رووداو – أربيل
أكدت مجلة "يوراسيا ريفيو" الإلكترونية، أن التبعات السلبية لسياسة إيران المتضمنة استغلال مكثف للموارد المائية لضمان الأمن الغذائي بعد فرض العقوبات الأمريكية عليها ستؤثر على العراق نظراً لكثرة الأنهار التي تجري من إيران عبر الحدود لتصب داخل العراق.
وقال بيتر جان دوكس في مقال نشرته المجلة إن "الاستهلاك المائي لسياسات التشجيع على الزراعة، المنبثقة من شدة التركيز على الأمن الغذائي، تسببت باستنزاف الموارد المائية في إيران، والزراعة عموماً تكون السبب الأكبر في ارتفاع استهلاك المياه العذبة، وأدت العقوبات الى فرط استخدام المياه في إيران بنسبة 92 بالمئة".
وتابع: "من أجل تأمين كميات المياه التي يتطلبها الري أخذت طهران تركز أساساً على بناء السدود وغيرها من البنى التحتية، مثل مشاريع تحويل المياه ما بين أحواض الانهر مع العراق ما أضر بكميات ونوعيات الموارد المائية التي يحصل عليها الأخير".
وأوضح: "بسبب كون المحافظات الإيرانية المحاذية للحدود العراقية مناطق زراعية أساسية كان من الطبيعي أن تستغل الانهار العابرة للحدود لأغراض الري، لذا أقيمت السدود على روافد نهر دجلة، مثل سد داريان على نهر سيروان (نهر ديالى) وسد سيلفيه في حوض الزاب الصغير، وفي الجنوب شهد نهرا الكرخة والكارون، اللذان يصبان في شط العرب، ايضاً تطوير بنى تحتية مماثلة. وعلاوة على هذا انشأت طهران مشاريع لتحويل المياه ما بين الاحواض مهمتها نقل مياه الانهار العابرة للحدود الى مناطق زراعية أخرى، فعلى سبيل المثال حولت مياه نهر الكارون لدعم الزراعة في حوض نهر زيانده وسط إيران".
وأشار إلى أن "هذه الفعاليات التي تجري في أعالي الانهار لم تسفر فقط عن خفض كمية الجريان في الأنهار المعنية بل أثرت سلبياً في نوعية المياه وأدت المياه الراشحة من المناطق الزراعية إلى تلويث المياه العائدة الى نهر الكارون".
وذكر أن "تدني كميات المياه الواصلة الى العراق ونوعيتها ساهم بحدوث مشاكل اقتصادية وسياسية عديدة لهذا البلد، لأن المزارعين العراقيين الذين يعتمدون على الانهر الجارية عبر الحدود باتوا يواجهون مشكلة ضعف الانتاج نوعياً أو الاضطرار الى الهجرة وترك اراضيهم، وقد انعكست اثار ذلك على نوعية الحياة ومستويات الانتاج الزراعي في تلك المناطق".
وضرب الكتاب مثلاً بالبصرة بالقول: "أخذ التنافس الحاد جراء نقص المياه يتسبب منذ الآن في وقوع مواجهات عنيفة بين عشائر المنطقة، كما صار البصريون يتظاهرون احتجاجاً على شح المياه وارتفاع نسبة الملوحة فيها".
واختتم بالقول: "رغم إكثار المسؤولين في البلدين من الاشارة الى تأثيرات الأوضاع المناخية في ما يخص المشاكل المائية عبر الحدود فإن الممارسات التي من صنع الانسان في أعالي الانهار يجب الأ تغفل. لذلك فإن التوصل إلى حل دائم طويل الأمد للمشكلة القائمة بين إيران والولايات المتحدة سوف يرتد بالفائدة على الموارد المائية، لا في إيران وحدها بل في العراق كذلك".
وتصاعد التوتر مؤخراً بين إيران من جهة، والولايات المتحدة ودول خليجية حليفة لها من جهة أخرى؛ إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المتعدد الأطراف، المبرم في 2015.
واتخذت طهران تلك الخطوة، في مايو/ أيار الماضي، مع مرور عام على انسحاب واشنطن من الاتفاق وفرض عقوبات مشددة على إيران لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجيها النووي والصاروخي.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً