معد فياض
كثيرة هي القصص والمسرحيات التي انتجت كأفلام عن الفاتيكان، لكن يبقى، حتى اليوم، فيلم البابوان (The Two Popes)، اهمها لعدة اسباب، في مقدمتها انه يتناول قصة حقيقية عن تسريبات الفاتيكان، ويستعرض احداث استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر واقناعه لخورخي ماريو كاردينال بيرغوليو، رئيس أساقفة بوينس آيرس لان يكون بديلا عنه، والاهم من هذا وذاك هو صناع الفيلم، الكاتب المسرحي أنتوني ماكارتن، والمخرج فرناندو ميريليس، وبطلي الفيلم، انتوني هوبكنز وجوناثان برايس، وموسيقى برايس ديسنر.
فيلم(الباباوان) المصنف كدراما وسيرة ذاتية ، انتاج اميركي عام 2019، والمعروض على شاشة نيتفليكس (Netflıx) حاليا اعتمد مسرحية ماكارتن، الذي كتب الفيلم ايضا، بعنوان(البابا) The Pope، والتي عرضت لاول مرة عام 2019 على مسرح Royal & Derngate Theatre.
تدور غالبية أحداث فيلم The Two Popes في مدينة الفاتيكان في أعقاب فضيحة تسريبات الفاتيكان ، ويتبع، الفيلم، البابا بنديكتوس السادس عشر ، الذي يلعب دوره أنتوني هوبكنز ، وهو يحاول إقناع خورخي ماريو كاردينال بيرغوليو، رئيس اساقفة بوينس أيرس ، الذي يلعب دوره جوناثان برايس، بان يكون بديلا عنه في حال استقالته من كرسي البابوية، لكن الثاني يبذل جهده لمحاولة اقناع البابا بإعادة النظر في قراره بالاستقالة.
تبدأ احداث الفيلم في نيسان 2005 ، اذ تم استدعاء الكاردينال خورخي ماريو بيرغوليو ، رئيس أساقفة بوينس آيرس ، إلى الفاتيكان بعد وفاة البابا يوحنا بولس الثاني لانتخاب بابا جديد. وبعد محاولتان من قبل الاساقفة لانتخاب البابا يتم انتخاب الكاردينال جوزيف راتزينغر ، وهو أسقف ألماني بارز والذي حمل لقب البابا بنديكتوس السادس عشر، في حين حصل الكاردينال بيرغوليو على ثاني أعلى عدد من الأصوات.
يقدم الكاردينال بيرغوليو استقالته من منصب رئيس اساقفة بوينس آيرس ، لكن الفاتيكان لم يرد. بينما يستعد للذهاب إلى روما وتقديم استقالته شخصيًا ، يتم استدعاؤه إلى الفاتيكان. يلتقي بيرغوليو وبنديكت في قصر كاستل غاندولفو ، المقر الصيفي للبابا حيث يناقش الاثنان دور الله والكنيسة ويروي بنديكت ما قاده إلى الكهنوت ويتحدث عن اهتماماته. يشاهد الاثنان البرنامج التلفزيوني المفضل لدى بنديكت (المفتش ريكس) وةهي محاولة من البابا البابا بنديكتوس السادس عشر او بندكيت حسب التسمية المختصرة، لتاخير مناقشة موضوع الاستقالة واقناع بيرغوليو بالتراجع عنها.
يروي بيرغوليو حياته المبكرة وطريقه إلى الكنيسة وكيف أنهى خطوبته الزوجية وانضم إلى اليسوعيين قبل ان يلتقي بالأب فرانز جاليكس والأب أورلاندو يوريو ، اللذين أصبحا أصدقاءه الروحيين، لكن البابا بنديكت يرفض استقالة بيرغوليو ، قائلاً إن العالم سوف ينظر إليها على أنها تصويت بحجب الثقة عن قيادته وإضعاف الكنيسة الكاثوليكية. وضع بنديكت وبيرغوليو خلافاتهما جانبًا ودردشا بشكل غير رسمي ، وازداد تقاربهما تدريجيًا مع بعضهما البعض.
في اليوم التالي ، يذهب الاثنان إلى الفاتيكان على متن مروحية، مع مواصلة تجنب بنديكت مناقشة استقالة بيرجوليو، وفي الفاتيكان سوف يلتقيان في (غرفة الدموع) داخل كنيسة سيستين ، وهنا سيفجر البابا بندكيت مفاجأة من طراز خاص عندما يصارح بيرغوليو، رئيس اساقفة بوينس أيرس بنيته على الاستقالة من البابوية، ويشكل هذا الموضوع صدمة كبيرة لبيرغوليو الذي يعترض ويدافع عن تقاليد الكنيسة واستمراريتها. هنا يعلن بنديكت بإن آرائه بشأن التقاليد مختلفة الآن ويعتقد أن التغيير في الكنيسة ضروري، ويصارح بيرغوليو بانه سيكون خليفته ، لكن رئيس اساقفة بوينس آيرس يرفض الفكرة، مشيراً إلى تصور أنه تعاون مع الديكتاتورية العسكرية الأرجنتينية ، وأن فشله في حماية أصدقائه وفي مقدمته الأب جاليكس و الأب يوريو بسبب اتهامه بالتعاون او عدم مواجهة المجلس العسكري وهذا ما أضر بسمعته.
فبعد ما سميت بـ "الحرب القذرة" في الارجنتين ، تمت إقالة بيرغوليو من منصب رئيس الجمعية الأرجنتينية ليسوع ونفي للعمل ككاهن رعية عادي للفقراء لعشر سنوات.
بمرور الوقت ، تصالح الأب جاليكس مع بيرغوليو ، لكنه يأسف لعدم التصالح أبدًا مع الأب يوريو، وتطارده باستمرار ذكريات أفعاله وتقاعسه خلال فترة الديكتاتورية. يواسي البابا بنديكت بيرغوليو ويذكره أن حرية اختيار المساعدة غالبًا ما تكون مكبوتة، ويعطي بيرغوليو الغفران.
بعد سبع سنوات، تورطت الكنيسة الكاثوليكية في فضيحة تسريبات الفاتيكان ، وشابت فترة ولاية بنديكتوس السادس عشر اتهامات عامة بشأن دوره في التستر، ويعترف البابا بأنه كان على علم بسوء السلوك الجنسي للأب ماسيل، الذي طالته فضيحة تسريبات الفاتيكان، على المدى الطويل ، وندم على التزام الصمت ، مما يعني أن هذا هو سبب رغبته في الاستقالة، لانه حسب اعتقاده لم يعد يسمع كلام الله ويؤكد رغبته في التنازل عن العرش. يريح بيرغوليو بنديكت ويقدم له الغفران أيضًا. يخرج الاثنان من الغرفة ويفاجآن بوجود عدد كبير من السياح في قاعة الكنيسة فيرحب بهم البابا لتحيتهم والتقاط الصور معهم في الوقت الذي يغادر فيه بيرغوليو إلى الأرجنتين.
بعد عام واحد ، يسلم البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته للعالم ويتم انتخاب بيرغوليو خلفًا له في الاجتماع البابوي لعام 2013 وأصبح البابا فرانسيس، في حين تم تسمية بنديكتوس السادس عشر البابا الفخري الذي تعهد بعدم التدخل بقرارات خلفه . في ختام الفيلم نشاهد الباباوان، السابق، بنديكتوس السادس عشر، والحالي البابا فرانسيس وهما يتابعان مباراة لكرة القدم في نهائي كأس العالم 2014 بين منتخبيهما الوطنيين ، ألمانيا والأرجنتين، حيث يشجع كل منهما منتخبه، في إشارة الى ان كرة القدم أزالت بعض الخلافات بينهما والتي تتعلق بافكار كل منهما خاصة في موضوع العزوبية والزواج للقساوسة.
كان من المقرر أن يبدأ التصوير في تشرين الثاني في الأرجنتين لكن بدأ إنتاج الفيلم في روما في نيسان2018. وتضمنت مواقع التصوير مخيمًا للاجئين في روما ، وهو نسخة كاملة الحجم من تصميم كنيسة سيستين الداخلية التي تم إنشاؤها في استوديوهات Cinecittà في روما ، وهي منطقة خارج القصر الصيفي للبابا Castel Gandolfo ، ومواقع مختلفة في روما كإحتياطي للمشاهد في الفاتيكان والمناطق الفقيرة في بوينس آيرس. وتم تصوير بعض المشاهد في القصر الملكي في كاسيرتا وفي فيلا فارنيزي في كابرارولا ، بالقرب من روما.
وتم عرض الفيلم لأول مرة عالميًا في مهرجان تيلورايد السينمائي في 31 آب 2019. كما تم عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2019 في 9 ايلول. وأعطت شبكة نيتفليكس Netflix الفيلم إصدارًا مسرحيًا محدودًا في الولايات المتحدة بدءًا من 27 تشرين الثاني 2019 ، وفي المملكة المتحدة بدءًا من 29 تشرين الثاني 2019. ثم بدأت في بثه على خدمتها في 20 كانون الاول 2019. وحظي أداء برايس وهوبكنز ، بالإضافة إلى سيناريو مكارتن ، بثناء كبير من النقاد ، وتلقى الرجال الثلاثة ترشيحات لعملهم في حفل توزيع جوائز الأوسكار وجولدن غلوب وجوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام. كما اعتبرت صحيفة الجارديان اللندنية الواسعة الشهرة بان فيلم The Two Popes هو من أكثر الأفلام جاذبية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً