كوردي من عائلة الأيوبي بدمشق صنع ثوب زفاف الملكة الراحلة إليزابيث

20-09-2022
محمد عيسى
الكلمات الدالة الملكة اليزابيث دمشق قاسم الأيوبي
A+ A-
رووداو ديجيتال 

بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، كثر الاهتمام بتفاصيل حياتها الشخصية والعائلية والملكية التي استمرت قرابة قرن تقريباً، حتى وصل الأمر إلى نبش القصة المتعلقة بثوب زفافها الملكي. 
 
ولعل أغلب المتابعين لحياة الملكة الراحلة، لا يعلمون بأن ثوب زفافها المتواجد الآن في صندوق زجاجي بقصر باكنغهام في لندن، قد صُنع من "البروكار" الدمشقي الفاخر ونُقش بأيادٍ كوردية سورية. 
 
تعود القصّة إلى سنة  1947، خلال فترة التحضيرات والاستعداد لحفل زفاف الملكة إليزابيث ودوق إدنبرة فيليب مونتباتن، في الـ20 تشرين الثاني من ذات العام. 
 
وبدأت بطلب القصر الملكي الإنجليزي، من السفارة السورية في لندن، لنوع من القماش كي يصنع منه ثوب زفاف الملكة، وبناءً على ذلك، أرسل الرئيس السوري آنذاك، شكري القوتلي، قطعة قماش "البروكار" الشهير في دمشق، والتي تعود لمعمل إحدى العوائل المعروفة بإتقان هذه الحرفة في دمشق القديمة.  
 
الحرفي الكوردي، إبراهيم  قاسم الأيوبي، صرّح قبيل وفاته عام 2018، بأن والده قاسم الأيوبي، هو من صمم نقشة ورسمة فستان زفاف الملكة إليزابيث الثانية، حيث ابتكر الزخارف التي زينت القماش، المعروفة بـ"عصافير الحب أو العاشق والمعشوق"، كما استخدمت فيه خيوط ذهبية عيار 21، حسبما هو مدون في مجلة الإذاعة الدمشقية التي احتفظ بها منذ عام 1954.
 
وتقول أشهر الروايات أن قماش "البروكار"، يعود أصل تسميته إلى اللغة الكوردية، ويعرف سابقاً بـ"الديباج" وعمره 3 آلاف سنة. 
 
وتعدّ "معارك صلاح الدين، والصياد، والفراشة، وزهرة عمر الخيام، ورقص الجواري، وطيور الحب أو العاشق والمعشوق، الذي استخدم في تفصيل فستان زفاف الملكة إليزابيث الثانية"، من أشهر النقوش على قماش البروكار.
 
واستغرق تصميم الفستان الذي قدّم هدية للملكة، قرابة 3 أسابيع، ثم عمل عليه مصمم الأزياء الملكي نورمان هارتنل، وزين الفستان بـ10 آلاف حبة من اللؤلؤ المستورد من الولايات المتحدة الأميركية، ووصل طول الفستان إلى نحو 4 أمتار.
 
وقد اشتهر في هذا "الكار" ( أي المهنة باللغة الكوردية)، أفراد عائلات اتبعوا طريق أجدادهم في المهنة والحرفة، منها عائلة "الأيوبي"، التي تعيش في حي الأكراد بدمشق. 
 
وقال ابراهيم الأيوبي "إن دمشق أنتجت حرفيين مهرة في كل المجالات، والحرفي السوري يمتاز بكونه ماهرا ومبدعا في صناعة النسيج ومن ضمن الحرف التي اشتهرت بها سوريا مهنة البروكار الدمشقي".
 
واستخدم الحرفيون السوريون الحرير الذي تنتجه بلدة الدريكيش السورية التي اشتهرت بتربية دودة القز، وتغذيتها بأوراق شجر التوت. ومن ثم كان الحرير المنتج يرسل إلى حلب لمعالجته وبرمه وفتله وتبييضه ثم صبغه حسب الطلب ليكون جاهزا للنسج في دمشق.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب