رووداو ديجيتال
أفاد عمر الشیخلي، وهو خبیر الحیاة البریة في منظمة صون الطبیعة في العالم، بأن مناطق جنوب العراق شهدت هجرة العديد من قطعان الحيوانات، وكذلك الأاسماك، جراء الجفاف ونقص الموارد المائية وانحسار المناطق الخضراء.
وقال الشيخلي لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الاحد (19 حزيران 2022) ان "العراق يعد خامس دولة من حيث التأثيرات المناخية السلبية في العالم، والتي تشهد انخفاضاً كبيراً في معدلات الامطار السنوية، وارتفاعاً غير مسبوق في معدلات درجات الحرارة"، مبينا ان "هذه العوامل تعتبر الاساس في توزيع الحيوانات على مناطق العراق المختلفة".
وأوضح ان "الكثير من الكائنات الحية بدأت تتغير في سلوكها من أجل التأقلم مع التغيرات المناخية، من خلال اجراء مجموعة من الهجرات الداخلية والتنقل من مناطق الى مناطق اخرى، غير بيئتها الطبيعة التي كانت موجودة فيها"، منوها الى ان "العديد من قطعان الغزلان بدأت تتحرك نحو شمال وغرب العراق"، جراء الجفاف.
الشيخلي، لفت الى "هجرة الاسماك من مناطق الأهوار صوب المناطق الاعلى والكثر برودة، جراء نقص كميات المياه"، مردفاً ان "التغيّرات المناخية لها تأثيرات على مجموعات الطيور المهاجرة أيضاً والتي بدأت أعدادها تقل في جنوب العراق، بعد ان كانت محطة استراحة للطيور المهاجرة من سيبيريا".
وبيّن ان "جفاف المسطحات المائية الكبيرة أدى الى انحسار في اعداد الكائنات الحية وخاصة الثدييات البرية، وانحسار رقعة انتشارها الجغرافي، وبالتالي انحسار اعدادها"، منوها الى ان "انخفاض مستويات الامطار ادى الى انخفاض مساحات الغطاء النباتي التي تعتمد عليها الكائنات الحية ضمن المحميات، كالغزلان وقطعان المواشي التي ترعى على النباتات الطبيعية، وبالتالي انحسار اعداد القطعان".
خبیر الحیاة البریة في منظمة صون الطبیعة في العالم، لفت الى ان "قلة التغذية ايضاً أدت الى انخفاض مناعة هذه القطعان، وتفشي بعض الامراض داخل القطيع".
أما بخصوص بحيرة ساوة، فذكر انها "شهدت الاستخدام غير الرشيد للمياه على اطراف هذه البحيرة، وبالتالي انخفاض مناسيبها بشكل كبير".
يذكر ان أعداد غزلان الريم في محمية ساوة في جنوب العراق، انخفضت من 148 الى 87 رأساً في شهر واحد فقط، اثر انقطاع موارد الغذاء عن هذه الحيوانات النادرة، والجفاف وغياب الدعم الحكومي، وفق الطبيب البيطري تركي الجياشي مدير مشروع محمية ساوه الطبيعية في المثنى.
وبدأت انعكاسات الجفاف تتجلّى في مفاصل عدة في العراق، مثل التراجع في زراعة الحنطة ورز العنبر، وجفاف بعض البحيرات، بسبب قلة الإمدادات المائية والأمطار، والعواصف الترابية المتكررة.
يرتبط حيوان غزال الريم تاريخياً بالصحراء العراقية التي هي موطنه الأصلي، فضلاً عن توزعه في مناطق أخرى في العالم مثل ليبيا ومصر والجزائر التي يصنفها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) على أنها من الأنواع "المهددة بالانقراض".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً