" فتعيث فيها خراباً. هو ليس مجرد شاعر وقاص، بل شاهد على عصر نسج بلسان الأم قلبه وعقله منذ مطلع الثمانينيات، في خضم تحديات وصعاب لا حصر لها. في زمن كانت فيه الأبجدية اللاتينية نفسها تصل بشق الأنفس، خطا خطواته الأولى مستنيراً بنصائح الشاعر الكبير "سيدايي تيريج"، ليصبح صوتاً من الأصوات التي لم تسمح للأدب الكوردي بالبقاء في الظل في غرب كوردستان.