محطات من حياة الروائي الراحل يشار كمال

01-03-2015
رووداو
الكلمات الدالة يشار كمال
A+ A-

رووداو – اسطنبول 

توفي الكاتب الكوردي الشهير يشار كمال أمس السبت، بعد صراع مع مشكلات كان يعانيها في الجهاز التنفسي والقلب، عن عمر ناهز 91 عاما.

ولد يشار كمال من ابوين كورديين في عام 1923 في قرية غوكتشلي في كوردستان تركيا قبل أسبوعين فقط من تأسيس الجمهورية التركية.

وكان مكان ميلاده وهو سهل تشوكوروف، المحور الرئيسي لمعظم رواياته، بما في ذلك أشهر أعماله وهي رواية "محمد النحيل" العام 1955، والتي أكسبته شهرة جعلته يترشح لجائزة نوبل العام 1973.

أول كتاب قصة ألفه هو في الأصفر الساخن، وهو واحد من الكتاب الرواد في الأدب التركي، ترجمت أعماله إلى 40 لغة، وقد نشر وطبع أكثر من أربعين ألفا من كتبه.

أصبح في بدايات شبابه عضوا وناشطا في التيار الماركسي اللينيني في تركيا، غالبية مؤلفاته تحدثت عن صعوبة الحياة والمآسي التي تعرض لها شعبه.

عاش أول تجربة اعتقال سياسي عندما كان في السابعة عشر من عمره، وفي عام 1995 اتهم بالدعوة لانفصال الكورد، لكنه نفى التهم المنسوبة اليه، وقال "كل عمري كان مخصصا للغة والثقافة التركية، أنا لم أدع للدولة الكوردية المستقلة، لا أحد يرغب بذلك، كل الكورد يطالبون بحقوقهم الانسانية فقط، حقوق حماية اللغة والثقافة والهوية".

فقد يشار كمال عينه اليمنى بسبب طعنه بسكين منذ الطفولة، وفي الخامسة من عمره قتل أبوه مطعونا بخنجر فتى يدعى "يوسف"، كان والد ياشار قد أنقذه عند الفرار من بحيرة وان، وتبناه كابن له، وكان يشار قرب أبيه في المسجد حين قتل وهو يصلي، فأدت الصدمة إلى إصابة يشار بمرض التأتأة الذي بقي يلازمه حتى سن الحادية عشرة وشكلت هذه الواقعة محور روايته "سلمان الأعزل".

في عام 1952 تزوج يشار كمال في عمر الـ29 عاما من سيلدا سيريرو، ابنة اسرة يهودية مشهورة في تركيا، كان جدها الطبيب الخاص للسلطان العثماني، وقد قامت بترجمة 17 مجلدا من مؤلفاته إلى اللغة الانكليزية، لكنها توفيت في عام 2001 عن 78 عاما.

تزوج يشار كمال للمرة الثانية في عام 2002 من عائشة بابان الاستاذة الجامعية في كلية بيلكييه في اسطنبول.

حاز يشار كمال على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعات الاوروبية، من ضمنها جائزة مجلد السلام في المانيا عام 1997، وميدالية ناريكاتسي الارمينية، وجوائز اخرى من فرنسا والنرويج والمانيا وايطاليا والسويد.

تركت أعماله الأدبية بصمة في الأدب التركي، حيث تنوعت بين الروايات والقصص وروايات الأطفال التي كانت تستلهم معظم شخوصها من الريف الكوردي والتركي، كما يحدث في روايته "شجرة الرمان".

عرضت روايته الصفيحة في عمل مسرحي في السويد في عام 1955، واستمر عرضها لمدة عام كامل، وفي عام 1970 ذهب بنفسه إلى السويد وعاش هناك عامين.

قام الموسيقار الايطالي فابيو فاجي بتقديم معزوفة اوبرالية لرواية الصفيحة في مدينة ميلانو في عام 2007.

قبل نحو شهرين نقل يشار كمال إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقال عنه رئيس برلمان كوردستان يوسف محمد، في بيان له إن "يشار كمال محل تقدير وفخر بالنسبة لنا، نحن ككورد من حقنا الفخر بهذا الكاتب الكبير".

عند نشر نبأ وفاته، رثاه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قائلا إنه "كان كاتبا قادرا على التعبير عن عدم رضاه ويقول الحقائق في فترة كان قولها يعد عملا صعبا".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب