رووداو ديجيتال
حادثة حريق قاعة زفاف الهيثم في قضاء الحمدانية مؤخراً، كشفت عن مستوى الوقاع الصحي في المحافظة، حيث لجأ ذوو المصابين الى نقلهم لأماكن أخرى لتلقي العلاج، منها في اقليم كوردستان ومنها خارج البلاد، في وقت تشكو المحافظة من نقص في عدد المستشفيات، جراء تلكؤ العمل في عدد منها.
في 26 أيلول الماضي، اندلع حريق ضخم في أحد قاعات الأعراس في قضاء الحمدانية التابع لقضاء نينوى، خلال احتفال عروسين بزفافهما بحضور نحو 1000 شخص.
ويوم أمس الجمعة (13 تشرين الأول 2023) تم الكشف عن هوية 32 ضحية من ضحايا حريق الحمدانية في محافظة نينوى، حيث تجمع مئات الاشخاص من ذوي الضحايا لتسلّم جثامين ابنائهم الذين، بعد ان كشف فحص "DNA" عن هوياتهم، حيث قامت دائرة الطب العدلي، بتسليم الجثث الى أهاليها في نينوى، الجمعة، بعد مرور اكثر من اسبوعين على الكارثة.
حول الواقع الصحي في المحافظة، يقول نائب محافظ نينوى حسن العلاف لشبكة رووداو الاعلامية، ان "هنالك مشاكل تتعلق بالواقع الصحي في محافظة نينوى، وهذا الواقع يشهد تراجعاً، منها عدم اكمال المستشفيات وتأخرها".
وأوضح حسن العلاف ان "من بين هذه المستشفيات، مستشفى ابن سينا 600 سرير الذي ولحد الان لم يتم بناؤه، ومن المهم جداً للمحافظة اكماله لأن القطاع الصحي مهم جداً في نينوى وبحاجة الى هكذا مستشفيات".
كما نوّه نائب محافظ نينوى الى وجود مستشفيات اخرى لم يتم بناؤها رغم أنها مقررة، مثل مستشفى بعشيقة 200 سرير، ومستشفى سنجار 200 سرير، ومستشفى مخمور 200 سرير".
وعزا حسن العلاف عدم بناء هذه المستشفيات الى أن "جزءاً من الأسباب تتعلق بالكشوفات الهندسية التابعة لوزارة الصحة، والتي هي غير كاملة وتتضمن اخطاء، فضلاً عن أسباب أخرى تتعلق باجراءات الحكومة الاتحادية".
بدأ تدهور النظام الصحي في العراق منذ عقود من الزمن، ابتداءً من غزو العراق للكويت، وأدى الحصار المفروض على العراق بعد الغزو إلى نقص الأدوية ووفاة آلاف العراقيين لاحقاً بسبب الحالات الطبية البسيطة، مثل الإصابات الشائعة والإسهال.
وقد تفاقمت صعوبة الحصول على اللوازم الطبية بسبب فساد حكم نظام صدام حسين خلال "برنامج النفط مقابل الغذاء"، ما أدى إلى تدهور النظام الصحي أكثر فأكثر.
علاوة على ذلك، غادر الكثير من الأطباء والمختصين البلاد على أمل إيجاد حياة أفضل إذ كانت العقوبات قاسية في خلال التسعينيات، وخفضَ نظام صدام حسين ميزانية وزارة الصحة، ويقدّر البعض أن تمويل الرعاية الصحية انخفض بنسبة تصل إلى 90% بين عامي 1993 و2003.
تدهور الوضع أكثر فأكثر بعد عام 2003؛ فلم يحسن النظام السياسي الجديد واقع النظام الصحي في العراق.
ووجد تقرير صدر بعد عامين من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية (2003) أن "الفساد في قطاع الرعاية الصحية قد وصل إلى حد انتشار الرشوة والمحسوبية والسرقة بشكل كبير، وأن المشكلة خطيرة جداً لدرجة أن صحة المرضى أصبحت من تدهور مستمر"، فانتشرت سرقة الأدوية والمعدات الطبية وكثرت حالات الاحتيال فكافحت المستشفيات للاحتفاظ بمخزون الأدوية.
لم تواكب الدولة وتيرة الزيادة السكانية ومعها الاحتياجات الاجتماعية، فارتفع عدد سكان العراق من 7.28 مليون في عام 1960 إلى 24 مليون في عام 2023، لكن بحسب البنك الدولي، انخفض عدد الأسرة في المستشفيات للفرد بشكل فعلي بين عامي 1980 و2017 من 1.9 سرير لكل 1000 عراقي إلى 1.3 سرير لكل 1000 فقط.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً