صالح مسلم لرووداو: تواصلنا الحالي مع تركيا على مستوى وزارة الخارجية

04-09-2025
الكلمات الدالة صالح مسلم روجآفا سوريا الكورد الإدارة الذاتية دمشق
A+ A-
رووداو ديجيتال

كشف عضو هيئة رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، صالح مسلم، أن التواصل بين روجآفا وأنقرة يتم على مستوى "وزارة الخارجية التركية"، معلقاً على أنباء لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بالقول: "ليس لدي علم، ولننتظر 20 يوماً أو شهراً، لتنكشف الأمور". 

في مقابلة خاصة مع رووداو، أجراها المذيع دلبخوين دارا، نشرت اليوم الخميس (4 أيلول 2025)، قال السياسي الكوردي من روجآفا المعروف بـ "أبو ولات"، إن الوفد الكوردي المشترك جاهز للتفاوض مع دمشق، لكن الحكومة السورية الانتقالية هي التي تتجنب تحديد موعد.

وأشار إلى أن الحل في سوريا يكمن في "نظام لا مركزي"، مشدداً على أن الكورد "شركاء" في بناء سوريا الجديدة التي يطالبون بها باسم "الجمهورية السورية"، كما تطرق إلى إمكانية تطبيق "نظام الرئاسة المشتركة" في كامل سوريا "إن أمكنهم ذلك"، حسب قوله.

صالح مسلم، أكد أن "وجود الكورد، والإدارة الذاتية، وحقوق المرأة" هي "خطوط حمراء" لا يمكن التنازل عنها.

حول مصطلحه "الأمة الديمقراطية"، أوضح مسلم، أن "مشروعهم لا يقوم على أساس قومي كوردي فقط، بل يشمل العرب والسريان والمكونات الأخرى، ويمتد ليشمل مناطق مثل الرقة ودير الزور".

وأدناه نص الحوار: 
 

دلبخوين دارا: مشاهدينا الكرام، طاب مساؤكم. لقد أعددت لكم مقابلة أخرى، هذه المقابلة مميزة ومختلفة جداً، لأن ضيفي لأول مرة هو صالح مسلم، أبو ولات، عضو مجلس قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وقد وعدني بإجراء هذه المقابلة ووفى بوعده. أهلاً بك أبا ولات. أنا مسرور جداً.

التقيت بك في الحسكة، في غرب كوردستان، في ذلك الوقت لم تعدني مئة بالمئة، لكن كان لديّ إحساس في قلبي أنني سأجري معك مقابلة. أهل كوباني لا يخلفون وعودهم، أليس كذلك؟

صالح مسلم: كوباني معروفة بذلك، معروفة بعنادها.

دلبخوين دارا: لكن رؤوسنا تلين شيئاً فشيئاً (يضحك).

صالح مسلم: إذا كان هناك حق، فإنها تلين.

دلبخوين دارا: أبا ولات، ذكرنا كوباني، عندما تذهب إلى مقبرة الشهداء في كوباني، ترى شهداء من جميع أنحاء كوردستان الأربعة في المقبرة، استشهد بيشمركة، وقد حرر البيشمركة مع المقاتلين وبمساعدة التحالف كوباني. كوباني وحدت الكورد حقاً.

صالح مسلم: ليس فقط وحدتهم، بل إن خصوصية معركة كوباني وتأثيرها كان على مستويات اجتماعية ودولية ووطنية عديدة.

دلبخوين دارا: قلنا إن كوباني قادت الكورد إلى الوحدة، وتجمع الكورد من جميع أجزاء كوردستان الأربعة في كوباني. أبا ولات، هل يتجه الكورد في غرب كوردستان الآن نحو الوحدة أم نحو التباعد؟

صالح مسلم: ليس في روجآفا (غرب كوردستان) فقط، قلنا إن كوباني كانت بداية، البيشمركة ووحدات حماية الشعب (YPG) أصبحوا واحداً معاً، في ذلك الوقت لم تكن قوات سوريا الديمقراطية موجودة، في ذلك الوقت سُعد الشعب بالأمر، ورُفعت آماله. في ذلك الوقت، وحّد شهداءٌ من جميع أنحاء كوردستان الأربعة الشعب. أي أن الدعوة التي أطلقها القائد أوجلان وجاء الشعب من جميع أطراف كوردستان إلى كوباني. كوباني وحدت الشعب الكوردي. ومنذ ذلك الوقت، توحد الكورد.

الآن الأمر متروك لنا، عندما نقول الوحدة قد لا يفهمها البعض جيداً، أي أن الوحدة لا تعني وحدة الأحزاب السياسية. نحن نتحدث عن وحدة الشعب، كل مجتمع لديه مؤسساته والأحزاب السياسية هي إحدى تلك المؤسسات، فضلاً عن ذلك، المجتمع نفسه مجتمع منظم. لديه مؤسساته، وأماكنه، ومراكزه، وأعماله ونشاطاته، كل هذا موحد، وقد أصبحوا واحداً وتقاربوا فيما بينهم. الشعب الكوردي بشكل عام، قلبه على كوباني، وهذه خصوصية كوباني، لكن يبقى الأمر أن تتفق الأحزاب السياسية.

دلبخوين دارا: هل الأحزاب السياسية لم تتفق بعد يا "أبا ولات"؟

صالح مسلم: لقد اتفقوا، نعم، لكن هنا أيضاً أساء بعض الناس الفهم، في اعتقادهم يجب على جميع الأحزاب السياسية أن تقول كلمة واحدة، لكن الأمر ليس كذلك. على سبيل المثال، أن يكون هناك صف واحد. الآن في أي بلد أو دولة، انظر إلى قانون الأحزاب، كل حزب له قانونه الخاص، وفيه كيف يمكننا خدمة هذا الشعب وهذه الدولة، أي لديهم أهداف، لكن ليس لدينا نحن الكورد، مشكلتنا تكمن هنا.

أي عندما نقول يجب أن تُعرّف خطوطنا وتعمل أحزابنا داخلها. الآن في روجآفا لدينا 22 حزباً، جميعهم يقولون إننا نريد حماية الإدارة الذاتية، ولديهم تنسيق. نريد أن يحدث هذا التنسيق في جميع أنحاء كوردستان. وإلا فإن الوحدة فقط للأحزاب السياسية، بخلاف ذلك توجد مؤسسات اجتماعية، ومؤسسات اقتصادية، ومؤسسات دينية، يجب أن يكون هدف جميعها واحداً وكيف يمكننا حماية هذا البلد وهذا الشعب.

دلبخوين دارا: تتحدث عن الأحزاب ومؤسسات الإدارة الذاتية، لكن هناك أحزاب أخرى خارج الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي يا أبا ولات. على سبيل المثال، هناك أحزاب المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وأحزاب أخرى أيضاً غير منضوية في الطرفين. لقد عقدتم مؤتمراً كبيراً في قامشلو حضرته جميع الأحزاب واتخذتم جملة قرارات.

صالح مسلم: تمام، هذا من أجل تنسيقنا. هذا الأمر الذي حدث في المؤتمر الكوردي في قامشلو، كنا نرغب أن يحدث منذ زمن طويل. نريد أن يتوسع هذا الأمر ويحدث في جميع أنحاء كوردستان.

دلبخوين دارا: متى ستُنفذ هذه القرارات؟ حتى الآن لم تُنفذ قرارات هذا المؤتمر؟

صالح مسلم: حسناً، كيف هو التنفيذ؟ أنا لا أفهم هذا، القرارات قيد التنفيذ، وعندما تبدأ مفاوضات مع دمشق، حينها سيتصرف الجميع وفقاً للمبادئ.

وهذا موجود مسبقاً، العدو سيرغب في تفريقنا، لكن إذا ذهبوا إلى أحد الأحزاب وقالوا له نريد عقد اتفاق، فمن المؤكد أننا قد عقدنا اتفاقاً واتفقنا ونحن مستعدون، يجب أن يتم هذا الارتباط والاحترام معه.

دلبخوين دارا: أبا ولات، لم تذهبوا إلى دمشق، الوفد الكوردي لم يذهب إلى دمشق.

صالح مسلم: الوفد سيذهب. لقد طلبوا الاجتماع وينتظرون ردهم. هم (دمشق) يتجنبون ذلك بالميول إلى هنا وهناك، كي لا يحققوا ذلك.

دلبخوين دارا: هل ترحب دمشق بالوفد الكوردي أم لا؟ هل هي مستعدة لاستقبال الوفد الكوردي؟

صالح مسلم: لقد وعدوا بأنهم سيفعلون ذلك، نعم. وهم يقولون ذلك. الشرع نفسه قال: سنفعل ذلك. لكن يبقى عليهم أن يتفقوا هم أنفسهم. المشكلة ليست منا. المشكلة عندهم.

دلبخوين دارا: أي أنكم مستعدون للذهاب إلى دمشق؟

صالح مسلم: نعم، اللجنة جاهزة وقد تم تسميتها، الرؤساء المشتركون للجنة مستعدون، والوفد جاهز وكل شيء واضح.

دلبخوين دارا: حتى الآن لم تذهبوا إلى دمشق ودمشق لم تستقبلكم، هل مارستم ضغطاً على دمشق؟ هل طلبتم أنتم من دمشق استقبال الوفد الكوردي؟

صالح مسلم: نعم، هذا أحد مطالب لجاننا التي ستذهب للتفاوض الآن.

دلبخوين دارا: لكنكم تذهبون باسم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

صالح مسلم: نعم، وهذا أحد مطالبهم أن يستقبلوا هذا الوفد. إنهم يفعلون ذلك من أجل الجميع لأن وفدينا يكملان بعضهما البعض ولا يختلفان. انظر إلى البندين 2 و 3 من الاتفاقية بشأن المكونات الموجودة والأمم الموجودة والأطراف المختلفة، يجب أن يكون لها تمثيل، ونحن منهم، نحن الكورد جميعاً واحد.

دلبخوين دارا: أحمد الشرع مستعد ليمنح أية حقوق للكورد؟

صالح مسلم: والله لا ندري. لأن أحمد الشرع حتى الآن في حيرة، ولا يدري ماذا يفعل. من ناحية تأتيه أوامر من تركيا، ومن ناحية أخرى ما يطلبه منه الشعب السوري. لكنه شيئاً فشيئاً يعود إلى الطريق الصحيح.

إذا كان على قوله، عندما وصل إلى سلطة سوريا، قال هو بنفسه أريد أن تكون سوريا كلها واحدة، وأن يكون جميع السوريين معاً. لكنه لم يذكر قضية الديمقراطية، قال بشكل عام كونوا معاً، اعترفوا بهم (الكورد)، اقبلوهم، ثقافتهم ولغتهم، كذلك أن يعود جميع اللاجئين والنازحين، أي أنه ذكر جميع مطالبنا لكن يجب أن تتحقق هذه الأمور عملياً. وقد أعددنا أنفسنا وفقاً لما قالوه.

دلبخوين دارا: هل تعلمون ماذا ستطلبون من دمشق يا أبا ولات؟

صالح مسلم: نعم، نعلم.

دلبخوين دارا: هل رأي الأطراف السياسية في روجآفا رأي واحد؟

صالح مسلم: نعم.

دلبخوين دارا: ماذا تريدون؟

صالح مسلم: باختصار، نحن من هذا البلد، نحن من سوريا، مشروعنا لا يقسم سوريا، نريد حلاً داخل سوريا.

دلبخوين دارا: ككورد؟

صالح مسلم: نعم. نحن الكورد شركاء في هذا البلد. سواء كان ذلك في الإدارة الذاتية أو غير ذلك. نحن شركاء في هذا البلد، يجب ألا يتم شيء دوننا. أي أنك إذا أجريت انتخابات، فنحن موجودون فيها، إذا وضعت دستوراً، فنحن موجودون فيه، إذا شكلت حكومة، فنحن موجودون فيها، إذا أنشأت إدارة، فنحن موجودون فيها، إذا أسست اقتصاداً، فنحن موجودون فيه. في كل شيء نحن شركاء بهذا البلد. هذا ما نريده، ويمكننا التحدث عن شكل هذه الشراكة. نحن نقول الحكم الذاتي الديمقراطي. الحكم الذاتي الديمقراطي يبدأ من الأشياء الصغيرة حتى يصل إلى الفيدرالية.

دلبخوين دارا: هل تريدون الفيدرالية؟

صالح مسلم: ليس شرطاً. الفيدرالية ليست قالباً.

دلبخوين دارا: يجب أن تقوموا بتسميتها...

صالح مسلم: تمام اسم... نحن نقول الآن وفقاً للطرف الآخر والمفاوضات التي ستحدث. الآن الفيدراليات ليست كلها واحدة. الفيدرالية في إنجلترا لها 3 أشكال. يمكننا أخذ أمثلة أخرى. في كل بلد لها فيدراليتها بطريقة معينة.

دلبخوين دارا: وفقاً لسوريا ومكوناتها التي تعيش فيها، ما هو أفضل نظام لكم ككورد وأطراف سياسية كوردية، بالنسبة للكورد؟

صالح مسلم: إنه نظام لا مركزي. لقد قلناه من قبل. والإدارة نفسها لديها ذلك في عقدها الاجتماعي، وقد اقترح مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) ذلك لدستور سوريا ووافق عليه مجلس سوريا الديمقراطية. الإعلان الدستوري الذي أصدرته (دمشق)، قام مجلس سوريا الديمقراطية بإصدار بديل له، وقد أصدره أيضاً، والدستور الدائم، تم إجراء مناقشات حوله. الأمر لم ينته بعد. لا يمكنك أن تقول بمفردك سأحقق هذه الأمور، يجب أن تجلس مع الآخرين، يجب أن يكون هناك قبول، لأنك لست طرفاً بمفردك. هناك طرف آخر أيضاً، يجب أن تتفاوض معه وتسمح له بالقبول. نحن مستعدون لذلك، على سبيل المثال، الدستور، الإعلان الدستوري، والعيش المشترك، ماذا يمكننا أن نفعل معاً وكيف ستكون الإدارة.

لكن هناك بعض الأشياء، لقد عشنا على نظام لمدة 10 سنوات، لدينا مؤسساتنا، وقد تشكلت مؤسساتنا الاجتماعية، على سبيل المثال، قضية المرأة موجودة، المرأة لدينا في كل مجال، وقد أنشأنا نظام الرئاسة المشتركة، ولهذا السبب لدينا خصوصية. نريد أن يتم قبول إدارتنا التي تشكلت في مناطقنا، سواء باسم روجآفا أو شمال شرق سوريا. قد نجري بعض التعديلات فيها، لكننا لا نكيف أنفسنا وفقاً للأطراف الأخرى.

دلبخوين دارا: هل شركاؤكم في الوفد الكوردي، أقول المجلس الوطني الكوردي (ENKS) وحزب التقدمي والأحزاب الأخرى، يوافقون على رأيكم هذا؟

صالح مسلم: عندما كُتبت نقاط الوفد، كانت 12 أو 13، وقد وافقوا عليها كلها.

دلبخوين دارا: هل لديكم تصور خاص لنظام لا مركزي في ذهنكم؟ مثال لدولة يمكن أن يطبق في سوريا؟

صالح مسلم: دول أجنبية؟

دلبخوين دارا: نعم، دول أجنبية؟

صالح مسلم: هناك، سويسرا موجودة، بلجيكا موجودة، دول العالم كلها هكذا. أي أن النظام المركزي المظلم الحالي، الذي يجب أن يكون فيه كل قرار من العاصمة ويتجاهل الأماكن الأخرى، تجاوزته الشعوب، ويعتبرونه عبئاً ثقيلاً عليهم. ولهذا السبب يتقاسمون السلطة وكلما انتشرت كان الأمر أفضل. على سبيل المثال بلجيكا، التي لا تساوي نصف سوريا، يوجد فيها 27 إدارة ذاتية.

دلبخوين دارا: لم يتضح لي مئة بالمئة أي نظام ترغبون فيه، فيدرالية أو لا مركزية، وما سيكون مكان الكورد فيه؟

صالح مسلم: الآن ككورد، يقولون دعونا نكون كوردستان مستقلة. لكن ماذا تريد؟ هل تريد اللغة؟ هل تريد الثقافة؟ هل تريد الاقتصاد؟ هل تريد السياسة؟ كل هذا موجود في مناطقك وكلها متاحة. لكن هناك أشياء وهناك سلطات أكبر منها، تتقاسمها مع الأطراف الأخرى، أنت تعيش داخل بلد.

دلبخوين دارا: أي أن قوات سوريا الديمقراطية ستبقى، وقوات الأسايش ستبقى؟ اللغة الكوردية ستبقى في المناطق الكوردية؟

صالح مسلم: نعم تبقى، وعليهم أن يقبلوا بذلك.

دلبخوين دارا: هل ستقبل دمشق اللغة الكوردية والجامعات والمدارس الكوردية؟

صالح مسلم: نعم نعم، ستقبل المدارس والجامعات والشهادات التي تصدر منها.

دلبخوين دارا: هل هذا طلبكم أم هم قالوا سنقبل؟

صالح مسلم: هذا طلبنا ولم يقولوا لا، يقولون هذا حقكم، هذه لغتكم. لكن حتى الآن لم يتم شيء بشكل رسمي.

يريدون إرضاءنا، هناك وكالة سانا وقد افتتحوا قسماً كوردياً فيها على سبيل المثال.

دلبخوين دارا: هل ستشاركون فيها؟ هل ستعملون فيها؟

صالح مسلم: قلنا لهم في السابق كانت سانا تذمّنا باللغة العربية، أما الآن فستذمّنا باللغة الكوردية.

دلبخوين دارا: طبعاً سانا هي وكالة الأنباء الرسمية السورية. أبا ولات، هل يمكنني طرح أي أسئلة أريدها بحرية؟

صالح مسلم: أنت حر. ملتزمان بالوعد الذي كان بيننا.

دلبخوين دارا: هل اجتماع باريس انهار أم تأجل؟

صالح مسلم: نحن نقول إنه تأجل. لأن الأطراف التي أرادت انعقاد الاجتماع في باريس ما زالت تصر، فرنسا وأميركا، لكن بريطانيا مترددة، لا تريد ذلك، لكننا نصر على عقد الاجتماع. بالنسبة لنا المكان ليس مهماً، الأهم بالنسبة لنا هو وجود أطراف ضامنة.

دلبخوين دارا: ألا تثقون بدمشق؟

صالح مسلم: لا نثق بدمشق فقط، دمشق تقول شيئاً اليوم ثم تقول شيئاً آخر. لقد وعدنا بعضنا البعض، لكن في اليوم التالي قالوا أشياء أخرى. ولهذا السبب نريد طرفاً آخر بيننا. على سبيل المثال، حتى الآن لم تقل إنني سأعمل وفقاً لاتفاقية 10 آذار، لم تقل ذلك، لماذا؟ الأميركان كانوا على هذه الاتفاقية، صحيح جلسنا ووقعنا، لكن كان بدعم من أميركا وغداً لا يمكنهم التراجع عنها. وفي الاجتماع الذي عقد في عمان (عاصمة الأردن) قال توم باراك يجب تنفيذ تلك الاتفاقية.

دلبخوين دارا: الآن تريدون وجود ضامنين (أطراف ضامنة) في جميع مفاوضاتكم مع أحمد الشرع؟

صالح مسلم: نعم، يجب أن يكون هناك ضامنون.

دلبخوين دارا: بدون ضامن، لن تجروا مفاوضات؟

صالح مسلم: لا، نحن نفعل، ليس أننا لا نفعل، لكن الأمور التي نريدها أن تكون دائمة وتستمر، حتى يتشكل البلد. في الواقع، بمجرد أن نتفق، فلن تكون هناك حاجة لأن يبقوا.

دلبخوين دارا: من هم ضامنوكم، هل هي أميركا فقط؟

صالح مسلم: أميركا وفرنسا، وبريطانيا أيضاً.

دلبخوين دارا: أي دولة أقرب إليكم؟

صالح مسلم: لدينا علاقة مع أميركا منذ عام 2015، وفرنسا أيضاً منذ التحالف الدولي. لكن فرنسا أقرب إلينا.

دلبخوين دارا: في الأيام الصعبة، من يقف إلى جانبكم؟

صالح مسلم: لم نطلب من أحد أن يقف إلى جانبنا، لكنهم أيضاً بالتأكيد في الأيام الصعبة، خاصة عندما تكون هناك حاجة للعصا، فهم متعاونون، لكن لا أحد يرفع العصا بدلاً منا، فليعلم الجميع هذا، العصا عصانا. لكن في المسائل السياسية والدبلوماسية، يقدمون بعض المساعدات، بعض الأمور تتم علناً وبعضها سراً. في بعض الأحيان تكون هناك أمور لا نريدها ويرون هم أنها ليست صحيحة، فبدلاً من أن يقفوا ويرفعوا عصاهم، يصمون آذانهم في الزوايا. تحدث بعض الأمور بهذا القبيل.

دلبخوين دارا: إذا اندلعت حرب - وأتمنى ألا تندلع - هل أنتم مستعدون لها؟

صالح مسلم: لا نستسلم مئة بالمئة، وماذا يعني الاستعداد، وفقاً لإمكانياتنا، نحن مستعدون مسبقاً.

دلبخوين دارا: أبا ولات، هل هناك خطر هجمات على روجآفا؟

صالح مسلم: تمعن، الآن لا يمكننا القول إنه لا يوجد خطر، الوضع الذي تمر به الشرق الأوسط حالياً، تغيير أي شيء ممكن، كل احتمال وارد. من ناحية، توم باراك، لا أحد يعلم أي قرار سيتخذه غداً، ومن ناحية أخرى، ما سيفعله أردوغان غير واضح، يمينه ويساره غير واضح. ومن ناحية أخرى، أحمد الشرع، الجميع يعرف خلفيته ومن حوله يعلمون ما الذي جاء به. في مثل هذا الوضع، أنت مضطر دائماً، للدفاع عن النفس، أن تكون مستعداً، وأن تكون لديك استعدادات للدفاع عن نفسك.

دلبخوين دارا: إلهام أحمد ذهبت إلى دمشق، لماذا ذهبت؟ لتتفاوض حول ماذا؟

صالح مسلم: المفاوضات لم تنقطع، قد لا تكون إلهام أحمد في المفاوضات طوال الوقت، لكنها موجودة دائماً، سواء على المستويات الصغيرة أو العالية، وفودنا، كما رأيت، كانت هناك قضية حلب وقضايا التعليم وقضايا أخرى. المفاوضات موجودة دائماً، لم تنقطع. وهناك دائماً استعدادات لقضايا تشكيل اللجان، ولذلك، فإن الاتفاقية التي أبرمت الآن هي إطار، على سبيل المثال، عندما نقول إننا نريد سوريا، فنحن جزء من سوريا، أي أننا لا ننفصل عن سوريا، هذا أولاً. ونقول، نريد دستوراً، ونقول نريد أن تكون جميع قواتنا واحدة، وأن تكون القضايا الاقتصادية واحدة، هذا كله. صحيح أننا وضعنا إطاراً، فقد صنعنا لها إطاراً، لكن هذه الاتفاقية التي أبرمت الآن، يجب أن تتشكل لجان واحدة تلو الأخرى، يجب أن تتشكل لجان مشتركة. سنجلس معاً ونناقش كل هذه الأمور، وقد يستغرق ذلك شهوراً، على سبيل المثال، بشأن اسم سوريا، حتى الآن لم نتفق، نقول لتكن الجمهورية السورية، وهم يقولون لتكن الجمهورية العربية السورية.

