رووداو ديجيتال
تعيش المواطنة العراقية "غنية" منذ 18 عاماً في بيت من بيوت العشوائيات، وتعتاش على المخلفات، في وقت منحتها الحكومة العراقية مع الساكنين الآخرين لمعسكر الرشيد، مهلة شهرين لإخلائه.
تقول غنية عبد الحسين، لشبكة رووداو الإعلامية انه "ليست لدينا رواتب، ونعتاش على القمامة، يقولون لنا ارحلوا من هنا. إلى أين نرحل؟ لا نملك أي مكان آخر".
واضافت انه "كلما أردنا الانتقال إلى مكان قالوا بأنه متجاوز ولا يمكنكم البقاء فيه. طلبوا منا عدة مرات الرحيل. سيأتون هذه المرة أيضاً. كل ما نريده هو مكان نقيم فيه، طلبنا منهم نقلنا إلى العمارة أو الناصرية، أو اي مكان آخر".
تشكل العشوائيات "دور التجاوز" مشكلة تؤرق الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003، لاسيما أن عدد ساكنيها في تزايد مستمر، ووصل إلى ما يزيد عن تعداد دول عديدة في الخليج.
حسب أرقام وزارة التخطيط العراقية، يعيش أكثر من 3 ملايين و500 الف شخص في أكثر من 4000 من العشوائيات، ولدى الحكومة خططاً طويلة الأمد لهدم الأماكن التي ملكيتها لها.
يعيش سكان العشوائيات في بيوت معظمها من الصفائح والطين، ويعملون في أعمال شاقة يومياً للحصول على ما يتراوح بين 5 إلى 10 آلاف دينار ليعتاشوا عليها، وهناك في معسكر الرشيد نحو 3000 من البيوت العشوائية، التي طلبت أمانة بغداد من ساكنيها إخلاءها، دون أن توفر لهم موقعاً بديلاً.
تأتي بغداد في المرتبة الأولى من حيث عدد العشوائيات، ثم البصرة ونينوى، وهي من المدن التي أنشئ فيها أكبر عدد من العشوائيات بعد عام 2003، حيث تضم بغداد لوحدها أكثر من 1000 حي ومنطقة عشوائية، تريد الحكومة إخلاءها دون تعويض ساكنيها.
"أمل حرب"، ربة بيت تعيش في إحدى العشوائيات، تقول لشبكة رووداو الإعلامية: "نعم، تم تبليغنا. لا أملك قطعة أرض، ونقيم في هذا المعسكر، نحن تائهون ونطالب بقطعة أرض أو تعويض".
بدوره يقول زيد علوان، سائق دراجة: "قالوا لنا ارحلوا، لكننا لا نملك مكاناً آخر. دراجتي المصدر الذي اعتاش عليه، ولا نملك أرضاً، وأخشى أن يتم طردنا من هنا، وأن نبقى في العراء في هذا الحر".
وزارة التخطيط كانت قد قدمت في عام 2012 مشروع قانون إلى مجلس النواب لمعالجة مشكلة العشوائيات، عبر منح ساكنيها قطعة أرض أو تمليك الوحدات العشوائية لهم.
وكان قانون معالجة السكن العشوائي قد "قُرئ في الدورة السابقة لمجلس النواب العراقي قراءتين لكن لم يصوت عليه"، وفق المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي.
الهنداوي وصف لشبكة رووادو الإعلامية في (8 شباط 2022)، قضية السكن في العشوائيات بـ "الخطيرة والكبيرة"، مؤكداً ان أكثر من 3 ملايين عراقي يسكنوها.
ورغم كثرة المطالبات بايجاد حلول جذرية لهذه المناطق وساكنيها، إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تتخذ إجراءات شافية لهذه الظاهرة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً