ماهر زين: الموسيقى والفن لغة كاملة حتى أنها لا تحتاج إلى كلام للإحساس بها

01-09-2019
رووداو
ماهر زين
ماهر زين
الكلمات الدالة ماهر زين الموسيقى الفن

تحليل

الجوائز والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي مجرد أرقام لن تشغله عن رسالته

A+ A-

رووداو - أربيل

أكد الفنان اللبناني، ماهر زين، أن الذي يهمه من الفن الذي يقدمه هو إيصال رسالة سعى لها ولا زال، معتبراً أن الجوائز والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي مجرد أرقام لن تشغله عن رسالته. 

وقال زين في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية إنه "عندما كان عمري 27 سنة، التزمت وكانت عندي الخبرة في الموسيقى وأعرف القوة الكامنة فيها، وأنها الوسيلة التي يمكن إيصال رسالة من خلالها". مبيناً أن "الفن والموسيقى لغة كاملة حتى أنها لا تحتاج إلى كلام للإحساس بها".


رووداو: ما شعورك وأن تقيم حفلاً غنائياً في أربيل؟

ماهر زين: كنت مشتاقاً منذ زمن لإقامة هذا الكونسيرت وأنا فرح جداً بأنه يقام الآن. أعلم أن هناك كثيرون ينتظرون، وكذلك أنا، والحمد لله سعيد جداً بأن أكون هنا. هذه هي المرة الأولى لي هنا وأتوقع أن تكون حفلة جميلة إن شاء الله وأتوقع أن يكون في القمة.

رووداو: لنعد إلى بداياتك، تربيت في عائلة فنية، كان الوالد مغنياً. كيف انتقلت من هندسة الطيران إلى الموسيقى؟

ماهر زين: خلال سنوات الدراسة، كانت الموسيقى موجودة باستمرار، كنا بعد ساعات الدراسة نذهب إلى الستوديو ونعمل ونوزع ونتعلم كيف يشتغل المرء في مجال الموسيقى. كل هذه الأمور كانت موجودة إلى جانب الحب والرغبة في الموسيقى وكان الأصدقاء يلمسون هذا ويشجعونني. هكذا حدثت الأمور فلم يكن هناك تخطيط للأمر.

أنا درست في هندسة الطيران، ولم تكن هناك خطة هل سأكمل في هذا الاتجاه أو ذاك، لكن وسبحان الله بعد إتمام الدراسة والتعرف من خلال أصدقاء على أصدقاء آخرين وصار الجزء الموسيقي أكثر في حياتي، وتعرفنا على ناس ودخلت المجال.

رووداو: عندما كنت في العاشرة أهداك الوالد آلة موسيقية؟

ماهر زين: نعم كنت في العاشرة، كانت آلة الأورغ (كيبورد). ثم في سنواتي الأخيرة من الدراسة الجامعية، تعرفت على شخصين أو ثلاثة على الأقل أحدهم دي جَي وآخر رابر وآخر يغني، اجتمعنا معاً وصرنا نغني وننتج موسيقى معاً، كان ذلك في سبيل المتعة فقط وكهواية.

رووداو: أي أنكم كونتم فرقة؟

ماهر زين: بدأ الأمر هكذا، ثم شيئاً فشيئاً كانت هناك دروس موسيقية وكمبيوترات وبرامج، وكانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على هذا الشيء، أي كيف ينتج المرء ويضع كلمات ويلحن. كان شيئاً جميلاً وكنا أحياناً نبقي في المدرسة بعد إتمام الفصول حتى الساعة 11 ليلاً في الاستوديو.

رووداو: كيف كانت دراستك لهندسة الطيران، أطن أنها مشوقة؟

ماهر زين: سبحان الله، كان هذا منذ عشرين سنة من الآن، وقد نسيت معظم الأمور. لكنها بالتأكيد كانت خبرة حلوة.

رووداو: بما أنك كنت تحب الموسيقى، لماذا لم تدرس الموسيقى في السويد؟

ماهر زين: هكذا جرت الأمور، سبحان الله. لم يكن هناك أي تخطيط، وكان معي كثيرون في سني الدراسة يتساءلون لماذا تدرس هندسة الطيران ولا تذهب لدراسة الموسيقى؟ لأنهم وجدوا أني أحب الموسيقى وتوقعوا أن يكون لي مستقبل معه، فكانوا يشجعونني على دراسة الموسيقى. لكن هكذا كان قدري.

رووداو: اشتهرت كثيراً في السويد كمغني آر أند بي، ثم انتقلت إلى نيويورك مع ريد-وان، لماذا؟

ماهر زين: كان تعرفي على ريد-وان من بين الأسباب التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. لم أكن قد فكرت أن أكون مغنياً أو فناناً، كنت أعمل وأساعده في الإنتاج واللحن والكلمات. كنت أغني داموس.

لكن بعد الالتزام صرت أغني، وتعرفت على قوة الموسيقى وقوة الفن والإعلام، وكيف يمكن الوصول إلى الشباب. أنا شاب أصلي لبناني وتربيت في السويد وأعرف التحديات التي يمر بها المرء. فكانت هناك خبرة، وبعد الالتزام أحببت أن أجمع الأمور معاً وأصل إلى الشباب. كانت مجرد محاولة، ثم شيئاً فشيئاً تعرفت على شركة الإنتاج أويكنينغ وبدأت القصة.

رووداو: ذهبت مع ريدوان إلى نيويورك ومن هناك بدأت مشوارك الفني العالمي، ونلت شهرة كبيرة جداً خلال وقت قصير، لماذا رجعت؟

ماهر زين: لم أكن مشهوراً في نيويورك، فقد كنت وراء الكواليس، كنت أساعد في التوزيع واللحن والتحرير. لكن رحلتي بدأت بعد الالتزام.

رووداو: لكنك ذكرت في ويكيبيديا أنك لم تكن تشعر أنك في المكان الصحيح! لماذا؟

ماهر زين:لكن كانت عندي فرصة. أن أتعرف على الفنانين الكبار العالميين وأعمل معهم. لكن كان هناك شيء ناقص في داخلي، وكنت أحس أن الجو لا يعجبني كثيراً، فرجعت إلى السويد وتعرفت إلى الشباب والأصدقاء، وكان عمري 26 سنة أو 27، وكنت أحب أن أستقر وكانت عندي أفكار. كل هذه الأمور دفعتني إلى اتخاذ القرار وقد استغرقني ذلك وقتاً، أكثر من سنة، لكي أقرر عدم العودة إلى أمريكا.

رووداو: آر أند بي هو أسلوبك، وهو مزيج من مجموعة أساليب، لماذا وقع اختيارك على هذا الأسلوب؟

ماهر زين: في المدرسة ونحن صغار كنا نسمع الموسيقى، أنواع الموسيقى، كلها كانت تحيط بنا، لكني في نفس الوقت كنت أحب الموسيقى الشرقية كثيراً، وكان عندي الكيبورد وكنت أعزف الموسيقى الشرقية. لهذا تجد النكهة الشرقية في الكثير من أغاني، مثل يا نبي سلام عليك ورضيت يا رب والسلام عليك يا رسول الله، وكذلك عندي أغاني غربية. هذه كلها كانت من الأغاني التي أسمعها طوال حياتي. فاخترت آر أند بي تلقائياً. كنت في صغري أسمع الموسيقى أكثر مما أسمعها الآن. أنا الآن لا أسمع شيئاً محدداً، لكني أسمع لأكون على اطلاع.

رووداو: كيف دخلت عالم الأغاني الإسلامية؟

ماهر زين: بعد الالتزام، عندما كان عمري 27 سنة، التزمت والحمد لله وكانت عندي الخبرة في الموسيقى وأعرف القوة الكامنة فيها، وأنها الوسيلة التي يمكن إيصال رسالة من خلالها. كما كان هناك أصدقاء وجدوا أن عندي الموهبة والرغبة. عند أول بداياتي كنت أسمع لسامي يوسف كثيراً وتأثرت به، ووجدت كيف أن الموسيقى مؤثرة في المجال الذي نحن فيه، وأن هناك جمهوراً كبيراً. كانت لنا أغاني كثيرة في البداية باللغة الانجليزية والقليل من العربية. ثم بدأ الجمهور في الشرق والغرب يتساويان عددياً، خاصة عندما غنيت ورقت عيني شوقاً، فزدنا من الأغاني الشرقية.

رووداو: كان أول ألبوم لك (الحمد لله) في 2009، كيف كان العمل وكيف كان إنتاجه؟

ماهر زين: لم أكن أتوقع أبداً ذلك النجاح، لكنه كان رحلة جميلة. أول مرة أنتج فيها لنفسي وألحن لنفسي وكان كل العمل عبارة عن أفكار ومشاعر وتجارب امتزجت بالكلام في أول ألبوم. لم أتوقع ذلك النجاح أبداً، كنت قد نويت أن أقوم بالعمل، ولكن لم يكن هناك أي توقع أن يخرج شيئاً عالمياً.

رووداو: اشتهرت كثيراً في ماليزيا، لماذا؟

ماهر زين: الله أعلم. أنا تربيت في السويد وكان هدفنا الأساس هم المسلمون في الغرب، لكننا سمعنا في يوم من الأيام أنهم يقومون في ماليزيا بتغطيات لأغاني وأن ماهر زين أصبح كبيراً هناك وانتشرت أغانيه في كل مكان. سمعنا عن ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، ودعينا لزيارة ماليزيا من قبل منظمين، كان أمراً مثيراً. لم أكن أتوقع هذا أبداً.

رووداو: حصلت على ثماني جوائز في ماليزيا كيف كان شعورك؟

ماهر زين: بالنسبة إلي الأرقام في شبكات التواصل الاجتماعي والمتابعين والجوائز، كلها مجرد أرقام، الذي يهمني هو الرسالة، أن يقوم المرء بعمل يتضمن رسالة وحب. أنا شاكر لله سبحانه وتعالى على النجاح لكن كل هذا لا يهمني.

رووداو: ما الذي يهم ماهر زين؟

ماهر زين: أحب الحفلات، وأجواءها حيث التواصل مع الناس والناس تغني معي، عندها أحس بشعور جميل. في أول بدايتي كانت هناك رسالة شخصية. كانت عبارة عن الأمل. فأنا تربيت في السويد وأعرف ما يمر من تحديات بالشباب والمسلمين في الغرب، فأحببت أن أصل إليهم عن طريق الموسيقى التي يحبون أن يسمعوها، فالفن والموسيقى لغة كاملة حتى أنها لا تحتاج إلى كلام للإحساس بها، هي مادة يسهل الوصول إلى الناس من خلالها. فبمجرد أن يسمع اغاني مثل الحمد لله والألبوم الثاني والثالث، تجد أن في كل أغنية هدفاً، وقد فكرنا في كل كلمة لكي لا يكون عملنا مجرد إنتاج موسيقى بل موسيقى تحمل هدفاً ورسالة. خلال عشر سنوات من العمل وجدت أن الرسالة قد بلغت من خلال التجاوب الذي نلمسه من مصادر مختلفة وكثيرة.

رووداو: ماذا عن الأغاني التي حققت ستين مليوناً أو مائة مليون مشاهدة، وقد قلت إن الأرقام لا تهمك. السؤال هو عن سر هذا الانتشار؟

ماهر زين: أغني إن شاء الله كانت أشهر أغاني، لكن أغنية يا نبي تعدتها، أعتقد أنها بركة من الله.

رووداو: هل عندك ألبوم جديد؟

ماهر زين: نعمل الآن على أغنية جديدة باللغة الانجليزية، كل ما فيها جديد. كما أن لدينا فيديو موسيقي سنصوره في بلد لم أكن أبداً أتوقع أن أذهب إليه ولن أخبرك عنه الآن.

رووداو: هل تخطط للتجوال في كوردستان؟

ماهر زين: هذه هي زيارتي الأولى وأحب أن أتجول فيه إن شاء الله.

رووداو: ماذا عن سامي يوسف؟

ماهر زين: أنا لم أتأثر فقط بأسلوبه بل تأثرت أيضاً برسالته، وهي من أسباب التزامي. كما أعرف كثيرين تأثروا به.

رووداو: هل تهتم بالأعمال الخيرية؟

ماهر زين: الحمد لله معظم حفلاتي في أمريكا وأوروبا وغيرها تأتي من خلال مؤسسات وجمعيات خيرية. أحب كل عمل خيري سواء أكان في صالح الأيتام أو بناء المستشفيات والمدارس وحفر آبار المياه وكل شيء وفي كل البلدان.

رووداو: غنى سامي يوسف بلغات كثيرة وأنت أيضاً غنيت بلغات كثيرة، هل تخطط للغناء بالكوردية مثلما فعل سامي يوسف؟

ماهر زين: إن شاء الله، هناك نية، كما أحب أن أغني بالإسبانية التي لا أعرفها لكني أحب أن أغني بها، وربما باليابانية كحركة مجنونة. هذا تحد لذاتي، وقد غنيت بسبع لغات حتى الآن.

رووداو: عندك من الأولاد ياسمين وعبدالله وآية، كيف هم؟

ماهر زين: بخير والحمد لله. عموماً عندي العمل عمل والحياة الخاصة خاصة. لهذا لا أتكلم كثيراً عن العائلة. ألمس فيهم الروح الفنية فأجد عبدالله مثلاً يغني وكذلك آية، لكنهم مازالوا صغاراً.

رووداو: كيف تنسق بين مشاويرك وسفراتك الكثيرة والتزاماتك العائلية؟

ماهر زين: اعتاد العائلة على سفراتي، كما أن سفراتي ليست طويلة، فأطول سفراتي استمرت ثلاثة أسابيع.

رووداو: لنتحدث عن الاعلام الاجتماعي الذي له تأثير كبير جداً على الشباب، كيف استطعت الوصول إلى الشباب في كل أنحاء العالم من خلال الإعلام الاجتماعي؟

ماهر زين: أنا بصراحة لا أحب الاعلام الاجتماعي لأنه يسبب الإدمان، ولولا عملي في المجال الفني ولولا جمهوري، ربما لم يكن عندي أي وسيلة إعلام اجتماعي. لكني أفعل هذا من أجل جمهوري.

رووداو: الرياضة التي تحبها؟

ماهر زين: أحب الملاكمة، ليس البوكسينغ فقط بل كل الفنون القتالية، وأحب التمرن على هذه الفنون.

رووداو: الأكلات المفضلة؟

ماهر زين: أنا أحب كل الأكلات. لكن الرقم واحد هو الأكل الهندي. أحب البهارات والحر. أحب الأكل وأحب تجربة كل الأصناف.

رووداو: كيف تقضي أوقات فراغك؟

ماهر زين: في ممارسة الرياضة والتمرين ومع العائلة، كذلك أحب الصيد، رغم أني لا أصطاد الكثير، وكلما تسنت الفرصة أحب الذهاب إلى البحيرة في السويد.

رووداو: إن كانت عندك رسالة لكل الشباب في كل العالم، ماذا ستكون؟

ماهر زين: لا أدري، ولكن ينبغي أن يكون المرء فخوراً بأصله وبدينه، وأن يتمسك بدينه وهويته وثقافته، هذا ما يهمني كثيراً. أن لا ينسى المرء الأصل.

رووداو: ماذا عن التلوث البيئي؟

ماهر زين: أعتقد أن هذا الأمر مرتبط بالمستوى الشخصي، لو أننا جميعاً فكرنا في أن كل مكان وطريق وبحر هو بيتنا ولا نفعل فيه ما لا نفعله في بيوتنا. أما إن فكرنا بأن الأمتار المربعة القليلة التي نسكن فيها هي فقط بيتنا فستفلت الأمور. الأمر سهل جداً وهو مرتبط بالمستوى الشخصي وما يمكن أن أفعله أنا أو أنت كشخص. أما كفنان فيمكن أن أحاول قدر الإمكان أن أكون قدوة حسنة وأعمل ما هو صحيح وأوصل الرسالة الصحيحة.

رووداو: هل تخطط، بعد هذا الحفل الغنائي في أربيل، أن تكون لك زيارات في المستقبل؟

ماهر زين: أرجو ذلك، إن شاء الله. أنا جاهز، أنا والفرقة الموسيقية جاهزون.

رووداو: الثقافة الموسيقية الكوردية غنية، هل تخطط خلال هذه الزيارة للتعرف على كتاب وملحنين كورد؟ وهل سمعت الأغاني الكوردية من قبل؟

ماهر زين: ليست هناك خطة خلال هذه الزيارة، لكن سأرى ماذا سيحصل. سمعت أغاني كوردية، وأنا أحب الغناء الشرقي كثيراً. لكن لم اسمع شيئاً أو فناناً كوردياً معيناً.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب