رووداو ديجيتال
رأى الشاعر العراقي موفق محمد، أن أحد اسباب التخلف في البلاد، هو هروب الشعراء والادباء من ظلم الواقع الحالي.
وقال محمد، خلال مشاركته في مهرجان كلاويز الثقافي في السليمانية، لشبكة رووداو الاعلامية، ان "الشعر العراقي العربي والكوردي من نفس المنشأ تقريباً، لكن الفرق هو حاجز اللغة"، مبينا ان "قراءات الشاعر العربي للشعر الكوردي نادرة، لكن الشاعر الكوردي يقرأ الشعر العربي قراءة جيدة".
واضاف ان "هنالك ظاهرة غريبة تتمثل في ان الشعر الكوردي مرمي بأحضان الطبيعة الجميلة، بينما الشعر العربي ليس لديه غير الصحراء"، موضحا ان "الرؤى تكاد تكون واحدة دائما، فثمة سلطات جائرة وهنالك شعر يرفض الظلم والطغيان".
ولفت محمد الى ان "المصائب في الجانبين كثيرة، وربما المصائب في الجانب الكوردي اكبر، لكن الان تساوت، وعندما نقرأ الشعر الكوردي المترجم نرى هنالك تقاربا يتمثل برفض الظلم والدكتاتوريات"، مشيرا الى ان "واحدة من اسباب تخلفنا هو هروب الشعراء والادباء من ظلم الواقع، والمفروض يتم الحديث عن هول هذه المصائب على الاقل كي يروا هنالك ردة فعل".
"الشاعر كأنه في عالم اخر وفي مجرة اخرى لذلك نرى الشعراء الذين يتناولون الظاهر الخطرة التي تؤدي الى الموت والاعتقال قليلين جدا"، حسب قوله.
ولفت الى ان لديه قصيدة بعنوان حادث ارهابي، تقول:
ترك لدينا 90 قتيلا ومئات من الجرحى
اكثرهم في حالة حرجة وقطع غيار بشرية تومض هنا وهناك
للشهداء الجنة وللجرحى الشفاء العاجل وصل دعائك يا بطل
فالشهداء الان يرقصون مع الحور العين
في جنات يجري تحتها الدولار والتيزاب
الدولار للمسؤول الذي لا ينترس ابدا
والتيزاب للشهيد خوف ان يطلب بعضا من حقوقه
اما الجرحى فهم يقفزون من تنور الى تنور
للفوز بعرصة الشبر واربعة اصابع طابو
العالم طيط قنبلة لا احد يعرف لحظتها.. وزعاطيط
وفي رد على سؤال حول اذا ما كان هنالك شعر كوردي فصيح وآخر شعبي، ذكر انه لا يملك معلومات حول ذلك، معتقدا ان "هذا الشيء موجود في كل لغات العالم، لان الشعر الشعبي لا يمكن ان يستغني عنه الانسان ويكاد يكون هو القريب للوجدان، ونشعر ان هنالك مفردات لا يعوضها اي شيء اخر".
واوضح ان لديه قصيدة اخرى بعنوان، كلاب سائبة، تقول:
في المقبرة ناديت ولدي فلم اسمع جوابا
وانا لا اعرف حرفا من صمت الموتى
في المرة الثانية ناديت صرخت بكل ما اؤتيت من قوة
يا ولداه ويا كبداه ويا مولاه
فتزحزح قبر يلهث بلسان الافعى
عودوا الى قراكم وابحثوا عن اولادكم في بطون الكلاب السائبة
يضحكون واحنا تراب حنطة
يضحكون واحنا نموت سنطة
طير ولدي والموت كطه
كون بعمى وتاكلنه ضرطة
ولا اشوف هذا الوطن جنطة
ولفت محمد الى ان "الشباب في العراق والدول العربية يشعرون بالمعاناة، ولأول مرة في تاريخ الشعر العراقي هنالك شباب يحفظون قصائد تمسهم وترفض الواقع الحالي، لذلك يحفظونها على ظهر قلب".
ويقول في قصيدة اخرى:
كلما ارجوه من السادة المشيعين
السائرين بي الى مقبرة السلام
قريبا من قبر ابي
ان ارسموا في شاهدة قبري نايا يصدح
وقنينة خمر تضيء لي الطريق
وان يغادروا قبري قبل ان يبدأ الملقنون
فلا وقت لدي في الليلة الاولى
سأزور الشهداء القديسين
واراهم يفركون راحاتهم ندماً
فقد قتلوا من اجل ان يتربع شعيط ومعيط على صدورنا
بسياراتهم رباعية الدفع
وبأدواتهم التي ما انزل الله بها من سلطان
واقول لهم طبتم موتا
فمازال اطفالكم يشحذون في الاشارات الضوئية
ونساؤكم يتقوسن بين التقاعد والعقاري
وامهاتكم في اخر صيحات الموت
تلال من العباءات السود تطير نائحة الى السماء.
واشاد محمد ببعض الذباب الذين يختارون احياناً مقاطع من اشعاره، "وهو دليل على انهم قراء، ونأمل ان يزدادوا لكي يزيد الوعي، وهو شيء مفرح".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً