رووداو- أربيل
أكد مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة والموارد المائية بإقليم كوردستان، رمضان محمد، أن "الافتقار إلى مشاريع عصرية تسبب بضعف إنتاج الحليب ومشتقاته في إقليم كوردستان، وأن هذا جعل الإقليم يعتمد على الحليب المستورد لسد 43% من حاجته السنوية".
ومع ارتفاع عدد السكان في الإقليم زادت الحاجة إلى الحليب ومشتقاته سنة بعد أخرى، لذا لم يعد إنتاج المشاريع الموجودة قادراً على تلبية الحاجة المحلية.
وتفيد إحصائيات وزارة الزراعة بأن "إقليم كوردستان يحتاج سنوياً إلى 472 ألف طن من الحليب إذا كان معدل الاستهلاك السنوي للفرد 82 لتراً فقط، وهذه الكمية سترتفع في العام 2020 إلى 506 آلاف و28 طناً، يأتي هذا في وقت بلغ فيه مجموع إنتاج جميع المشاريع المحلية 270 ألف طن فقط، وهو ما يعادل 57% من حاجة الإقليم إلى الحليب.
ويقول رمضان محمد: "ما زال إقليم كوردستان يعاني من ضعف مشاريع إنتاج الحليب، وذلك بسبب الافتقار إلى المشاريع الحديثة، فما زالت مشاريع تربية الماشية الحلوب تتبع الطرق التقليدية".
ويرى رمضان محمد أنه "لغرض رفع إنتاج الحليب يجب أن تحاول الحكومة من خلال منح القروض للمشاريع الصغيرة والمتوسطة زيادة عدد مشاريع تربية الأبقار الحلوب، ثم العمل من خلال إيجاد سوق المنتج على لفت انتباه أصحاب رؤوس الأموال وتشجيعهم على إنشاء مشاريع حديثة واستيراد أبقار جيدة".
ويوجد في إقليم كوردستان 62 مشروعاً صغيراً ومتوسطاً لتربية الأبقار الحلوب (31 في أربيل، 13 في دهوك، 18 في السليمانية، ومشروع واحد في كَرميان) ويبلغ عدد الأبقار الكلي في هذه المشاريع 2022 بقرة".
ويشير رمضان محمد إلى أن "مشكلة هذه المشاريع تكمن في تسويق منتوجها، لأن الكلفة العالية للإنتاج تحول دون تمكنهم من بيع منتوجهم، وأغلب معامل إنتاج مشتقات الحليب يعتمد على استخدام الحليب المجفف، الأمر الذي يعيق تصريف الناتج المحلي، ولهذا يجب على وزارة الصناعة تشجيع تلك المعامل على شراء الناتج المحلي من الحليب".
وتشير إحصائيات وزارة الزراعة إلى "زيادة في الناتج المحلي من الحليب خلال السنوات الأربعة الأخيرة، فبعد أن كانت المشاريع المحلية تنتج 226 ألفاً و128 طناً في العام 2013، بلغ الإنتاج في العام الماضي حوالي 270 ألف طن، لكن هذه الكمية أيضاً لا تكفي لسد الحاجة المحلية".
وفي هذا السياق تابع رمضان محمد قائلاً: "لغرض زيادة إنتاج الحليب، يجب الاستعاضة عن الأبقار الموجودة في إقليم كوردستان بأصناف جيدة من الأبقار ذات الإنتاج العالي من الحليب، فنسبة الأبقار الجيدة في الإقليم هي 5% من بين ما يقارب 270 ألف بقرة، وقسم من هذه الأبقار الجيدة هجين ولا يدر الكمية المرجوة من الحليب، فمثلاً تنتج البقرة الواحدة من هذه الأصناف الجيدة 40 كيلوغراماً من الحليب يومياً في أوروبا، لكنها في كوردستان تدر 20 كيلوغراماً فقط".
هناك 31 مشروعاً مجازاً لتربية الأبقار الحلوب في محافظة أربيل، ويبلغ عدد الأبقار في هذه المشاريع مجتمعة 4000 بقرة.
صلحي عبدالمناف، يملك مشروعاً لتربية الأبقار الحلوب في ناحية بحركة التابعة لأربيل، ويربي 20 بقرة من صنف "هولشتاين"، منها 10 بقرات منتجات تدر في اليوم الواحد ما مجموعه 150 كيلوغراماً من الحليب، ويقول عبدالمناف إن "إنتاج أبقارنا ليس بالمستوى المطلوب، وذلك بسبب الافتقار إلى الأعلاف الجيدة".
ويعاني صلحي عبدالمناف، كبقية أصحاب المشاريع الآخرين، من الافتقار إلى سوق لمنتجه، ويؤكد أن "أغلب المصانع المحلية يستخدم الحليب المجفف، وتتسبب وفرة الحليب المستورد في الحيلولة دون بيع المنتج المحلي".
المساحة الكلية لمشروع عبدالمناف هي 80 دونماً، خصص منها عشر دونمات لمشروع الأبقار، أما المساحة المتبقية فقد خصصها لزراعة وإنتاج المحاصيل العلفية، وهو بهذا ينتج العلف لمشروعه وبعض المشاريع الأخرى.
أما محافظة دهوك فتضم 13 مشروعاً لإنتاج الحليب، يبلغ مجموع إنتاجها السنوي 62 ألفاً و500 طن، أي ما يعادل 23% من الإنتاج الكلي للحليب في إقليم كوردستان.
ويقول مدير الثروة الحيوانية في محافظة دهوك، ريبر صديق، إن "المشكلة التي تعاني منها مشاريع الأبقار الحلوب في إقليم كوردستان عموماً، وفي محافظة دهوك بصورة خاصة، هي عدم توفر الأسواق لتصريف المنتوج".
وأضاف أن "أهالي دهوك يعزفون عن تناول اللبن الزبادي المنتج من الحليب البقري طالما توفر لهم الزبادي المنتج من لبن الغنم، وهناك أكثر من 20 مصنعاً لإنتاج مشتقات الحليب في دهوك لا يشتري أي منها الحليب الذي تنتجه مشاريع المنطقة، بل تستخدم الحليب المجفف، وهذا ما يعرقل تطور مشاريع تربية الأبقار الحلوب".
خلال السنوات الأخيرة استحصلت مجموعة من الشركات والمستثمرين إجازات إنشاء مشاريع حديثة، لكن مشاكل الأرض والأزمة المالية، أبقت على أغلب تلك المشاريع حبراً على ورق.
ويقول مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة والموارد المائية: "تم تخصيص أراضي جيدة من قبل هيئة الاستثمار لبعض المشاريع، لكن للأسف فإن المتابعة الضعيفة من جانب الهيئة لتنفيذ تلك المشاريع، وظهور الأزمة المالية، ساهما في عدم تنفيذ تلك المشاريع التي في حال تنفيذها ستضيف إلى الناتج المحلي 180 ألف طن من الحليب سنوياً.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً