"Seberg" فيلم اميركي يفضح الاسرار المأساوية لتاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالية

08-01-2022
معد فياض
معد فياض
الكلمات الدالة فيلم سيبيرج Seberg
A+ A-

معد فياض

يجسد فيلم سيبيرج،  Seberg، جانبا مهما من حياة الممثلة الاميركية Jean Seberg، التي عاشت جل حياتها في باريس، وكيف تعاملت معها السلطات الفيدرالية في الولايات المتحدة بقسوة لانها ناصرت قضية حقوق السود ودعمت حزب"الفهود السود"، وبالتالي فهو فيلم سياسي أكثر مما هو يقدم سيرة ذاتية للممثلة التي رحلت بشبهة الانتحار بعد ان تم اكتشاف جثتها في غابة بعد عشرة ايام من اختفائها عام 1979، عن 40 عاما.

الفلم الذي يعرض حاليا على شاشة شبكة نيتفليكس، من انتاج ينيفرسال، عام 2019، من إخراج Benedict Andrews، وسيناريو Joe Shrapnel  و Anna Waterhouse استنادًا إلى حياة الممثلة Jean Seberg التي لعبت جسدت شخصيتها في الفيلم كريستين ستيوارت ، الى جانب: جاك أوكونيل ، مارجريت كوالي ، زازي بيتز ، أنتوني ماكي،  وغابرييل سكاي.



التضامن مع السود
يستهل الفيلم مشاهده بلقطات مغادرة سيبيرغ Seberg منزلها في باريس ووداعها لزوجها الثاني روومان غاري (غابريل سكاي)، الذي كانت قد طلبت الطلاق منه وابنها، متوجهة الى لوس انجلس للعب بطولة فلم جديد هناك. في مقاعد الدرجة الاولى بالطائرة المتجهة الى لوس انجلس تتعرف Seberg عن طريق الصدفة على حكيم جمال (أنتوني ماكي)، احد زعماء منظمة"الفهود السود" الذي يصر على الجلوس في الدرجة الأولى وعرض دفع ثمن المقاعد. 

يطالب جمال بمعاملة تليق بارملة الزعيم الاسود مالكولم إكس التي ترافقه في هذه الرحلة، ومنذ اللقاء الاول، هذا، تنجذب Seberg إلى جمال وتعرض عليه ان تتنازل هي ومدير اعمالها عن مقاعدهما والذهاب الى الدرجة السياحية تعبيرا عن تضامنها مع قضية حقوق السود في اميركا، وما ان تهبط من سلم الطائرة في لوس أنجلس تنضم الى مجموعة الفهود السود المستقبلين لارملة مالكوم إكس وترفع قبضتها على طريقة اعضاء المنظمة، بينما كانت كاميرا جاك سولومون (جاك أوكونيل)، احد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI يترصدها عن بعد في المطار ليسجل عليها وثائق ادانتها بتأييد نشاطات تخريبية على اراضي الولايات المتحدة، وسوف يستمر هذا العميل بتسجيل اتصالاتها الهاتفية مع قادة حركة Black Power وخاصة جمال. 

رقابة صارمة
مساء نفس اليوم تتجه Seberg الى مقر جمال، وتسأله فيما اذا كانت حادثة الدرجة الاولى على متن الطائرة مفتعلة من اجل اللقاء بها ام انها حقيقة كانت من اجل ارملة الناشط الاسود، لتتحول المحادثة الى علاقة حميمة سريعة، مع انه متزوج من دورثي (زازي بيتز) وهي ناشطة سوداء ايضا، بينما كان سولومون يصور ويسجل كل شيء بعد ان زرع لاقطات وكاميرات في بيت جمال اضافة الى ما زرعه من اجهزة تجسس في بيتها في فلتها في لوس انجلس.

 يبدأ برنامج المراقبة الفيدرالية، الذي اطلق عليهCOINTELPRO في استهداف Seberg ، والعمل على تشويه سمعتها وتدميرها نفسيا خاصة عندما استضافت قيادات منظمة الفهود السود ووتبرعت للمنظمة الاف الدولارات، كما اوصلت التحقيقات الفيدرالية تلك التسجيلات الصوتية الى دورثي جمال، زوجة الناشط عشيق الممثلة الاميركية، وعلى إثر ذلك تنشب معركة بين سيبيرغ ودورثي، تؤدي الى انفصال الاولى عن عشيقها جمال.

 تزداد معاناة Seberg بعد الاشتباه في أن حياتها تخضع للمراقبة. وهنا يتعاطف العميل الفيدرالي، سولومون معها ويحذرها عبر مكالمة هاتفية من مجهول من قطع علاقاتها مع حركة الفهود السود والعودة الى باريس والا فانهم سيحطمونها بالفعل.

في هذه الاثناء تكتشف Seberg بانها حامل في شهرها الثاني من شاب التقته صدفة في المكسيك، وتعترف لجمال بذلك، فيستغل مكتب التحقيقات الفيدرالية هذه المعلومة ليشيع بانها حامل من جمال ويسرب الخبر الى الصحافة الاميركية وسط اعتراض شديد من سولومون. 



على إثر ذلك تحاول Seberg الانتحار ، مما يؤدي إلى وفاة ابنتها في سن الطفولة. إن الجمع بين وفاة ابنتها وحملة التشهير التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن أبوة الطفلة، يدفع  بسيبيرغ للوقوع في حالة من الاكتئاب العميقة، وتعلن في مؤتمر صحفي محدود بانها ستقاضي الصحيفة التي نشرت الشائعات. 

يغير سولومون رأيه بشأن مراقبة Seberg ، خاصة بعد انتقادات زوجته لينيت (مارجريت كوالي) لتصرفاته غير الانسانية مع الممثلة، فيأخذ ملفها من مكتب الـ FBI  ويعرضه عليها في لقاء في البار الذي تعتاد ارتياده، مؤكداً شكوكها بان حياتها تعرضت وما زالت للمراقبة وانه هو من زرع اجهزة التنصت والكاميرات ببيتها وفي الفندق الذي نزلت فيه مع زوجها في هوليود، وهنا توجه Seberg جملة من العبارات الحادة لعميل مكتب التحقيقات الفيدرالية وترفض اخذ الملف وتقرر العودة بالفعل الى باريس.

على الرغم من أن فيلم Seberg نادرا ما يكون بمثل عظمة الممثلة الرئيسية، إلا أن الفيلم يسلط الضوء على زاوية مأساوية من التاريخ الأميركي الذي لم تتم مناقشته بشكل كافٍ. المواطنون الأميركيون الذين تحطمت حياتهم بفعل البرنامج الاستخباري لمكتب التحقيقات الفيدرالية COINTELPRO استهدف أي شخص اعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي "تخريبيا" ، سواء كانوا متظاهرين ضد حرب فيتنام، أو نشطاء من السود أو من السكان الأصليين، وحتى دعاة حماية البيئة.

تعتبر الممثلة الاميركية، الفرنسية، جان دوروثي سيبرغ (13 نوفمبر 1938- 30 أغسطس 1979)، المولودة في آيوا الاميركية، والتي عاشت نصف حياتها في فرنسا، ايقونة السينما الفرنسية الجديدة من خلال أدائها دور البطولة في فيلم جان لوك جودار 1960 Breathless .



مثلت Seberg في 34 فيلما في هوليوود وأوروبا، منها: Saint Joan و Bonjour Tristesse و Lilith و The Mouse That Roared و Breathless و Moment to Moment و A Fine Madness و Paint Your Wagon و Airport و Macho Callahan و Gang War في نابولي.

توفيت Seberg عن عمر يناهز 40 عامًا في باريس ، وحكمت الشرطة على وفاتها بأنها انتحار محتمل. ودعا رومان غاري ، الزوج الثاني لسيبرغ ، إلى مؤتمر صحفي بعد وقت قصير من وفاتها ألقى فيه باللوم على حملة مكتب التحقيقات الفدرالي ضد سيبرغ في وفاتها. 

وأشار غاري إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد زرع شائعات كاذبة مع وسائل الإعلام الأمريكية تزعم أن حملها في عام 1970 كان من أحد زعماء منظمة الفهود السود، وادعى أن الصدمة أدت إلى إجهاض الطفل. وكشف غاري أن Seberg حاول الانتحار في العديد من الذكرى السنوية لوفاة الطفل.



فلم Seberg تم عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية السينمائي في 30 أغسطس 2019. تم إصداره في المملكة المتحدة في 10 يناير 2020 بواسطة Universal Pictures وفي أمريكا الشمالية في 21 فبراير 2020 بواسطة Amazon Studios، بعد حصوله على جوائز- الجولة التأهيلية في 13 ديسمبر 2019.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

 صورة لشعار المهرجان وفيلم الافتتاح "سعيد أفندي"

بمشاركة دولية واسعة.. مهرجان بغداد السينمائي يعرض 67 فيلماً ويكرم 18 فنانة عراقية وحضور للسينمائيين الكورد

بغداد تفتح أبوابها مرة أخرى لاستقبال السينمائيين العرب والأجانب، والعراقيين بالتأكيد وبينهم الفنانين الكورد، مستقبلة المشاركين وضيوف مهرجان بغداد السينمائي بنسخته الثانية للفترة من 15 وحتى 21 أيلول الجاري في تظاهرة ثقافية فنية حضارية تتصدى لها نقابة الفنانين العراقيين ودائرة السينما والمسرح، حيث ستعرض أفلام عراقية وعربية للمرة الأولى كما سيتم تكريم 18 فنانة عراقية من رائدات السينما.