رووداو ديجيتال
رغم أن انتاج محافظة ميسان، جنوبي العراق، من الطاقة الكهربائية يفوق احتياجاتها، الا أن الحكومة الاتحادية تستقطع بعضاً من انتاجها لتزويد المحافظات المجاورة.
هذا الأمر، يولّد امتعاضاً في المحافظة المنتجة للنفط والغاز المصاحب، وبالتالي سيزور وفد من ميسان العاصمة بغداد قريباً لعقد اجتماع مع مجلس الوزراء ووزير الكهرباء، الغاية منه ايجاد حل لمعضلة الكهرباء في ميسان والحصول على استثناء بهذا الصدد.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قرر مؤخراً إعفاء القيادات الهندسية والفنية في قطاع الكهرباء، ممن ثبت سوء إدارتهم للمهام المكلفين بها، وذلك خلال الاجتماع الدوري الخاص بمشاريع وزارة الكهرباء وخططها الإنتاجية.
جاء ذلك رداً على النقص الملحوظ بساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في أغلب المحافظات العراقية، وسط امتعاض شديد من المواطنين العراقيين، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والذي تجاوز الخمسين درجة مئوية في أغلب محافظات الوسط والجنوب في البلاد.
قسم من الانتاج يذهب الى البصرة وذي قار
بهذا الصدد، قال عضو مجلس محافظة ميسان حسين المرياني لشبكة رووداو الاعلامية، إن "محافظة ميسان تحتاج الى 1500 ميغاواط لتشغيل 22 ساعة يومياً، واذا عملنا على 4 ساعات تشغيل للأهالي مقابل 2 اطفاء، نحتاج الى 1150 ميغاواط".
واستدرك حسين المرياني أن "التجهيز القادم الينا هو 950 فقط، لذا لدينا مشكلة داخل الـ 4 ساعات من التجهيز، وهي لا تكفي"، مبيناً أن "محافظة ميسان تنتج 1500 ميغاواط، لكنها تحصل على 950 ميغاواط فقط، حيث يستقطعون من انتاجنا الى محافظتي البصرة وذي قار وفق التوزيع الحكومي".
وأضاف عضو مجلس محافظة ميسان: "نحن محافظة منتجة، ولدينا انتاج غاز مصاحب، لذا نريد انتاجنا فقط"، موضحاً: "تأتينا 4 ساعات تجهيز مقابل ساعتين اطفاء، كما أن هنالك ساعات اطفاء تامة من ضمن الساعات الاربع التي يجهزونها بها، فضلاً عن وجود ضعف في التيار الكهربائي".
ونوّه الى أن "هنالك زيادة في الاستهلاك الكهربائي، في ظل الزيادة السكانية وبالتالي زيادة استخدام الأجهزة الاكهربائية"، مضيفاً أن "ما نحصل عليه اليوم من الطاقة الكهربائية الوطنية هو بحوالي 12 ساعة تجهيز".
وأشار الى أنه "وبعد انتهاء عطلة عيد الاضحى سنشكل وفداً للقاء مع رئاسة الوزراء ووزير الكهرباء للضغط عليهم لزيادة حصتنا من الكهرباء"، لافتاً الى أن "الوفد سيطالب الحكومة الاتحادية بتجهيز أعلى من الحصة الحالية للطاقة الكهربائية".
ستة آلاف للأمبير الواحد من المولدات
أما بخصوص عمل المولدات الكهربائية داخل المحافظة، قال عضو مجلس محافظة ميسان إنه "تم وضع سعر للأمبير في المولدات وهو ستة الاف دينار، وهنالك مراقبة ومتابعة على عمل المولدات".
وبيّن حسين المرياني أن "هنالك مخالفين يأخذون أكثر من هذا المبلغ، وبالتالي سيتعرضون الى عقوبات من قبل المحافظ".
اللجان الرقابية في مجلس النواب العراقي مستاءة من عدم إيجاد حل لمعضلة الكهرباء، لاسيما في فصل الصيف، حيث يحتاج العراق إلى أكثر من 40 ألف ميغاواط، لكن الإنتاج لا يتجاوز 25 ألف ميغاواط فقط.
عدم تسديد أجور الكهرباء للدولة
بشأن دفع أجور الكهرباء الوطنية، قال إن "العديد من المواطنين لا يسددون هذه الأجور الى الدولة، وبالتالي يتحملها المواطن الملتزم، من خلال قيام الفرق المختصة في دوائر الكهرباء بفصل الطاقة على المنطقة، والتي فيها الملتزم والمخالف".
ويثير ملف الكهرباء حساسية بالغة في العراق حيث تساهم درجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف في زيادة انقطاع التيار يوميا، مما يسبب أحيانا تظاهرات في بلد يعاني من الفساد وبنية تحتية متهالكة.
وتعتمد محطات إنتاج الطاقة العراقية حاليا بشكل كبير على الغاز من إيران، الذي يؤمن ثلث حاجات البلاد من الطاقة. لكن طهران تقوم بقطع إمداداتها بانتظام، مما يفاقم انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 43 مليون عراقي في حياتهم اليومية.
وفي آذار الماضي، أعلن العراق عن خط للربط الكهربائي مع الأردن، وتدشين خط كهرباء يسمح له باستيراد الطاقة.
ويتوقع أن يتم تطبيق مشروع مماثل مع دول الخليج نهاية عام 2024 مع تدشين خط يربط جنوب العراق بالكويت لاستيراد نحو 500 ميغاواط في مرحلة أولى، بحسب وزير الكهرباء.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً