رووداو – أربيل
تحدثت الفنانة السورية، جيني إسبر، من خلال برنامج "وجوه من الشام" الذي تعرضه شبكة رووداو الإعلامية، عن تجربتها الفنية وانطلاقتها الأولى، وكيف انتقلت من عالم الأزياء والإعلانات إلى عالم التمثيل، كما سلّطت الضوء على الصعوبات التي واجهتها في بداياتها، لكونها عاشت في بيئة غربية، وتحديداً في روسيا الاتحادية، ومن ثم عادت إلى دمشق وخاضت غمار الفن من بوابة الدراما السورية التي قطعت أشواطاً كبيرة، لا سيما خلال العقد الأخير، وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية، مع الفنانة السورية، جيني إسبر:
رووداو: هذه إطلالتك الأولى على قناة كوردية، بماذا تتوجهين للشعب الكوردي؟
جيني إسبر: أتوجه للشعب الكوردي بالقول إننا شعب واحد تجمعنا حضارة واحدة وأرض واحدة، وأنا أتشرف بوجودي في هذه الحلقة المميزة، وأشعر بأنني أملك ثروة كبيرة حين أرى هذا الجمهور العريض، خصوصاً الجمهور الكوردي الذي يتمتع بثقافة عريقة، فجميع الثقافات تأخذ من بعضها وتعطي لبعضها، وأتشرف أن يكون لي جمهور من الشعب الكوردي.
رووداو: هناك أسماء كوردية كبيرة في الدراما السورية، كالفنانين الكبيرين خالد تاجا، وطلحت حمدي، على سبيل المثال، فهل سبق أن قمت بأعمال مشتركة معهما؟
إسبر: الأستاذ طلحت حمدي كان بمثابة الأب الروحي بالنسبة لي، فمنذ انطلاقتي الأولى وقف إلى جانبي وساندني، وعملت معه كثيراً، وله فضل كبير علي لن أنساه، فقد عملت في مسلسلات من إخراجه وأخرى من تأليفه، كما عملت معه في أعمال مشتركة يقوم هو فيها بدور الأب وأنا بدور الإبنة، وسيظل الراحل شمعة في قلوبنا وذاكرتنا.
وبالنسبة للفنان الراحل الكبير خالد تاجا، فهو من الفنانين الذين لا يتكررون، ولا أعتقد أن تشهد الدراما فناناً مثله من جديد، وقد خسرنا كثيراً برحيله، ولكنه في الوقت ذاته خلف تاريخاً كبيراً ودراما قوية، وسنظل نذكره طويلاً، وكذلك الفنان القدير عبدالرحمن آل رشي، الذي مهما تحدثت عنه فلن أوفيه حقه، وأنا محظوظة لأنني عاصرت هذا الجيل الكبير واستفدت ونهلت منه كل ما من شأنه أن يفيد مسيرتي الفنية.
رووداو: ما الذي استفدتيه من ذلك الجيل، هل تعلمتي منهم الالتزام والمسؤولية مثلاً، أم النظر إلى الفن كقيمة؟
إسبر: إنهم عراقة الفن، وإذا أردنا تعلم الفن الحقيقي والعريق، سنذكر هذه الأسماء، إنهم أساتذة من كافة النواحي، وهم من بنوا الفن السوري وهم أعمدته.
رووداو: هل زرتي إقليم كورستان، وهل لديك الرغبة بزيارته والتعرف عليه؟
إسبر: لم تسنح لي الفرصة بعد، وأنا أسمع كثيراً عن مدينة أربيل وجمالها، وأنها تتمتع بطابع مميز، وأنا أتمنى زيارتها، وأتمنى أن أحظى بفرصة للتعرف على هذه الحضارة العريقة.
رووداو: أنت تغنين باللغتين العربية والروسية، والكورد إلى جانب حضارتهم يتميزون بجمال الموسيقا والغناء، ولديهم مطربين كبار وأصوات جميلة، كما أن لديهم خصوصية في هذا المجال، فهل سبق أن غنّيني باللغة الكوردية؟
إسبر: أنا لا أغني بشكل احترافي، إنما أدندن أو أقوم بأداء أغنية في أحد أعمالي الفنية، وأنا لا أملك موهبة الغناء، وبالنسبة للغة العربية فلا أتقن غناءها جيداً، أما اللغة الروسية فأجيد غناءها بحكم أنني عشت في روسيا، وأنا أرغب بالتعرف على الموسيقى الكوردية لأنها تراث قائم بذاته ولها طابع يميزها.
رووداو: حين لقبوكِ بملكة جمال الشاشة العربية، كيف كان تأثير ذلك عليكِ؟
إسبر: الألقاب تزيد من ثقة الإنسان، وبنفس الوقت تزيد من مسؤولياته، والإنسان يسعى دائماً لتطوير نفسه، ولا شك في أن هذا الشيء منحني ثقة أكبر، كما أنه زادني تواضعاً، وحفزني لتقديم الأفضل.
رووداو: البعض يقول إنه لو بقيتِ بمجال عرض الأزياء لكان أفضل من الانتقال إلى عالم التمثيل، ما رأيكِ؟
إسبر: بدأت في التمثيل عام 2005، وفي ذلك الوقت لم تكن لدي مفاتيح المهنة أو الاحترافية في العمل، وقد استغرقتُ وقتاً للتأقلم مع الوسط الفني، والحصول على مفاتيح المهنة وتكنيكاتها، وعرض الأزياء لم يكن مهنة بالنسبة لي، بل هواية، فاختصاصي الحقيقي هو التربية الرياضية، قسم التغذية.
رووداو: هل أصبح التمثيل مهنة بالنسبة لكِ، وهل أصبحتِ تملكين مفاتيحها؟
إسبر: بعد مرور كل هذا الوقت، أستطيع القول "نعم".
رووداو: هل هناك محطة درامية شعرتِ فيها بالإخفاق، ومتى قدمتِ أفضل ما لديكِ؟
إسبر: الإنسان الذي لا يتعرض لمحطة فشل لن ينجح، ولا يوجد أحد في الوسط الفني إلا وتعرض لبعض المطبات خلال مسيرته، وأنا في بداياتي واجهت بعض الصعوبات ولم أكن أعرف الوسط جيداً، كما أن اختيار الأدوار كان أهم تلك الصعوبات، والأهم ليس الوقوع في الخطأ، بل عدم تكراره.
رووداو: هناك انتقادات لطريقة اللبس التي تتبعيها، ونوع الملابس التي تستخدمينها، ما رأيكِ؟
إسبر: هناك الكثير ممن هم أكثر مني جرأة في هذا السياق، ولكل إنسان قناعاته، وأنا مقتنعة بملابسي، ويجب على الناس عدم النظر إلى الشخص من خلال ملابسه، بل من خلال أخلاقه وصفاته وطريقة تعامله، وأنا أحب الأزياء والذوق والموضة منذ صغري، وسأظل كذلك ولن أتغير.
رووداو: هل تعيش جيني إسبر حالة حب؟
إسبر: هناك حب في حياتي، ولكن حبي الأساسي هو لابنتي ولعملي وجمهوري، وأنا أشعر بالرضا في هذا السياق.
رووداو: الكثير من الفنانات لا يرغبن بأن تدخل بناتهن إلى الوسط الفني، هل جيني إسبر من بينهن؟
إسبر: والدي لم يكن يمنعني من شيء أحبه، وأنا تربيت على أفكاره، وأنا لن أمنع ابنتي من شيء تحبه، ولكنني سأوجهها وأقدم لها النصح والمشورة، فأنا كأم من واجبي توجيهها وتعليمها الصواب من الخطأ، وفي النهاية هي من ستختار طريقها نحو المستقبل.
رووداو: ما هي خلاصة خبرتكِ في الحياة بشكل عام، وفي الوسط الفني على وجه الخصوص؟
إسبر: لا شيء يتحقق بسهولة، فكل عمل يحتاج للاجتهاد والصبر، والأهم أن يكون هناك هدف بالحياة، ورغم كل الصعوبات التي اعترضت طريقي، ولكن كل خطوة أقدمت عليها أشعرتني بنشوة الانتصار.
رووداو: هل أصدقاؤك الحقيقيين من خارج الوسط الفني أم من داخله؟
إسبر: الصديق يبقى صديقاً، وقد تعرفت على أصدقائي الحقيقيين حين كنت أمر بمرحلة صعبة في حياتي، وشعرت بوجودهم ودعمهم، وأنا لدي أصدقاء من داخل وخارج الوسط الفني، وأتمنى الخير لكل الفنانات، ولا أنافس أحداً.
رووداو: هل تعتقدين بأنك وصلتِ لمرحلة يمكن فيها أن تلعبي دور البطلة في كل أعمالكِ؟
إسبر: ليس هاجسي أن أكون البطلة الأولى والمطلقة، بل أن أقدم شيئاً جيداً، لا شك في أنني أريد القيام بالأدوار الأولى، ولكنني لا أريد أن أستهلك نفسي، وأنا لم أحصل على أكثر من حجمي، ولا على أقل منه.
رووداو: قمتِ بأدوار جريئة، منها "صرخة روح"، لأي حد تميلين للقيام بالأدوار الجريئة، هل لديكِ جرأة مسموحة وأخرى ممنوعة، سواء بالإغراء أو الحركات أو طريقة اللبس، أو حتى القُبلات؟
إسبر: لا أعتبر نفسي جريئة كثيراً، وأعتبر جرأتي هادفة وليست فاضحة، وأنا لا أرتدي فستاناً معيناً لكي أعرض نفسي، وإنما أرتدي ما يتطلبه الدور، ففي مسلسل "حاجز الصمت" مثلاً، كنت أرتدي فساتين جريئة لأن الدور كان يتطلب ذلك، وفي مسلسل "صبايا" كانت الملابس والحركات مناسبة لفكرة المسلسل، أما في مسلسل "صرخة روح" فلا أعتقد أن ملابسي كانت جريئة للغاية، وأنا لا أقوم بالأدوار التي أرى أنها لا تناسبني.
رووداو: ما هي كلمتكِ الأخيرة؟
إسبر: أقول لجمهوري إنني أحبكم كثيراً، وأنا أتمنى من الصميم أن يعم السلام، وأياً كان انتماؤنا، كورد، سوريون، فنحن نعيش على أرض واحدة ويجمعنا تاريخ ومصير مشترك، كما أبارك هذا البرنامج الجميل.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً