الناطق باسم قوات "الشمال الديمقراطي" لرووداو: يوجد ألفا عنصر بداعش في البادية السورية

01-07-2025
محمد عيسى
الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي محمود حبيب - المذيع محمد عيسى
الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي محمود حبيب - المذيع محمد عيسى
الكلمات الدالة البادية السورية داعش قوات الشمال الديمقراطي قسد التحالف الدولي محمود حبيب
A+ A-
رووداو ديجيتال

كشفت قوات "الشمال الديمقراطي" المنضوية في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وجود ألفي عنصر بتنظيم داعش في البادية السورية، مشيرة إلى أن تقارير استخباراتية غربية تفيد بوجود "تحركات كبيرة" لهم في الصحراء.
 
وفي مقابلة لرووداو، أجراها محمد عيسى، مع محمود حبيب الناطق الرسمي باسم قوات "الشمال الديمقراطي"، يوم الإثنين (30 حزيران) الماضي، قال إن القوات الأميركية "باقية" في سوريا، وقد تتمركز في قاعدتين ضخمتين بشمال شرق البلاد.
 
وأكد حبيب عدم حدوث أي سقوط مباشر لصواريخ أو مسيرات إيرانية على القواعد الأميركية في سوريا، خلال فترة الحرب الـ 12 يوماً.

وأدناه نص الحوار: 

العملية ضد داعش بالبادية "لم تبدأ" 

رووداو: بداية، أود أن نتحدث عن العملية العسكرية الواسعة المرتقبة في البادية السورية. لماذا هذا التوقيت؟ من سيشارك ومتى ستنطلق؟

محمود حبيب: نعم، منذ أربعة أيام على ما أذكر، صرح الجنرال الأميركي، قائد قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق، بأن هناك عملية ستجري في البادية السورية. وجاء هذا الإعلان بعد أن ذكرت التقارير الاستخباراتية من كل من بريطانيا وأميركا وبعض الدول في التحالف الذي يعمل ضد تنظيم داعش في سوريا بأن هناك تحركات كبيرة تحدث الآن في البادية السورية لخلايا التنظيم.
 
يعود ذلك إلى سقوط النظام وإلى انسحاب القوات الروسية وإلى عدم القيام بدوريات جوية تغطي تلك المنطقة الواسعة التي تعتبر أكثر من ثلث مساحة سوريا، وبالتالي كان لا بد من أن يكون هناك حملة في هذه المنطقة لأن ذلك الفراغ العسكري والأمني أتاح لعناصر داعش التجمع مرة أخرى ومحاولة تشكيل مجاميع أو خلايا لتنقض على الحواضر المجاورة كريف حلب وحمص وريف دمشق ومن الممكن أن تصل إلى دمشق.
 
هناك بيئة ملائمة لنشاط التنظيم رصدتها أجهزة الاستخبارات دفعت قوات التحالف الدولي لتعلن عن بدء هذه العملية. المشاركون في العملية أعتقد بأنها قوات سوريا الديمقراطية بالدرجة الأولى، الحليف الدائم لقوات التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب. ومن المرجح أن تشارك قوات سوريا الحرة أو بعض القوى الأخرى في هذه العملية.
 
رووداو: بعض القوى الأخرى، هل ستكون تابعة لوزارة الدفاع السورية أم لا؟ 

محمود حبيب: لم يصرح الجنرال بهذا الصدد. ولنتحدث ميدانياً، العمليات العسكرية المشتركة تحتاج إلى تدريب، تحتاج إلى بروفات حرب، إلى مناورات تدريبية في بعض الأحيان لكي يستطيع هؤلاء المتحالفون العمل على الأرض سوية.
 
لم تحدث مع عناصر وزارة الدفاع، ما بين عناصر وزارة الدفاع وقوات التحالف أي تدريبات مشتركة حتى الآن، وبالتالي من الصعب القيام بعمل ميداني مشترك. القضية ليست استبعاد لأحد، ولكن القضية لتنفيذ عملية أكثر سهولة. من الصعب أن تشترك القوات في عمل مشترك دون التحضير لهذا الأمر ودون تدريبات مسبقة ودون تنسيق عمليات وميداني.
 
رووداو: تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات مصورة لأرتال عسكرية تابعة لقسد تقول بأنها ماضية إلى غرب الفرات. هل هذا صحيح أم العملية لم تبدأ بعد؟

محمود حبيب: العملية لم تبدأ بعد. بعض الفيديوهات قديمة، وبعض الفيديوهات هي تحركات عسكرية لأرتال قسد داخل منطقة شمال شرق سوريا فقط. هناك تدريبات مكثفة ما بين قوات التحالف الدولي وقوات النخبة في قوات سوريا الديمقراطية: تدريبات على الإنزال الجوي، تدريبات على متابعة الخلايا الداعشية، هناك عمليات ميدانية ضد الخلايا في منطقة شمال شرق سوريا، وهناك على الجانب الآخر تدريبات مستمرة، وبالتالي هذا يشير إلى أنه قد يكون هناك عملية أو قد تكون العملية قريبة، ولكن لم تنتقل بعد قوات من قوات سوريا الديمقراطية إلى غرب الفرات.
 
رووداو: العملية قريبة، هل قد تكون خلال أيام أم أشهر برأيك؟

محمود حبيب: الحقيقة لا أعتقد خلال أشهر لأن الوضع الأمني هش والتقارير الاستخباراتية كما ذكرت لك تؤكد بأن عناصر التنظيم استطاعوا أن يجمعوا شتاتهم في البادية السورية واستطاعوا الحصول على بعض الأسلحة والذخيرة بعد سقوط نظام الأسد.
 
والقبضة الأمنية ضعيفة في بعض المناطق، وبالتالي الاختراقات سهلة. رأينا ما حدث في دمشق من التفجير في الكنيسة وبعض الأمور، بعض الحركات أو بعض الأفعال التي تدل على أن هناك أعمال إرهابية تحدث أو قد تحدث أوسع من ذلك.
 
القوى الغربية حساسة جداً لموضوع عودة تنظيم داعش. لا يمكن أن تترك داعش يعود مرة أخرى. داعش إذا ما استطاع السيطرة على مدينة أو على بلدة كبيرة جداً، يكون من الصعب جداً القضاء عليه. أنت تعلم سياسة التنظيم هو الدخول على الحواضر وأخذ السكان رهائن ولا يهمهم كثيراً حجم الدماء التي ستراق، وبالتالي من الخطير جداً أن نترك الحواضر والمدن السورية تحت تهديد التنظيم.
 
لذلك قامت قوات التحالف بالإنذار حول هذا الموضوع وصرح الجنرال كليفن بأن هناك عملية. أما متى ستبدأ، في أيام أو في أشهر، الحقيقة ليس لدي معلومة، ولكنها ربما لن تطول.
 
رووداو: هناك معلومات متداولة عن مشاركة 6 آلاف عنصر في هذه العملية. برأيكم هل هذا العدد كافٍ لتغطية البادية السورية المقدرة مساحتها بآلاف الكيلومترات؟

محمود حبيب: هذا العدد لن ينتشر انتشاراً واحداً. أعتقد بأن خطة العمليات مثل هكذا عمليات تكون هي تقسيم المنطقة إلى قطاعات، تطهير هذه القطاعات تباعاً بمعنى حصر العدو في مناطق معينة للقضاء عليه.
 
وأعتقد كذلك بأن قوات التحالف الدولي بما تملكه من قدرة على الرصد والمتابعة عن بُعد - أقصد من خلال الأقمار الصناعية وبتتبع الاتصالات وكذلك لديها بنك أهداف تريد الوصول إليه - وتضع الخطة المناسبة لهذا الأمر: تقسيم المنطقة إلى قطاعات، تطهير قطاع تلو الآخر. هي الطريقة الوحيدة لمسح كل هذه المنطقة الجغرافية الواسعة.
 
ألفا داعشي في البادية السورية 

رووداو: وفق تقديراتكم، كم عدد عناصر خلايا داعش في البادية، في بادية تدمر وحمص؟ البنتاغون تقديراته تشير إلى 2000 إلى 5000 عنصر وربما أكثر في سوريا والعراق، ولكن أنتم ماذا تقولون على الأرض؟
 
محمود حبيب: الحقيقة البادية السورية منطقة غير مأهولة وفيها الكثير من التضاريس المناسبة لإيواء عناصر التنظيم، وعناصر التنظيم يستطيعون الاقتراب من الحواضر السكانية ويقومون بفرض الإتاوات أو بنهب الممتلكات، وبالتالي يستطيعون تمويل أنفسهم ذاتياً.
 
لا نستطيع تكهُّن الرقم، ولكن أعتقد بأن الرقم قريب مما ذكره البنتاغون، ولكن في سوريا في البادية ليس أقل من ألفي مقاتل. عناصر التنظيم يتخذون من المناطق الوعرة في قلب البادية ومن جبل البشري وجبل عبد العزيز والمناطق التي فيها كهوف ومغاير وفيها تغطية جوية أو تعمية للطيران، يستطيعون الاختباء هناك والبقاء لفترات طويلة.
 
وبالتالي هذه البيئة المواتية هي التي أمَّنت لداعش البقاء على قيد الحياة. كان هناك سابقاً جهد جوي روسي متقطع يقوم بدوريات جوية فوق البادية، توقفت هذه العمليات منذ أكثر من سنتين. هناك بعض الدوريات لقوات التحالف الدولي، ولكن ليست مكثفة بالشكل الذي يشل حركة التنظيم على الأرض.
 
أعتقد بأن قوات التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية أحست بخطر ترك هذه المنطقة دون رقابة جوية على أقل تقدير، بل أكثر من ذلك الآن نراهم يحضرون لعملية برية. عدد القوات المشاركة أعتقد أنه كافٍ لأن هذه القوات لديها الخبرة الكافية، لديها العتاد المناسب ولديها التغطية الجوية وشبكة الاتصالات القوية والصب الناري الذي يستطيعون من خلاله السيطرة على الموقف.
 
رووداو: عدد ستة آلاف - هل هو عدد متوقع للعناصر المشاركة في العملية أم أكثر؟ 

محمود حبيب: هؤلاء يستطيعون القيام بهذا الواجب، وإذا اضطر الأمر لإمداد بقوات أخرى، هناك مناطق إمداد موجودة شرق الفرات، موجودة في إقليم كردستان، موجودة بقوات التحالف التي تستطيع استخدام إمدادات لهذه المنطقة.
 
"وزارة الدفاع السورية لا تستطيع تمشيط البادية" 

رووداو: بوصول القوات المشاركة في العملية إلى تخوم العاصمة دمشق وريفها وأيضاً حمص، ألا يشكل ذلك مخاوف من اندلاع توترات أو اشتباكات بين تلك القوات والقوات الحكومية في دمشق وريفها، خاصة تلك التي كانت منضوية في الجيش الوطني والآن هي في وزارة الدفاع؟

محمود حبيب: لا أعتقد. لن يكون هناك تصادم مباشر. نحن نتحدث هنا عن مساحات مفتوحة وواسعة تحتاج إلى جهد عسكري حقيقي وتحتاج إلى خبرات قتالية كبيرة في محاربة التنظيم أو محاربة الإرهاب بشكل عام.
 
القوات العسكرية الموجودة في المدن، في دمشق وفي حمص، ليست في صدام مع قوات التحالف أو ستكون بصدام مع قوات التحالف أو مع قوات سوريا الديمقراطية. هذا واجب مكمل لواجب وزارة الدفاع، ووزارة الدفاع في هذه الفترة قد لا تستطيع أن تمشط تلك البادية ولا تمتلك الجهد الجوي المناسب للقيام بهذا الأمر.
 
إذن قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يكملان ما تريده قوات وزارة الدفاع التي كذلك تعاني من خطر التنظيم ويهدد خطر التنظيم وجودها بشكل كبير، وبالتالي سيكون هناك أعتقد توافق وتآؤم في هذا الأمر أكثر من خلاف وصدام، لأن لا الظروف الأمنية تسمح ولا حتى الظروف الأمنية سيكون هناك تواجه ما بين تلك القوات وقوات ما تسمى الجيش الوطني أو قوات وزارة الدفاع.
 
رووداو: هل ستبقى القوات المشاركة في العملية في حال تمشيطها للبادية في تلك المناطق، قريبة من حدود العراق، قريبة من حدود الأردن؟ هل ستبقى متمركزة هناك؟

محمود حبيب: الآن هناك منطقة التنف، منطقة الـ 55، هناك منطقة كبيرة جداً توجد فيها قوات التحالف الدولي، وأعتقد بأنها محتاجة لأن تنتشر فيها قوات سوريا الديمقراطية لأن هناك قوات سوريا الحرة وهي شريك للتحالف الدولي في مكافحة الإرهاب وبالتالي تغطي منطقة كبيرة.
 
تفيد تقارير بأن هناك تحضير لإنشاء قاعدة عسكرية أميركية في منطقة ضمير - العسكرية، أقصد - وحتى الآن لم يؤكد هذا الأمر. إذا ما تم ذلك الأمر فمن الممكن أن تبقى قوات التحالف الدولي مراكز لها أو طرق إمداد لها مع شرق الفرات.
 
القضية بالدرجة الأولى، وهذه عقيدتنا القتالية في قسد، تتعلق بمكافحة ومحاربة تنظيم داعش لما يشكل من خطر على سوريا وعلى شعبها. ليس لدينا أطماع في أي مكان آخر، نريد السلام والسلام لشعبنا السوري، ونقدم في سبيل ذلك تضحيات كبيرة جداً، وكل الشعب السوري الآن يعلم مدى أهمية قيام قوات سوريا الديمقراطية بهذا الأمر.
 
أميركا باقية 

رووداو: نأتي إلى الحديث عن التواجد الأميركي في شمال شرق سوريا، خاصة مع حديث وتقارير تتحدث عن انسحاب القوات الأميركية من قاعدتين في شرق سوريا. كم عدد القواعد والجنود الأميركيين المتبقين حالياً في سوريا وفق معلوماتكم؟

محمود حبيب: الحقيقة ليس لدي إحصائية حقيقية لعدد القوات الأميركية. وبالنسبة للانسحاب الأميركي، هي عبارة عن إعادة تموضع، وكما ذكرت بعض التقارير الأميركية بأنها للكلفة التشغيلية للمواقع الكثيرة، فتريد أن تضغط هذه الكلفة وتضع القوات الأميركية في مكان واحد وتضع هذه القوات في قواعد كبيرة جداً ولكنها محمية ومحصنة بشكل أكبر، بدل أن تنتشرها على أكثر من 17 قاعدة كانت موجودة في منطقة شمال شرق سوريا.
 
إذن القضية متعلقة بالكلفة التشغيلية والحالة الأمنية والضبط الأمني والاستدامة والديناميكية العملية لتحرك هذه القوات، وبالتالي يكون هناك قوات برية وجوية وقوات مسند في مكان واحد تستطيع مساندة بعضها بدل أن تكون متفرقة على عدة مناطق.
 
أعود للقول بأن وجود القوات الأميركية في سوريا أصبح قرار استراتيجي للإدارة الأميركية وليس قابلاً للتغيير في هذه الفترة على أقل تقدير. نرى التوترات الكبيرة في المنطقة ونرى أهمية هذه القواعد للبقاء في سوريا، هذا عدا عن ضرورة بقائها لمتابعة محاربة التنظيم الذي يريد أن يستغل أي فرصة متاحة للعودة مرة أخرى، وبالتالي هذا يشكل تهديداً للأمن القومي في سوريا وللأمن والسلم الدوليين، وبالتالي الواجب يحتم على القوات الأميركية البقاء وتعزيز هذه القواعد بما يتناسب مع الدور الهام للولايات المتحدة.
 
رووداو: برأيكم هل ستكتفي بقاعدة واحدة كما يشاع أم أن هناك أكثر من قاعدة ستتمركز فيها (القوات الأميركية)؟

محمود حبيب: أعتقد بأن هناك قاعدتين. تتحدث بعض التقارير عن قاعدتين ضخمتين في المنطقة، في منطقة شمال شرق سوريا، ولكن كما قلت لك الأهم من هذا كله أن القوات الأميركية باقية وأن هذه القواعد ستكون قادرة على التدخل في الواجبات المطلوبة، إن كان جوياً أو برياً أو عملياتياً من ناحية الاتصالات والاستخبارات.
 
رووداو: ربما نمو داعش في البادية قد يعيد النظر بمسألة انسحاب القوات الأميركية أو إعادة تموضعها أو خفض أعدادها إلى النصف تقريباً؟

محمود حبيب: لم تتحدث الإدارة الأميركية منذ 2019 حتى الآن عن انسحاب حقيقي من منطقة شمال شرق سوريا. فقط ذُكر بأن هذا الانسحاب قد يتم عندما تتأكد الولايات المتحدة الأميركية بأن سوريا ليست بحاجة لهذه القوات، وبالتالي يكون قد انتهت مشكلة تنظيم داعش ويكون الوضع السوري وُضع على سكة الأمان كما يقال، وبالتالي لا داعي لوجود القوات الأميركية. لكن طالما أن هناك حاجة لبقاء هذه القوات فستبقى، وهذا كما قلت يضمن مصلحة الطرفين، إن كان سوريا وإن كان لكم.
 
"لا نقبل بدولتين في سوريا" 

رووداو: ما تعليقكم على تصريح المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك حول أن تعامل واشنطن سيكون مع الحكومة السورية مع ضرورة دمج قسد في وزارة الدفاع؟ 

محمود حبيب: الحقيقة كلام منطقي، كلام رجل مسؤول. نحن بصدد هذا الاندماج، هناك لجان مشتركة تقوم بالبحث في كل التفاصيل اللازمة لتحقيق هذا الاندماج، إن كان من الناحية العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية وكل القطاعات التي يجب أن تندمج مع بعضها. هناك لجان مختصة تقوم بهذا العمل ونتمنى أن يكون هذا الاندماج قريباً.
 
وبالتالي نعم، يجب أن يكون هناك الحديث مع دولة واحدة وليس مع دولتين. نحن لا نسعى لأن يكون هناك قراران في سوريا، وكما قال الجنرال مظلوم عبدي: لا نسمح بأن يكون هناك جيشان في سوريا، وبالتالي هذه العملية قائمة ومستمرة ونتمنى أن تصل إلى نتائجها القريبة.
 
رووداو: إلى أين وصلت عملية دمج قسد في وزارة الدفاع؟ ما هي النسبة؟ هل هي 10% أم 20%؟ خصوصاً في ظل خطاب متشنج من الإعلام الموالي للحكومة الحالية، أم أن خلف الكواليس هناك أمور أخرى تجري على نار هادئة كما يقال؟

محمود حبيب: نعم، أنت قلتها، هناك خلف الكواليس ما يحدث وهو الأهم. الإعلام، نحن نحترم حرية الإعلام وأتمنى بأن يكون الإعلام مفتوحاً وينتقد، أما الإعلام المُسيَّس، الإعلام الذي يغير الحقائق أو يريد أن يثير النعرات في الشارع السوري فهو إعلام أكيد مضلل ولا يعود بالفائدة لا على الشعب السوري لا في منطقة الشرق السوري ولا في غيرها.
 
إذن ما يحدث الآن هو اتفاقات أو تجري عملية تسويات لكل الملفات العالقة بين الطرفين لتظهر على العلن. كما فاجأونا بشكل دائم كان هناك تحدث مباحثات لا نعلم تفاصيلها، ثم فجأة نجد أن هناك قرارات مهمة جداً في هذا السياق، وهذا ما أتوقعه بأن ما يتم البحث به بعيداً عن الإعلام هو الذي سيصب في مصلحة المواطن السوري وسيكون مبشراً لكل أهلنا في سوريا.

رووداو: انتشرت في الآونة الأخيرة تقارير إعلامية تفيد بمشاركة قوات من النخبة في قسد بحماية الرئيس السوري أحمد الشرع. هل لديكم معلومات عن هذا الأمر؟ هل هذا الأمر صحيح أم لا؟

محمود حبيب: لم يصدر بشكل رسمي أو بشكل معلن من قوات سوريا الديمقراطية بهذا الصدد، ولا أعتقد بأن الرئيس أحمد الشرع وصل الوضع لديه بأن يكون بحاجة إلى حماية قوات سوريا الديمقراطية. هناك لديه قوات نخبة تستطيع حماية القصر، ولكن هناك كان وصول لدوريات عسكرية إلى دمشق مع الوفود التي ذهبت للتفاوض وكلنا رأينا ذلك. قد يكون تم إسقاط هذا الأمر على ذاك، وبالتالي لا أعتقد بأن الأوضاع في دمشق وصلت إلى هذا الحد.
 
رووداو: ما تعليقكم على تصريحات وزارة الداخلية السورية بشأن قدوم متهمي تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق من مخيم الهول ونفي قسد لذلك؟ أليس هذا يعتبر تشنجاً بين الطرفين؟

محمود حبيب: نعم، كان التصريح متسرعاً وأُخذ بسياق آخر غير السياق الحقيقي الذي يجب أن يظهر به، وتم نفي ما تداولته وزارة الداخلية من جهات معنية، إن كانوا على المستوى المحلي أو على المستوى الإقليمي والدولي.
 
وبالتالي قضية تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق قضية أخذت بُعداً كبيراً جداً، وكان من المهم جداً انتظار الحقائق. كان من الأجدى بوزارة الداخلية السورية أن تتجنب هذا الغمز من قناتها باتجاه قوات سوريا الديمقراطية.
 
ولا يمكن أن يصدق عاقل بأن قوات سوريا الديمقراطية التي قدمت عشرة آلاف شهيد والتي تحارب التنظيم منذ أكثر من عشرة أعوام أن تكون قواتها على علاقة بعناصر التنظيم أو أن تدعم عمليات التنظيم، وهذا يخالف المنطق جملة وتفصيلاً.
 
نحن نعمل مع شراكئنا مع قوات التحالف الدولي التي ترصد كل ما يحدث في المنطقة. نحن عقيدتنا القتالية ضد عناصر التنظيم، ضد الفكر الإرهابي الظلامي المتطرف، وفي نفس الوقت نعمل مع قوات التحالف الدولي التي ترصد كل التحركات، وبالتالي ما أوردته وزارة الداخلية يجافي الحقيقة، غير منطقي وكان من الأجدر بهم أن يتريثوا قبل أن يتحدثوا بهذا الأسلوب.
 
قسد مستمرة بإدارة مخيم الهول "حالياً"  

رووداو: ما مصير مخيم الهول خاصة بعد زيارة الوفد الحكومي إليه؟ ما مصيره؟ هل سيكون في المستقبل تحت إدارة دمشق أم أنه سيبقى على حاله أم ستكون الإدارة مشتركة بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية؟

محمود حبيب: مخيم الهول يحوي عوائل عناصر التنظيم، وكان هناك طلب من حكومة دمشق بأنها تريد أن تأتي لتزور هذا المخيم وتلبينا لهذا الطلب وقد وصلوا، وعرضوا بأن يكون هناك بضمانة الحكم السوري استقدام أو إعادة بعض العائلات إلى بيوتها، وكذلك تم الاستجابة لهذا الطلب.
 
ما يتعلق بمخيم الهول هو ليس قضية كبيرة جداً. نحن نطالب من رعايا الدول الموجودة رعاياها في مخيم الهول أن تعيد رعاياها، وعلى رأسهم الحكومة السورية، ولكن كما قلنا يجب أن تكون هذه العودة عودة مناسبة بمعنى أن يكون هناك ضمانات لكي لا يعود هؤلاء إلى أعمالهم الإرهابية.
 
أمر آخر، يجب أن يكون هناك مراكز للتأهيل ولمحاولة غسل الدماغ التي حدثت لهؤلاء الأطفال أو لعوائل التنظيم التي تشربت لأفكار التنظيم. يجب أن يكون هناك مراكز تأهيل لإخراجهم من هذا السقف الأسود المظلم، وبالتالي عودة الأهالي إلى بيوتهم على الصعيد السوري الداخلي نتحدث تحتاج إلى جهد حقيقي، تحتاج إلى ضمانات أمنية واضحة كي لا نعود لنقع في مطبات أخرى مع عناصر داعش جُدد أو مع عوائل التنظيم.
 
أما بالنسبة لبقية العوائل من بقية الجنسيات فنحن نطالب بأن تقوم كل الدول بإعادة رعاياها إليها. هذا الأمر متعلق وسيبقى حالياً تحت قيادة وإشراف قوات سوريا الديمقراطية إلى أن تنضج كما قلت لك منذ قليل عملية التفاهمات على كل الملفات التي تطرح الآن والنقاش عليها في دمشق.

رووداو: الجانب العراقي يعلن بين الفينة والأخرى عن استعادة مختطفين كُورد إيزديين من الأراضي السورية. هل هذا يتم بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية أم جهات أخرى؟

محمود حبيب: الحقيقة إذا كان المختطفون في إدلب أو في حلب أو في المنطقة الخارجة عن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية فيتم التنسيق مع جهات أخرى، قد تكون تركيا، قد تكون حكومة دمشق، قد تكون النظام السابق.
 
أما فيما يتعلق بمنطقة شمال شرق سوريا فبالطبع سيكون التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، والحالات التي بحثناها وجدناها كانت في مخيم الهول، وهذا الذي بعد عمليات بحث وتدقيق وتحقيقات كبيرة جداً عرفنا أن هناك إيزيديات مختطفات كُن من ضمن عوائل التنظيم واستطعنا إخراجهن من المخيم.
 
إذن ما يتم البحث عنه في منطقة شمال شرق سوريا أكيد قوات سوريا الديمقراطية مشاركة فيه، أما خارج منطقة سيطرتنا فتشارك جهات أخرى في هذا الأمر.
 
"لم تسقط صواريخ إيرانية على قواعد أميركية" 

رووداو: نأتي إلى ذكر الحرب الإيرانية الإسرائيلية. هل سقطت أو تساقطت صواريخ أو مسيرات إيرانية على قواعد أمريكية خلال فترة الحرب الـ12 يوماً؟

محمود حبيب: لا أعتقد أن هناك سقوط صواريخ أو مسيرات على القواعد. مرة واحدة أعتقد أنه سقطت إما مسيرة أو صاروخ تم استهدافه سقطت بقاياه في منطقة قريبة وليس فوق قواعد أميركية، أما في منطقة قريبة من قواعد أميركية. هذا فقط ما حدث.
 
إذن لم يكن هناك استهداف مباشر للقواعد الأميركية في شمال شرق سوريا. إذا كان هناك استهداف مباشر للقواعد الأميركية في شمال شرق سوريا فقد تم اعتراض الصواريخ قبل أن تصل، وبالتالي لم تلحق تلك القواعد بأي أضرار. نعم، لم تصل إليها.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب