معد فياض
تنطلق، الاربعاء، 25 أذار 2022، في مدينة السليمانية فعاليات مهرجان كلاويز(گه لاويژ) الثقافي الدولي بنسخته الـ 25 وبرعاية واهتمام من السياسي والمفكر الكوردي ملا بختيار، وهو واحد من ابرز المهرجانات الثقافية في اقليم كوردستان، حيث تستمر نشاطاته الثقافية والفكرية والفنية حتى يوم الاثنين، 29 أذار الجاري، وسيستضيف اكثر من 250 مدعوا من اقليم كوردستان وباقي مناطق العراق وعرب وغربيين. محور اليوبيل الفضي للمهرجان هو "نحو بناء ثقافات سياسية" وشعاره " المواهب والحريات تعانقان گه لاويژ".
السياسي والمثقف الكوردي ملا بختيار، عضو اللجنة العليا للاتحاد الوطني الكوردستاني، المهتم بقضايا التنوير الفكري، راعي المهرجان، قال لشبكة رووداو: "أنا مساند قوي وجداً لكل الفنانين التشكيليين سواء في العراق أو إقليم كوردستان وفي عموم المنطقة". مشيرا الى انه"سياسي ومثقف كوردي".
اهتمامات تنويرية
واضاف ملا بختيار قائلا:" ان اهتماماتي الكبيرة، حاليا، وهمومي هي هموم تنويرية، ومدنية وعلمانية، ومنذ حوالي 30 عاماً واهتماماتي حول هذه المسائل بالمتابعة والكتابة والمحاضرات والندوات والمؤتمرات سواء في إقليم كوردستان أو العراق أو على مستوى العالم مثل فرنسا وباقي الدول". معبرا عن تصوره" بأنه يستحيل بناء الديمقراطية دون المرور في (الفلتر) التنويري، والثورة الديمقراطية حينما نجحت في أوروبا، كانت خلفيتها 200 سنة من الفلسفة والفكر والإصلاح الديني، ولولا هذه الأفكار والفلسفات والتنوير والإصلاح كان من المستحيل بناء الدولة الديمقراطية".
وفي رده عن سؤال لرووداو، فيما اذا يعني أن العراق يحتاج لمئتي عام من أجل تحقيق الدولة الديمقراطية؟ اجاب قائلا:" لا.. هذا العصر مختلف، تكنولوجيا الاتصالات الآن تختزل اليوم المراحل، بحيث الـ200 سنة تصبح قرابة الـ30 أو 20 سنة، لأن التقنيات والتكنولوجيا والسوشال ميديا والتلفزيونات والفضائيات والعلاقات الدولية والإقليمية والإمكانيات الإقتصادية، والجامعات والثقافات، كل ذلك يؤثر ويتفاعل مباشرةً لإحداث التغيير بسرعة".
واضاف قائلا:" انا أؤمن بأن الثقافة جزء من الحركة التنويرية العراقية والكوردستانية، وبدونها يستحيل تحقيق الحركة الديمقراطية والمدنية في هذا البلد وفي كوردستان أيضاً. منبها الى ان" على كل ديمقراطي وكل مدني عراقي يدرك ان اكبر نقص في ذهنية الناس وفي ثقافة الناس وفي العلاقات الاجتماعية العراقية والكوردستانية هو عدم وجود الحركة التنويرية في هذا البلد".
وأكد ملا بختيار الى ان :" هذا يحتاج إلى تغيير فلسفة التربية، والى إعلام كبير، ومواقع إلكترونية هائلة وحركة سياسية ومدنية، إلى جانب جهود المئات من المنظمات المدنية غير الحكومية، ويحتاج إلى أقلام ممتازة تدرك مهامها التاريخية. الآن، لأساتذة الجامعات والمعاهد دور كبير في الحركة التنويرية، في أوروبا الفلاسفة هم من لعبوا هذا الدور، وانا اتصور الآن ان أساتذة الجامعات بإمكانهم لعب هذا الدور". مستطردا بقوله:"السياسيون بالتأكيد لهم دورهم المهم فهم يقودون الحركة السياسية، لكن الحركة التنويرية ليس بالضرورة ان يقودها السياسيون، فولتير لم يكن سياسياً، وكذلك جان جاك روسو، وكانت، وماركس هل كانوا سياسيين؟ ماركس كان تنويرياً وكذلك الأمر بالنسبة لكل فلاسفة العالم ممن اعتقلوا أو قتلوا أو أحرقوا كانوا تنويريين قبل ان يكونوا سياسيين، قليل منهم اختلط بالسياسة".
واضاف ملا بختيار قائلا:" نحن نعمل على ترجمة هذه الافكار التنويرية من خلال ممارسات ثقافية وفكرية وفنية في مهرجان كلاويز(گه لاويژ) الذي اردناه ان يكون فضاءا للتنوير الفكري، حيث سنحتفل هذا العام بيوبيله الفضي، حيث حرصنا على اقامته لـ 25 عاما، ونستضيف فيه كبار المفكرين والمبدعين الكورد والعرب من العراقيين وغيرهم اضافة الى مفكرين غربيين حيث تفتح ابواب النقاشات والحوارات وتتسع لافكار انسانية".
محفل فكري
ومنذ اشهر عدة تعمل مديرة مهرجان كلاويز الثقافي، الدكتورة ابتسام اسماعيل، وفريقها بجهد وحرص كبيرين على دقة تنظيم برنامج ودعوات المهرجان في يوبيله الفضي، وقالت لشبكة رووداو:" لقد تم توجيه الدعوات لاكثر من 250 مثقف ومهتم في حقول الفكر والشعر والكتابة والرواية والفنون التشكيلية، من كورد وعرب، عراقيين ومن دول عربية اخرى وغربيين من اوربا والولايات المتحدة من اجل ان اشاعة روح الحوار والسجالات الفكرية، خاصة وان محور مهرجان كلاويز( گه لاويژ) في يوبيله الفضي هو هو "نحو بناء ثقافات سياسية" وشعاره " المواهب والحريات تعانقان گه لاويژ".
وأشارت ابتسام اسماعيل الى ان "المهرجان الذي يقيمه مركز(گه لاويژ) في مدينة السليمانية، هو محفل ادبي وثقافي مستقل يعنى بالادب والثقافة الانسانية التنويرية، و له فروع في المحافظات والمدن العراقية الاخرى، وان اول دوراته انطلقت عام 1996 حيث اجتمع عدد من الادباء والفنانين في (مركز كلاويز الثقافي) في البداية، لجمع الادباء والمبدعين تحت خيمته ولاثراء روح الحوار وتشجيع المواهب الابداعية، ثم تقرر اقامة مهرجان ثقافي سنوي"، منبهة الى ان المهرجان" بعيد جدا عن ان يكون مناسبة اعلامية او سياسية، بل ان اهدافه التي تحقق غالبيتها، فكرية وثقافية تنويرية كما خطط لها راعي المهرجان الاستاذ ملا بختيار والذي تحمل اعباء مسيرة نجاح وتطور المهرجان على مدى 25 عام". مضيفة بان" مهرجان (گه لاويژ)كان محدودا في مدينة السليمانية، لكنه سرعان ما توسعت مساحة اهتماماته وضيوفه في العراق وعموم المنطقة وبالتالي العالم اجمع".
وذكرت مديرة مهرجان (گه لاويژ) بان:" اسم كلاويژ اطلق على المهرجان تيمنا باسم المفكر الكوردي ابراهيم احمد الذي اصدر مجلة (گه لاويژ) في مدينة بغداد في الاربعينيات."، منبهة الى ان" مهرجان كلاويز كان احد اهم الاسباب لتسمية السليمانية مدينة الادب من قبل اليونسكو، كما انها تعتبر العاصمة الثقافية لاقليم كوردستان ومحط اهتمام غالبية من المثقفين والمبدعين الكورد والعرب والتركمان ومن جميع الوان الفسيفساء العراقية والاقليمية".
وفيما اذا كانت اللغة تشكل عائقا امام نقاشات المشاركين، قالت ابتسام اسماعيل:" يحضر هذا المهرجان عادة أدباء وكتاب ومفكرين كورد وعرب وفرس وترك وغربيين وعراقيين داخل وخارج العراق للحضور والمشاركة، وقد لبى دعواته ادباء كبار واصوات بارزة من سورية وايران واوروبا ورفدوا المهرجان بنصوص وكتابات رائعة، ولم تكن اللغة يوما عائقا في فعاليات المهرجان ، بل على العكس من ذلك تماما، لا سيما وان هناك ترجمات فورية لكل اللغات تتوفر خلال فعاليات المهرجان".
وذكرت الدكتورة ابتسام اسماعيل، مديرة مهرجان كلاويز(گه لاويژ) بان"مركز (گه لاويژ) حرص على اقامة ندوات حوارية ونقاشات مهمة، فقبل عامين اقمنا ندوة محورها الشاعر العراقي مظفر النواب، الذي رحل عنا قبل ثلاثة ايام، وكذلك دأبنا على اقامة المهرجانات وتفعيل الحركة الثقافية والفكرية في المنطقة ورعاية المواهب الابداعية واصدار نتاجاتهم وتخصيص محاور دراسية و تكريم العناصر والرموز البارزة والتعامل مع المراكز الثقافية المشتبهة داخل العراق وخارجه، كما يقدم المهرجان سنويا جائزته المتميزة (جائزة كردستان) الى مبدعين كبار، اذ قدمها في دورتها(الجائزة) الاولى الى المبدع الكبير (أدونيس) في عام 2009 في مدينة السليمانية. وفي دورتها الثانية قدمها للروائي الالماني من اصل كردي شيركو فتاح في عام 2014، وفي دورته الثالثة قدمها للشاعر الالماني فولكر براون في عام 2015."
الجدير بالذكر ان فعاليات مهرجان كلاويز(گه لاويژ) الذي سيفتتح بعد غد الاربعاء سوف تستهل باقامة معرض تشكيلي شامل لفنانين من جميع انحاء العراق، ثم الافتتاح الرسمي مساءا واقامة عروض ازياء تراثية وحفلة موسيقية، كما يضم منهاج المهرجان اماسي شعرية وجلسات حوارية فكرية ومعرض للكتاب.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً