محمد فتاح لرووداو: نعمل على مساعدة اهالي حلبجة بواسطة الفن بالرغم من المصاعب هناك

30-10-2023
معد فياض
معد فياض
الكلمات الدالة حلبجة
A+ A-

رووداو ديجيتال 

بين حياته كفنان تشكيلي، واهتماماته بلوحاته ومواضيعه والوانه، ينشغل الاكاديمي محمد فتاح بمواضيع اخرى تهم حياة الناس، من اطفال وشباب وبالغين، يعيشون اوضاعا معقدة، يحاول دعمهم عن طريق الفن والثقافة في محافظة حلبجة، كونه مدير دائرة الثقافة والفنون في المحافظة التي ستكون الـ 19 على مستوى العراق، بعد ان ينتهي البرلمان العراقي (الاتحادي) من التصويت على القرار، مع أن برلمان وحكومة اقليم كوردستان يتعاملون مع حلبجة اصلا كمحافظة رابعة في الاقليم بعد اربيل والسليمانية ودهوك.
 
وضع حلبجة معقد
 
 الفنان التشكيلي محمد فتاح أوضح لشبكة رووداو الاوضاع في محافظة حلبجة، وسعيهم في دائرة الثقافة والفنون لترميم الاوجاع النفسية التي يعاني منها الاهاليهناك، قائلا:"للاسف بعد التراجيديا المأساوية بقصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية عام 1988، تغيرت الناس هنا..تغيرت من الناحية النفسية اضافة الى معاناتهم الجسدية والصحية التي يعانون منها بسبب الاسلحة الكيمياوية التي اصابتهم حتى اليوم". 
 
منبها الى ان"المواطنين الكورد في حلبجة يشعرون بالظلم والغدر والغبن في اقصى درجاته..لكن بفضل تواجد المثقفين وتحويل حلبجة من قضاء الى محافظة  اصبحت اكثر تطورا، ويبقى الموضوع الاهم هو المواطن الانسان، نحن نعمل لمساعدة الفرد على ان ينمي ويطور ذاته مرة اخرى وبنائه نفسيا وهذه مهمة صعبة جدا خاصة وان هناك في حلبجة تعددية من الاحزاب والاديان والاطياف اضافة الى وجود عدة لهجات، ولا ننسى ان حلبجة منطقة عشائرية وهذا يعني وجود عشائر مختلفة، لهذا عملية تنظيم نسق لهذه التعددية الجميلة وصياغتها كشجرة متناسقة تحتاج الى عمل دؤوب وهذا ما يجعل مهمتنا في دائرة الثقافة والفنون معقدة ونحن بحاجة الى الدعم المادي لتنفيذ برامجنا وكذلك صرف الرواتب في مواعيدها يساعد المواطن على التفاعل مع البرامج الاجتماعية والثقافية".
 
واضاف فتاح قائلا:"نحن الان نسعى لبناء قاعتين للعروض الفنية والنشاطات الثقافية..تصوروا  انه لا توجد قاعة داخل حلبجة. بل لا يوجد فندق سياحي لاستقبال الضيوف وبقائهم في المدينة". مستطردا بقوله:" حاليا وبفضل الخيرين والمستثمرين الجديين يخططون لبناء فنادق واعمار المدارس وأنشاء مستشفيات خاصة بالعلاج من مخلفات الاصابات الكيمياوية التي ما يزال يعاني منها بعض اهالي حلبجة، وكذلك انشاء مصانع في المحافظة وهذا يدل ان هناك اهتمام وعندما ستقر(حلبجة) من قبل البرلمان العراقي كمحافظة سوف تقفز الى الامام بخطوات واسعة وستكون لها ميزانيتها الخاصة واهتمام اكبر". 
الفن والمعوقات
 

وعن النشاطات الفنية والثقافية في حلبجة، قال مدير دائرة الثقافة والفنون في المحافظة:"اذا نتحدث عن الفنون عامة والموسيقى بشكل خاص في حلبجة فاقول ان هناك معوقات كثيرة ابرزها ممارسات جماعات الاسلام السياسي الموجودين في المحافظة الذين لا يؤيدون الفن اطلاقا وخاصة الموسيقى والرسم والنحت ويقفون ضد وجود نصب او تماثيل في المدينة مثلا نرسم مع فنانين من حلبجة بعض الجداريات الاعتيادية على جدران مديريتنا  نجد ان هناك من تعمد تشويهها عن قصدية". مؤكدا:ط لكن هذا يجعلنا نعمل باصرار على تنمية افكار ومواهب الاطفال والشباب رغم كل المعوقات والممارسات السلبية لانتاج مبدعين يساهمون بتطوير وتقدم مجتمعهم عن طريق الرسم واقامة المعارض التشكيلية والعروض المسرحية والنشاطات الثقافية وكذلك افعاليات الرياضية وهذه مسؤوليتنا ومسؤولية الاخرين". 
 
وشدد على انه "يبقى الدور المهم لدعم وزارة الثقافة في حكومة اقليم كوردستان لان تقدم يد العون والمساندة لتحقيق برامجنا". منبها الى ان:" لحلبجة تاريخ من الانجازات الابداعية في الفنون والشعر وبقية ابواب الثقافة وخرج منها شعراء وكتاب وموسيقيين ومطربين اضافو للحركة الثقافية الكوردية في عموم كوردستان منذ سنوات طويلة ونامل بعودة هذا الابداع للمدينة". 
 
الثقافة في السليمانية متطورة
 
ووصف محمد فتاح الحركة  الثقافية في محافظة السليمانية بالمتطورة، وقال:"الحركة الثقافية بصورة عامة في العاصمة الثقافية لاقليم كوردستان متطورة ، فعلى مستوى الفنون هناك باستمرار معارض تشكيلية وعروض مسرحية وسينمائية يحضرها جمهور واع ومتابع من الفنانين والنقاد والجمهور الاعتيادي وهذا يسعدنا جدا، يضاف الى هذا المهرجانات الثقافية، مثل مهرجان كلاويز الثقافي الدولي الذي يقام سنويا، والجلسات الشعرية والنقدية". منبها الى:" عندنا فنانين على مستوى راق من الابداع ويصلون الى مصاف الفنانين العالميين ففي سفرتي الاخيرة الى ايطاليا زرت معارض تشكيلية عديدة وشعرت بالفخر بان في السليمانية فنانين افضل من الايطاليين وهذه ليست مبالغة على الاطلاق بل هذا ما يؤكده المنجز الابداعي التشكيلي". موضحا بان:"المنجز التشكيلي خاص بالفنان ذاته وحواره يبدأ اولا مع اللوحة، ثم يتطور هذا الحوار اللوني مع تنامي الفكرة والموضوع، فانا شخصيا ارسم لنفسي، بداية واكون في حوار مع اللوحة واتاملها بتفكير عميق كلما اضفت لها لاغناء الموضوع لتتحول من خطاب جمالي الى خطاب فكري، وعندما اعرضها تكون ملك المتلق وليست ملكي وللجمهور الحق في ان يفسرها حسب علاقته بها".
 
الادب والفن التشكيلي
 
19وأكد الفنان التشكيلي محمد فتاح الذي اقام 19 معرضا شخصيا وساهم في 318 معرض  مشترك، داخل العراق وخارجه، اضافة الى بحوثه ومحاضراته الاكاديمية في الفن التشكيلي وعلاقته بالمجتمع والثقافة، وحصوله على الكثير من الجوائز والشهادات التقديرية، على:"أهمية الثقافة للفنان التشكيلي، عليه ان يطالع ويقرأ ويبحث كثيرا، خاصة في مجالات القصة والرواية التي تمني مخيلة الفنان التشكيلي". وذكر:"انا منذ طفولتي ومن ثم قتوتي وشبابي وحتى اليوم اقرأ الكثير من الاعمال الروائية، ومنذ سنوات اطالع واتابع باهتمام كبير ادب اميركا اللاتينية المعروف بـ(الواقعية السحرية)، خاصة الروائي الكولمبي غاريسيا ماركيز، والروائية التشيلية إيزابيل اللندي، والروائي البرازيلي بابلو كويلو، وغيرهم، وهذا ما جعلني اتحول في الرسم من الاسلوب الواقعي الى الواقعية السحرية".معربا عن أسفه بسبب:"اننا نرى اليوم جيلا من الفنانين التشكيليين لا يقرأ ولا يهتم بالبحوث ولا بالثقافة ويتحدث اكثر مما يعرفه، واقول هنا ان القراءة والبحث العميق يمنح الفنان او حتى الكاتب والشاعر عمق ثقافي يقوده الى اختيار الموضوع وبناء الاسلوب بعمق".

 

 
علاقتي مع (مجلتي) و(المزمار) عميقة
 
وكشف الفنان التشكيلي محمد فتاح عن علاقته:"القوية مع ادب الاطفال"، وقال "افتخر دائما باني مدين لادب الاطفال في العراق، خاصة لمطبوعي(مجلتي) و(المزمار)، التي اقراها واتابعها باهتمام منذ عام 1976 ثم خلال دراستي في معهد الفنون الجميلة وحتى اليوم وكل ما ارى اغلفة ل(مجلتي) و(المزمار) احتضنها بمحبة عميقة". مضيفا:" المعروف ان شخصية الانسان تبدأ بالتكوين منذ طفولته وانا تكون رصيدي الثقافي مع مطبوعات دار ثقافة الاطفال، واحتفظ بمجلدات كثيرة للمطبوعين(مجلتي) و(المزمار) ومع كل نسخة لها ذكريات خاصة في نفسي وبصراحة اشكر كل الذين كتبوا ورسموا في المطبوعين وبودي ان ارسم في يوم ما غلاف للمطبوعين او اكتب لاطفال العراق".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

مراسم افتتاح مركز الأناضول الثقافي في أنقرة

افتتاح مركز الأناضول الثقافي الكوردي في أنقرة

شهدت أنقرة تجمعاً للكورد، للمشاركة في مراسم افتتاح مركز ثقافي وفني كوردي، حيث افتُتِح مركز الأناضول الثقافي، بوصفه مركزاً تابع لمركز ميزوبوتاميا الثقافي في أنقرة. وقد شارك الرئيسان المشتركان لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (دام) وأطفال كورد في قص شريط الافتتاح.