دلبخوين دارا: أنتم ضد أن تكون عربية.

صالح مسلم: نعم، لا نقبل. ليس نحن فقط لا نقبل. الآشوريون لا يقبلون، السريان لا يقبلون، والآخرون لا يقبلون.

دلبخوين دارا: ماذا تريدون أن يكون اسمها؟

صالح مسلم: لتكن الجمهورية السورية.

دلبخوين دارا: لتكن الجمهورية السورية.

صالح مسلم: نعم.

دلبخوين دارا: أخيراً، لتكن الجمهورية السورية؟

صالح مسلم: نعم، لتكن الجمهورية السورية.

دلبخوين دارا: هل يجب أن يكون الرئيس ورئيس الوزراء كورديين أيضاً؟

صالح مسلم: نعم، نعم، ليكونا كورديين، ولكن بهوية كوردية.

دلبخوين دارا: بهويات كوردية.

صالح مسلم: نعم، الأمور كذلك، نحن لن ننفصل عن سوريا، لكن أي نوع من سوريا نريد؟ هل هي دكتاتورية، مستبدة، مثل السابق، لا أعلم كيف ستكون، لذا يجب علينا جميعاً أن نتشاور، لكنهم يقولون لا، تعالوا استسلموا، وهذا صعب.

دلبخوين دارا: عندما تقول مفاوضاتنا، وإطارنا جاهز، وعندما تقول نحن، ليس فقط حزب الاتحاد الديمقراطي أو الإدارة الذاتية، هل تقصد الأطراف السياسية الكوردية؟ لكي لا يسيء المشاهدون الفهم.

صالح مسلم: نعم، نعم. كل من وافق على ذلك.

دلبخوين دارا: يعني الوفد الكوردي؟

صالح مسلم: نعم، نعم، الوفد الكوردي والوفود السريانية الأخرى موجودة، كل هؤلاء يكملون بعضهم البعض، ولا أحد يحل محل أحد.

دلبخوين دارا: أبا ولات، كيف ترى توم باراك؟

صالح مسلم: حسناً، توم باراك تاجر، وشريك قديم لترامب، يفهم التجارة، ولم يمارس السياسة والدبلوماسية من قبل. تصريحاته أيضاً، أحياناً حادة وأحياناً لينة. في اعتقادي، الكثير من كلامه مرتبط بأمور أخرى، أي أنه يعمل لإرضاء الآخرين، لإرضاء فلان وفعل كذا، وهو أيضاً يدلي ببعض التصريحات، ثم يعدل عليها ويصوبها في اليوم التالي.

دلبخوين دارا: لكنه يعتبر مرجعاً لأحمد الشرع؟

صالح مسلم: سواء كان مرجعاً أو أي شيء آخر، فإنه بالتأكيد يمثل دولة مثل أميركا، واليوم أميركا هي أقوى قوة في العالم.

دلبخوين دارا: في رأيك، هل تسرعت أميركا والأوروبيون في الاعتراف بأحمد الشرع؟

صالح مسلم: لا، لا أعتقد، لم تكن هناك عجلة في هذا الأمر. في رأينا، الأمر مخطط له. لقد أحضروا أحمد الشرع لمهمة، لعمل ما. وقد وعد هو أيضاً بتنفيذ ما يريدون. وحتى الآن هو يفعل ذلك، وبعض الأمور تخرج عن سيطرته وبعضها الآخر لا تخرج. عندما تجلس في منزلك وتضع خطة لنفسك، تنجح خطتك بنسبة 80% أحياناً، و50% أحياناً، و60% أحياناً، وهم أيضاً جلسوا ووضعوا خطتهم والشرع يتصرف وفقاً لذلك.

دلبخوين دارا: شيء آخر، مهم. الآن سوريا شكلت جيشاً حسب زعمها، وذهب هذا الجيش إلى منطقتين، ذهب إلى الساحل، اللاذقية وطرطوس، ومرة واحدة ذهب إلى السويداء، وارتكبوا مجازر هناك، ضد الدروز، ضد العلويين. أنتم تقولون، يمكننا أن نكون جزءاً من الجيش السوري. كيف يمكنكم أن تكونوا جزءاً من جيش ارتكب مجازر؟

صالح مسلم: (يضحك) نقول ربما نثنيهم عن ذلك.

دلبخوين دارا: هل تريدون قيادة الجيش السوري؟ هل تريدون السيطرة على الجيش السوري؟

صالح مسلم: دائماً الأشياء الهامة كهذه، والتي يمكن للإنسان أن يفعلها، يمكنه القيام بتصحيحها، لأن ما حدث، على سبيل المثال، أن تكون في القيادة، ستكون لديك اقتراحات، مثل الفرقة، فرقة من الجيش، كما يقولون، الجيش الأول، الجيش الثاني، الجيش الثالث، ونحن أيضاً سيكون لنا جيش، مع خصوصياتنا، مع تنظيماتنا، هكذا سيبقى في مناطقنا، لحماية المناطق، لكن يمكن للإنسان أن يفعل الكثير من الأشياء، ليس أن يكون الإنسان تحت قيادتهم، لكن يمكنه أن يصحح القرارات الخاطئة.

دلبخوين دارا: هل ستتمكنون؟ وفقاً لما تعرفونه. أنتم تعرفون الشرع، تعرفون قوته، تعرفون النظام الجديد، تعرفون شخصياتهم. هل ستتمكنون، وفقاً لما فهمت منك، من إعادتهم إلى الطريق الصحيح؟

صالح مسلم: يقولون إننا سنعود إلى الطريق الصحيح. عندما نهض الشرع من إدلب وجاء وجلس في دمشق وارتدى ربطة عنق وبدلة ورمى ملابس الجهاديين، ماذا يعني ذلك؟! يقول أنا سأتغير. ويريد التغيير، هذا وعدهم. أولئك الذين أحضروه، ويدعمونه ويقبلونه، وعد هو أيضاً بالتغيير. سنكون مساعدين له، سنكون مساعدين للتغيير، ليس أن نكون مثلهم، أو نفعل مثلهم ونفعل مثل نظامهم.

دلبخوين دارا: إذن تريدون أن تكونوا شركاء...

صالح مسلم: شركاء في هذا البلد.

دلبخوين دارا: سوريا.

صالح مسلم: بناء سوريا الجديدة.

دلبخوين دارا: هل تكونون شركاء في سوريا الجديدة؟

صالح مسلم: نعم، نحن شركاء في بناء سوريا الجديدة.

دلبخوين دارا: يعني، هل تريدون أن يكون لديكم وزراء وقناصل وسفراء...

صالح مسلم: كل ما يلزم... لا يهم...

دلبخوين دارا: أن يكون هناك مديرون...

صالح مسلم: شركاء في كل شيء. القناصل والحكومة والإدارة وكل شيء.

دلبخوين دارا: ما هي المناصب التي تتطلعون إليها في الحكومة السورية الجديدة؟

صالح مسلم: يمكننا الجلوس والتفاوض، ما هو الأفضل سنفعله.

دلبخوين دارا: ماذا تتطلعون إليه؟

صالح مسلم: أعيننا ليست على شيء نحكم عليه مسبقاً. سنتفاوض جميعاً على الطاولة. لا يوجد شيء لا يمكن التفاوض عليه، أو شيء سنقول إنه لا يمكن التفاوض عليه.

دلبخوين دارا: حتى منصب الرئاسة؟

صالح مسلم: كل شيء.

دلبخوين دارا: إذن أعينكم على مناصب عليا جداً في سوريا أيضاً؟

صالح مسلم: نعم، لم لا؟! سواء كانت مناصب عليا أو دنيا، مهما كانت، سنتفق عليها على الطاولة. كل ما هو ضروري لخير هذا البلد، سنفعله جميعاً.

دلبخوين دارا: إذا رفض العرب، أو هؤلاء الحكام الجدد، هذا الطلب منكم، ولم يوافقوا عليه، فماذا ستفعلون؟

صالح مسلم: ماذا سيفعلون؟ حتى لو لم يقبلوا، نحن في مكاننا...

دلبخوين دارا: هل تقول، لا يمكن المضي بدونكم؟

صالح مسلم: لا يمكنهم فعل شيء بدوننا.

دلبخوين دارا: لا يمكنهم فعل شيء بدونكم؟

صالح مسلم: نحن الآن في مكاننا. يمكننا الدفاع عن أنفسنا ويمكننا فعل أي شيء. مشروعنا مستمر، لم يتوقف. نحن نحاول إصلاح سوريا كلها بالحوار، وإصلاح الثورة السورية. قد يحدث ذلك عاجلاً أو آجلاً، قد يستغرق عاماً آخر، أو ستة أشهر أخرى، لكننا نصر دائماً على الحوار.

إذا تعرضنا لهجوم، فسندافع عن أنفسنا، لكننا لن نتخلى عن مطالبنا. سوريا لا مركزية نكون فيها جميعاً معاً، لا نريد أن يكون جيراننا أعداء لنا، لا نريد أن يكون العرب الموجودون الآن في حدودنا أعداء لنا، لا نريد أن يكون السريان أعداء لنا. لا نريد ذلك.

دلبخوين دارا: هنا في العراق وجنوب كوردستان، كانت هناك اتفاقية في عام 1970، وتم كتابة الدستور في عام 2003، وأصبحت قوات البيشمركة جزءاً رسمياً من الجيش العراقي. تم تشكيل حكومة فيدرالية، اسمها إقليم كوردستان. هل يمكن أن تتشكل هذه الصيغة في سوريا، على سبيل المثال، هل يمكن أن تصبح قوات سوريا الديمقراطية، مثل البيشمركة، جزءاً من الجيش السوري، وأن يتشكل إقليم مثل إقليم جنوب كوردستان هناك؟

صالح مسلم: لم لا؟! كل شيء ممكن. لكن هناك اختلاف، الاختلاف الذي برز مؤخراً كثيراً وأصبح موضوع نقاش، هو أن الفيدرالية هنا [في جنوب كوردستان] تأسست على أساس قومي. لقد قالوا هكذا، أن في هذه المنطقة كذا وكذا وكذا، وغالبيتهم كورد، ووضعوا لها حدوداً، لكن قضيتنا ليست كذلك. في روجآفا [غرب كوردستان] قضيتنا مختلفة.

دلبخوين دارا: كيف؟

صالح مسلم: نحن نتحدث على أساس الأمة الديمقراطية. لماذا؟ نحن كورد، ومنذ البداية، لدينا شركاء في هذا البلد، ومنذ عام 2012، عندما قامت ثورتنا، كان هناك عرب وسريان، وكان الجميع موجوداً. اليوم عندما نقول الإدارة الذاتية الديمقراطية، نحن لا نريدها فقط لمنطقة روجآفا، روجآفا [غرب كوردستان] جزء منها بالتأكيد، لكن قضيتنا الأخرى أوسع، الرقة، دير الزور والمناطق الأخرى. وغالبيتهم عرب، وهم موجودون أيضاً.

دلبخوين دارا: يعني أنت لا تقبل بوجود غرب كوردستان.

صالح مسلم: أنا أقبله، كيف لا أقبله؟! روجآفا نفسها جزء من هنا (جنوب كوردستان). لكن الحدود التي نريدها أوسع من روجآفا، هذه هي القضية. يجب ألا يُفهم خطأ. عندما أقول روجآفا، مناطقنا محددة تماماً، الجزيرة، القامشلي، الحسكة، حتى كوباني، وتمتد حتى عفرين. لكن في تلك المناطق الأخرى، هناك عرب معنا، استشهدوا كثيراً، كافحوا كثيراً، ماذا سنفعل بهم؟!

دلبخوين دارا: في هذه الحالة، أين حق الكورد القومي في سوريا؟

صالح مسلم: إنه حق قومي. كما أسلفت لك... قضية روجآفا، ما هو حقها؟ لن تكون بحاجة لشيء عندما تكون دولة مستقلة.

دلبخوين دارا: هل تقصد كوردستان؟

صالح مسلم: نعم. كل شيء موجود فيها، اللغة، السياسة، الاقتصاد، إدارتها، كل شيء فيها. إنها قضية أخرى، وكل شيء موجود فيها. أنت أيضاً مثل الأمم الأخرى، أي ليس على أساس إنكار الأمم الأخرى.

دلبخوين دارا: لا تنكر الأمم الأخرى، لكن يجب ألا تضحي بنفسك، كأمة، من أجل أمة أخرى.

صالح مسلم: أنا وهو نعيش معاً، لكنني لا أحكمه، هو يدير نفسه بنفسه. إذا كان لديه قرية، فهو يدير قريته بنفسه. في روجآفا أيضاً ستكون هناك إدارة. عندما نقول مشروعنا مختلف، لأننا نقصد هذا النمط.

دلبخوين دارا: يرى الناس أنكم شيئاً فشيئاً تضعون القضية القومية جانباً، وتضحون بها من أجل أولئك العرب الموجودين في المناطق الكوردية، أو في مناطق روجآفا.

صالح مسلم: خطأ، خطأ. منذ اليوم الذي تأسسنا فيه كحزب الاتحاد الديمقراطي، سميناه حزب الاتحاد الديمقراطي، صحيح، حزب الاتحاد الديمقراطي.

دلبخوين دارا: لم تسموه كوردياً.

صالح مسلم: لم نسمه كوردياً ولا كوردستانياً. لدينا أعضاء عرب، لدينا أعضاء سريان، لدينا أعضاء تركمان، لدينا أعضاء أتراك، لماذا يجب أن أسميه كوردياً، أنا أطالب بحقوق هؤلاء جميعاً وأقول الأمة الديمقراطية.

دلبخوين دارا: لكن تلك هي كوردستان...

صالح مسلم: تمام، كوردستان. أنا أيضاً أقول إنها كوردستان. ربما الهدف الأول لحزبنا، هو حماية كوردستان، حماية الشعب الكوردي. حرية الكورد قبل كل شيء، هذا هو هدفنا الأول. لم نفعل شيئاً أقل من الأحزاب الكوردية الأخرى. بل على العكس، فعلنا أكثر. اذهب وانظر، منذ اليوم الذي بدأت فيه النضال، كم من أعضائنا استشهدوا. لقد فعلنا أكثر من الجميع. هدفنا الأول هو حرية الشعب الكوردي. لا يأتِ أحد ويقول إنك لست كوردياً. نعم، أنا كوردي وأنا كوردستاني أيضاً، لكنني أقبل الآخرين أيضاً معي. يجب أن يكون هذا واضحاً.

دلبخوين دارا: لقد أحببت أن يتم توضيح هذا السؤال، لأن هناك العديد من الأسئلة في أذهان الناس حوله. لقد أصبح واضحاً، جيد أنك شرحت الأمر.

صالح مسلم: إنهم يجلسون بعيداً ويرمون علينا الحجارة، فليأتوا ويجلسوا معنا.

دلبخوين دارا: صحيح، المشاكل تُحل على الطاولة، بالحوار.

دلبخوين دارا: نحن الآن هنا، في إقليم كوردستان. كيف يمكنه مساعدتكم؟ أي نوع من المساعدة تطلبون منها؟ كيف يمكن لإقليم كوردستان مساعدتكم على نحو أكبر؟

صالح مسلم: فليعلم الجميع أن إقليم كوردستان، بالنسبة لجميع الشعب الكوردي، إنجاز عظيم جداً، وفرصة عظيمة جداً. لديها أخطاء، ولديها نواقص، وهناك اختلافات، وربما تكون اختلافاتنا السياسية كثيرة، ولكن رغم ذلك، ما حدث هنا هو إنجاز للشعب الكوردي.

في اعتقادنا، لقد قللوا أيضاً من العديد من مهامهم، قضية اللغة، قضية الثقافة، قضايا أخرى. لا أرغب في أن أُلقي اللوم على أحد، لكننا نرى الأمر هكذا. على سبيل المثال، جامعاتنا، هي لنا، هنا وهناك، هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تكون محل نقد. أعتقد أنهم يمكنهم فعل المزيد من هذه الأمور.

لكن بالنسبة لروجآفا، كان هناك حركة مرور منذ فترة طويلة، وطرقنا مفتوحة أيضاً، أحياناً قد تنشأ خلافاتنا السياسية، فنغضب من بعضنا البعض، وهم بدورهم أغلقوا معبر سيمالكا (يضحك)...

دلبخوين دارا: تغضبون من بعضكم، ثم تتصالحون، أنتم إخوة. أليس كذلك؟

صالح مسلم: نحن إخوة، صحيح، لكن ليسا أخوين أحدهما كبير والآخر صغير، بل كأخوين متساويين، لا ككبير وصغير.

دلبخوين دارا: ألا ترون أنفسكم كالأخ الأصغر؟

صالح مسلم: لا، لا. نرى أنفسنا متساوين. لذلك، نقول إن آمالنا في (باشور) إقليم كوردستان كبيرة جداً. في السابق أيضاً، في عام 2015، عند إرسال البيشمركة، كان ذلك نجاحاً لنا جميعاً. هناك شيء واحد فقط بقي في قلوبنا، وهو أن يقوم إقليم كوردستان، والأحزاب الكوردستانية، وهناك حزبان رئيسيان، الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، بعقد مؤتمر وطني معاً، وسندعمه بقوة، ليكون مؤتمراً وطنياً، فهذا أمل الشعب الكوردي. أنا أقول مؤتمراً وطنياً، ليس للأحزاب السياسية، بل للمؤسسات والمجتمع، المؤسسات الاجتماعية والدينية وغيرها، أن يعقدوا جميعاً مؤتمراً وطنياً حقيقياً، أي الشيء الذي أردنا أن نفعله في عام 2013، وكما نقول عندنا في كوباني، البعض "أفسده".

دلبخوين دارا: أفسدوه.

صالح مسلم: البعض أفسده.

دلبخوين دارا: هل هناك أمل في عقد المؤتمر الوطني؟

صالح مسلم: الأمل كبير جداً، لأن الشعب أصبح واعياً. لقد وصل الشعب إلى مستوى يرى فيه الأخطاء في عصرنا هذا ولا يقبلها. ويحاسب على الأخطاء. تأتي انتقادات كثيرة، كثيرة جداً، فلتأتِ، هذا جيد. فليكونوا واعين، فليقولوا، وليقم السياسيون، ونحن أيضاً، بتصحيح أخطائنا.

دلبخوين دارا: كما فهمت منك، أنت متفائل جداً بمستقبل روجآفا كوردستان؟ هل تقول إن الإدارة الذاتية ستبقى ولن تنهار ضمن النظام السوري الجديد؟ هل ستبقى الإدارة الذاتية؟

صالح مسلم: قدمنا عشرين ألف شهيد، قدمنا دماءنا، إلى أين سيذهب كل هذا؟! قد نتألم، قد يزداد النضال أو يقل، لكن شعبنا منظم وهناك وحدة. ما يروجونه الآن من أوهام للناس، بأننا سنضرب، وسنقضي عليهم... كل هذه حرب نفسية. كل هذه الأشياء يقولونها بشكل غير صحيح. المسألة ليست هكذا. نحن لسنا حائطاً واطئاً ليتجاوزونا. نحن أقوياء بما فيه الكفاية ويمكننا الدفاع عن أنفسنا. لكننا لا نريد الحرب، هذه مسألة أخرى. انظر إلى كل تاريخ الكورد. يستعيدون ما سُلب منهم، لكنهم لا ينهبون الآخرين. لكنهم يستعيدون ما سُلب منهم. حالنا كذلك. يسمونها "كوردوفوبيا"، نأمل أن تقل هذه الكوردوفوبيا قليلاً.

دلبخوين دارا: كيف هي علاقاتكم مع تركيا؟

صالح مسلم: علاقاتنا مع تركيا قد تكون أفضل من السابق. كيف أفضل؟ عملية السلام التي بدأت الآن في الشمال (شمال كوردستان)، السيد أوجلان قدم اقتراحاً وتم اتخاذ بعض الخطوات. كانت آمالنا فيها كبيرة جداً. بالنسبة لتركيا، منذ اليوم الذي ظهرنا فيه، كانوا يتهموننا بالإرهاب، بأننا مع حزب العمال الكوردستاني، لكنك أنت بنفسك تجلس مع حزب العمال الكوردستاني وتريد صنع السلام، لذا يجب أن تُرفع عنا هذه التهمة، تلك الأشياء التي كانوا يتخذونها ذرائع، نحن نسميها "كوردوفوبيا"، نأمل أن تقل قليلاً. في الحقيقة لقد قلت قليلاً لكنها لم تنتهِ بعد، لم تنتهِ لأن هناك البعض، بعض أجزاء السلطة في تركيا يبدون مستائين من هذا السلام، أو لا يرون مصالحهم فيه، أو يرون مصالحهم في أماكن أخرى، حتى أنهم، كما قلنا، يريدون إفساده. في الحقيقة، بعضهم لا يزال يضع العقبات حتى الآن، أي أن مسألة الشرع هذه أيضاً، يهاجمونه بسببها، وأنا أتوقع أن هذا سيتغير مع الوقت، لأنه حسب ما سمعنا وما نتابعه، فإن الشعب التركي الذي كان في السابق يعارض الحكومة بشدة، هو الآن يدعم روجآفا.

دلبخوين دارا: ما هو مستوى العلاقات مع تركيا؟

صالح مسلم: حسب ما سمعنا، لقاءاتنا تجري، هذا صحيح، وأعتقد أنها على مستوى وزارة الخارجية، هناك بعض الأمور، لكنها سرية وليست علنية.

دلبخوين دارا: هل لديكم محادثات مباشرة مع وزير الخارجية، هاكان فيدان؟

صالح مسلم: ليس لدي علم بذلك، لكن يقال إما معه أو مع أشخاص ووفود يحددها هو. على سبيل المثال، قيل إن هاكان فيدان ومظلوم عبدي يتحاوران، كيف يتحاوران، أنا لا أعرف.

دلبخوين دارا: أبا ولات، إذا كنت أنت لا تعرف، فمن سيعرف؟

صالح مسلم: لا نعرف لأن الأمر لم يُكشف بعد. بعض الأمور تحدث، ولا تزال ساخنة، فلننتظر 15-20 يوماً، أو شهراً، وستظهر بنفسها.

دلبخوين دارا: شيء آخر، أنت اجتمعت في تركيا مع مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة.

صالح مسلم: نعم، هذا صحيح.

دلبخوين دارا: في أي عام؟

صالح مسلم: في ذلك الوقت أيضاً كانت هناك بعض الألاعيب.

دلبخوين دارا: هل كان عام 2013، 2014؟

صالح مسلم: 2015، 2014، نعم كان 2014 و 2015. منذ 2013، 2014-2015.

دلبخوين دارا: هل كانت المحادثات تجري في تركيا مع الأتراك؟

صالح مسلم: كانت في تركيا. وجرت في الخارج أيضاً، وفي تركيا أيضاً. على سبيل المثال، أول لقاء جرى في القاهرة.

دلبخوين دارا: مع من كان؟

صالح مسلم: مع سفيرهم في سوريا...

دلبخوين دارا: مع السفير التركي.

صالح مسلم: مع السفير التركي في سوريا.

دلبخوين دارا: التقيتم في القاهرة؟

صالح مسلم: التقينا في القاهرة. ثم شيئاً فشيئاً...

دلبخوين دارا: هل ذهبت إلى تركيا؟

صالح مسلم: بعد ذلك ذهبنا إلى تركيا، والتقينا في أوروبا. التقينا في أماكن كثيرة.

دلبخوين دارا: انتظر! هذا مهم جداً بالنسبة لي. أريد أن أعرف، صحيح أنه مر 10 سنوات، يمكن الكشف عن الأمر الآن، أليس كذلك؟

صالح مسلم: لا، لا. لا توجد مشكلة، لكنني أريد أن أوضح المستوى. قلت لك، سأختصر.

دلبخوين دارا: مع من اجتمعت؟ أريد أن أعرف.

صالح مسلم: الذين في المستويات الأدنى كانوا جميعاً من المخابرات، ومن لا أعرف ماذا، وسفراء. المستوى الذي وصلنا إليه كان فريدون سينيرلي أوغلو، كان في ذلك الوقت نائب وزير الخارجية، ثم أصبح ممثل تركيا في الأمم المتحدة، إذا لم أكن مخطئاً، وتقاعد قبل فترة. كان هو الشخص الذي يستضيفنا ونتحاور معه، في ذلك الوقت كان أحمد داود أوغلو وزيراً للخارجية. رجب طيب أردوغان كان آنذاك رئيساً للوزراء، وكانوا جميعاً على علم بذلك. قال فريدون سينيرلي أوغلو إن زياراتك ومحادثاتك والكلام الذي نقوله، يصل إليهم كما هو (رجب طيب أردوغان، داود أوغلو)، وهم على علم به.

دلبخوين دارا: في ذلك الوقت، لم تلتقِ بهاكان فيدان؟

صالح مسلم: لا.

دلبخوين دارا: كان مستشار جهاز المخابرات الوطني.

صالح مسلم: لا، لم ألتقه.

دلبخوين دارا: هل التقيت بهؤلاء الأشخاص في تركيا أيضاً، هؤلاء الذين تقول عنهم، نائب وزير الخارجية؟

صالح مسلم: نعم.

دلبخوين دارا: في أنقرة؟

صالح مسلم: في اسطنبول.

دلبخوين دارا: في اسطنبول. هذا يجب أن يقال، أليس كذلك؟

صالح مسلم: بلى، بلى. لا بأس. ألم نقل، أنت حر.

دلبخوين دارا: أنا حر، لقد سألت، أي سؤال أطرحه، قلت لي، دلبخوين أنت حر، يمكنك أن تسأل.

صالح مسلم: أنت حر في طرح أي سؤال.

دلبخوين دارا: كيف كان الأمر، في تلك اللقاءات، ماذا كانوا يطلبون وماذا كنتم تطلبون؟

صالح مسلم: في ذلك الوقت، كان هناك الجيش السوري الحر، التقينا في القاهرة، قالوا إن السفير يريد أن يراك. جاء وقال، أريد أن أصلح بينكم وبين الجيش السوري الحر. قلنا، تمام، على هذا الأساس تم الأمر. كانوا يريدون منذ البداية إدخالنا في الائتلاف، في المجلس الوطني السوري، وجعلنا تابعين لهم، لأنهم كانوا تحت سيطرتهم، أرادوا إدخالنا. في اسطنبول أيضاً، جلست مع شخصين منهم، في ذلك الوقت مع شخص من المجلس [المجلس الوطني السوري]. ما هو السبب؟ قال، نريدكم أن تنضموا. قلت، تمام، نحن أيضاً مستعدون للانضمام، لكن لدينا بعض الشروط. قال، ما هي شروطكم؟ أن تضعوا، أنتم المجلس الوطني السوري، في برنامجكم أن هناك قضية كوردية في سوريا وسنحلها بالطرق الديمقراطية. لم يوافقوا. لم يدرجوها. فقلنا نحن، إذا كنت لا تقبل ذلك، فكيف سأعمل معكم.

دلبخوين دارا: هل تعتقدون في المستقبل أن علاقاتكم مع تركيا ستصبح مثل علاقات إقليم كوردستان وتركيا؟ على سبيل المثال.

صالح مسلم: قد تصبح أفضل، لا نعرف... لماذا؟ لأنني لا أعرف الوضع هناك تماماً، لكن عندنا، وأنت من تلك المنطقة، أنت تعرف، القرى مقسمة، هناك خط، على ذلك الجانب ابن عم، وعلى هذا الجانب أيضاً ابن عم. فإذا التقى الناس، فإنهم يكملون بعضهم البعض. في قضايا الحياة وغيرها، سنتواصل أكثر، في الحقيقة.

دلبخوين دارا: إذا طُلب منك الذهاب مرة أخرى إلى تركيا لتكون وسيطاً للحوار بين أنقرة وروجآفا، هل ستذهب يا أبا ولات؟

صالح مسلم: لن أتردد أبداً، سأذهب راكضاً. لكن يجب أن يُطلب مني ذلك رسمياً. في السابق، لم أكن الوحيد الذي يذهب، ذهب الكثيرون، على سبيل المثال، إلهام أحمد ذهبت، زميلتنا، وفي ذلك الوقت "آسيا" أيضاً ذهبت.

دلبخوين دارا: إلى أين ذهبوا؟

صالح مسلم: ذهبوا إلى أنقرة، إلى آمد (ديار بكر)، إلى كل مكان. أقصد ذهبوا للقاءات. أنا وسينم ذهبنا معاً، وهناك جلسنا مع وزارة الخارجية، أي أن هذا كان موجوداً في السابق، ليس لي وحدي.

دلبخوين دارا: لماذا كنتم تخفون تلك اللقاءات عن الرأي العام، ولم تكشفوا عنها؟

صالح مسلم: هم لم يريدوا، ليس نحن.

دلبخوين دارا: تركيا لم ترد أن تكشفوا عنها؟

صالح مسلم: هم لا يريدون الكشف عنها. عندما يأخذوننا سراً ويخبئوننا في الأزقة، فما معنى ذلك؟!

دلبخوين دارا: هل لديكم خطوط حمراء في روجآفا وسوريا؟

صالح مسلم: هناك الكثير من الخطوط الحمراء.

دلبخوين دارا: ما هي؟

صالح مسلم: وجودنا، الإدارة الذاتية، حقوق المرأة، كل هذه خطوط حمراء بالنسبة لنا.

دلبخوين دارا: هل تضعون هذه كشروط أمام دمشق؟

صالح مسلم: ليست شروطاً. تعالوا لنتناقش حولها، ما هو الصواب، لنفعله، لنجد له حلاً. على سبيل المثال، نحن لا نقول إنها خطوط حمراء ولا نناقش قوات سوريا الديمقراطية (قسد) معهم، لا. تعالوا لنتناقش، كيف نحدد مكانتهم، كيف سنتعاون معهم. نحن نناقش، لكن القضاء عليهم هو خط أحمر بالنسبة لنا. لدينا مشروع، لدينا وعد، هناك حقوق للمرأة، الآن لدينا نظام الرئاسة المشتركة، إذا أمكننا الأمر، فإن نظام الرئاسة المشتركة سنعممه في كل سوريا. من أجل حقوق المرأة...

دلبخوين دارا: هل ستكون رئاسة سوريا أيضاً برئاسة مشتركة؟

صالح مسلم: لم لا؟ لماذا لا يكون؟! نحن لا نقول إنه شرط ويجب أن يكون.

دلبخوين دارا: هل تقولون إن هذا يمكن أن يكون اقتراحاً لسوريا؟

صالح مسلم: لم لا؟! بدلاً من أن يقوموا بإخفاء النساء، ورميهن، وذبحهن، ولا أعرف ماذا يفعلون بهن، فلتنل المرأة حقوقها.

دلبخوين دارا: شيئاً فشيئاً نصل إلى نهاية هذه المقابلة. إنها تسير بشكل جيد جداً. هل تؤمن بحرية كوردستان، كوردستان موحدة؟

صالح مسلم: بلى، بلى أؤمن. كيف لا أؤمن؟! الأمل دائماً هو ذلك. لكن هناك بعض الأمور، تغيرت المعايير، على سبيل المثال، البعض منا لا يزال مفهوم الدولة القومية متجمداً في أذهانهم. كم عمر الدولة القومية؟ أقل من 300 عام. ظهرت في الثورة الفرنسية وأصبحت موضة. ما هي الدولة القومية بحد ذاتها؟ هي سلطة، السلطة طبقة، حزب، عائلة، تحكم منطقة. هذه الموضة قد ولّت الآن.

دلبخوين دارا: لكنكم أيضاً سلطة في روجآفا.

صالح مسلم: تمام.

دلبخوين دارا: أنتم أيضاً سلطة.

صالح مسلم: لنكن ما نكون. لكن يقال إن هذا الشيء سيتغير.

دلبخوين دارا: ألا تؤمن بالأمة الكوردية؟

صالح مسلم: ليس أنني لا أؤمن. الأمة الكوردية موجودة، ولها حقوقها. الأمة الكوردية ستتوحد مع بعضها بطرق أخرى. على سبيل المثال، عندما تحل الأجزاء الأربعة قضاياها، ألا يمكن أن ترتبط ببعضها بشكل كونفدرالي؟ يمكن أن يحدث ويمكن أن يكون أكثر. مثلاً أوروبا، ما هي أوروبا الآن؟

دلبخوين دارا: أي أن يكون كل جزء، كوردستان، وتنشأ كونفدرالية داخل كوردستان؟

صالح مسلم: ما هي كونفدرالية أوروبا؟ إنها دولة، كل واحدة لها معتقداتها، ولها كلمتها، لكنها كلها متداخلة. اذهب وانظر إلى ألمانيا، الألمان موجودون في سويسرا أيضاً، وفي فرنسا، وفي النمسا. اذهب وقل له سأجعلك دولة قومية ألمانية، سيقول لا، أنا مرتاح هنا.

دلبخوين دارا: أي أنه ليس من الضروري أن يؤسس الكورد دولتهم كوردستان؟

صالح مسلم: الدول بهذه الطريقة، حلت مشاكلها وأنشأت كونفدراليتها.

دلبخوين دارا: هل تؤمن بوجود كوردستان في سوريا، أبا ولات أنا أتساءل عن هذا؟

صالح مسلم: كيف لا يوجد؟! لست أنا من يقول، التاريخ والجغرافيا يقولان، هل أنا من يقول!

دلبخوين دارا: كوباني، كلانا من كوباني. عندما يسألك شخص عن كوباني، ماذا ستقول، ماذا تقول عن كوباني؟ ماذا تعني كوباني لـ "أبا ولات"؟

صالح مسلم: الأصالة الكوردية.

دلبخوين دارا: الأصالة الكوردية؟

صالح مسلم: بلى.

دلبخوين دارا: مدينة أصيلة؟ هل كانت الأصالة في كوباني؟

صالح مسلم: لقد حمت نفسها. حتى الآن حمت نفسها، بعاداتها، بتقاليدها، بأخلاقها، مقارنة بأماكن أخرى، الأصالة هناك، في كوباني.

دلبخوين دارا: أنت دائماً تشتاق إلى كوباني، أليس كذلك؟ أنت نادراً ما تذهب إلى كوباني.

صالح مسلم: بلى، كيف لا!

دلبخوين دارا: أنت نادراً ما تذهب إلى كوباني؟

صالح مسلم: إن شاء الله سأذهب قريباً.

دلبخوين دارا: من الجيد أن نلتقي أنا وأنت في كوباني أيضاً.

صالح مسلم: لم لا؟! حضّر برنامجاً مدته أربع ساعات.

دلبخوين دارا: برنامج مدته أربع ساعات؟

صالح مسلم: نعم.

دلبخوين دارا: بالنسبة لي أيضاً كوباني هي كل شيء. لقد مرت 35 عاماً منذ أن غادرت كوباني، لكنني أشتاق إليها كثيراً. سعدت بذلك.

صالح مسلم: شكراً جزيلاً.

دلبخوين دارا: شكراً لك.

صالح مسلم: شكراً جزيلاً لك ولرووداو ولزملاء العمل في رووداو. لقد تحدثنا كثيراً، وكلنا أمل، في الحقيقة نظرتنا لرووداو هي أنها مؤسسة وطنية ويجب الحفاظ عليها. دورها مهم جداً. نأمل أن تقوم بهذا الدور بشكل إيجابي، لخدمة الشعب الكوردي. نحن نأمل ذلك. يجب أن تكونوا حساسين جداً، وأن تأخذوا حساسية الشعب الكوردي بعين الاعتبار. لا تكبروا الأمور الصغيرة، وقولوا الأشياء كما هي. نحن نأمل ذلك.

دلبخوين دارا: شكراً لك، شكراً جزيلاً.

صالح مسلم: شكراً، شكراً جزيلاً.

دلبخوين دارا: أجبت على أسئلتي بكل صدر رحب.

صالح مسلم: بلى، على عيني ورأسي.

دلبخوين دارا: لقد وفيت بوعدك، وعد الرجال.

صالح مسلم: ألم نتعاهد، فنحن من كوباني

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

زلماي خليل زاد، السفير الأميركي الأسبق في العراق

زلماي خليل زاد لرووداو: يجب أن يُطبق الدستور العراقي حتى يُعدَّل

في المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع زلماي خليل زاد، السفير الأميركي الأسبق في العراق، تحدث عن جملةٍ من الموضوعات المهمة في المرحلة الراهنة، ذات الصلة بالعراق وإقليم كوردستان، ومنها انتخابات مجلس النواب العراقي التي ستكون في 11 تشرين الثاني الجاري، وقال: "يسعدني أن كوردستان تشارك في الانتخابات الوطنية"، مؤكداً على أهمية المشاركة فيها، ومضيفاً أنه يأمل "أن تكون انتخابات جيدة"، وأن "يشارك الكثير من العراقيين، وخاصة الكورد، بأعداد كبيرة، وأن يصوتوا للأشخاص الذين يمكنهم تحقيق ما يحتاجه شعب كوردستان، وبشكل أوسع، ما يحتاجه شعب العراق"، قائلاً: "إن وجود جبهة كوردية موحدة وقوية في بغداد، يمنح الكورد صوتاً أكبر".