رووداو ديجيتال
اختُتمت اليوم السبت 24 أيار فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الثامنة والسبعين، الذي انطلق في 13 أيار الجاري في قصر المهرجانات الشهير، حيث تم توزيع الجوائز الرئيسية.
وفاز المخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية، وهي أبرز جوائز المهرجان، عن فيلمه "مجرد حادث"، الذي صُوّر سراً في إيران ويحكي قصة انتقام.
وتمكّن بناهي، البالغ 64 عاماً، من حضور مهرجان كان لأول مرة منذ 15 عاماً، وتسلّم جائزته التي قدمتها إليه رئيسة لجنة التحكيم، جولييت بينوش.
وشهد المهرجان أيضاً حضور زوجته وابنته، بالإضافة إلى العديد من أعضاء فريق عمله، ومنهم الممثل الرئيسي وحيد مبصري.
وتدور أحداث فيلم "مجرد حادث" حول وحيد، الذي يؤدي دوره مبصري، ويقوم بخطف رجل بساق صناعية يشبه تماماً الرجل الذي عذّبه في السجن ودمر حياته.
وينطلق وحيد ليتأكد من ناجين آخرين أن هذا الرجل هو الذي كان يعذبهم بالفعل، ثم يقرر ما الذي سيفعله به.
بناهي، الذي اعتُقل عدة مرات بسبب أفلامه، كان آخر حضور شخصي له في المهرجان عام 2003 عندما عُرض فيلمه "الذهب القرمزي"، الذي أهّله لجائزة لجنة التحكيم آنذاك.
وفاز بناهي بالعديد من الجوائز الدولية، منها جائزة الكاميرا الذهبية من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "البالون الأبيض" عام 1995، وجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين لعام 2015 عن فيلمه "سيارة أجرة"، الذي صوّره في إيران حين كان طليقاً بكفالة.
ذهبت الجائزة الكبرى، وهي ثاني أرفع جوائز المهرجان بعد السعفة الذهبية، إلى الفيلم النرويجي "القيمة العاطفية" للمخرج يوهانيم تراير، المعروف بأسلوبه العاطفي المتوازن وقدرته على تصوير العلاقات الإنسانية بعمق بالغ.
نال الفيلم إعجاب لجنة التحكيم بفضل السيناريو المحكم وأداء ممثليه الرائعين، خاصة في تناوله لموضوعات الفقد والارتباط بأسلوب شاعري دون مبالغة.
وحازت الممثلة التونسية نادية مليتي على جائزة أفضل ممثلة عن دورها المؤثر في فيلم "الأخت الصغيرة"، حيث جسّدت شخصية امرأة تُصارع الفقد والعزلة في بيئة اجتماعية محافظة. وقد أشاد النقاد بأدائها الصامت المليء بالتعبير، والذي جسّد الانكسار الداخلي للشخصية بعمق بعيد عن الأداء الصارخ.
ذهبت جائزة أفضل ممثل إلى الممثل البرازيلي فاغنر مورا عن أدائه اللافت في فيلم "العميل السري"، حيث جسد شخصية معقدة مليئة بالتناقضات. وقد أثنى النقاد على قدرته في التنقل بين المشاعر المتضاربة دون فقدان التوازن، مما أضفى على الفيلم مصداقية كبيرة.
استحق البرازيلي كليبر مندونسا فيليو جائزة أفضل مخرج عن فيلمه السياسي الحاد "العميل السري"، الذي يُعيد طرح ثيمة السلطة والمقاومة من خلال قصة عميل مزدوج يعيش بين الولاء والتمرد.
ونال فيلم "سيرات" للمخرج الفرنسي أوليفر لاكس جائزة لجنة التحكيم، وهي جائزة تعبّر عن تقدير خاص من اللجنة لعمل فني تميز بأسلوبه الفريد. يدور الفيلم حول طفلين يحاولان عبور الحدود الأوروبية في رحلة محفوفة بالمخاطر.
حصد الأخوان البلجيكيان جان-بيير ولوك داردان جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "الأمهات الشابات"، الذي يتناول معاناة الأمهات العازبات في بيئة قاسية. وقد تميز النص بالبساطة والحساسية، ما جعله واحدًا من أكثر الأعمال تأثيرًا في المهرجان.
منحت لجنة التحكيم جائزة خاصة للفيلم الإيراني "القيامة" من إخراج بي جان، وهو عمل بصري مليء بالتأمل، يتناول فكرة البعث والهوية الثقافية في إيران المعاصرة.
فاز الفيلم العراقي "كعكة الرئيس"، قصة وسيناريو وإخراج الفنان العراقي الشاب حسن هادي، بجائزة الكاميرا الذهبية (Caméra d’Or) لأفضل عمل أول، كما نال جائزة الجمهور في "أسبوع المخرجين" من بين 1600 فيلم رُشح لهذه الجائزة.
اختار المخرج حسن هادي موضوعاً شائكاً عاشه جيله في سنوات الحرب والحصار الصعبة، حيث خرجت من ذاكرته حكايات كثيرة عن طفولته، ومنها الاحتفال السنوي في 28 نيسان من كل عام بعيد ميلاد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، والذي كانت تشهده الشوارع والمؤسسات والجامعات والمدارس.
ويروي الفيلم أحداثاً وقعت منتصف التسعينيات، من خلال قصة فتاة اسمها "لميعة" في التاسعة من عمرها تعيش مع جدتها في منطقة الأهوار جنوب العراق في ظروف مادية صعبة، حيث يُجبر طلاب المدارس على جلب كعكة للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس رغم فقر الحال. وقد تم تصوير مشاهد فيلم "كعكة الرئيس" في منطقة الأهوار جنوب العراق.
حصل الفيلم النيجيري "ظل والدي" على ذكر خاص من لجنة التحكيم، وهو عمل شاعري يستعيد سيرة الأب في قالب شبه وثائقي، من إخراج أكينولا ديفيز جونيور. وقد استُقبل الفيلم بحرارة ضمن العروض الموازية، ويُعد إضافة مهمة للسينما الإفريقية الصاعدة.
وتم اختيار الفيلم الفلسطيني "سعيد لأنك ميت الآن" للمخرج توفيق برهوم لجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير، حيث يتناول الفيلم مفهوم التحرّر الشخصي وسط واقع قاتم، بأسلوب رمزي مكثف وجريء، ما جعله أحد أقوى الأفلام القصيرة في المهرجان.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً